تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 12 من 12 الأولىالأولى ... 23456789101112
النتائج 221 إلى 223 من 223

الموضوع: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله

  1. #221
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


    منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
    أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
    المجلد الثالث
    الحلقة (218)
    صـ 369 إلى صـ 376



    بل القرآن نزل بلغة العرب، بل بلغة قريش، وقد علمت العادة المعروفة في خطاب الله ورسوله، فليس لأحد أن يخرج عنها.
    وبالجملة فنحن ليس مقصودنا هنا نصر قول من يقول: القرآن قديم، فإن هذا القول أول من عرف أنه قاله في الإسلام أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب، واتبعه على ذلك طوائف، فصاروا حزبين: حزبا يقول: القديم هو معنى قائم بالذات، وحزبا يقول: هو حروف، أو حروف وأصوات.
    وقد صار إلى كل من القولين طوائف من المنتسبين إلى السنة من أصحاب مالك والشافعي وأحمد وغيرهم. وليس هذا القول ولا هذا القول قول أحد من الأئمة الأربعة، بل الأئمة الأربعة وسائر الأئمة متفقون على أن كلام الله منزل غير مخلوق. وقد صرح غير واحد منهم أن الله تعالى متكلم (1) (* بمشيئته وقدرته، وصرحوا بأنه لم يزل متكلما إذا شاء كيف شاء، وغير ذلك من الأقوال المنقولة عنهم، وهذه المسألة قد تكلم فيها السلف *) (2) ، لكن اشتهر النزاع فيها في المحنة المشهورة لما امتحن أئمة الإسلام، وكان الذي ثبته الله في المحنة وأقامه لنصر السنة هو الإمام أحمد (2 بن حنبل - رحمه الله تعالى 2) (3) - وكلامه وكلام غيره في ذلك (4) موجود في كتب كثيرة، وإن كان طائفة من متأخري

    **_________
    (1) ن، م: يتكلم.
    (2) ما بين النجمتين ساقط من (م) ، وسقطت كلمة السلف من (أ) ، (ب) .
    (3) (2 - 2) ساقط من (أ) ، (ب) ، وفي (ن) : بن حنبل رضي الله عنه.
    (4) في ذلك: ساقطة من (أ) ، (ب)
    =============================
    أصحابه (1) وافقوا ابن كلاب على قوله: إن القرآن قديم، فأئمة (2) أصحابه على نفي ذلك، وأن كلامه قديم، بمعنى أنه لم يزل متكلما بمشيئته وقدرته.
    ولهم قولان: هل يوصف الله بالسكوت عن كل كلام، [أو أنه لم يزل متكلما وإنما يوصف بالسكوت عن بعض الأشياء؟] (3) ذكرهما أبو بكر عبد العزيز وأبو عبد الله بن حامد وغيرهما. وأكثر أئمتهم وجمهورهم على أنه لم يزل متكلما، إنما يوصف بالسكوت عن بعض الأشياء.
    كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " «الحلال ما أحله الله في كتابه، والحرام ما حرمه الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفا عنه» ". (4) .
    وأحمد وغيره من السلف يقولون: إن الله تعالى يتكلم بصوت، لكن لم يقل أحد منهم: إن ذلك الصوت المعين قديم.

    **_________
    (1) أ، ب: وإن كانت طائفة من أصحابه.
    (2) ن فقط: وأئمة.
    (3) ما بين المعقوفتين ساقط من جميع النسخ، وإثباته يقتضيه الكلام.
    (4) الحديث عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - في سنن الترمذي 3/134 كتاب اللباس باب ما جاء في لبس الفراء، ونصه: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن السمن والجبن والفراء فقال: الحلال. . . الحديث. وقال الترمذي: وفي الباب عن المغيرة: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه، وروى سفيان وغيره عن سليمان التيمي عن أبي عثمان قوله: وكأن الحديث الموقوف أصح، والحديث أيضا في: سنن ابن ماجه 2 - 1117 كتاب الأطعمة، باب أكل الجبن والسمن، وذكره التبريزي في مشكاة المصابيح 2 - 451 ونقل الألباني كلام الترمذي
    ==============================
    يقولون: إن الله تعالى يتكلم بصوت، لكن لم يقل أحد منهم: إن ذلك الصوت المعين قديم
    **[فصل زعم الرافضي بأن أهل السنة ينكرون عصمة الأنبياء وكلامه على مقالتهم في الإمامة والرد عليه]

    فصل (1) قال الرافضي (2) : وذهب جميع من عدا (3) الإمامية والإسماعيلية إلى أن الأنبياء والأئمة (4) غير معصومين، فجوزوا بعثة من يجوز عليه الكذب والسهو والخطأ والسرقة، فأي وثوق يبقى للعامة في أقوالهم (5) ، وكيف (6) يحصل الانقياد إليهم (7) ، وكيف يجب اتباعهم مع تجويز أن يكون ما يأمرون به خطأ؟ ولم يجعلوا الأئمة محصورين في عدد معين بل كل من بايع (8) قرشيا انعقدت إمامته عندهم، ووجب (9) طاعته على جميع الخلق إذا كان مستور الحال، وإن كان (10) على غاية من الكفر والفسوق والنفاق (11) .

