سيطول همّه ويزداد قلقه من كان يظنّ أنّه المقصود بكلّ كلمةٍ تُقال أو تُكتب، ولعلّ ذلك يرجع إلى أمورٍ منها:
-أنّ هذا الشخص يَعرف عيوبه جيّدًا ولم يُصلحها أو يُحاول ذلك؛ لذا لا يثق بنفسه، وربما وافق الكلام عيبًا فيه فظنّ أنّه المقصود.
-أنّ هذا الشخص يُخالف منطوقه فعله، فتجده دائم الخوف أن يَظهر تناقضه، فتراه -مثلًا- ينفعل عندما يَسمع أو يَقرأ كلامًا عن المنافقين.
-أنّ هذا الشخص يَكتب وهو يَنظر في وجوه الناس ليرى ردّة فعلهم، فتراه يَفرح عند المدح وتَدور عيناه كالذي يُغشى عليه من الموت إذا انتقد.
والحل ما قاله العلّامة محمود شاكر -رحمه الله-: (لم أكتب شيئًا قط وأنا أتلفّت يمينًا وشمالًا أراقب ما يعقبه على كلامي من رضي أو سخط، ولم أخطّ حرفًا إلّا وأنا على ثقةٍ ويقينٍ من أنّ الناس مختلفون فيه لا محالة).

ماهر أبو حمزة