سلسلة العلماء [0064]: الحكمة في أن أهل الجنة ليس لهم لحى - جملة من الأحاديث وأقوال أهل العلم


الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ننشر فيما يلي المادة التالية المستفادة من فتوى بموقع "الإسلام والسؤال وجواب" لجملة من الأحاديث وأقوال أهل العلم المقررة أن أهل الجنة ليس لهم لحى:


* عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ .


* عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَدْخُلُ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ أَبْنَاءَ ثَلاَثِينَ أَوْ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً .


* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا ، مُرْدًا ، بِيضًا ، جِعَادًا ، مُكَحَّلِينَ ، أَبْنَاءَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ ، عَلَى خَلْقِ آدَمَ ، سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي عَرْضِ سَبْعِ أَذْرُعٍ .


والحكمة كما جاء في مصدر النقل -وهو ذات الفتوى المشار إليها-: "أنَّ الجنة ليست دار تكليف ، وإنما دار ثواب ونعيم ، لذا جعل الله فيها كل ما شأنه أن يتنعم به أهل الجنة ، ومنع عنهم كل ما من شأنه أن يؤذيهم أو يكدر عليهم النعيم .


لذا كان من كمال الحسن ألّا تكون لهم لحى ."


قال القاري في "مرقاة المفاتيح" (9/3590) :"مرد : جَمْعُ أَمَرَدَ ، وَهُوَ غُلَامٌ لَا شَعَرَ عَلَى ذَقْنِهِ ، وَقَدْ يُرَادُ بِهِ الْحُسْنُ بِنَاءً عَلَى الْغَالِبِ ". انتهى .


وقال ابن القيم في "التبيان في أقسام القرآن" (ص317) :" وأما شعر اللحية ففيه منافع ، منها الزينة والوقار والهيبة ، ولهذا لا يرى على الصبيان والنساء من الهيبة والوقار، ما يرى على ذوي اللحى .


ومنها : التمييز بين الرجال والنساء.


فإن قيل لو كان شعر اللحية زينة ، لكان النساء أولى به من الرجال لحاجتهن إلى الزينة ، وكان التمييز يحصل بخلو الرجال منه ، ولكان أهل الجنة أولى به وقد ثبت أنهم جرد مرد ؟


قيل : الجواب أن النساء لما كُنَّ محل الاستمتاع والتقبيل ، كان الأحسن والأولى خلوهن عن اللحى ، فإن محل الاستمتاع إذا خلا عن الشعر، كان أتم ولهذا المعنى ، والله أعلم ، كان أهل الجنة مرداً ، ليكمل استمتاع نسائهم بهم ، كما يكمل استمتاعهم بهن .


وأيضاً فإنه أكشف لمحاسن الوجوه ، فإن الشعر يستر ما تحته من البشرة ، أن يمس بشرة المرأة.


والله أعلم بحكمته في خلقه ". انتهى .


قال ابن القيم في نونيته الشهيرة "الكافية الشافية


ألوانهم بيض وليس لهم لحى ... جُعد الشعور مكحّلو الأجفان


هذا كمال الحسن في أبشارهم ... وشعورهم وكذلك العينان


وختمت الفتوى بالقول في استخلاص الحكمة:


"ومما سبق يتبين أن من الحكم كمال الحسن والجمال ، وكذلك حتى يتم التنعم على أكمل وجه ، فلا يتأذى بالشعر الرجل ولا أهله في الجنة .


على أنه لا قياس لأحكام الجنة وما فيها من النعيم، بأحوال الدنيا وأحكامها ، وقد قدمنا أن الجنة ليست دار تكليف، والله أعلم بحكمته في خلقه في الدارين، وهو سبحانه يحكم ما يشاء ، ويأمر بما يريد ."


المصدر: مستفادة ومستخلصة من فتوى بموقع (الإسلام سؤال وجواب) برقم 328250.