ابني الحبيب··· لا تأخذ ما ليس لك
كمال عبدالمنعم محمد خليل

إن ترك الأبناء الصغار يستحوذون على ممتلكات أقرانهم من الأطفال دون توجيه أو إرشاد، يربي في نفس الطفل الأنانية المفرطة التي تولد الميل إلى السرقة، ثم إلى العدوانية، والتعدي على الآخر، وكل ذلك لا يصب في مصلحة الطفل، بل يعمل على تكوين شخصية تجمع الكثير من الخصال السيئة التي تنمو معه، بل ويمكن أن تبقى لديه حتى بعد البلوغ·



على الوالدين والمربين يجب أن ينتبهوا لهذا السلوك السيئ عند الأطفال ومن ثمَّ يحثون الطفل على عدم اعتدائه على حاجات وممتلكات غيره، وأخذها عنوة، ولو أظهر غضبه وتمرده لعدم الاستحواذ عليها، فبكى ، وتمرغ على الأرض، وقذف أمه وأباه بما في يده، فالبداية هي أهم ما في الأمر، وإذا ما وجد الطفل الصد والتهذيب والتأنيب من أول مرة، أظهر فيها رغبته في تملك ما ليس له، فإنه لن يعود إلى مثل ما فعل مرة أخرى، ولا يضير الطفل أبداً بل يفيده إن أرهبناه إذا أقدم على تصرفه هذا، أما إذا تساهلنا في المرة الأولى وحققنا له رغبته مرة تلو الأخرى، فإنه من الصعب تقويمه بعد ذلك، فربما يكون قد أدمن فعلته وتعود على تنفيذها دون مانع أو صاد·
من أجل هذا يجب أن تتم مراقبة الأطفال الصغار عن طريق البحث المستمر عن ما في أيديهم من أشياء جديدة، ومعرفة من أين أتوا بها؟ فلربما أتوا بها عن طريق السرقة من الأطفال الآخرين، أو عن طريق الاعتداء على أطفال مثلهم لإشباع رغباتهم·
أيها الأب الكريم، اجلس مع ابنك وخاطبه في تودد: ابني الحبيب لا تأخذ ما ليس لك، فإن ذلك لا يرضى عنه الله ورسوله، والذي يفعل ذلك يعرِّض نفسه للعقاب الأليم، وبجانب التوجيه والنصح، لابد من إشباع رغبات الطفل قدر الإمكان بشراء ما يحبه، وما يرغب في تملكه ما لم يكن فيه ضرر أو خطر عليه، حتى تتهذَّب تلك الغريزة لديه، فلا يمارس الأفعال العدوانية التي تؤثر عليه سلباً في صغيره وفي حال كبره·