الحمد لله المطلع على أسرار الغيوب، الرقيب على بواطن القلوب، أحمده على نعمه الكرام، وآلائه العظام، ومواهبه الجسام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة صدق ويقين، فإنها عزيمة الإيمان، وفاتحة الإحسان، ومرضاة الرحمن، ومدحرة الشيطان.
يا من يرى ما في الضمير ويسمع
أنت المعَدُّ لكل ما يُتوقع
يا من يُرجّى للشدائد كلّها
يا من إليه المشتكى والمفزع
يا من خزائن رزقه في قول كُن
أُمنن فإن الخير عندك أجمع
مالي سوى فقري إليك وسيلة
فبالافتقار إليك فقري أدفع
مالي سوى قرعي لبابك حيلة
فلئن رددت فأي بابٍ أقرع
ومن الذي أدعو وأهتف باسمه
إن كان فضلك عن فقيرك يمنع
حاشا لجودك أن تقنّط عاصيا
الفضل أجزل والمواهب أوسع
وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده المصطفى، ورسوله المجتبى، وأمينه على وحي السما، صلى الله عليه وعلى آله مصابيح الدجى، وأصحابه مفاتيح الهدى، وسلم تسليمًا كثيرًا.
وبعد: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
عباد الله، هذا هو اللقاء الثاني مع أخلاق المصطفى، مع صورٍ مباركة من حياة خير البشر لتكون نبراسًا لنا في حياتنا وصدق الله القائل: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].
مع حلمه؛ فعن مسعود بن الحكم رضي الله عنه قال: صليت مع النبي فعطس رجل من القوم، فقلت: رحمك الله، فرماني القوم بأَبصارهم وضربوا بأَيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتُهم يُصْمتوني سكتُّ، قال: فدعاني النبي بأبي وأمي، ما رأيتُ مُعلِّمًا أحسنَ تعليمًا منه، ما ضرَبني ولا سبَّني، ثم قال صلى الله عليه وسلم: «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن»؛ [رواه الإمام مسلم].
رسالة إلى الدعاة إلى الله أن ينهجوا نهج محمد في الدعوة إلى الله: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين َ ﴾ [النحل: 125].
وعن مالك بن الحُوَيرث رضي الله عنه قال: كان رسول الله رحيمًا رفيقًا، فأقمنا عنده عشرين ليلة، فظن أنا قد اشْتَقْنا أهلَنا، فسألَنا عمن تركنا من أهلنا، فأخبرناه، فقال: «ارجعوا إلى أهليكم، فعلِّموهم ومُروهم، وصلوا كما رأيتموني أُصلي، وإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، ثم ليؤمكم أكبركم»؛ [البخاري ومسلم].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء الطُّفيل بن عمرو الدَّوسي إلى رسول الله، فقال: إنَّ دوسًا قد عصَتْ وأبَتْ، فادعُ الله عليهم، فاستقبل رسول الله القبلة ورفع يديه، فقال الناس: هلكوا، فقال: «اللهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وائْتِ بِهِم»؛ [رواه البخاري ومسلم وأحمد].
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «ما ضرب رسول الله خادمًا له قط ولا امرأةً قط، ولا ضَرَب بيده إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نِيلَ منه شيء، فانتقم من صاحبه إلا أن تُنْتَهك محارمُ الله، فينتقم لله تعالى، وما عُرض عليه أمران إلا اختار أيسرهما إلا أن يكون مَأْثَمًا، فإن كان مأثمًا كان أبعدَ الناس منه»؛ [رواه مسلم].
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع رسول الله وعليه بُرْد نَجْراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي، فجبذه بردائه جَبْذةً شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله قد أثَّرت بها حاشية البرد من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد، مُرْ لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله ثم ضحك، ثم أمر له بعطاء؛ [رواه البخاري].
روى البخاري: لَما كان يوم حُنين آثر النبي ناسًا في القسمة، فأَعطى الأقرع بن حابس مائةً من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى أناسًا من أشراف العرب وآثرهم يومئذٍ في القسمة، فقال رجل: والله إن هذه القِسْمة ما عُدل فيها وما أُريد بها وجه الله.
فبلغ ذلك رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: «من يعدل إذا لَمْ يَعْدِلُ اللَّهُ ورسوله، رَحِمَ اللَّهُ مُوسَى قَدْ أُوذِيَ بأكثر من هذا فَصَبَر»؛ [أخرجه البخاري].
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله، ادعُ الله على المشركين، فقال: «إنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وإنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمةً»؛ [أخرجه مسلم في السير «2599»].