    **_________
    (1) عند كلمة فصل تبدأ نسخة (و) = نسخة الولايات المتحدة الأمريكية.
    (2) الكلام التالي في (ك) ص 93 (م) .
    (3) ب: جمع ما عدا، وهو تحريف.
    (4) ك: والأئمة عليهم السلام.
    (5) ك: في أقاويلهم.
    (6) ك: فكيف.
    (7) أ، ب: لهم.
    (8) أ، ن، م، و: بل كل من تابع، ك: بل قالوا: كل من بايع، والمثبت من (ب) .
    (9) ن، و، أ، ب: ووجبت.
    (10) وإن كان في (ب) ، (ك) فقط، وسقطت من سائر النسخ.
    (11) ن، م: من الفسوق والكفر والنفاق. و: من الفسق والكفر والنفاق
    ==============================
    فيقال: الكلام على هذا من وجوه:
    أحدها: أن يقال: ما ذكرته عن الجمهور من نفي (1) العصمة عن الأنبياء وتجويز الكذب والسرقة (2) والأمر بالخطأ عليهم فهذا (3) كذب على الجمهور؛ فإنهم متفقون على أن الأنبياء معصومون في تبليغ الرسالة، ولا يجوز أن يستقر في شيء من الشريعة خطأ باتفاق المسلمين، وكل ما يبلغونه عن الله - عز وجل - (4) من الأمر والنهي يجب طاعته فيه (5) باتفاق المسلمين، وما أخبروا به وجب تصديقهم فيه بإجماع المسلمين، وما أمروهم به ونهوهم عنه (6) وجبت طاعتهم فيه (7) عند جميع فرق الأمة، إلا عند طائفة من الخوارج يقولون: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - (8) معصوم فيما يبلغه عن الله لا فيما يأمر هو به وينهى عنه. وهؤلاء ضلال باتفاق أهل السنة والجماعة (9) .

    وقد ذكرنا غير مرة أنه إذا كان في بعض المسلمين [من قال: قولا خطأ لم يكن ذلك قدحا في المسلمين] (10) ، ولو كان كذلك لكان خطأ الرافضة
    **_________
    (1) ن، م، و: في نفي.
    (2) أ، ب: السرقة والكذب.
    (3) فهذا: زيادة في (أ) ، (ب) .
    (4) عز وجل: زيادة في (أ) ، (ب) .
    (5) أ، ب: فهم مطاعون فيه.
    (6) ن، م: وما أمروا به ونهوا عنه، و: وما أمروا به ونهوا عنه.
    (7) أ، ب: فهم مطاعون فيه.
    (8) صلى الله عليه وسلم: زيادة في (أ) ، (ب) .
    (9) أ، ب: باتفاق المسلمين أهل السنة والجماعة.
    (10) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) فقط
    ==========================
    عيبا في دين المسلمين، فلا يعرف في الطوائف أكثر خطأ وكذبا منهم، وذلك (1) لا يضر المسلمين شيئا، فكذلك لا يضرهم (2) وجود مخطئ آخر (3) غير الرافضة.
    وأكثر الناس - أو كثير منهم - لا يجوزون عليهم الكبائر، والجمهور الذي يجوزون الصغائر -[هم ومن يجوز الكبائر -] (4) يقولون: إنهم لا يقرون عليها، بل يحصل لهم بالتوبة منها من المنزلة (5) أعظم مما كان قبل ذلك كما تقدم التنبيه عليه.
    وبالجملة (6) فليس في المسلمين من يقول: إنه يجب طاعة الرسول مع جواز أن يكون أمره خطأ، بل هم متفقون على أن الأمر الذي يجب طاعته لا يكون إلا صوابا. فقوله: " كيف يجب اتباعهم مع تجويز أن يكون ما يأمرون (7) به خطأ " قول لا يلزم أحدا من الأمة (8) .
    وللناس في تجويز الخطأ عليهم في الاجتهاد قولان معروفان، وهم متفقون على أنهم لا يقرون عليه، وإنما يطاعون فيما أقروا عليه، لا فيما غيره الله ونهى عنه، ولم يأمر بالطاعة فيه.

    **_________
    (1) ن، م: وكذلك.
    (2) أ: شيئا من ذلك لا يضرهم، ب: شيئا من ذلك فلا يضرهم، م: وكذلك لا يضرهم.
    (3) آخر: ساقطة من (أ) ، (ب) .
    (4) ما بين المعقوفتين زيادة في (أ) ، (ب) .
    (5) ن، م: من المعتزلة، وهو تحريف.
    (6) ن، م، و: وفي الجملة.
    (7) ما يأمرون، ساقطة من (ن) ، (م) .
    (8) أ، ب: من الأئمة
    ============================
    وأما عصمة الأئمة فلم يقل بها إلا كما قال الإمامية والإسماعيلية.
    وناهيك (1) بقول (2) لم يوافقهم عليه إلا الملاحدة المنافقون، الذين شيوخهم الكبار أكفر من اليهود والنصارى والمشركين! (3) وهذا دأب الرافضة دائما (4) يتجاوزون عن جماعة المسلمين إلى اليهود والنصارى والمشركين في الأقوال والموالاة والمعاونة (5) والقتال وغير ذلك.
    فهل يوجد أضل (6) من قوم يعادون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ويوالون الكفار والمنافقين؟ (7) وقد قال الله تعالى: {ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون - أعد الله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون - اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين - لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون - يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون - استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون - إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين - كتب

    **_________
    (1) وناهيك: ساقطة من (أ) ، (ب) .
    (2) أفقط: يقول.
    (3) والمشركين: زيادة في (أ) ، (ب) .
    (4) م: وإنما. وسقطت الكلمة من (و) .
    (5) م: في الأقوال أدنى الموالاة والمعاداة، و: في الأقوال وفي الموالاة والمعاداة.
    (6) أ، ب: ومن أضل من.
    (7) أ، ب: المنافقين والكفار
    ============================
    الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز - لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون} [سورة المجادلة: 14 - 22] .
    فهذه الآيات نزلت في المنافقين، وليس المنافقون في طائفة أكثر منهم في الرافضة، حتى أنه ليس في الروافض إلا من فيه شعبة من شعب النفاق.
    كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " «أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت (1) فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذااؤتمن خان، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر» ". أخرجاه في الصحيحين (2) .

