بسم الله الرحمن الرحيم


1- قال ابن وهب: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ الْجُلَاحَ حَدَّثَهُ أَنَّ أَوْسًا حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ الْتَقَى هُوَ وَكَعْبٌ بِالْكِتَابَيْن ِ فَقَالَ لَهُ: يَا كَعْبُ عِلْمُ النُّجُومِ؟ قَالَ لَهُ كَعْبٌ: لَا خَيْرَ فِيهِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لِمَ؟ قَالَ: تَرَى فِيهِ مَا تَكْرَهُ يُرِيدُ الطِّيَرَةَ قَالَ كَعْبٌ: وَإِنْ مَضَى وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ وَلَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ وَلَا رَبَّ غَيْرُكَ قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ قَالَ كَعْبٌ: جَاءَ بِهَا عَبْدُ اللَّهِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لِرَأْسُ التَّوَكُّلِ وَكَنْزُ الْعَبْدِ فِي الْجَنَّةِ وَلَا يَقُولُهَا عِنْدَ ذَلِكَ ثُمَّ يَمْضِي إِلَّا لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَمْضِ فَقَعَدَ؟ قَالَ: طَعِمَ الْإِشْرَاكَ. ه
جامع ابن وهب ت مصطفى ابو الخير 659 والدعوات الكبير للبيهقي 569 وشعب الايمان 1137


2- قال أبو نعيم: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ثنا قُتَيْبَةُ ثنا يَزِيدُ بْنُ خَالِدٍ ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ لِكَعْبٍ: كَيْفَ تَرَى فِي عِلْمِ النُّجُومِ؟ قَالَ كَعْبٌ: لَا خَيْرَ فِيهِ لِأَنَّهُ لَا يَزَالُ يَرَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَإِنْ هُوَ نَهَى فَقَالَ: اللهُمَّ لَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ قَالَ: كَيْفَ جَاءَ بِهَا. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَرَأْسُ التَّوَكُّلِ وَكَنْزُ الْعَبْدِ فِي الْجَنَّةِ فَإِنْ هُوَ قَالَهَا ثُمَّ مَضَى لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ وَإِنْ هُوَ رَجَعَ طَعِمَ قَلْبُهُ طَعْمَ الْإِشْرَاكِ. ه حلية الأولياء 6/21


3- قال أبو بكر: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ كَعْبٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: هَلْ تَطَيَّرُ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَمَا تَقُولُ؟ قَالَ: أَقُولُ: اللَّهُمَّ لَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ وَلَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ وَلَا رَبَّ لَنَا غَيْرُكَ قَالَ: أَنْتَ أَفْقَهُ الْعَرَبِ. ه
مصنف ابن ابي شيبة 26411 – 29543 والأدب له 182 وجامع ابن وهب ت مصطفى ابو الخير 660


4- قال ابن سعد: قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّلْمَانِيِّ قَالَ: الْتَقَى كَعْبُ الأَحْبَارِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو فَقَالَ كَعْبٌ: أَتَطَيَّرُ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَمَا تَقُولُ؟ قَالَ: أَقُولُ اللَّهُمَّ لا طَيْرَ إِلا طَيْرُكَ وَلا خَيْرَ إِلا خَيْرُكَ وَلا رَبَّ غَيْرُكَ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِكَ فَقَالَ: أَنْتَ أَفْقَهُ الْعَرَبِ إِنَّهَا لَمَكْتُوبَةٌ فِي التَّوْرَاةِ كَمَا قُلْتَ. ه
الطبقات الكبرى 4/203 ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (31/264)

قلت: الأشبه أنه من كلام كعب الأحبار حدَّث به عبد الله بن عمرو. فأسامة بن زيد الليثي قال ابن حجر: صدوق يهم. وقال أحمد: ليس بشيءٍ. روى عن نافع أحاديث مناكير. (التقريب 317 وتهذيب الكمال 2/349)

وقد اضطرب في اسناد الحديث فتارة يقول: عن نافع بن جبير. وتارة يقول: عن عبد الرحمن بن السلماني.

ورواه الجلاح الأموي عن أوس بن بشر ويقال بشير المعافري, وخالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال فجعلوه من كلام كعب الأحبار لعبد الله بن عمرو وهو أشبه والله أعلم.


5- قال أبو بكر: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ غَيْلَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا نَعَقَ الْغُرَابُ قَالَ: لَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ وَلَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ. ه
مصنف ابن ابي شيبة 29872 وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (1319) وفيه: عن غيلان عن رجل إن لم يكن مطرفا فلا أدري من هو عن ابن عباس.



مقارنة ودراسة:


1- قال الامام أحمد: حَدَّثَنَا حَسَنٌ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ أَخْبَرَنَا ابْنُ هُبَيْرَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ مِنْ حَاجَةٍ فَقَدْ أَشْرَكَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا كَفَّارَةُ ذَلِكَ؟ قَالَ: أَنْ يَقُولَ أَحَدُهُمْ اللهُمَّ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ وَلَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ. ه
رواه أحمد (7045) والطبراني في المعجم 13/22 وابن السني 292 وجامع ابن وهب 1/743 كلهم من طريق عبد الله ابن لهيعة به.

قلت: الراجح في ابن لهيعة ضعف حديثه.
قال الذهبي: العمل على تضعيف حديثه.
(الكاشف للذهبي 2934)
ولعله من كلام عبد الله بن عمرو وأخطأ ابن لهيعة فرفعه. فقد رواه غيره من كلام كعب حدَّث به عبد الله بن عمرو. وعبد الله بن عمرو يروي عن كعب والله أعلم.


2- قال البزار: حَدَّثنا أَبُو غَسَّانَ رَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ قَال: حَدَّثنا عَمْرو بن سُفيان قَال: حَدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمد بْنِ جُحَادَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَن سُلَيمان بْنِ بُرَيدة عَن أَبيهِ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ ذَكَرْتُ الطِّيَرَةَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم فَقَالَ: مَنْ أَصَابَهُ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ ولاَ بُدَّ فَكَانَ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم ولاَ بُدَّ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْ كَذَا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ لا طَيْرَ إلاَّ طَيْرُكَ ولاَ خَيْرَ إلاَّ خَيْرُكَ ولاَ إِلَهَ غَيْرُكَ. ه
رواه البزار (10/275) ومن طريقه الطبراني في الدعاء 1270

قال البزار: وَهَذَا الْحَدِيثُ لا نعلَمُ أحَدًا رَوَاهُ عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم بِهَذَا اللَّفْظِ إلاَّ بُرَيدة ولاَ نَعْلَمُ لَهُ طَرِيقًا إلاَّ هَذَا الطَّرِيقَ ولاَ نَعْلَمُ أَسْنَدَ مُحَمد بْنُ جُحَادَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ إلاَّ هَذَا الْحَدِيثَ. ه

قلت: هذا اسناد ضعيف منكر من هذا الوجه. الحسن بن أبي جعفر. قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن عدي: يروى الغرائب وخاصة عن محمد بن جحادة. (تهذيب الكمال 6/76)


الخلاصة:

قوله (اللهُمَّ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ وَلَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ)
لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما يروى من كلام كعب الأحبار وعبد الله بن عمرو والله أعلم.

كتبه أحمد فوزي وجيه
20/9/2020