ومن ذلك أيضًا ما حدث من عائشة رضي الله عنه عندما أهدت بعض زوجات النبي صلى الله عليه وسلم إليه قصعة بها طعام - وهو في بيت عائشة - فغارت عائشة رضي الله عنه، وكسرت الصحفة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «غارت أُمُّكم، غارت أمُّكم»، ثم قال: «صُحفة مكان صُحفة، وإناء مكان إناء»؛ [أخرجه البخاري].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لَمَّا فتح رسول الله مكة طاف بالبيت، وصلى فيه ركعتين، ثم أتى الكعبة وأخذ بعضادَتَي الباب، فقال: «مَا تَقُولُونَ ومَا تَظُنُّونَ؟»، الخطاب لمن؟ إنهم الذين آذوه وسبوه وأخرجوه من أحب البقاع إلى قلبه فقال: «مَا تَقُولُونَ ومَا تَظُنُّونَ؟».
قالوا: نقول أخٌ وابنُ عمَ حليمٌ رحيمٌ. قالوا ذلك ثلاثًا.
فقال رسول الله: «أقُولُ كَمَا قَالَ يُوسُفَ: ﴿ قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف: 92]، فخرجوا كأنما نُشِروا من القبور، فدخلوا في الإسلام.
وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل نجد، فلما قفل رسول الله، قفلت معه، فأدركتهم القيلولة في وادٍ كثير العضاة، فنزل رسول الله تحت شجرة وعلَّق بها سيفه، ونمنا نومة، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا، وإذا عنده أعرابي، فقال: «إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتا، فقال: من يمنعك مني؟ فقلت: الله، فسقط السيف من يده»، فأخذ النبي السيف، وقال: «من يمنعك مني؟»، قال: يا محمد، كن خير آخذ، فقال: «تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟»، قال: لا، ولكن أعاهدك ألا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلى الرسول سبيله، فأتى الرجل أصحابه، فقال: جئتكم من عند خير الناس؛ [رواه البخاري].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه جاء أعرابي يومًا يطلب من الرسول شيئًا فأعطاه، ثم قال له: « أحسنت إليك؟ قال الأعرابي: لا، ولا أجملت! فغضب المسلمون، وقاموا إليه؛ فأشار إليهم أن كُفُّوا. ثم دخل منزله، وأرسل إلى الأعرابي وزاده شيئًا، ثم قال: أحسنت إليك؟»، قال: نعم، فجزاك الله من أهل ومن عشيرة خيرًا، فقال له النبي: «إنك قلت ما قلت وفي نفس أصحابي شيء من ذلك، فإذا أحببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي، حتى يذهب من صدورهم ما فيها عليك»، قال: نعم، فلما كان الغداة جاء، فقال النبي: «إن هذا الأعرابي قال ما قال، فزدناه، فزعم أنه رضي، أكذلك؟ فقال الأعرابي: نعم، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرًا، فقال: «إن مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل كانت له ناقة شردت عليه، فتبعها الناس، فلم يزيدوها إِلا نفورًا، فناداهم صاحب الناقة: خلوا بيني وبين ناقتي، فإني أرفق بها وأعلم، فتوجه لها صاحب الناقة بين يديها، فأخذ لها من قمام الأرض، فردها هونًا هونًا، حتى جاءت واستناخت، وشد عليها رحلها، واستوى عليها، وإني لو تركتكم حين قال الرجل ما قال فقتلتموه، دخل النار»؛ [رواه البزار].
صلى عليك الله يا علم الهدى واستبشرت بقدومك الأيامُ
هتفت لك الأرواح من أشواقها وازينت بحديثك الأقلامُ
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وإمام المتقين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيا أيها المسلمون، ومع خُلقٍ آخر للنبي وهو التواضع: كيف كان شأنه وتواضعه؟
كان كما حكى عنه عبدالله بن أوفى رضي الله عنه فيما رواه النسائي والدرامي «يكثر الذكر ويقل اللغو، ويطيل الصلاة ويقصر الخطبة، ولا يأنف ولا يستنكف أن يمشي مع الأرملة والمسكين، فيقضي لهما حاجتهما».
هو القائل: «ما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه اللهُ»؛ [رواه مسلم عن أبي هريرة].
تأمل أخي المؤمن إلى تواضعه العجيب، إنه سيد ولد آدم، ليس فوقه أحد من البشر - حاشاه - إنه أحب الخلق إلى الله وأعظمهم جاهًا وقدرًا عند رب العالمين، إنه صاحب الوسيلة وهي أعلى درجة في الجنة، منزلةٌ واحدةٌ ليست إلا له.