    {ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون - ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون} [سورة المائدة: 80 - 81] (3) .
    **_________
    (1) كانت: كذا في (ن) ، (و) ، وفي سائر النسخ: كان، وسقطت الكلمة مع كلمات قبلها من (م) .
    (2) الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - في: البخاري 1 - 12 كتاب الإيمان باب علامة النفاق 4 - 102 كتاب الجزية والموادعة، باب إثم من عاهد ثم غدر، مسلم 1 - 78 كتاب الإيمان باب بيان خصال المنافق، سنن أبي داود 4 - 305، 306 كتاب السنة، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه.
    (3) ن، م، أ، ب: كثير منهم يتولون
    ============================== ====
    وقال تعالى: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون - كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون - ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا} [سورة المائدة: 78 - 80] وهم غالبا لا يتناهون عن منكر فعلوه، بل ديارهم أكثر البلاد منكرا من الظلم والفواحش (1) وغير ذلك، وهم يتولون الكفار الذين غضب الله عليهم، فليسوا مع المؤمنين ولا مع الكفار (2) كما قال تعالى: {ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم} [سورة المجادلة: 14] .
    ولهذا هم عند جماهير (3) المسلمين نوع آخر حتى أن المسلمين لما قاتلوهم بالجبل الذي كانوا عاصين فيه (4) بساحل الشام، يسفكون دماء المسلمين ويأخذون أموالهم ويقطعون الطريق استحلالا لذلك وتدينا به، فقاتلهم صنف من التركمان فصاروا يقولون: نحن مسلمون، فيقولون: لا أنتم جنس (5) آخر. فهم بسلامة قلوبهم علموا أنهم جنس آخر (6) خارجون عن المسلمين [لامتيازهم عنهم] (7) .

    **_________
    (1) ن، م، و: من ظلم وفواحش.
    (2) ن: ليسوا مع المسلمين ولا مع الكفار، م: ليسوا من المسلمين ولا مع الكفار، وليسوا مع الكفار ولا مع المسلمين.
    (3) أ، ب: جماعة.
    (4) ن: الذين كانوا فيها عاصين، م: الذين كانوا عاصين فيها.
    (5) أ، ب: صنف.
    (6) آخر: ساقطة من (و) .
    (7) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م)
    ============================



  2. #222
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


    منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
    أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
    المجلد الثالث
    الحلقة (219)
    صـ 377 إلى صـ 384





    وقد قال الله تعالى: {ويحلفون على الكذب وهم يعلمون} [سورة المجادلة: 14] وهذا حال (1) الرافضة، وكذلك (2) {اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله} إلى قوله: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} [الآية سورة المجادلة: 16 - 22] وكثير منهم يواد (3) الكفار من وسط قلبه (4) أكثر من موادته للمسلمين؛ ولهذا لما خرج (5) الترك والكفار من جهة المشرق (6) فقاتلوا (7) المسلمين وسفكوا دماءهم ببلاد (8) خراسان والعراق والشام والجزيرة وغيرها، كانت الرافضة معاونة لهم على قتال (9) المسلمين، (10 ووزير بغداد المعروف بالعلقمي (10) هو وأمثاله كانوا من أعظم الناس معاونة لهم على المسلمين 10) (11) ، وكذلك الذين كانوا بالشام بحلب وغيرها (12) من الرافضة كانوا من أشد الناس معاونة لهم على قتال المسلمين، وكذلك النصارى
    **_________
    (1) أ، ب: وهذه حالة، و: وهذه حال.
    (2) أ، ب: ولذلك.
    (3) ن، م: يوادون.
    (4) ن: من وسط عليه، وهو تحريف.
    (5) أ، ب: أخرج.
    (6) ن، م، و: الشرق.
    (7) أ، ب: وقتلوا.
    (8) ن، م: ببلد.
    (9) قتال: ساقطة من (أ) ، (ب) .
    (10) ن، م: العلقمي، وانظر ما ذكرته في المقدمة، ص [0 - 9] 4 عن العلقمي.
    (11) (10 - 10) ساقط من (أ) ، (ب) .
    (12) أ، ب: بالشام وحلب وغيرهما
    ============================== ==
    الذين قاتلهم المسلمون (1) بالشام، كانت الرافضة من أعظم أعوانهم (2) . وكذلك إذا صار اليهود (3) دولة بالعراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم (4) فهم (5) دائما يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى، ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم.
    ثم إن هذا (6) ادعى عصمة الأئمة دعوى لم يقم عليها حجة (7) ، إلا ما تقدم من أن الله لم يخل العالم من أئمة معصومين لما في ذلك من المصلحة واللطف، ومن المعلوم المتيقن (8) : أن هذا المنتظر الغائب المفقود لم يحصل به شيء من المصلحة واللطف، سواء كان ميتا كما يقوله الجمهور أو كان حيا كما تظنه الإمامية. وكذلك أجداده المتقدمون لم يحصل بهم شيء من المصلحة واللطف الحاصلة (9) من إمام معصوم ذي سلطان، كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة بعد الهجرة، فإنه كان إمام المؤمنين الذي يجب عليهم طاعته (10) ، ويحصل بذلك سعادتهم، ولم يحصل بعده

