ملأ الظالمون أرضَك يا دارُ!


د. عدنان علي رضا النحوي

يَا دِيارَ الإسلام ! أَنى تَلَفَّ تُّ تَجَرَّعْتُ غُصَّةً وَجُزُوعا[1]
وخِيامُ اللّجُوءِ تَقْذِفُها الآفا قُ! تَرمي أَفْواجَها والجُموعَا
غَصَّتِ الدَّرْبُ والشّعابُ ومَاج ال مَوْتُ فِيها جَمَاجِماً وضُلُوعَا
أَيْنَ لُبْنانُ؟! والدِّماءُ التي كا نَتْ تُنَادِي وَمَا تُلاقي سَمِيعا
فَجَّرَ المُجْرِمونَ فيها البَرَاكِي نَ فَمَادَتْ زلازِلاً وصُدُوعا
يَالهَوْلِ الإجرام! صَبَّ على السَّا حاتِ دَمْعاً مُرَوَّعاً ونجيعَا
كمْ شَقِيٍّ بَغَى عَلَيْكِ فَوَلَّى راضِياً بالإِيابِ عَنْكِ قَنُوعا
* * * *
يا حَنينَ الأَقْصَى! وَيالَهْفَةَ الشَّو قِ! وَيَا خَفْقَةً تَهزُّ الضُّلُوعا
الحَمامُ الَّذي عَهِدْنَاهُ فِيهِ غَابَ يَرْجُو مَعَ الحَنينِ رُجُوعا
لم تَزَلْ أَنَّةُ اللُّجُوء تُدَوِّي بَيْنَ أَحْنَائِنا دَويّاً فَظِيعا
الهَوَانُ الذَّليلُ خَلَّى رُبَاها عن خُطى أَهْلِهَا حِمىً مَمْنوعا

لا يَزَالُ الغَرِيبُ يَضْربُ في الأَرْضِ ليلقَى أُصُولَهُ والفُروعا

حِين يَلْقَى حِماهُ في أُمَّةِ الإِسْلاَم تُغْني رُبُوعَها والجُموعَ


ايا ظِلالَ الزَّيتُون! أَيْنَ حديثُ الأَمْ سِ؟! هَاتِ الحديثَ و التَّرجِيعا
أَيْنَ عِطرُ اللَّيمون يَنْشُر تَاري خاً ويَرْوِي مَلاَحِماً وصَنيعا
وطُيوفُ الأَقْصى تُنادِي: أَبَيْنَا أَنْ نَسُومَ الدِّيارَ أَو أَنْ نَبيعا
* * * *
أَيْنَ يا قَلْبُ أَسكُبُ الدَّمْعَ؟! أَنَّى طُفْتُ أَلْقَى مَذَلَّةً وخُنُوعا
أَعلى دِجْلةٍ أَصُبُّ دُمُوعي وأُعِيدُ الأَحْزانَ والتَّقْرِيعا
يالهولِ المُصَابِ فيها وقلبي لم يَزلْ راجفاً يَدُقُّ هلُوعا
أَم على النِّيل؟! كَمْ أَرادوكَ يا نِي لُ جَنيّاً يُرَاوِدُ التَّطويعا
وَأَرادُوكَ أَنْ تَضِيعَ مَعَ الشِّرْ كِ وتأبى عَلَيْهِمُ أَن تَضيعا
أَم على الشَّام والعَدُوُّ حوَالَيْ ها يَمدُّ السّكِّينَ والتقطيعا
أَم على الهِنْد؟! لهفَ نَفْسي! تَراهُمْ نَزَعوا للفسادِ فيها نُزُوعا
مَلؤوا الأرْضَ مِنْ جَرَائِم هِنْدُو سٍ وسِيخٍ وصَدَّعوا تَصدِيعا
وأَحَاطوا بالمُسْلِمين وهَزُّوا مِنْ قَناةٍ وجَمَّعوا تَجْمِيعا
يا "لِكَشْمير" والدِّمَاءُ عَلَيها صَبَغتْها رِيعاً يَموجُ فريعَا
[2]

كُلَّ يَومٍ تمُرُّ فِيها اللّيَالي وصَرِيعٌ يَرْثي عَلَيْها صرِيعا
أُمَّةٌ تَدْفَعُ الكتائِبَ لِلحَ قِّ وتُحْيِي جِهَادَها المَشْروعا
يالأَرْضِ "الصُّومَالِ" يَجْرِفُها المَوْ تُ فَتَلْقَى بهِ الهَلاَكَ المُريعَا
جُنَّ في أَرْضِها الشَّياطينُ بالمَكْ رِ فَصَبُّوا الفَنَاءَ والتَّجْوِيعَا
* * * *
كُلُّها سَاحَةٌ يُخَيِّمُ فِيهَا اللَّي لُ يَطْوي فَضاءَها و الرُّبوعا
الضَّلالُ البَعيدُ والمَكْرُ والمَوْ تُ ظِلالٌ يَرُوعُها تَرْويعا
وَظَلامُ السُّجُونِ يَطْوي أَنيناً وصُراخاً من الضَّحايا مُريعا
بَيْنَ آلاتِه تُمَزَّقُ أَجْسَا مٌ وتَأبى نفوسُهَا أَن تُطيعا
سَاحَةٌ يَلْعَبُ الشَقِيُّ عَلَيها مُجْرِماً ضَلَّ أَو سَفيهاً خَلِيعَا
مَلأَ الظَّالِمونَ أَرضَكِ يا دا رُ وكَانَتْ حِمىً أَبَرَّ مَنيعا
* * * *

---------------------------

[1] جزع : جزعاً وجزوعاً وهو ضد الصبر


[2] الريع : المرتفع من الأرض.