إن الأرض ما وطئ عليها ولن يطأ عليها إلى يوم القيامة أكرم ولا أجل ولا أرفع منه، عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كان النبي ينقل التراب يوم الخندق حتى أغبر بطنه وهو يقول مع صحابته الكرام:
والله لولا الله ما اهتدينا
ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا
وثبت الأقدام إن لا قينا
إن الأُلى قد بغوا علينا
إذا أرادوا فتنة أبينا
ويرفع بها صوته: «أبينا، أبينا»؛ [صحيح، أخرجه البخاري: كتاب الجهاد والسير-باب حفر الخندق، حديث «2837»].
ولقد رعى النبي الغنم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: «ما بعث الله نبيًّا إلا وقد رعى الغنم، وأنا كنت أرعاها لأهل مكة على قراريط»؛ [البخاري في الإجارة، باب رعي الغنم على قراريط «2262»].
قال أهل العلم: رعي الغنم وظيفة ارتضاها الله لأنبيائه.
فما السر في ممارسة الأنبياء لها؟
قالوا: إن من أسرارها أنها تربي النفوس على التواضع وتزيد الخضوع لله تعالى، ومن أسرارها أنها تربي على الصبر وتحمل المشاق إلى حكم كثيرة وهو الحكيم العليم.
وأيضًا تواضعه صلى الله عليه وسلم مع الضعفاء والأرامل والمساكين والصبيان؛ عن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن رسول الله: «كان يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم، ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم»، فلم تشغله النبوة عن ذلك، ولم تمنعه مسؤولية أمته، ولا كثرة الارتباطات والأعمال أن يجعل للضعفاء والمرضى نصيبًا من الزيارة والعبادة واللقاء.
فأين أنتم يا أصحاب الجاه من هذا الخلق العظيم؟ أين أنتم أيها الأغنياء من هدي نبيكم.
إذا أردتم حلاوة الإيمان أن تطعموها، فهذا هو السبيل إليها فلا تخطئوه.
أيها المسلمون، كان يمر بالصبيان فيسلم عليهم، وفي رواية: «كان يزور الأنصار ويسلم على صبيانهم ويمسح رؤوسهم».
إنك ترى في عصرنا هذا من يترفع عن المتقين من الرجال، فكيف يكون شأنه مع الصبيان والصغار؟ إنك لتجد بعض ضعفاء الإيمان يأنف أن يُسلِّم على من يرى أنه أقل منه درجة أو منصبًا، ولعل ما بينهما عند الله كما بين السماء والأرض، ألا فليعلم أولئك أنهم على غير هدي رسول الله.
أخي المسلم، تأمل يا رعاك الله في هذين الحديثين:
عن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال: سأل رجل عائشة رضي الله عنها: هل كان رسول الله يعمل في بيته؟ قالت: «نعم، كان رسول الله يخصف نعله ويخيط ثوبه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته».
وعن عائشة رضي الله عنها وقد سُئلت عما كان النبي يصنع في أهله؟ قالت: «كان في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة»؛ [أخرجه البخاري «676» كتاب الأذان، باب من كان في حاجة أهله فأقيمت الصلاة فخرج].
ومن خُلُقه أيضًا حُسْن منطقه صلى الله عليه وسلم: عن عائشة رضي الله عنها أن رجلًا استأذن على النبي، فلما رآه قال: «بئس أخو العشيرة، وبئس ابن العشيرة»، فلما جلس تطلَّق النبي في وجهه، وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل قالت له عائشة رضي الله عنه: يا رسول الله، حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه، فقال رسول الله: «يا عائشة متى عهدتني فحاشًا؟ إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره»؛ [رواه البخاري].
ومن حُسن خُلُقه أن كان لا يرد سائلًا: عن جابر رضي الله عنه قال: «ما سُئل النبي عن شيء قط فقال لا»؛ [رواه البخاري ومسلم].
ومن خُلُقه مراعاته لمشاعر الناس: وهو جانب دقيق وعجيب في سيرته وشواهده كثيرة، منها ما يرويه أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلًا دخل على رسول الله وعليه أثر صفرة وكان النبي قلما يواجه رجلًا في وجهه بشيء يكرهه، فلما خرج قال: «لو أمرتم هذا أن يغسل هذا عنه»؛ [رواه أبو داوود وضعفه الألباني].
وفي الصحيحين أنه أهدى إليه رجل صيدًا وهو محرم، فرده فلما رأى ما في وجهه قال: «إنا لم نرده عليك إلا أنا حُرُم».
اللهم حسِّن أخلاقنا وقوِّ إيماننا، وارفع درجاتنا، وطهِّر قلوبنا، وزكِّ نفوسنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
ألا وصلوا عباد الله على رسول الهدى، فقد أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/142235/#ixzz6ZSC69JKB