    **_________
    (1) أ، ب: قاتلوا المسلمين.
    (2) أ، ب: المعاونين لهم.
    (3) ن، م، و: ليهودي.
    (4) ن، م، و: أعوانه.
    (5) ن، م: وهم.
    (6) ن، م: ثم إنه، و: ثم هذا.
    (7) و: ادعى عصمة الأئمة فلم يقم عليها حجة، ن، م: ادعى عصمة الأئمة دعوى ولم يقم عليها حجة.
    (8) و: المتبين.
    (9) ن: الحاصل.
    (10) ن: الذين تجب عليهم طاعته، م: الذي عليهم طاعته
    ===========================
    أحد له سلطان تدعى له العصمة إلا علي - رضي الله عنه - (1) زمن خلافته.
    ومن المعلوم بالضرورة أن حال اللطف والمصلحة التي (2) كان المؤمنون فيها زمن الخلفاء الثلاثة أعظم من اللطف والمصلحة (3) الذي كان [في خلافة علي] (4) زمن القتال والفتنة والافتراق، فإذا لم يوجد من يدعي الإمامية فيه أنه معصوم وحصل له سلطان بمبايعة ذي الشوكة (5) إلا علي وحده، وكان مصلحة المكلفين واللطف الذي حصل لهم في دينهم ودنياهم في ذلك الزمان أقل منه في زمن الخلفاء الثلاثة - علم (6) بالضرورة أن ما يدعونه من اللطف والمصلحة الحاصلة بالأئمة المعصومين باطل (7) قطعا.
    وهو (8) من جنس الهدى والإيمان الذي يدعى في رجال (9) الغيب بجبل لبنان وغيره من الجبال (10) مثل جبل قاسيون بدمشق، ومغارة الدم، وجبل الفتح بمصر، ونحو ذلك من الجبال والغيران (11) ، فإن

    **_________
    (1) رضي الله عنه: زيادة في (أ) ، (ب) .
    (2) أ، ب: ومن المعلوم أن المصلحة واللطف الذي.
    (3) أ، ب: المصلحة واللطف.
    (4) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م)
    (5) ن: بمتابعة ذوي الشوكة، م: بمبايعة (غير منقوطة) ذوي الشوكة، و: بمبايعته ذوي الشوكة.
    (6) أ، ب، ن: فعلم.
    (7) أ، ب: باطلة.
    (8) وهو: زيادة في (أ) ، (ب) .
    (9) أ، ب، ن، م: برجال.
    (10) من الجبال، ساقطة من (ن) ، (م) .
    (11) في لسان العرب الغار كالكهف في الجبل، والجمع الغيران
    ============================
    هذه المواضع يسكنها الجن ويكون بها الشياطين، ويتراءون أحيانا لبعض الناس، ويغيبون عن الأبصار في أكثر الأوقات، فيظن الجهال أنهم رجال من الإنس وإنما هم رجال من الجن.
    كما قال تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا} [سورة الجن: 6] .
    وهؤلاء يؤمن بهم وبمن ينتحلهم من المشايخ طوائف ضالون (1) لكن المشايخ الذين ينتحلون رجال الغيب لا يحصل بهم من الفساد ما يحصل بالذين يدعون الإمام المعصوم، بل المفسدة والشر الحاصل في هؤلاء أكثر، فإنهم يدعون الدعوة (2) إلى إمام معصوم ولا يوجد لهم أئمة ذوو سيف يستعينون بهم إلا كافر أو فاسق أو منافق أو جاهل (3) ، لا تخرج رءوسهم عن هذه الأقسام.
    والإسماعيلية شر منهم، فإنهم يدعون إلى الإمام المعصوم ومنتهى (4) دعوتهم إلى رجال ملاحدة منافقين فساق، ومنهم من هو شر في الباطن من اليهود والنصارى.
    فالداعون إلى المعصوم لا يدعون إلى سلطان معصوم، بل إلى سلطان كفور أو ظلوم. وهذا أمر مشهور يعرفه كل من له خبرة بأحوالهم.
    وقد قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي

    **_________
    (1) ن، م: صالحون.
    (2) الدعوة: ساقطة من (ن) ، (م) .
    (3) ن، م: أو جاهل أو منافق.
    (4) ن، م، و: وتنتهي
    ============================
    الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا} [سورة النساء: 59] .
    فأمر الله المؤمنين عند التنازع بالرد إلى الله والرسول، ولو كان للناس معصوم غير الرسول - صلى الله عليه وسلم - (1) لأمرهم بالرد إليه (2) ، فدل القرآن على أنه لا معصوم إلا الرسول - صلى الله عليه وسلم - (3)
    **[فصل التعليق على كلامه عن الإمامة " ولم يجعلوا الأئمة محصورين في عدد معين "]
    فصل

    وأما قوله: " ولم يجعلوا الأئمة محصورين في عدد معين " فهذا حق؛ وذلك أن الله تعالى قال: {ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} [سورة النساء: 59] ولم يوقتهم بعدد معين.
    وكذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأحاديث الثابتة عنه المستفيضة لم يوقت ولاة الأمور في عدد معين.
    ففي الصحيحين عن أبي ذر قال: " «إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبدا حبشيا مجدع الأطراف» ". (4)

