تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: سلسلة مقارنة ودراسة (10): حديث يخرج عنق من النار يوم القيامة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2019
    المشاركات
    94

    افتراضي سلسلة مقارنة ودراسة (10): حديث يخرج عنق من النار يوم القيامة

    بسم الله الرحمن الرحيم


    1- قال عَبْدُ الرَّزَّاقِ: عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ كَعْبًا قَالَ: يَطْلُعُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ أُمِرْتُ أَنْ آخُذَ ثَلَاثَةً مَنْ دَعَا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا وَكُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ. قَالَ مَعْمَرٌ: وَنَسِيتُ الثَّالِثَةَ قَالَ: فَيَأْخُذُهُمْ قَالَ: ثُمَّ يَطْلُعُ عُنُقٌ آخَرُ فَيَقُولُ أُمِرْتُ أَنْ آخُذَ ثَلَاثَةً مَنْ كَذَّبَ اللَّهَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَمَنْ آذَى اللَّهَ فَأَمَّا مَنْ كَذَّبَ اللَّهَ فَمَنْ قَالَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَبْعَثُهُ وَأَمَّا مَنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ فَمَنْ دَعَا لَهُ وَلَدًا وَأَمَّا مَنْ آذَى اللَّهَ فَالَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصُّوَرَ فَيُقَالُ لَهُمْ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ فَيَلْتَقِطُهُم ْ كَمَا يَلْتَقِطُ الطَّائِرُ الْحَبَّ. ه معمر بن راشد 19492


    2- قال السيوطي: وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَنْ كَعْبٍ قَالَ: يجمع الله الخلق في صَعِيدٍ وَاحِدٍ يَوْم الْقِيَامَة الجِنّ والإِنْس والدواب والهوام فيخرج عنق مِنَ النَّار فَيَقُولُ وكلت بالعزيز الكريم والجبار العنيد الّذِي جعل مع الله إلهًا آخر قَالَ فيلقطهم كما يلقط الطير الحب فيحتوي عَلَيْهِمْ ثُمَّ يذهب بهم إِلَى مدينة مِنَ النَّار يقال لها كيت وكيت فيثوون فيها ثلاثمائة عام قبل القَضَاءِ. ه الدر المنثور 5/14


    3- قال أبو بكر: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ حَسَّانَ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَإِذَا عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو وَكَعْبُ الْأَحْبَارِ يَتَحَدَّثُونَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ فَقَالَ عُبَادَةُ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جُمِعَ النَّاسُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ وَيَسْمَعُهُمُ الدَّاعِي وَيَقُولُ اللَّهُ {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ} الْيَوْمَ لَا يَنْجُو مِنِّي جَبَّارٌ عَنِيدٌ وَلَا شَيْطَانٌ مَرِيدٌ قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: إِنَّا نَجِدُ فِي الْكِتَابِ أَنَّهُ يَخْرُجُ يَوْمَئِذٍ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ فَيَنْطَلِقُ مُعَنَّقًا حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ ظَهَرَانِي النَّاسِ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي بَعَثَتْ إِلَى ثَلَاثَةٍ أَنَا أَعْرَفُ بِهِمْ مِنَ الْوَالِدِ بِوَلَدِهِ وَمِنَ الْأَخِ بِأَخِيهِ لَا يُغْنِيهِمْ مِنِّي وِرْدٌ وَلَا تُخْفِيهِمْ مِنِّي خَافِيَةٌ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَكُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وَكُلُّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ قَالَ: فَيَنْطَوِي عَلَيْهِمْ فَيَقْذِفُهُمْ فِي النَّارِ قَبْلَ الْحِسَابِ بِأَرْبَعِينَ قَالَ حُصَيْنٌ: إِمَّا أَرْبَعِينَ عَامًا أَوْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا قَالَ: وَيَهْرَعُ قَوْمٌ إِلَى الْجَنَّةِ فَتَقُولُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ قِفُوا لِلْحِسَابِ قَالَ: فَيَقُولُونَ وَاللَّهِ مَا كَانَتْ لَنَا أَمْوَالٌ وَمَا كُنَّا بِعُمَّالٍ قَالَ: فَيَقُولُ اللَّهُ: صَدَقَ عِبَادِي أَنَا أَحَقُّ مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ قَالَ: فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْحِسَابِ بِأَرْبَعِينَ إِمَّا قَالَ عَامًا وَإِمَّا يَوْمًا. ه
    مصنف ابن أبي شيبة (34176) وتفسير ابن أبي حاتم (10/3393) وشرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (6/1254)


    4- قال عَبْدُ اللَّهِ بن أحمد: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَكَعْبٍ قَالَا: إِذَا حُشِرَ النَّاسُ نَادَى مُنَادٍ هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ أَيْنَ الَّذِينَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ أَيْنَ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ حَتَّى ذَكَرَ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ قَالَ يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ فَيَقُولُ أُمِرْتُ بِثَلَاثَةٍ بِمَنْ جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَبِكُلِّ جَبَّارٍعَنِيدٍ وَبِكُلِّ مُعْتَدٍ لَأَنَا أَعْرَفُ بِالرَّجُلِ مِنَ الْوَالِدِ بِوَلَدِهِ وَالْمَوْلُودِ بِوَالِدِهِ قَالَ وَيُؤْمَرُ بِفُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْجَنَّةِ فَيُحْبَسُونَ فَيَقُولُونَ تَحْبِسُونَنَا مَا كَانَ لَنَا أَمْوَالٌ وَلَا كُنَّا أُمَرَاءَ. ه
    الزهد لأحمد 1034


