ارجو من يشرح كيف حكم العلامة الألباني رحمه الله على الحديث بالوضع؟

[أم علي طويلبة علم]

عن النبي صلى الله عليه وسلم:
( ما ابْتَلَى اللهُ عبدًا بِبَلاءٍ وهو على طريقةٍيَكرهُها إلا جعل الله ذلك البلاءَ له كفارةً وطَهورًا ، ما لم يُنزِلْ ما أصابه مِنَ البلاءِ بغيرِ اللهِ ، أو يَدعو غيرَ اللهِ في كَشْفِه).

وجدت الحديث في السلسلة الضعيفة من طريق أم سلمة رضي الله عنها حكم عليه العلامة الألباني رحمه الله: موضوع.

ووجدته في السلسلة الصحيحة من طريق أبي هريرة رضي الله عنه حكم عليه: قوي بالطرق.

ارجو من يشرح كيف حكم العلامة الألباني رحمه الله على الحديث بالوضع ؟

[عبد الرحمن هاشم بيومي]

إن ذلك لتشابه روايين في الاسم.
أولا: الحديث أخرجه ابن أبي الدنيا في المرض والكفارات [43]، فقال:
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ الْمُطَّلِبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ الْمَخْزُومِيَّ ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ قَالَ:
دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِت أَبِي ذِئَابٍ عَائِدًا لَهَا مِنْ شَكْوَى فَقَالَتْ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِنِّي دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ أَعُودُهَا مِنْ شَكْوَى فَنَظَرَتْ إِلَى قَرْحَةٍ فِي يَدِي فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: فذكره.
قال العلامة الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة: " الحكم بن عبد الله، الظاهر أنه ابن المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي ". اهـ.
قلتُ: الحكم بن المطلب بن بن عبد الله بن حنطب ليس هو الحكم بن عبد الله فإن يحيى بن حمزة ليس بموصوف بتدليس أسماء الشيوخ
سيما أن يحيى بن حمزة حضرمي شامي والحكم بن المطلب مدني فتتفاوت العلاقة المكانية بينهما.
فعلى الأقل يكون الحكم بن عبد الله من بلاد الشام وقد تبين أنه الأيلي وأيلة من بلاد الأردن و"أحاديثه كلها موضوعة"، كذا قال الإمام أحمد بن حنبل.
وقد نسب في أحد الأحاديث الأخرى وذلك فيما أخرجه ابن أبي خيثمة في السفر الثاني من تاريخه [2640]، فقال: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَيْلِيِّ إلى آخر الإسناد.
ولذلك صوب الألباني رحمه الله صنيعه في السلسلة الضعيفة وتبين له أنه الأيلي، فقال: وهذا إسناد ساقط موضوع، من أجل الحكم بن عبد الله وهو ابن سعد الأيلي قال الذهبي في «الضعفاء»: «متروك متهم». اهـ.
قلتُ: ومن علامات وضعه الظاهرة أن الحكم بن عبد الله الأيلي صرح بسماع المطلب من أبي هريرة، وما سمع المطلب من أبي هريرة، قال ابن أبي حاتم في «كتاب المراسيل» (ص ١٢٨):
"سمعت أبي وذكر المطلب بن عبد الله بن حنطب فقال: " عامة روايته مرسل، وروي عن عبادة مرسلًا، لم يدركه، وعن أبي هريرة مرسل ". اهـ.
بل وإن من مهارة وضاعته أيضا أن الحكم بن عبد الله الأيلي جعل الحديث محاكيا لحديث ءاخر أخرجه عبد الله بن أحمد في فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه [128]، فقال:
ثنا الْهَيْثَمُ، ثنا الْخَلِيلُ بْنُ عَمْرِو الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
دَخَلْتُ عَلَى رُقَيَّةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَفِي يَدِهَا مُشْطٌ، فَقَالَتْ:
خَرَجَ مِنْ عِنْدِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آنِفًا، رَجَّلْتُ رَأْسَهُ، فَقَالَ: " كَيْفَ تَجِدِينَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ " قُلْتُ: كَخَيْرِ الرِّجَالِ. قَالَ: " أَكْرِمِيهِ، فَإِنَّهُ مِنْ أَشْبَهِ أَصْحَابِي خُلُقًا ". اهـ.
وقد استدل الألباني رحمه بأحد علامات ضعفه في السلسلة الضعيفة بعدما أنكر ما في متنه أن المطلب لم يسمع من أبي هريرة رضي الله عنه، فقال:
" فانكشف الأمر - والحمد لله -، وظهر أن علة الحديث الانقطاع في سنده بين المطلب وأبي هريرة ". اهـ.
والله أعلم.

[عبد الرحمن هاشم بيومي]

وللفائدة: ذكر هذا الحديث الإمام زين الدين العراقي في التقييد والإيضاح (ص: 67) من الأحاديث المنكرة التي تروى من طريق الصحابة عن التابعين.
وعزاه إلى ابن أبي الدنيا ومن طريقه الخطيب البغدادي، قلتُ: لم أقفُ عليه في كتبه، ولم أقف على من خرجه غير ابن أبي الدنيا.
وذكره ابن ناصر الدين الدمشقي في كتابه برد الأكباد عند فقد الأولاد (1/40)، وعزاه إلى ابن أبي الدنيا.
والله أعلم.

[عبد الرحمن هاشم بيومي]

.....

[أم علي طويلبة علم]

قلتُ: الحكم بن المطلب بن بن عبد الله بن حنطب ليس هو الحكم بن عبد الله فإن يحيى بن حمزة ليس بموصوف بتدليس أسماء الشيوخ
سيما أن يحيى بن حمزة حضرمي شامي والحكم بن المطلب مدني فتتفاوت العلاقة المكانية بينهما.
فعلى الأقل يكون الحكم بن عبد الله من بلاد الشام وقد تبين أنه الأيلي وأيلة من بلاد الأردن و"أحاديثه كلها موضوعة"، كذا قال الإمام أحمد بن حنبل.
وقد نسب في أحد الأحاديث الأخرى وذلك فيما أخرجه ابن أبي خيثمة في السفر الثاني من تاريخه [2640]، فقال: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَيْلِيِّ إلى آخر الإسناد.
ولذلك صوب الألباني رحمه الله صنيعه في السلسلة الضعيفة وتبين له أنه الأيلي، فقال: وهذا إسناد ساقط موضوع، من أجل الحكم بن عبد الله وهو ابن سعد الأيلي قال الذهبي في «الضعفاء»: «متروك متهم». اهـ.
قلتُ: ومن علامات وضعه الظاهرة أن الحكم بن عبد الله الأيلي صرح بسماع المطلب من أبي هريرة، وما سمع المطلب من أبي هريرة، قال ابن أبي حاتم في «كتاب المراسيل» (ص ١٢٨):
"سمعت أبي وذكر المطلب بن عبد الله بن حنطب فقال: " عامة روايته مرسل، وروي عن عبادة مرسلًا، لم يدركه، وعن أبي هريرة مرسل ". اهـ.

جزاكم الله خيرا ونفع بكم، إذن هذا الحديث لا يحسن بمجموع الطرق؟!
حيث وجدت الحديث منتشر في وسائل التواصل وذكر: "حسنه الألباني رحمه الله".

[عبد الرحمن هاشم بيومي]

جزاكم الله خيرا ونفع بكم، إذن هذا الحديث لا يحسن بمجموع الطرق؟!
حيث وجدت الحديث منتشر في وسائل التواصل وذكر: "حسنه الألباني رحمه الله".

وجزاك الله خيراً.
ليس هناك إلا طريق واحد، والألباني لما حسنه رحمه الله وظن أن الراوي رجلا ءاخر ليس متهما بناء على ظنه بأنه دلس اسمه، ولم يكن قد كان دلس اسمه كما تبين له في السلسلة الضعيفة.
ثم إنما حسنه لشواهد أخرى وفيها نظر وليس لمتابعات أخرى حيث تغني.
ثم لما تبين له وهاءه لم يأت بالشواهد؛ لأنها ليس متابعة للإسناد الفرد الغريب والمتفرد به أمامنا ابن أبي الدنيا، فالحديث بهذا الطريق كأنه لا أصل له من حديث المطلب ولا أصل له من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ثم إن أحكام العلماء في الحكم بن عبد الله الأيلي لا يترددون في تركه بل وأمر أبو زرعة الرازي بالضرب على حديث ولم يقرأ حديثه على أحد.
والله أعلم.

[عبد الرحمن هاشم بيومي]

الْمُطَّلِبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ الْمَخْزُومِيَّ ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ قَالَ:
دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِت أَبِي ذِئَابٍ عَائِدًا لَهَا مِنْ شَكْوَى فَقَالَتْ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِنِّي دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ أَعُودُهَا مِنْ شَكْوَى فَنَظَرَتْ إِلَى قَرْحَةٍ فِي يَدِي فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: فذكره.

أظنها ليست بتابعية بل الصحابية حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية رضي الله عنها وهي والدة عبد الله، كما ذكر ابن منده في معرفة الصحابة (938)، فلعل به تكنى.
ولعل ذئاب تصحيف لذؤيب، والله أعلم.

[أم علي طويلبة علم]

ثم إنما حسنه لشواهد أخرى وفيها نظر وليس لمتابعات أخرى حيث تغني.
ثم لما تبين له وهاءه لم يأت بالشواهد؛ لأنها ليس متابعة للإسناد الفرد الغريب والمتفرد به أمامنا ابن أبي الدنيا، فالحديث بهذا الطريق كأنه لا أصل له من حديث المطلب ولا أصل له من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

بارك الله فيكم وجزاكم خيرا

[حسن المطروشى الاثرى]

جزاكم الله خيرا ...
ولعل ذلك من الاحاديث التي تراجع عنها الشيخ رحمه الله بسبب وهم في راو

[عبد الرحمن هاشم بيومي]

بارك الله فيكم وجزاكم خيرا

وفيكم بارك الله وجزاكم خيراً ونفع بكم.

جزاكم الله خيرا ...
ولعل ذلك من الاحاديث التي تراجع عنها الشيخ رحمه الله بسبب وهم في راو

وجزاكم الله خيرا.