    **_________
    (1) صلى الله عليه وسلم: زيادة في (أ) ، (ب) .
    (2) ن، م، و: لوجب الرد إليه.
    (3) صلى الله عليه وسلم: زيادة في (أ) ، (ب) .
    (4) الحديث مع اختلاف في الألفاظ عن أبي ذر - رضي الله عنه - في: مسلم 1 - 448 كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب كراهية تأخير الصلاة، 3 - 1467 كتاب الإمارة باب وجوب طاعة الأمراء. سنن ابن ماجه 2 - 955 كتاب الجهاد، باب في طاعة الإمام، المسند ط الحلبي 5 - 161، 171، ولم أجد الحديث في صحيح البخاري
    ============================
    وفي صحيح (1) مسلم عن أم الحصين: أنها «سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى أو بعرفات في حجة الوداع يقول: " لو استعمل عليكم عبد أسود (2) مجدع يقودكم بكتاب الله فاسمعوا وأطيعوا» ". (3)
    وروى البخاري عن أنس بن مالك (4) قال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: " «اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة» " (5) .
    وفي الصحيحين عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " «لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان» ". (6)

    **_________
    (1) صحيح: ساقطة من (ن) ، (م) .
    (2) أ، ب: ولو استعمل عليكم أسود.
    (3) الحديث مع اختلاف في الألفاظ، عن أم الحصين - رضي الله عنها - في مسلم 2 - 944 كتاب الحج، باب استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحر راكبا، 3 - 1468 كتاب الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية. وأول الحديث في هذا الموضع: إن أمر عليكم عبد مجدع ـ حسبتها قالت: أسود ـ. الحديث، وهو في سنن الترمذي 3 - 125 كتاب الجهاد باب ما جاء في طاعة الإمام، سنن ابن ماجه 2 - 955 كتاب الجهاد باب طاعة الإمام، المسند ط الحلبي، 4/70، 5/381، 6/402، 403.
    (4) بن مالك: ساقطة من (ن) ، (م) .
    (5) الحديث عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - في: البخاري 1 - 136 كتاب الأذان، باب إمامة العبد والمولى، 9 - 62 كتاب الأحكام، باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية، سنن ابن ماجه، 2 - 955 كتاب الجهاد باب طاعة الإمام، المسند ط الحلبي 3 - 114، 171.
    (6) الحديث بهذا اللفظ عن ابن عمر رضي الله عنهما في: مسلم 3 - 1452 كتاب الإمارة باب الناس تبع لقريش. . . المسند ط المعارف 7 - 35
    ===========================
    (1 وفي البخاري: " «ما بقي منهم اثنان» " 1) (1) .
    (* وفي الصحيحين عن جابر بن سمرة قال: دخلت مع أبي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمعته يقول (2) : " «إن هذا الأمر ما ينقضي حتى يمضي منهم اثنا عشر خليفة ". [ثم تكلم بكلمة خفيفة لم أفهمها - أو قال: خفيت علي - فقلت لأبي: ماذا قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: " كلهم من قريش» " (3) وفي لفظ في الصحيحين: قال: " «لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة» ".] (4) .
    وفي الصحيحين عن جابر

    **_________
    (1) (1 - 1) ساقط من (أ) ، (ب) وفي (م) : وفي رواية. . . والحديث بهذا اللفظ عن ابن عمر - رضي الله عنهما - في البخاري، 4 - 179 كتاب المناقب، باب مناقب قريش 9 - 62 كتاب الأحكام، باب الأمراء من قريش.
    (2) م: وسلم فقال.
    (3) الحديث عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - في: البخاري 9 - 81 كتاب الأحكام، باب حدثني محمد بن المثنى، ونصه: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: يكون اثنا عشر أميرا، فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنه قال: كلهم من قريش. جاء الحديث بألفاظ مقاربة لما أورده ابن تيمية في: مسلم 3 - 1452 كتاب الإمارة باب الناس تبع لقريش، الحديث رقم 5، وفيه: فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلهم من قريش. والحديث في سنن أبي داود 4 - 150 كتاب المهدي، الحديث الأول، المسند ط الحلبي 5 - 90، 92، 93.
    (4) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، وأثبته من (م) ، ويوجد بعده في (ن) عبارة واحدة هي: كلهم من قريش. قد حذفتها لورودها من قبل في العبارات الموجودة في نسخة (م) ، وهذه الرواية الأخيرة جاءت عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - أيضا في: مسلم 3 - 1453 كتاب الإمارة، باب الناس تبع لقريش، الأحاديث رقم 7، 8، 9 سنن أبي داود كتاب المهدي، الحديثين الثاني والثالث، المسند ط الحلبي 5/96، 98، 99، 100، 101
    ============================
    أيضا قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " «لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر أميرا كلهم من قريش» " (1) .
    وفي الصحيحين عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: «كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكتب إلي: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم جمعة (2) عشية رجم الأسلمي قال: " لا يزال هذا الدين قائما حتى تقوم الساعة، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» ". (3) .
    *) (4) ] وفي الصحيحين (5) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - (6) - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " «الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم تبع لمسلمهم وكافرهم تبع لكافرهم» " (7) .

    **_________
    (1) الحديث بألفاظ متقاربة عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - في: مسلم 3 - 1452 الموضع السابق، الحديث رقم 6، المسند ط الحلبي 5 - 97، 98، 101.
    (2) زدت كلمة جمعة وهي من ألفاظ الحديث في مسلم.
    (3) الحديث بهذا اللفظ عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - في: مسلم 3 - 1453 في الموضع السابق، الحديث رقم 10، وله بقية لم يذكرها ابن تيمية.
    (4) الكلام بين النجمتين ساقط من (أ) ، (ب) ، (و) ، وأثبته من (ن) ، (م) .
    (5) الكلام بين المعقوفتين والذي يبدأ بعبارة وفي الصحيحين: ساقط من (ن) ، (م) .
    (6) رضي الله عنه: زيادة في (أ) ، (ب) .
    (7) الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - في: البخاري 4 - 178 كتاب المناقب، باب قول الله تعالى: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، مسلم 3 - 1451 كتاب الإمارة، باب الناس تبع لقريش، الحديثان رقم 1، 2، المسند ط المعارف، 13 - 30 رقم 7304، 16. 105 رقم 8226، 17/147 رقم 9121 وجاء الحديث بمعناه وبلفظ: خيارهم تبع لخيارهم، وشرارهم تبع لشرارهم عن أبي هريرة في المسند ط. المعارف 13 - 282 رقم 7547، وجاء الحديث أيضا بمعناه وبألفاظ مقاربة عن عدد من الصحابة رضوان الله عليهم منهم: أبو بكر الصديق في: المسند ط. المعارف 1 - 164، علي بن أبي طالب 2 - 126، 127 أبو هريرة 18 - 171، ط الحلبي 4/101 عن معاوية
    ==============================



  3. #223
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


    منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
    أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
    المجلد الثالث
    الحلقة (220)
    صـ 385 إلى صـ 392





    وعن جابر بن عبد الله قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " «الناس تبع لقريش في الخير والشر» ".] (1) .
    وفي البخاري عن معاوية [رضي الله عنه] (2) قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين» ". (3) [خرجه في باب الأمراء من قريش] (4)
    **[فصل تابع رد ابن تيمية على كلام ابن المطهر عن الإمامة عند أهل السنة]
    فصل.
    وأما قوله عنهم (5) " كل من بايع قرشيا انعقدت إمامته ووجبت طاعته على جميع الخلق إذا كان مستور الحال، وإن كان على (6) على غاية من الفسق (7) والكفر والنفاق ".

    **_________
    (1) الكلام بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) ، والحديث بهذا اللفظ عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - في: مسلم 3/1451 (كتاب الإمارة، باب الناس تبع لقريش) الحديث رقم 3، المسند (ط. الحلبي) 3/331، 379، 383
    (2) رضي الله عنه: زيادة في (أ) ، (ب) .
    (3) الحديث عن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - في: البخاري 4/179 (كتاب المناقب، باب مناقب قريش) ، 9/62 (كتاب الأحكام، باب الأمراء من قريش) ، سنن الدارمي 2/242 (كتاب السير، باب الإمارة في قريش) .
    (4) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .
    (5) عنهم: زيادة في (أ) ، (ب) .
    (6) (وإن كان) ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) .
    (7) ن، م: في الفسوق ; و: في الفسق
    =======================
    فجوابه من وجوه:
    أحدها: أن هذا ليس قول أهل السنة والجماعة، وليس مذهبهم أنه بمجرد مبايعة واحد قرشي (1) تنعقد بيعته، ويجب على جميع (2) الناس طاعته. وهذا وإن كان قد قاله بعض أهل الكلام فليس هو قول أئمة أهل السنة (3) والجماعة بل قد قال عمر بن الخطاب [رضي الله عنه] (4) : من بايع رجلا بغير (5) مشورة من المسلمين، فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا ". الحديث رواه البخاري، وسيأتي بكماله إن شاء الله تعالى.] (6) .

    **_________
    (1) وبمجرد مبايعته واحدا قرشيا.
    (2) (جميع) : ساقطة من (أ) ، (ب) .
    (3) ن، م: قول أهل السنة، و: قول أئمة السنة.
    (4) رضي الله عنه: زيادة في (أ) ، (ب) .
    (5) ن، م، و: عن غير.
    (6) ما بين المعقوفتين زيادة في (أ) ، (ب) وهذا جزء من أثر طويل رواه البخاري عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في صحيحه 8/168 - 170 (كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة، باب رجم الحبلى من الزنا إذا زنت) ، وأوله. . عن ابن عباس قال: كنت أقرئ رجالا من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف، فبينما أنا في منزله وهو عند عمر بن الخطاب في آخر حجة حجها. . . إلخ، وقال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر 3/156: (التغرة مصدر غررته إذا ألقيته في الغرر وهي من التغرير كالتعلة والتعليل، ومعنى الحديث أن البيعة حقها أن تقع صادرة عن المشهورة والاتفاق، فإذا استبد رجلان دون الجماعة فبايع أحدهما الآخر فذلك تظاهر منهما بشق العصا واطراح الجماعة، فإن عقد لأحد بيعة فلا يكون المعقود له واحدا منهما وليكونا معزولين من الطائفة التي تتفق على تمييز الإمام منهما، لأنه إن عقد لواحد منهما، وقد ارتكب تلك الفعلة الشنيعة التي أحفظت الجماعة من التهاون بهم والاستغناء عن رأيهم لم يؤمن أن يقتلا) وجاء الأثر عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في المسند (ط. المعارف) 1/323 - 327
    ============================
    الوجه الثاني: أنهم لا يوجبون طاعة (1) الإمام في كل ما يأمر به، بل لا يوجبون طاعته إلا فيما تسوغ طاعته فيه في الشريعة، فلا يجوزون طاعته في معصية الله وإن كان إماما عادلا (2) ، وإذا (3) أمرهم بطاعة الله فأطاعوه: مثل أن يأمرهم بإقامة (4) الصلاة وإيتاء الزكاة، والصدق والعدل والحج والجهاد في سبيل الله، فهم في الحقيقة إنما أطاعوا الله، والكافر والفاسق إذا أمر بما هو طاعة لله لم تحرم طاعة الله ولا يسقط وجوبها لأجل أمر ذلك الفاسق بها، كما أنه إذا تكلم بحق لم يجز تكذيبه ولا يسقط وجوب اتباع الحق لكونه قد قاله فاسق، فأهل السنة لا يطيعون ولاة الأمور مطلقا، إنما يطيعونهم في ضمن طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - (5) .
    كما قال تعالى: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} [سورة النساء: 59] ، فأمر بطاعة الله مطلقا وأمر بطاعة الرسول ; لأنه لا يأمر إلا بطاعة الله {من يطع الرسول فقد أطاع الله} [سورة النساء: 80] ، وجعل طاعة أولي الأمر داخلة في ذلك، فقال: {وأولي الأمر منكم} (6) ولم يذكر لهم طاعة ثالثة ; لأن ولي الأمر لا يطاع طاعة مطلقة إنما (7) يطاع في المعروف.

    **_________
    (1) أ، ب: لا يجوزون.
    (2) ن، م، و: عدلا.
    (3) أ، ب: فإذا.
    (4) أ، ب: بإقام.
    (5) صلى الله عليه وسلم: زيادة في (أ) ، (ب) .
    (6) ساقطة من (أ) ، (ب) .
    (7) ن، م، و: لا يطاع مطلقا إنما
    ===========================
    كما قال: النبي - صلى الله عليه وسلم -: " «إنما الطاعة في المعروف» ". (1) . وقال: " «لا طاعة في معصية الله» " (2) و " «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» " (3) ، وقال: " «ومن أمركم بمعصية الله فلا تطيعوه» " (4) .
    **_________
    (1) هذه العبارة جزء من حديث متفق عليه عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، وخلاصة الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية وأمر عليهم رجلا من الأنصار أوقد لهم نارا وأمرهم أن يدخلوا، فاختلفوا وسألوا عن ذلك رسول الله فقال: لو دخلوها ما خرجوا منها أبدا، إنما الطاعة في المعروف. والحديث في البخاري 5/161 (كتاب المغازي، باب بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى بني خزيمة) 9/63 (كتاب الأحكام، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية) ، 9/88 (كتاب الآحاد، باب ما جاء في إجازة خبر الواحد) ، مسلم 3/1469 (كتاب الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية) ، سنن أبي داود 3 (كتاب الجهاد، باب: في الطاعة) ، سنن النسائي 7/142 (كتاب البيعة، جزاء من أمر بمعصية فأطاع) ، المسند (ط. المعارف) ، 2/46، 98، 221
    (2) أ، ب: في المعصية، وأورده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 1/11 - 112 حديث رقم 180، وقال أخرجه أحمد (ط. الحلبي) 4/426، 427، 436 وكذا الطيالسي 850 عن قتادة قال: سمعت أبا مراية العجلي، قال: سمعت عمران بن حصين يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: فذكره قلت: ورجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي مراية هذا، ذكره ابن حبان في الثقات، وأورده الهيثمي في جامع الزوائد 5/226 وقال: رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجال البزار رجال الصحيح.
    (3) أورده التبريزي في مشكاة المصابيح 2/323 عن النواس بن سمعان، وقال: رواه في شرح السنة، وذكر الألباني في تعليقه أنه حديث صحيح، وجاء في المسند (ط. الحلبي) 5/66 بلف مقارب، وجاء بمعناه في المسند. (ط. الحلبي) 4/432، 5/66 - 67؛ المستدرك 3/443 وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة 1/109، 111 الحديث رقم 179.
    (4) الحديث عن أبي سعيد الخدري في سنن ابن ماجه 2/955 - 956 (كتاب الجهاد، باب لا طاعة في معصية الله) ، وفي التعليق في الزوائد: إسناده صحيح، المسند (ط. الحلبي) 3/67. ومعنى هذا الحديث مقارب لمعنى حديث علي - رضي الله عنه - المتقدم، ولفظ النبي - صلى الله عليه وسلم -: " من أمركم منهم بمعصية الله فلا تطيعوه ". وجاء الحديث في صحيح الجامع الصغير 5/259، وقال السيوطي: أحمد وابن ماجه والحاكم عن أبي سعيد. وحسنه الألباني ولفظه: من أمركم من الولاة بمعصية فلا تطيعوه
    =======================
    وقول هؤلاء الرافضة المنسوبين إلى شيعة علي [رضي الله عنه] (1) أنه تجب طاعة غير الرسول [صلى الله عليه وسلم] (2) مطلقا في كل ما أمر به، أفسد من قول من كان منسوبا إلى شيعة عثمان [رضي الله عنه] (3) من أهل الشام من (4) أنه يجب طاعة ولي الأمر مطلقا، فإن أولئك كانوا يطيعون ذا السلطان وهو موجود (5) وهؤلاء يوجبون طاعة معصوم مفقود.
    وأيضا فأولئك لم يكونوا يدعون في أئمتهم العصمة التي تدعيها الرافضة، بل كانوا يجعلونهم كالخلفاء الراشدين وأئمة العدل الذين يقلدون فيما لم تعرف (6) حقيقة أمره، أو يقولون: إن الله يقبل منهم الحسنات ويتجاوز لهم عن السيئات. وهذا أهون ممن يقول: إنهم معصومون لا يخطئون.
    فتبين أن هؤلاء المنسوبين إلى النصب من شيعة عثمان وإن كان