    5- قال أسد بن موسى: نا غَسَّانُ بْنُ بُرْزِينَ الطُّهَوِيُّ ثنا سَيَّارُ بْنُ سَلَامَةَ الرِّيَاحِيُّ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: يَقُومُ مُنَادٍ فَيُنَادِي سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ أَيْنَ الْحَمَّادُونَ عَلَى كُلِّ حَالٍ؟ فَيَقُومُونَ فَيُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ ثُمَّ يَقُومُ فَيُنَادِي الثَّانِيَةَ فَيَقُولُ: سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ؟ أَيْنَ الَّذِينَ كَانَتْ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبِّهِمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} قَالَ: فَيَقُومُونَ فَيُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ ثُمَّ يَقُومُ فَيُنَادِي الثَّالِثَةَ فَيَقُولُ: سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ؟ أَيْنَ الَّذِينَ كَانَتْ {لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} فَيَقُومُونَ فَيُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ، ثُمَّ يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ حَتَّى يُشْرِفَ عَلَى الْخَلَائِقِ لَهُ عَيْنَانِ بَصِيرَتَانِ وَلِسَانٌ فَصِيحٌ فَيَقُولُ: إِنِّي أُمِرْتُ بِثَلَاثٍ: بِكُلِّ جُبَارٍ عَنِيدٍ فَهُوَ أَبْصَرُ بِهِمْ مِنَ الطَّيْرِ بِحَبِّ السِّمْسِمِ فَيَلْقُطُهُمْ ثُمَّ يَخِيسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ ثُمَّ يَخْرُجُ الثَّانِيَةَ فَيَقُولُ: إِنِّي أُمِرْتُ بِالَّذِينَ كَانُوا يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَهُوَ أَبْصَرُ بِهِمْ مِنَ الطَّيْرِ بِحَبِّ السِّمْسِمِ فَيَلْتَقِطُهُم ْ ثُمَّ يَخِيسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ ثُمَّ يَخْرُجُ الثَّالِثَةَ فَيَقُولُ: إِنِّي أُمِرْتُ بِالْمُصَوِّرِي نَ فَهُوَ أَبْصَرُ بِهِمْ مِنَ الطَّيْرِ بِحَبِّ السِّمْسِمِ فَيَلْتَقِطُهُم ْ ثُمَّ يَخِيسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ ثُمَّ تَطَايُرُ الصُّحُفُ مِنْ أَيْدِي النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ. ه
    الزهد لأسد بن موسى (78)

    ورواه الحارث في مسنده (1122) وابن المبارك في الزهد (2/101) والطبري في التفسير (24/417) والأهوال لابن أبي الدنيا (173) وتنبيه الغافلين (ص274) من طريق أبي المنهال عن شهر بن حوشب عن ابن عباس بأطول من هذا


    6- قال يحيى بن سلام: مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: تَنْزِلُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ فَتَقُولُ: إِنِّي أُمِرْتُ بِثَلاثَةٍ: بِالَّذِينَ كَذَّبُوا اللَّهَ وَبِالَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وَبِالَّذِينَ آذَوُا اللَّهَ. قَالَ: فَأَمَّا الَّذِينَ كَذَّبُوا اللَّهَ فَالَّذِينَ كَذَّبُوا رُسُلَهُ وَكُتُبَهُ وَأَمَّا الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ فَالَّذِينَ زَعَمُوا أَنَّ لَهُ وَلَدًا وَأَمَّا الَّذِينَ آذَوُا اللَّهَ فَالْمُصَوِّرُو نَ. ه
    تفسير يحيى بن سلام 1/237


    مقارنة ودراسة:


    1- قال الامام أحمد: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ فِرَاسٍ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَتَكَلَّمُ يَقُولُ وُكِّلْتُ الْيَوْمَ بِثَلَاثَةٍ بِكُلِّ جَبَّارٍ وَبِمَنْ جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَبِمَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ فَيَنْطَوِي عَلَيْهِمْ فَيَقْذِفُهُمْ فِي غَمَرَاتِ جَهَنَّمَ. ه

    رواه أحمد (11354) وابن أبي شيبة (34141) وعبد بن حميد (896) وأبو يعلى (1138- 1146) والطبراني في الأوسط (3981) والبزار في كشف الأستار (4/185) ومساويء الأخلاق للخرائطي (579) وأمالي ابن سمعون (259) وجزء حنبل (68) ومسانيد فراس لأبي نعيم (34) ومعرفة الصحابة له (3177) وطبقات المحدثين بأصبهان (3/356) والبيهقي في البعث والنشور (525- 526) وتاريخ بغداد (13/455) وتالي تلخليص المتشابه له (2/467) كلهم من طرقٍ متعددة عن عطية بن سعيد العوفي عن أبي سعيد مرفوعاً.
    ورواه هناد في الزهد (1/203) من طريق عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ موقوفاً.

    قلت: عطية العوفي ضعيف وروايته عن أبي سعيد شديدة الضعف.
    كان يروي عن محمد بن السائب الكلبي المُتهم بالكذب ويُكَنِّيه بأَبي سعيد موهمًا أَنه يريد أَبا سعيد الخُدْري وإِنما أَراد به الكلبي. (المجروحين لابن حبان 2/176)

    ورواه الطبراني في الأوسط (318) عن سعد بن عبيدة عن أبي سعيد وفي اسناده أحمد بن رشدين قَالَ ابْن عدي: كذبوه وَأنْكرت عَلَيْهِ أَشْيَاء. (الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي 1/84)


    2- قال الامام أحمد: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا وَأُذُنَانِ يَسْمَعُ بِهِمَا وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ فَيَقُولُ إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلَاثَةٍ بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وَبِكُلِّ مَنِ ادَّعَى مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَالْمُصَوِّرِي نَ. ه
    رواه أحمد (8430) والترمذي (2574) والبيهقي في البعث والنشور (524) وشعب الايمان (5904)

    قلت: هذا الحديث رجاله ثقات لكن فيه علة بينها الامام الدارقطني:

    سُئِلَ الدارقطني عَنْ حَدِيثِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: تَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهَا أُذُنَانِ تَسْمَعُ وَعَيْنَانِ تُبْصِرُ ولِسَانٌ يَنْطِقُ تَقُولُ أَلَا إِنِّي وُكِلِّتُ بِكُلِّ جَبَارٍ عَنِيدٍ.
    فَقَالَ: يَرْوِيهِ الْأَعْمَشُ اخْتُلِفَ عَنْهُ فَرَوَاهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ الْقَسَمَلِيُّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ. وغيره يرويه عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد وهو المحفوظ. ه العلل (1937)

    قلت: فرجع الحديث إلى رواية عطية العوفي عن أبي سعيد وهي ضعيفة.


    3- قال الامام أحمد: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ يَذْكُرُ الْحَبِيبُ حَبِيبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: يَا عَائِشَةُ أَمَّا عِنْدَ ثَلَاثٍ فَلَا أَمَّا عِنْدَ الْمِيزَانِ حَتَّى يَثْقُلَ أَوْ يَخِفَّ فَلَا وَأَمَّا عِنْدَ تَطَايُرِ الْكُتُبِ فَإِمَّا أَنْ يُعْطَى بِيَمِينِهِ أَوْ يُعْطَى بِشِمَالِهِ فَلَا وَحِينَ يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ فَيَنْطَوِي عَلَيْهِمْ وَيَتَغَيَّظُ عَلَيْهِمْ وَيَقُولُ ذَلِكَ الْعُنُقُ وُكِّلْتُ بِثَلَاثَةٍ وُكِّلْتُ بِثَلَاثَةٍ وُكِّلْتُ بِثَلَاثَةٍ وُكِّلْتُ بِمَنْ ادَّعَى مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَوُكِّلْتُ بِمَنْ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ وَوُكِّلْتُ بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ قَالَ: فَيَنْطَوِي عَلَيْهِمْ وَيَرْمِي بِهِمْ فِي غَمَرَاتٍ وَلِجَهَنَّمَ جِسْرٌ أَدَقُّ مِنَ الشَّعْرِ وَأَحَدُّ مِنَ السَّيْفِ عَلَيْهِ كَلَالِيبُ وَحَسَكٌ يَأْخُذُونَ مَنْ شَاءَ اللهُ وَالنَّاسُ عَلَيْهِ كَالطَّرْف وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ وَالْمَلَائِكَة ُ يَقُولُونَ رَبِّ سَلِّمْ رَبِّ سَلِّمْ فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَمَخْدُوشٌ مُسَلَّمٌ وَمُكَوَّرٌ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ. ه
    رواه أحمد (24793) والآجري في الشريعة (3/1135) والغيلانيات (911)

    قلت: ابن لهيعة ضعيف. قال الذهبي: العمل على تضعيف حديثه. (الكاشف 2934) (الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي 2/136)


    4- قال ابن المحب الصامت: أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيْدَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَهْبِطُ الرَّبُ مِنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ إِلَى المقام اَّلذِي هُوَ قائمه ثُمَّ يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ .. الحديث. رواه أَبُو أَحْمَدَ الْعَسَّالُ فِي السُّنَّةِ. ه
    صفات رب العالمين (ج2 ص645) والعرش للذهبي (2/115)

    قلت: أبان بن أبي عياش متروك الحديث. (تهذيب الكمال 2/20)

    ورواه يحي بن سلام (1/236) عن رجل من أهل الكوفة عن ليث عن شهر بن حوشب موقوفاً عليه من قوله ضمن حديث طويل.

    ورواه الحارث والطبري وغيرهما من طريق أبي المنهال عن شهر بن حوشب عن ابن عباس موقوفاً وسبق تخريجه.


    الخلاصة:

    الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما هو من أخبار أهل الكتاب. وروي موقوفاً من كلام بعض الصحابة والله أعلم.

    كتبه
    أحمد فوزي وجيه
    16/9/2020

  2. #2

    افتراضي رد: سلسلة مقارنة ودراسة (10): حديث يخرج عنق من النار يوم القيامة

    جزاك الله خيرا.

  3. #3

    افتراضي رد: سلسلة مقارنة ودراسة (10): حديث يخرج عنق من النار يوم القيامة

    أين حصلت على بقية جواب الدارقطني لأني لم أجده لا في الشاملة ولا في المطبوع؟

  4. #4

    افتراضي رد: سلسلة مقارنة ودراسة (10): حديث يخرج عنق من النار يوم القيامة

    بحث موفق ، بارك الله فيك.

  5. #5

    افتراضي رد: سلسلة مقارنة ودراسة (10): حديث يخرج عنق من النار يوم القيامة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدُ الله الشرقاويُّ مشاهدة المشاركة
    أين حصلت على بقية جواب الدارقطني لأني لم أجده لا في الشاملة ولا في المطبوع؟
    بل هو موجود في طبعة الريان برقم [1937]، وموجودة بصيغة الشاملة.
    https://www.mediafire.com/file/9d19zkh34qc6t0b/%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B9 %25D9%2584%25D9%2584_%25D9%258 4%25D9%2584%25D8%25AF%25D8%25A 7%25D8%25B1%25D9%2582%25D8%25B 7%25D9%2586%25D9%258A.bok/file
    والمخالفة التي يقصد بها الدارقطني ما خرجه هناد في الزهد [333]، فقال:
    حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: " يَخْرُجُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ فَيَقُولُ: إِنِّي أُمِرْتُ بِثَلاثَةٍ: بِمَنْ دَعَا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ، وَبِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ". اهـ.
    وقال الحافظ ابن رجب في التخويف من النار (ص: 225) :
    وقد قيل: إنه [يعني حديث عبد العزيز بن مسلم] ليس بمحفوظ بهذا الإسناد، وإنما يرويه الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد
    وغير واحد عن عطية، عن أبي سعيد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. اهـ.

    ثم مرَّض الحافظ ابن رجب رواية الوقف.
    قلتُ: ولعل الرفع والوقف من اضطراب عطية العوفي نفسه فهو ضعيف الحديث وصف الدارقطني حديثه بالاضطراب.
    ومع ذلك هو مدلس تدليس الشيوخ وهو
    أنه كان يأتي محمد بن السائب الكلبي وهو متهم بالكذب فيأخذ عنه التفسير ويكنيه بأبي سعيد.
    والله أعلم.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    كتبه
    أحمد فوزي وجيه
    16/9/2020
    أين أنت، يا أخي؟ اشتقت إليك، أسأل الله أن تكون بخير وفي سعادة وأحسن حال.
    .

  6. #6

    افتراضي رد: سلسلة مقارنة ودراسة (10): حديث يخرج عنق من النار يوم القيامة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    5- قال أسد بن موسى: نا غَسَّانُ بْنُ بُرْزِينَ الطُّهَوِيُّ ثنا سَيَّارُ بْنُ سَلَامَةَ الرِّيَاحِيُّ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: يَقُومُ مُنَادٍ فَيُنَادِي سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ أَيْنَ الْحَمَّادُونَ عَلَى كُلِّ حَالٍ؟ فَيَقُومُونَ فَيُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ ثُمَّ يَقُومُ فَيُنَادِي الثَّانِيَةَ فَيَقُولُ: سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ؟ أَيْنَ الَّذِينَ كَانَتْ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبِّهِمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} قَالَ: فَيَقُومُونَ فَيُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ ثُمَّ يَقُومُ فَيُنَادِي الثَّالِثَةَ فَيَقُولُ: سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ؟ أَيْنَ الَّذِينَ كَانَتْ {لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} فَيَقُومُونَ فَيُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ، ثُمَّ يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ حَتَّى يُشْرِفَ عَلَى الْخَلَائِقِ لَهُ عَيْنَانِ بَصِيرَتَانِ وَلِسَانٌ فَصِيحٌ فَيَقُولُ: إِنِّي أُمِرْتُ بِثَلَاثٍ: بِكُلِّ جُبَارٍ عَنِيدٍ فَهُوَ أَبْصَرُ بِهِمْ مِنَ الطَّيْرِ بِحَبِّ السِّمْسِمِ فَيَلْقُطُهُمْ ثُمَّ يَخِيسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ ثُمَّ يَخْرُجُ الثَّانِيَةَ فَيَقُولُ: إِنِّي أُمِرْتُ بِالَّذِينَ كَانُوا يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَهُوَ أَبْصَرُ بِهِمْ مِنَ الطَّيْرِ بِحَبِّ السِّمْسِمِ فَيَلْتَقِطُهُم ْ ثُمَّ يَخِيسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ ثُمَّ يَخْرُجُ الثَّالِثَةَ فَيَقُولُ: إِنِّي أُمِرْتُ بِالْمُصَوِّرِي نَ فَهُوَ أَبْصَرُ بِهِمْ مِنَ الطَّيْرِ بِحَبِّ السِّمْسِمِ فَيَلْتَقِطُهُم ْ ثُمَّ يَخِيسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ ثُمَّ تَطَايُرُ الصُّحُفُ مِنْ أَيْدِي النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ. ه
    الزهد لأسد بن موسى (78)

    ورواه الحارث في مسنده (1122) وابن المبارك في الزهد (2/101) والطبري في التفسير (24/417) والأهوال لابن أبي الدنيا (173) وتنبيه الغافلين (ص274) من طريق أبي المنهال عن شهر بن حوشب عن ابن عباس بأطول من هذا
    رواية غسان الطهوي خطأ، والمحفوظ أنه من رواية شهر بن حوشب.
    فإن غسان بن برزين الطهوي ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "
    كان ممن يخطئ". اهـ.
    وخولف فيما خرجه ابن المبارك وغيره في الزهد، فقال: أنا عوف، عن أبي المنهال سيار بن سلامة الرياحي، قال: نا شهر بن حوشب، قال: حدثني ابن عباس، به.
    قلت: اضطرب فيه شهر بن حوشب، قال ابن رجب كما في مجموع الرسائل (4/334) : "ورُوي عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم". اهـ.
    قلتُ: خرج بنحوه ابن أبي الدنيا في الأهوال [175]، فقال:
    دثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، دثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ: قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بنحوه.
    وهذا منكر، فيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي "ضعيف"، كذا قال الحافظ ابن حجر.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    6- قال يحيى بن سلام: مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: تَنْزِلُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ فَتَقُولُ: إِنِّي أُمِرْتُ بِثَلاثَةٍ: بِالَّذِينَ كَذَّبُوا اللَّهَ وَبِالَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وَبِالَّذِينَ آذَوُا اللَّهَ. قَالَ: فَأَمَّا الَّذِينَ كَذَّبُوا اللَّهَ فَالَّذِينَ كَذَّبُوا رُسُلَهُ وَكُتُبَهُ وَأَمَّا الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ فَالَّذِينَ زَعَمُوا أَنَّ لَهُ وَلَدًا وَأَمَّا الَّذِينَ آذَوُا اللَّهَ فَالْمُصَوِّرُو نَ. ه
    تفسير يحيى بن سلام 1/237
    نسبه قتادة إلى كعب الأحبار فيما رواه عنه معمر في الجامع [19492] له.
    والله أعلم.
    .

  7. #7

    افتراضي رد: سلسلة مقارنة ودراسة (10): حديث يخرج عنق من النار يوم القيامة

    قد سبق إلى تضعيف الحديث ، الشيخ أبو المظَفَّر السِّنَّاري -حفظه الله- ، وأنقل هنا مشاركته لمزيد الفائدة وإثراء الموضوع:

    "قال أبو يعلى في (مسنده) [رقم/1138]: (حدثنا زكريا بن يحيى حدثنا ابن فضيل عن أبيه عن محمد بن جحادة عن عطية: عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يرسل عنق من جهنم يوم القيامة يقول: إن لي ثلاثة: كل جبار عنيد ومن جعل مع الله إلها آخر ومن قتل نفسا بغير نفس)
    ------------------------------
    [1138] (ضعيف) أخرجه الطبراني في الأوسط [4/ رقم/ 3981]، والمؤلف في «المعجم» [رقم/177]، وعنه ابن عدي [3/ 214]، والدارقطني في «الغرائب والأفراد/أطرافه» [2/ 225/الطبعة التدمرية]، والخطيب في تاريخه [12/ 11]، وغيرهم من طرق عنمحمد بن فضيل عن أبيه عن محمد بن جحادة عطية العوفي عن أبي سعيد به نحوه ...
    قال الدارقطني: «تفرد به محمد بن جُحَادة عنه، وتفرد به الفضيل بن غزوان عنه، ولم يروه عنه غير ابنه محمد بن الفضيل، تفرد به علي بن عيسى المُخَرِّمي عن محمد بن فضيل»،
    وقال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن محمد بن جحادة إلا فضيل بن غزوان، ولا عن فضيل إلا ابنه، ولا رواه عن محمد بن فضيل إلا علي بن عيسى المخرمي ومحمد بن حفص بن راشد الهلالي».
    قلتُ: وكلام الدارقطني يرد عليه كلام الطبراني من عدم تفرد علي بن عيسى به عن ابن فضيل، وكلام الطبراني ردَّ عليه الشيخ المحدث أبو إسحاق الحويني في «تنبيه الهاجد» [2/ 12/طبعة دار المحجة] قائلا: «قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به علي بن عيسى و لا محمد بن حفص، فتابعهما زكريا يحيى الكسائي قال: ثنا محمد بن فضيل بسنده سواء، أخرجه ابنُ عدي في «الكامل» (3/ 1070) قال: لنا أبو يعلي، ثنا زكريا بن يحيى به ... و قال: «وهذا من حديث محمد بن جحادة يرويه عنه فضيل بن غزوان، و عن فضيل: محمد ابنه، و رواه عن محمد: زكريا الكسائي، وشيخ من المخرم يقال له: علي بن عيسى بن يحيى المخرمي، ثناه عبد الله بن محمد البغوي، عنه».

    قلت: وهو كما قال، وقد تابعناه عليه في «إيقاظ العابد»، وقد توبع عليه ابن جحادة:
    1 - تابعه فِرَاس بن يحيى المكتب عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ نَبِيِّ اللهِ أَنَّهُ قَالَ: «يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَتَكَلَّمُ يَقُولُ: وُكِّلْتُ الْيَوْمَ بِثَلاَثَةٍ: بِكُلِّ جَبَّارٍ، وَبِمَنْ جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ، وَبِمَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ، فَيَنْطَوِي عَلَيْهِمْ فَيَقْذِفُهُمْ فِي غَمَرَاتِ جَهَنَّمَ». أخرجه أحمد [3/ 40]- واللفظ له- ومن طريقه أبو نعيم في «مسانيد فراس المكتب» [رقم/34]، والبزار في «مسنده» [4/رقم/3500/كشف الأستار]، من طريقين عن فراس به ... وزاد البزار قبل آخره: «فَيُنْطَلَقُ بِهِمْ قَبْلَ سَائِرِ النَّاسِ بِخَمْسِ مِائَةِ عَامٍ».
    2 - وخالد بن طهمان عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول « : بينا الناس ينظرون الحساب إذ بعث الله عنقا من النار يكلمهم يقول أمرت بثلاثة أمرت بمن ادعى مع الله الها آخر، وأمرت بمن قتل نفسا بغير نفس، وأمرت بكل جبار عنيد، قال: فليلقطهم من بين الناس كما يلقط الطير الحب ثم يسير بهم في نار جهنم».أخرجه الحارث في «مسنده» [رقم/777 / زوائد الهيثمي]، حدثنا يحيى بن هاشم ثنا خالد بن طهمان به ...
    3 - وابن أبي ليلى عن عطية: عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال: «يخرج يوم القيامة عتق من النار لها لسان تتكلم فتقول: إني وكلت اليوم بثلاثة: من جعل مع الله آلها آخر، وبكل جبار عنيد، ولم يسم الثالثة، فتنطوي عليهم فتطرحهم في غمرات جهنم» أخرجه المؤلف [برقم/ 1146]- واللفظ له - وابن أبي شيبة [رقم/34141]، وعبد بن حميد في «مسنده/المنتخب» [رقم/ 896]، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» [3/رقم/3177]، والبيهقي في «البعث والنشور» [ص/ 281/طبعة الكتب الثقافية]، من طرق عن ابن أبي ليلى به ...
    4 - وأشعث بن سوار: علقه عنه الترمذي في «جامعه» [4/ 701]، ووصله البزار في «مسنده/كشف الأستار» [4/رقم/3501] حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ عطية، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ به نحوه ...
    قال البزار: «نَعْلَمُ أَسْنَدَ أَشْعَثُ بِهَذَا الإِسْنَادِ إِلا هَذَا الْحَدِيثَ».
    قلت: وقد تحرف عنده: «عطية» إلى: «أشعث»! فصار الإسناد عنده: «حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ»! وليس بشيء! وأشعث شيخ ضعيف كثير الأوهام.
    5 - ومطرف بن طريف: عند البزار في «مسنده/كشف الأستار» [4/رقم/3501] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ صُبَيْحٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَطِيَّةَ عن أبي سعيد به نحوه ...
    قال البزار: «حَدِيثُ مُطَرِّفٍ عَنْ عَطِيَّةَ لا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْهُ إِلا صَالِحٌ»
    6 - وسليمان التيمي: على نحوه سياق المؤلف عند أبي الشيخ في «طبقاته» [3/ 356]، وعنه ابن مردويه في «جزء من أحاديث ابن حيان» [رقم/83]، والبيهقي في «البعث والنشور» [ص/ 281/طبعة الكتب الثقافية]، من طريق معتمر بن سليمان عن أبيه عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري به ...
    7 - وأبان بن تغلب حدثنا عطية بن سعد عن أبي سعيد الخدري t قال قال رسول الله: « يخرج عنق من النار فيقول: إني أمرت بثلاثة من ادعى مع الله إلها آخر، ومن قتل نفسا بغير نفس، وبكل جبار عنيد فينطوي عليهم» أخرجه أبو الحسين ابن سمعون في «الأمالي» [رقم/ 259/طبعة دار البشائر]، حدثنا عمر بن الحسن القاضي أخبرنا المنذر بن محمد بن المنذر حدثني أبي محمد بن المنذر حدثني عمي الحسين بن سعيد بن أبي الجهم حدثني أبي حدثنا أبان بن تغلب به ...

    قلت: ومداره على عطية العوفي، وهو لا يحتج به ولا يكاد! فقد كان شيخًا ضعيفًا مدلسًا! وقد تبرَّأنا من عهدته مرارًا، وله عن أبي سعيد الخدري مناكير لا تُطاق؟
    وبه أعله البوصيري في «إتحاف الخيرة» [8/ 222]، فقال: «رواه عَبد بن حُمَيد، وأَبُو يَعْلَى الموصلي، وأحمد بن حنبل، ومدار أسانيدهم على عطية العوفي، وهو ضعيف».
    وقبله أشار المنذري إلى ذلك في «الترغيب» [3/ 203 - 204]، فقال بعد أن عزاه لأحمد والبزار: «وفي إسناديهما عطية العوفي».

    قلت: وقد اضطرب عطية في سنده أيضًا! فرواه عنه الأعمش فقال: عن عطية عن أبي سعيد به نحو سياق المؤلف موقوفًا! ولم يرفعه! هكذا أخرجه هناد في «الزهد» [رقم/333] حدثنا قبيصة عن سفيان عن الأعمش به ...

    قلت: وسفيان هو الثوري حافظ الدنيا! وقد خولف فيه! خالفه جماعة! فرووه عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد به ... مرفوعًا! ومن هؤلاء:
    1 - سلام بن سليم أبو الأحوص، رواه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال: قال رسول الله: « تخرج عنق من النار يوم القيامة لها لسان تنطق به تقول: إني أمرت بثلاثة بمن جعل مع الله إلها آخر، ومن قتل نفسا بغير نفس، وبالجبارين قال: فتنطوي عليهم فتلقيهم في النار قبل الحساب بخمس مائة عام». أخرجه حنبل بن إسحاق في «الفتن» [رقم/64/طبعة دار البشائر]، وعنه أبو عمرو ابن السماك في «التاسع من فوائده» [رقم/64 /طبعة مكتبة الرشد]، والخطيب في «تالي تلخيص المتشابه» [2/ 467/طبعة دار الصميعي]، من طريقين عن أبي الأحوص به ...
    2 - و تابعه أيضا: شيبان، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله : « يخرج يوم القيامة عنق من النار أشد سوادا من القار فيقول: إني وكلت بكل جبار وعنيد، ومن دعا مع الله إلها آخر، ومن قتل نفسا بغير نفس، فتنطبق عليهم هكذا» قال عبيد الله: «تنطبق عليهم قبل الناس بمقدار خمسمائة عام» أخرجه الخرائطي في «مساوئ الأخلاق» [رقم/619/طبعة مكتبة السوادي]، حدثنا عباس الدوري، ثنا عبيد الله بن موسى، أنبأ شيبان عن الأعمش به ...
    قلت: أنا في ريب من تلك المتابعة! وأخشى أن يكون وقع تحريف في اسم شيخ شيبان! فقد رواه أحمد وأبو نعيم في «مسانيد فراس بن يحيى المكتب» وغيرهما من طريق معاوية بن هشام عن شيبان عن فراس عن عطية عن أبي سعيد به، فربما كان: «فراس» تحرف عند الخرائطي إلى: «الأعمش»! نعم: ربما كان ذلك من قبيل الاختلاف في سنده على شيبان! ولعل الحديث عنده على الوجهين.
    3 - وزياد بن عبد الله البكائي قال: نا الأعمش، عن عطية بن سعد، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله : « تبدو عنق من النار مسيرة ثمانين عاما، لها لسان تتكلم به وعينان تبصر بهما، تقول: أين من جعل مع الله إلها آخر فتذر ذر أهل النار جميعا إذا أصاب منها شيء، تقول: يا رب، هذا كان يتعوذ بك مني في الدنيا فتنطبق عليهم سائر الثمانين خمس مائة عام» أخرجه أبو الحسين ابن المظفر في «الجزء الثاني من الفوائد المنتقاة الغرائب الحسان» [رقم/44/مخطوط/بترقيمي]، حدثنا أبو يزيد خالد بن النضر، قال: حدثنا محمد بن موسى، قال: حدثنا زياد بن عبد الله به ...
    قلت: وزياد البكائي شيخ ضعيف في غير روايته المغازي.
    4 - وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : « يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ، فَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ طَلْقٍ ذَلْقٍ، لَهَا عَيْنَانِ تُبْصِرُ بِهِمَا، وَلَهَا لِسَانٌ تَكَلَّمُ بِهِ، فَتَقُولُ: إِنِّي أُمِرْتُ بِمَنْ جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ، وَبِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَبِمَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ، فَيُنْطَلَقُ بِهِمْ قَبْلَ سَائِرِ النَّاسِ بِخَمْسِ مِائَةِ عَامٍ، وَقَالَ سُلَيْمَانُ: فَيَنْطَوِي عَلَيْهِمْ، فَيَقْذِفُهُمْ فِي جَهَنَّمَ». أخرجه البزار [4/رقم/3500/كشف الأستار]، حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ به ...
    قلت: وعبد الله بن بشر هو ابن النبهان الكوفي الشيخ المختلف فيه؟ وقد تُكُلِّمَ في روايته عن الأعمش خاصة!
    فنقل الساجي عن ابن معين أنه قال: «عبد الله بن بشر الذي يروي عنه معمر بن سليمان كذاب، لم يبق حديث منكر رواه أحد من المسلمين إلا و قد رواه عن الأعمش» وقال الحاكم: «يحدث عن الأعمش مناكير» نقله الحافظ في ترجمته من «التهذيب».
    لكن: قد سبق أن عطية العوفي شيخ ضعيف الحديث، والظاهر أنه اضطرب في وقفه ورفعه ولفظه! وهذا أولى من توهيم من رواه عن الأعمش عن عطية مرفوعًا.

    وقد غلط من رواه عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي سعيد الخدري به، وأسقط منه: «عطية العوفي» وأبدله بـ: «سعد بن عبيدة»! هكذا أخرجه الطبراني في الأوسط [1/رقم/318] حدثنا أحمد بن رشدين قال حدثنا عبد الغفار بن داود أبو صالح الحراني قال حدثنا موسى بن أعين عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله: «يخرج عنق من النار لها لسان تتكلم به وعينان تبصر بهما فتقول إني أمرت بكل جبار عنيد وبمن دعا مع الله إلها آخر ومن قتل نفسا بغير حق».

    قلت: وهذا خطأ لا ريب فيه، وليس بمحفوظ عن الأعمش أصلا، ورجال الإسناد ثقات سوى شيخ الطبراني، فقد كذبه أحمد بن صالح المصري -بلديُّه- بخط عريض! وكان ممن يخطيء ويصر على الخطأ! وليس بمدفوع عن حفظ ومعرفة، راجع ترجمته: من «الميزان»، و «لسانه» [257/ 1]،

    ثم جاء عبد العزيز بن مسلم القسملي وخالف الجميع في سنده عن الأعمش! فقال: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : « تَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَوْمَ القِيَامَةِ لَهَا عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ وَأُذُنَانِ تَسْمَعَانِ وَلِسَانٌ يَنْطِقُ، يَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلاَثَةٍ، بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَبِكُلِّ مَنْ دَعَا مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ، وَبِالمُصَوِّرِ ينَ»! ونقله إلى «مسند أبي هريرة»! هكذا أخرجه الترمذي [رقم/ 2574] - واللفظ له - وأحمد [2/ 336]، وعلي بن عمر الحربي في «الفوائد المنتقاه عن الشيوخ العوالي» [رقم/30]، والبيهقي في الشعب [5/رقم/ 6317]، وفي «البعث والنشور» [ص/ 280 - 281/طبعة الكتب الثقافية]، وغيرهم من طرق عن عبد العزيز القسملي به ...

    قال الترمذي: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ»،
    وقال الألباني في «الصحيحة» [رقم/512]: «إسناده صحيح على شرط الشيخين!»،
    وقال العلامة مقبل الوادعي في «غارة الفصل على المعتدين على كتب العلل»: «هذا حديث صحيح ورجاله ثقات».
    قلت: وهكذا اغتر جماعة من المتأخرين بجمال هذا الإسناد وصححوه! ولم يفعلوا شيئا؟ لأن الحديث منكر جدا من حديث أبي صالح عن أبي هريرة! انفرد به عبد العزيز القسملي عن الأعمش، وعبد العزيز غير مدفوع عن ثقة وحفظ، إلا أنه كان ربما يغلط في الروايات، ويأتي عن الثقات بما لا يتابعه عليه الأثبات!
    ولذلك أورده العقيلي في «الضعفاء» وقال: «في حديثه بعض الوهم» ثم ساق له بعض أغلاطه على الثقات، وابن حبان مع توثيقه له، فقد ذكره في «مشاهير علماء الأمصار» [ص/158]، ثم قال: «وكان رديء الحفظ»! وقال في ترجمة «فروة بن نوفل الأشجعي» من الثقات [3/ 331]: «عبد العزيز بن مسلم القسملي ربما أوهم فأفحش»،
    وقد تتبعت بعض حديثه فإذا هو يصل عن الأعمش ما يرسله عنه غيره من الأثبات، وربما رفع عنه الموقوف من الأخبار والروايات، راجع بعض الأمثلة من باب غلطه على الأعمش في: «علل ابن أبي حاتم» [رقم/626]، و [رقم/1837]،
    وهذا الحديث هنا: شاهد سافر على خطأه ووهمه على أبي محمد الأسدي؟ فالحديث مشهور معروف من رواية عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري، ورواه عن عطية جماعة من النقلة، منهم الأعمش، وقد اختلف على الأعمش في وصله ووقفه، وكأنَّ الوجهين عنه محفوظان كما مضى الإشارة إلى ذلك، وإلا فالموقوف عنه هو المحفوظ، لكون الثوري رواه عنه هكذا، وهو أحفظ أهل الدنيا في الأعمش! لا يلحقه في ذلك عبد العزيز القسملي ولو تظاهر عليه بعشرين آخرين مثله في الحفظ والثقة والأمانة؟
    فالحديث لا يثبت عن الأعمش إلا من روايته عن عطية العوفي عن أبي سعيد به موقوفًا أو موقوفًا،

    وقد أشار الترمذي إلى هذا، فقد جزم بكون الحديث غريب من رواية: «الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة»! ثم قال عقب روايته: «وَقَدْ رَوَاهُ بَعْضُهُمْ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ نَحْوَ هَذَا».
    وقال ابن رجب في «فتح الباري» [3/ 70] بعد أن عزاه من حديث الأعمش عن أبي صالح إلى الترمذي وأحمد: «وقد روي عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد، عن النبي خرجه الإمام أحمد - أيضا، وقيل: إن هذا الإسناد هو المحفوظ»،
    وقال أيضًا في «التخويف بالنار» [ص/225/طبعة بشير عيون]: «وصححه الترمذي، وقد قيل: إنه ليس بحفوظ بهذا الإسناد، وإنما يرويه الأعمش عن عطية عن أبي سعيد، فقد روى الأعمش وغير واحد عن عطية عن أبي سعيد عن النبي ».
    وقبله أورد الدارقطني حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، في «العلل» [147/ 10]، وشرع في بيان الاختلاف في سنده، فقال: «يَروِيهِ الأَعمَشُ، اختُلِف عَنهُ، فَرَواهُ عَبد العَزِيزِ بن مُسلِمٍ القَسَمَلِيُّ، عَنِ الأَعمَشِ، عَن أَبِي صالِحٍ، عَن أَبِي هُرَيرة، قال رَسُولُ الله ذَلِك، وغَيرُهُ يَروِيهِ، عَنِ الأَعمَشِ، عَن .... ؟» وسقط باقي كلامه من مطبوعة «العلل»! ولعله كان يكون هكذا: «وغَيرُهُ يَروِيهِ، عَنِ الأَعمَشِ، عَن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري ... »،
    وليس لهذا الحديث أصل من رواية الأعمش عن أبي صالح، ولا من رواية أبي صالح عن أبي هريرة. وإنما الحديث: حديث الأعمش عن عطية العوفي عن أبي سعيد، ومن رواه عن الأعمش على غير هذا الوجه فقد غلط عليه ولا بد!

    وللحديث شاهد من رواية عائشة به نحوه ... مطولا، عند أحمد [110/ 6]، وأبي بكر الشافعي في «الغيلانيات» [1/رقم/911 /طبعة ابن الجوزي]، والآجري في «الشريعة» [3/ 1334 - 1335/طبعة دار الوطن]، من طريق يحيى بن إسحاق: حدثنا ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن القاسم عن عائشة به ...

    قلت: وابن لهيعة حاله معلومة؟ ولم يكن ممن يساق حديثه في صدد الاحتجاج به في دين الله إلا على مذهب من لا يعرفه؟
    وبه أعله الهيثمي في المجمع [10/ 650] فقال: «رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله رجال الصحيح»،
    وقد تساهل من قواه بحديث أبي سعيد فضلا عن حديث أبي هريرة! والله المستعان لا رب سواه."
    انتهى.
    انظر "أرشيف منتدى الألوكة - 3" (61934) بترقيم الشاملة ، وهو في كتابه "رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى" [رقم/1138] مختصراً.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •