فوائد من كتاب «أسرار الطريق الصوفي» ورد مغالطاته(!)
-ج1-

صدر كتاب «أسرار الطريق الصوفي» للدكتور محمد أبو رمان، جَمع فيه مادةً عن الطرق الصوفية، وكغالب الكُتّاب لا يقومون بإبراز ثمرة ونتيجةً بحثهم وجهدهم! كإظهار الصواب من الخطأ فيما يجمعون!

وهذا (قد) يكون من باب الغش للقارئ الكريم، فلا يعرف الحقّ مِن الباطل -وخاصة في مسائل العقيدة-، أو قد يرتابه شك في الدِّين.

وعلى المؤلفين الذين يخوضون هذا البحر الذي لا قاع له أن تكون كتاباتهم مُنْصفة، وألا تكون لجهة شرقية ولا غربية؛ لعلها تنفعهم في يوم {لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}.

ويُعتبر الكتاب موسوعة مصغّرة عن طُرق الصوفية في الأردن، وسرداً لأسمائها، وأسماء مشايخها، ومراكزهم في القطاع العام والخاص، وبيان نشاطهم، وأماكن انتشارهم وتواجدهم، وأسماء مساجدهم وزواياهم –وفي الزوايا خبايا!- كما يُقال-، وغير ذلك مما هو مشهور عن الصوفية، سواء قرأ هذا الكتاب أو لم يقرأه...

ولا يخلو كتابٌ من فائدة، فأحببت استخراج بعض فوائد الكتاب بعد قراءته والاستماع إلى حفل إشهار الكتاب! مع التنبيه إلى بعض المغالطات التي لم يقصدها الدكتور؛ لأنه هدفه –كما قلت- ليس بيان الحق من الباطل!!!

فمن فوائد الكتاب:
* (ص19): قال: «فبعد أن كنت قد اخترت عنواناً مسبقاً للكتاب، عدّلته ليكون العنوان «أسرار الطريق الصوفي»، وهو مستوحى من أمرين اثنين:
الأول: أنّ التصوف -كما ذكرنا طريق-.
والثاني: أنه مسكون بعالم الروح والغيب، وفيه مما يعتبره الصوفيون «أسراراً» لا يجوز كشفها والإفصاح عنها إلا لمن وصل إلى مرحلة معينة في الطريق.
وثالثاً: لأن التصوف بعمق ليس سهلاً إلا لمن فهم جذوره وأبعاده، ولغته الخاصة، فنحن لسنا بصدد دراسة حركة اجتماعية ذات أيديولوجية وإطار حركي واضحين، بل؛ أمام مدرسة دينية وثقافة اجتماعية لها سمات خاصة استعصى فهمها على شريحة كبيرة من الباحثين».
قلت: وهل في الإسلام أسرار لا يجوز كشفها! فلا نعلم وجود الأسرار إلا عند المنظمات المشبوهة مثل الماسونية وأضرابها!!
ألا تكفي هذه الكلمة منكم يا دكتور لفضح (الطرق الصوفية)؟! وندع أسرارهم جانباً.....
بل تعترفُ وتقول عنهم: «لها سمات خاصة (استعصى فهمها) على شريحة كبيرة من الباحثين»، فإن الإسلام يُلخّص بكلمتين، عن سفيان الثقفي، قال: قلت يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك -وفي حديثٍ آخر: غيرك-. قال: «قل: آمنت بالله، ثم استقم». [رواه مسلم]
ما أجمل نصوص السّنة النّبوية وأوضحها، فلا تحتاج إلى صوفي لا يعرف أين ربه؟!!

* (ص30): قال: «ويتفق الصوفيون -كما يقول أئمتهم- على أن عبور الطريق يتطلب أربعة عوامل رئيسية، تساعد السائر على قطع المسافات، وهي الجوع والعزلة والصمت والسهر، والأساس الأول هو الجوع، لأنه يساعد الروح على العروج والارتقاء، فاعتبروا أفضل طريقة للوصول إلى الارتقاء القلبي هو عدم وجود طعام في جوف الصوفي».
قلت: الجوع والعزلة والصمت والسهر، هذه الأربعة إذا اجتمعت ستؤدي إلى اضطرابات نفسية، ووساوس قهرية! وجاء الإسلام بخلاف هذه الأربعة، فـ(حارب) الجوع وغيره، وليس المقام مقام بسط، ولكن أكتفي بموضوع (الجوع الصوفي) فكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو قائلاً: «اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع».
ومن لطائف ما ذكره الذهبي في جعفر الأبهري (ت:428) -: «قيل: إنه عمل له خلوة، فبقي خمسين يوماً لا يأكل شيئاً! وقد قلنا: إن هذا (الجوع المفرط) لا يسوغ، فإذا كان سرد الصيام والوصال قد نهي عنهما، فما الظن، وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع»؟!
ثم قَل من عمل هذه (الخلوات المبتدعة) إلا واضطرب، وفسد عقله، وجف دماغه، ورأى مرائي، وسمع خطاباً لا وجود له في الخارج، فإن كان متمكناً من العلم والإيمان، فلعله ينجو بذلك من تزلزل توحيده، وإن كان جاهلاً بالسنن وبقواعد الإيمان، تزلزل توحيده، وطمع فيه الشيطان، وادعى الوصول، وبقي على مزلة قدم، وربما تزندق وقال: أنا هو! نعوذ بالله من النفس الأمارة، ومن الهوى، ونسأل الله أن يحفظ علينا إيماننا، آمين».

* (ص:33): قال: «بل والأدهى من ذلك فإن فهم التصوف ومعرفته لیست بالأمر السهل لمن لم (يتذوق)، الأحوال الروحية الصوفية، ولم يسر في الطريق نفسه، لأن (المدرسة الصوفية)، مدرسة عملية، كما ذكرنا، يصعب فهمها بالعقول المجردة المرتبطة بالمصادر التقليدية للمعرفة: العقل والحواس، أو حتى الالتزام بظاهر النصوص الدينية، کما تفعل أغلب المدارس الإسلامية الأخرى»!
قلتُ: إذن؛ سيفمهما المجانين –فقط-! وا أسفاه على العقل(!) ولا حرمة لنصوص الوحي!!

* (ص35): قال: «لا تقتصر اللغة الصوفية على بعض المصطلحات التي سنأتي على ذكر بعضها، ولا على التفسير الإشاري للقرآن الكريم، بل تذهب أبعد من ذلك، بخاصة في القصائد الشعرية، التي تذهب نحو (الرمزية)، فستخدم أوصاف ورموز وتعبيرات تكون صادمة للوهلة الأولى......
ذلك أن الشعر الصوفي مرتبط بحب الله، وبالأحوال التي تصيب المتصوفة خلال مرحلة الذكر، وكأنهم أصبحوا في عالم آخر غير العالم المرئي، يرون صورة ويمرون بإشراقات روحية، يصفها المتصوفة بأوصاف غير تقليدية، يصعب إدراكها لمن لم يصل إلى تلك المراحل الروحية، ما حدا بكثير من الدارسين والباحثين في مجال التصوف، بخاصة الشعر الصوفي، إلى وضع شروحات وقواميس لتوضيح وتفسير الكلمات والمصطلحات».
قلتُ: رفقاً بالقوارير! «صادمة للوهلة الأولى»! لماذا لم يستخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الصّدمات لكفار العرب حتى يُبهرهم بإعجاز القرآن الكريم؟!
بل جاء القرآن بلغة يفهمها الحاضر والباد، ولكن دين فيه أسرار ستكون فيه رموز وتعبيرات صادمة للوهلة الأولى و(الأخيرة)!!!

*(ص36): قال: «وهذا ما يُطلق عليه المكاشفة أو الكشف، فيرى السالك أموراً لا تُشاهد بالعين ولا بالواقع في العادة»! ثم جاء التوضيح عن بعض هذا الكشف!: «ومنهم من يرى أنه يتيح للإنسان الإطلاع على بعض من علم الغيب»!!
قلتُ: مصطلح: (الكشف، والتجلي، والمشاهدة)، عند الصوفية هو جزء من (الرموز والتعبيرات الصادمة)! والمقصود بها كما جاء في بعض تفسيرها هو (الاطلاع على علم الغيب)! وهذا فيه شبه بالجنّ في محاولة استراق السمع! ولكن الجنّ اعترفت أنها مُنعت بالشُّهب، أما هؤلاء الصوفية فقد اخترقوا مقاعد السمع إلى المشاهدة!!

* (ص 52): قال: «ففي كتاب يوسف النبهاني تعداد لقرابة 25 من الكرامات (نقلاً عن السبكي)، الذي يقول أيضاً إنه يحصي أكثر من مائة نوع من الكرامات، مثل: إحياء الموتى وشفاء المرضى، وتكثير الطعام، وعلاج بعض الأمراض، وأنواع من الكشف الخاص، بالاطلاع على بعض الأمور الغيبية، والاطلاع -من خلال ما يعطيهم الله من بصائر - على ما في قلوب البعض، وقد قيل –سابقاً- احذروا الأولياء فإنهم جواسيس القلوب. ومن الكرامات الهيبة والمعرفة اللّدنية والنور الذي يضعه الله للأولياء، والقدرة على رؤية بعض الأحداث خارج النطاق الجغرافي للولي (بأن يطوي الله له الأرض فيري أموراً في أماكن أخرى)، وهكذا».
قلتُ: مجنون يكتب وعاقل يقرأ!
هل هذا التّخلف الصوفي هو الحل البديل الذي سيقدّمه الغرب للمسلمين؟!!
إذن: وجدوا ضالتهم!

* (ص81): تكلم عن الثقافة الشعبية في بعض المناطق مثل: «إقامة عشرات المقامات والأضرحة للأولياء والعارفين وقبلهم الصحابة والأنبياء، وزيارة هذه الأماكن والدعاء عندها والتبرك بها، وربطها بالعادات والظروف الاجتماعية، مثل: الاستسقاء وطلب المساعدة ومواكب العيد، وهو الأمر الذي طاول أيضاً بعض الأشجار والمغارات والأحجار وعيون الماء، التي جرى ربطها بالأولياء الصالحين»!!
قلتُ: إقامة المقامات والأضرحة، والدعاء والتبرك بها؛ هذه وسيلة إلى الشرك، والإسلام جاء لعبادة الله وحده لا شريك له...
هل نحن في آخر الزمان؟! أصبحنا نتكلم في أمور فِطْرية! وهل سنشاهد ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا تَقومُ السّاعةُ حتى تَضْطربَ ألياتُ نساءِ دَوْسٍ على ذي الخَلَصَة».
وقال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: «ويحتمل أن يكون المراد أنهن يتزاحمن، بحيث تضرب عجيزة بعضهن الأخرى عند الطواف حول الصنم المذكور».

* (ص93): قال: «يضيف بعض أقطاب المدرسة الأشعرية الصوفية سبباً آخر، يتمثّل في تجنب أساتذة الجامعات الإعلان عن عقيدتهم المخالفة للسلفية، بل وتقربهم من السعودية، في محاولة للحصول على عقود عمل للتدريس هناك، إذ أنّ فرق الرواتب الشهرية كبير، وهو ما جعل منهم خارج سياق المعركة التي بدأت، في أغلب الأوقات، من طرف واحد، وهو التيار السلفي ضد ما هو قائم من (ثقافة دينية) شعبية».
قلت: دارهم ما دمت في دارهم! فأين تزكية النفس عند القوم! وأين شراء الآخرة؟! فهل بيعت آخرة الصوفي الأشعري بالريال السعودي؟!
تحتاج إلى تأمل، ومراجعات عند القوم(!)

* (ص122): قال عن محمد عبدالجواد: «وينقل عنه بعض سكان العقبة کرامات، كأنه كان يمشي على النار، لما يشتد الذِّكر، ويرمي التراب على النار المشتعلة في الحضرة فتخرج رائحة البخور».
قلت: قد يأتي ملحد ويمشي على النار، ويفعل الغرائب؛ فأي كرامة هذه؟!

* (ص139): قال عن الطريقة الرفاعية: «وهم كأغلب الطرق الصوفية، يرون بأن الخضر عليه السلام ما زال حياً يرزق»!
قلت: يا دكتور: أتمنى أن تحرر هذه المسألة، فقد أصابني فتور في تقييد فوائد كتابكم عند الوصول لهذه الفائدة!

* (ص143): قال: «الميزة الأخرى لمعهد معارج أنه نقل الخطاب الصوفي من مجال (الزوايا) إلى الفضاء العام».
قلت: رحم الله الإمام الألباني الذي قال عن جماعة التبليغ الصوفية: «خرجوا من الصوامع إلى الشوارع».
وقال: «صوفية متنقلة».

* (ص215): نقل عن كرامات الرفاعي أنه سلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فرد الرسول صلى الله عليه وسلم عليه، ومد يده الشريفة إلى خارج الشّباك، فقبّلها الرفاعي!!!
قلت: هذا قبل زمن (الإنترنت) أما اليوم فلا أستبعد استغلال التكنولوجيا في الترويج لخرافات الصوفية!!


* (ص225): نقل عن كرامات الرفاعية: «وكان الصرفندي معروفاً بضرب الشيش»!
قلتُ: حتى يرفع الصوفية ما يقال عنهم من التّخلف، حبذا أن يرمي نفسه بالرصاص؛ فهذا أبلغ في إثبات الكرامة في العصر الحاضر!

*(ص240): ونقل عن خلوة أحدهم أربعين يوماً: «ففي تمامها حضر الرسول صلى الله عليه وسلم وألبسه التاج...».
قلت: لم نسترح من قصص حياة الخضر -عليه السلام-، فإذا الرسول صلى الله عليه وسلم يحضر عند القوم(!) فإذا كان ذلك كذلك؛ فالأصل أن يبايع الخضرُ سيدنا محمداً عليهم الصلاة والسلام، إلا إذا كان الخضر في الموروث الصوفي أفضل من سيد المرسلين!!!

*(ص264): قال: «يوضح حقاني بعض أسباب تعطل التكنولوجيا بقوله: «إن الكهرباء متعلقة بقوة الجن، لأن الجن مخلوق من نار، والإشعاع هو من طاقة الجن الأساسية، للجن شكل وهو يستعملون جزءاً ضئيلاً من طاقتهم، وهذه الطاقة هي الكهرباء التي نعرفها، ليس للجن أي مشكلة مع الكهرباء، ولكننا نحن لدينا مشكلة مع الكهرباء، إذ لا نستطيع لمسها مخافة الصعقة»».
قلت: ليس على المجنون حرج!
معذرة يا عقلاء الإنس والجنّ!!

* (ص304): قال: «يقوم الشيخ بتلقين المريد الأوراد والأذكار المطلوبة، والطريقة التي يتم بها خلوته....، ثم يدخل عادة غرفة شبه مظلمة، منعزلة...».
قلت: تُلحق هذه النقطة بموضوع (الجوع والعزلة والصمت والسهر) -كما سبق!-.
والله الهادي.

-يتبع إن شاء الله-
وكتب
محمد بن حسين آل حسن
الجمعة
1صفر 1442هـ - 18/9/2020م