    **_________
    (1) ن، م، و: عليه السلام.
    (2) صلى الله عليه وسلم: زيادة في (أ) ، (ب) .
    (3) رضي الله عنه: زيادة في (أ) ، (ب) .
    (4) من: زيادة في (ن) ، (م) .
    (5) ن، م، و: ذا سلطان موجود.
    (6) أ: يقلدون فيها لم تعرف، ب: يقلدون فيها ممن لم تعرف، وكلاهما تحريف ; ن، م: يقلدون فيما تعرف، وهو خطأ
    ============================== =====
    فيهم خروج عن بعض الحق والعدل فخروج الإمامية عن الحق والعدل أكثر وأشد. فكيف بقول أئمة السنة الموافق (1) للكتاب والسنة، وهو الأمر بطاعة ولي الأمر فيما يأمر به من طاعة الله، دون ما يأمر به من معصية الله.
    الوجه الثالث أن يقال: إن (2) الناس قد تنازعوا في ولي الأمر الفاسق والجاهل: هل يطاع فيما يأمر به (3) من طاعة الله، وينفذ حكمه وقسمه إذا وافق العدل؟ أو لا يطاع في شيء، ولا ينفذ شيء من حكمه وقسمه؟ أو يفرق في ذلك بين الإمام الأعظم وبين القاضي ونحوه من الفروع؟ على ثلاثة أقوال: أضعفها عند أهل السنة: هو رد جميع أمره وحكمه وقسمه، وأصحها عند أهل الحديث وأئمة الفقهاء هو القول الأول وهو: أن يطاع في طاعة الله مطلقا وينفذ حكمه وقسمه إذا كان فعله عدلا مطلقا، حتى أن القاضي الجاهل والظالم ينفذ حكمه بالعدل (4) وقسمه (5) بالعدل على هذا القول، كما هو قول أكثر الفقهاء.
    والقول الثالث: هو الفرق بين الإمام الأعظم وبين غيره (6) ; لأن ذلك لا يمكن عزله إذا فسق إلا بقتال وفتنة، بخلاف الحاكم ونحوه، فإنه

    **_________
    (1) أ، و: فكيف تقول أئمة السنة الموافقون، ن: فكيف تقول أئمة السنة الموافق، ب: فكيف بقول أئمة السنة الموافقين.
    (2) إن: زيادة في (أ) ، (ب) .
    (3) أ، ب: فيما أمر به.
    (4) ساقط من أ، ب
    (5) أ، ب: وقسمته.
    (6) أ، ب، م: وغيره
    ============================== =
    يمكن عزله بدون ذلك وهو فرق ضعيف، فإن الحاكم إذا ولاه ذو الشوكة لا يمكن عزله إلا بفتنة، ومتى كان السعي في عزله مفسدة أعظم من مفسدة بقائه، لم يجز الإتيان بأعظم الفسادين (1) لدفع أدناهما، وكذلك الإمام الأعظم.
    ولهذا كان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لا يرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم (2) ظلم كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ; لأن الفساد في القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال (3) ولا فتنة فلا يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما (4) ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان، إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو (5) أعظم من الفساد الذي أزالته.
    والله تعالى لم يأمر بقتال كل ظالم وكل باغ كيفما كان، ولا أمر بقتال الباغين ابتداء (6) بل قال: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل} [سورة الحجرات: 9] فلم يأمر بقتال الباغية (7) ، ابتداء، فكيف يأمر بقتال ولاة الأمر (8) ابتداء؟ .

    **_________
    (1) ن، م: الفاسدين.
    (2) ن، م: وإن كان قتلهم، وهو تحريف.
    (3) ن، م، و: اقتتال.
    (4) أ، ب: الأدنى.
    (5) ما هو: ساقطة من (أ) ، (ب) .
    (6) ن: باقتتال المسلمين ابتداء، م: بقتال المسلمين ابتداء.
    (7) و: الباغين.
    (8) أ، ب: الأمور
    ============================== ===
    وفي صحيح مسلم عن أم سلمة - رضي الله عنها - (1) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «سيكون أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا: أفلا نقاتلهم قال: لا ما صلوا» ". (2) فقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قتالهم مع إخباره أنهم يأتون أمورا منكرة، فدل على أنه لا يجوز الإنكار عليهم بالسيف كما يراه من يقاتل ولاة الأمر من الخوارج والزيدية والمعتزلة وطائفة من الفقهاء وغيرهم.
    وفي الصحيحين عن ابن مسعود - رضي الله عنه - (3) قال: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها. قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: " تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم» " (4) .
    فقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الأمراء يظلمون ويفعلون أمورا منكرة، ومع هذا فأمرنا أن (5) نؤتيهم الحق الذي لهم، ونسأل الله الحق الذي لنا، ولم يأذن في أخذ الحق بالقتال ولم يرخص في ترك الحق الذي لهم.
    وفي الصحيحين عن ابن عباس - رضي الله عنهما - (6) عن النبي - صلى

    **_________
    (1) رضي الله عنها: زيادة في (أ) ، (ب) .
    (2) مضى هذا الحديث من قبل 1/116 وعلقت عليه هناك.
    (3) رضي الله عنه: زيادة في (أ) ، (ب) .
    (4) مضى هذا الحديث من قبل 1/118 وعلقت عليه هناك.
    (5) أ، ب: أمرنا ; و: فأمر بأن.
    (6) رضي الله عنهما: زيادة في (أ) ، (ب)
    =========================




الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •