بسم الله الرحمن الرحيم


1- قال أبو بكر: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ كَعْبٍ قَالَ: مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ مِائَةَ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ. ه
مصنف ابن أبي شيبة (30084)

2- قال وكيع: عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ كَعْبٍ قَالَ: مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ مِائَةَ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ. ه
نسخة وكيع عن الأعمش ص80 وتفسير الطبري 23/699 وفي التهجد وقيام الليل لابن أبي الدنيا 391 عن أبي معاوية ووكيع

3- قال الدارمي: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: مَنْ قَرَأَ مِائَةَ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ. ه
سنن الدارمي 3452

4- ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء 6/4 من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحَرَّانِيِّ عَنْ كَعْبٍ ضمن حديث طويل في أوله (إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى مَلَكًا عَلَى صُورَةِ دِيكٍ)

5- قال عبد الرزاق: عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيّ ِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ بِمِائَةِ آيَةٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ وَمَنْ قَرَأَ بِمِائَتَيْ آيَةٍ كُتِبَ لَهُ قُنُوتُ تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَمَنْ قَرَأَ بِخَمْسِ مِائَةٍ إِلَى أَلْفٍ أَصْبَحَ لَهُ قِنْطَارٌ مِنَ الْأَجْرِ. قَالَ: فَسُئِلَ ابْنُ عُمَرَ كَمِ الْقِنْطَارُ؟ فَقَالَ: سَبْعُونَ أَلْفًا.
قَالَ عَمْرٌو: وَسَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَأَلَ كَعْبًا عَنْ قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ هَذَا فَقَالَ كَعْبٌ: لَكِنِّي أَقُولُ مَنْ صَلَّى الْعَتَمَةَ لِوَقْتِهَا لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ. ه
مصنف عبد الرزاق 6028


مقارنة ودراسة:

قال ابن خزيمة: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ حَافَظَ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ وَمَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ مِائَةَ آيَّةٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِين أَوْ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ. ه
رواه ابن خزيمة (1142) والحاكم (1160) وابن نصر في مختصر قيام الليل (1/164) والبيهقي في الشعب (2002)

قلت: هذا الحديث رجاله ثقات إلا أنه غير محفوظ ولا يصح رفعه.
فقد رواه جماعة من كبار أصحاب الأعمش عن أبي صالح عن كعب وبعضهم قال عن أبي هريرة موقوفاً.

قال الدارقطني وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ مئة آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ فَلَيْسَ مِنَ الْغَافِلِينَ وَمَنْ قَرَأَ مِائَتَيْ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ ... الْحَدِيثَ.
فَقَالَ: يَرْوِيهِ الْأَعْمَشُ وَاخْتُلِفَ عَنْهُ فَرَوَاهُ أَبُو حَمْزَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وخالفه فضيل بن عياض رواه عن الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ كَعْبٍ قَوْلُهُ وَهَذَا أَصَحُّ.
وَرَوَاهُ الْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قوله. علل الدارقطني 1940

قلت: وكذا رواه جعفر بن عون عند الدارمي ووكيع بن الجراح في نسخته وعند ابن أبي الدنيا في التهجد وقرن معه أبو معاوية.
أربعتهم عن الأعمش عن أبي صالح عن كعب وهو أصح كما قال الدارقطني.
ورواه أبو الأحوص عند ابن أبي شيبة عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ كَعْبٍ.

ورواه ابن السني (702) والبيهقي في شعب الايمان (2003) من طريق مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعاً بلفظ: مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ فِيٍ لَيْلَةٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ.

ورواه البيهقي مطولاً برقم (571) من طريق آخر عن مؤمل بنفس اسناده إلى أبي هريرة مرفوعاً وفيه: وَمَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي لَيْلَةٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ وَمَنْ قَرَأَ مِائَةَ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ. وكذا رواه قوام السنة في الترغيب والترهيب (1/432) وأبو عمرو الداني في البيان (ص28) والحاكم (2041) وعنده موسى بن إسماعيل وهو تصحيف نبه عليه الألباني في الصحيحة (2/243)

وقد روى البيهقي بعده برقم (572) من طريق عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ كَعْبٍ.
قال البيهقي: وَهُوَ أَصَحُّ مِنْ رِوَايَةِ مُؤَمَّلٍ وَاللهُ أَعْلَمُ.
قلت: مؤمل بن إسماعيل ضعيف. (تحرير التقريب 7029)

ورواه ابن خزيمة (1143) والحاكم (1161) والبيهقي في الشعب (2001) وفي السنن الصغير (813) من طريق سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سَلْمَانَ عَنْ أَبِيهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ سَلْمَانَ الْأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعاً بلفظ: مَنْ صَلَّى فِي لَيْلَةٍ بِمِائَةِ آيَةٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ وَمَنْ صَلَّى فِي لَيْلَةٍ بِمِائَتَيْ آيَةٍ فَإِنَّهُ يُكْتَبُ مِنَ الْقَانِتِينَ الْمُخْلِصِينَ.
ورواه البزار (15/62) من طريق خالد بن يوسف عن عبد الرحمن بن أبي الزناد به.

قلت: سعد بن عبد الحميد صدوق له أغاليطُ. وخالد بن يوسف ضعيف. (تحرير التقريب 2247 – لسان الميزان 2/392)
وعبد الرحمن بن أبي الزناد ضعيف في قول الأكثرين وقال ابن حجر: صدوق تَغَيَّرَ حفظُه لما قَدِمَ بغدادَ. (تحرير التقريب 3861)

قالوا في المسند المصنف المعلل: قلنا إسناده ضعيف لضعف عبد الرَّحمَن بن أَبي الزناد. (31/153)

قلت: تفرد عبد الرحمن بن أبي الزناد بروايته من طريق الأغر عن أبي هريرة ولم يتابع عليه.

ورواه ابن أبي شيبة (30087) من طريق زائدة بن قدامة عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة بنحو حديث ابن أبي الزناد وهو موقوف.

والموقوف عن أبي هريرة هو الصحيح ورواته أثبت:

فقد رواه ابن أبي شيبة (30085) والبيهقي في الشعب (2004) وفضائل القرآن للرازي (103) من طريق مسعر بن كدام عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة موقوفاً واسناده صحيح. وتابعه أبو حنيفة عن عدي بن ثابت في الآثار لأبي يوسف (ص55) ومسند أبي حنيفة رواية أبي نعيم (ص192)

وكذا رواه بنحوه سعيد بن منصور في التفسير (136) ومسدد كما في الاتحاف للبوصيري (1/415) من طريق أَبِي سِنَانٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَوْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. واسناده صحيح أيضاً.

ورواه المستغفري في فضائل القرآن (512) من طريق ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن أبي هريرة موقوف. لكن ابن لهيعة ضعيف وخالد لم يسمع من أبي هريرة وما سبق بالاسناد الصحيح يغني عنه.

فالمحفوظ في هذا الحديث هو من كلام أبي هريرة وكعب الأحبار.
وأبو هريرة كثير الرواية عن كعب والله أعلم.

وقد جاء نحو هذا الخبر من طرق أخرى عن بعض الصحابة رضوان الله عليهم وإليك بيانه:

1- حديث عبد الله بن عمرو:

قال أبو داود: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو أَنَّ أَبَا سَوِيَّةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ حُجَيْرَةَ يُخْبِرُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغَافِلِينَ وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ القَانِتِينَ وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ المُقَنْطِرِينَ . ه
رواه أبو داود (1398) وابن خزيمة (1144) وأبو أحمد في الأسامي والكنى (5/129) وابن حبان (2572) والطبراني (13/58) والبيهقي في الشعب (2005) والأوسط لابن المنذر (2564) وابن السني في اليوم والليلة (703) مختصراً

قلت: أبو سوية عبيد بن سوية شيخ قليل الحديث أثنوا عليه بالفضل والصلاح لكنه في الضبط والرواية مجهول الحال. وقد تفرد برواية الحديث عن عبد الله بن عمرو ولم يتابع عليه.
وقال ابن حجر صدوق. وفيه نظر إذ لم يوثقه معتبر لذا قال ابن خزيمة في تبويب الحديث: بَابُ فَضْلِ قِرَاءَةِ أَلْفِ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ إِنْ صَحَّ الْخَبَرُ فَإِنِّي لَا أَعْرِفُ أَبَا سَوِيَّةٍ بِعَدَالَةٍ وَلَا جَرْحٍ.


2- حديث تميم الداري وفضالة بن عبيد:

قال ابن أبي عاصم: حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ قَرَأَ مِائَةَ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذَا إِسْنَادٌ وَثِيقٌ.ه الآحاد والمثاني (2547) وسنن الدارمي (3493) وأحمد (16958) والنسائي في الكبرى (10553) وفي اليوم والليلة (717) وعمل اليوم والليلة لابن السني (438- 673) والطبراني في الكبير (2/50) وفي الأوسط (3143) وفي الشاميين (1208) والتهجد وقيام الليل لابن أبي الدنيا (390)
كلهم من طريق سليمان بن موسى عن كثير بن مرة عن تميم الداري.

قالوا في المسند المصنف: قلنا: إِسناده ضعيفٌ قال يحيى بن مَعين: لم يدرك سليمان بن موسى كثير بن مُرَّة. الكامل لابن عَدي 4/252

قلت: أيضاً مع انقطاعه سليمان بن موسى متكلم فيه. وثقه جماعة وضعفه آخرون. قال ابن حجر: صدوق فقيه فى حديثه بعض لين. وقال البخاري: عنده مناكير.

قال سعيد بن منصور: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ الذِّمَارِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ وَتَمِيمٍ الدَّارِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ فِي لَيْلَةٍ كُتِبَ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ وَمَنْ قَرَأَ خَمْسِينَ آيَةً كُتِبَ مِنَ الْحَافِظِينَ حَتَّى يُصْبِحَ وَمَنْ قَرَأَ ثَلَاثَمِائَةِ آيَةٍ يَقُولُ الْجَبَّارُ: قَدْ نَصَبَ عَبْدِي فِيَّ وَمَنْ قَرَأَ أَلْفَ آيَةٍ كُتِبَ لَهُ قِنْطَارٌ وَالْقِنْطَارُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَأَكْثَرُ، مَا شَاءَ مِنَ الْأَجْرِ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَقُولُ رَبُّكَ لِلْعَبْدِ: اقْرَأْ وَارْقَ بِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةً حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى آخِرِ آيَةٍ مَعَهُ يَقُولُ رَبُّكَ لِلْعَبْدِ: اقْبِضْ يَقُولُ الْعَبْدُ بِيَدِهِ: يَا رَبِّ أَنْتَ أَعْلَمُ قَالَ: يَقُولُ: بِهَذِهِ الْخُلْدُ وَبِهَذِهِ النَّعِيمُ. ه
التفسير من سنن سعيد بن منصور (23) والطبراني في الكبير (2/50) وفي الأوسط (8451) وشعب الايمان للبيهقي (2006 -2007) وقال: كَذَا رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ مَرْفُوعًا وَرَوَاهُ الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ مَوْقُوفًا عَنْ تَمِيمٍ وَفَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ.

قلت: إسماعيل بن عياش صدوق لكنه أخطأ في رفع الحديث وقد رواه غيره موقوفاً.
رواه الهيثم بن حميد كما ذكره البيهقي. ورواه يحيى بن حمزة عند الدارمي كلاهما عن يحيى بن الحارث عن القاسم أبي عبد الرحمن عن تميم الداري وفضالة بن عبيد موقوف عليهما.

قال ابن أبي حاتم: سألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد ابن الخَليل
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاش عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ عَنِ القاسِم بن عبد الرحمن عَنْ فَضَالةَ بنِ عُبَيد وتميمٍ الدَّارِيِّ عن النبيِّ قَالَ: مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ فِي لَيْلَةٍ كُتِبَ مِنَ المُصَلِّينَ وَلَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغَافِلِينَ وَمَنْ قَرَأَ خَمْسِينَ آيَةً كُتِبَ مِنَ الحَافِظِينَ وَمَنْ قَرَأَ مِئَةَ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ القَانِتِينَ وَذَكَرَ الحديثَ بطولِه؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ إِنَّمَا هُوَ مَوْقُوفٌ عَنْ تَمِيمٍ وفَضَالةَ. ه العلل (2/349)

فالصواب في رواية هذا الحديث عن القاسم بن عبد الرحمن عَنْ فَضَالةَ بنِ عُبَيد وتميمٍ الدَّارِيِّ موقوف. لكنه من رواية القاسم وهو متكلم فيه والراجح ضعفه والله أعلم.

والدارمي رواه في مواضع عدة بالأرقام (3485 - 3486 -3490- 3495- 3505) وقد قَطَّعَهُ مرتباً على الأبواب وهو حديث واحد كما أورده ابن أبي حاتم.


3- حديث أبي الدرداء:

قال أبو بكر: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ يُحَنَّسَ أَبِي مُوسَى عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ أَخٍ لِأُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَرَأَ مِائَةَ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ وَمَنْ قَرَأَ بِمِائَتَيْ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ وَمَنْ قَرَأَ خَمْسَمِائَةِ آيَةٍ إِلَى أَلْفِ آيَةٍ أَصْبَحَ لَهُ قِنْطَارٌ مِنَ الْأَجْرِ وَالْقِيرَاطُ مِثْلُ التَّلِّ الْعَظِيمِ. ه
مصنف ابن أبي شيبة (30082)

ونقله ابن حجر في المطالب العالية (14/299) عن ابن أبي شيبة وأبو يعلى من طريق وكيع بن الجراح. وكذا رواه من طريق وكيع أبو عمرو الداني في البيان (ص28) وفضائل القرآن للمستغفري (514)
ورواه عبد بن حميد (200) من طريق عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى.
ورواه الدارمي من طريق محمد بن القاسم مقطعاً بالأرقام (3491- 3499- 3506)
أربعتهم عن مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ به.

قلت: موسى بن عبيدة ضعيف. قال أَحْمَد: منكر الحديث. (تهذيب الكمال 29/108)

ورواه أبو عمرو الداني في البيان (ص28) من طريق أبان بن أبي عَيَّاش عَن شهر بن حَوْشَب عن أم الدَّرْدَاء عَن أبي الدَّرْدَاء بلفظ: من قَرَأَ من لَيْلَة مئة آيَة لم يحاجه الْقُرْآن بعد تِلْكَ اللَّيْلَة. ه
قلت: أبان بن أبي عياش متروك الحديث. (تهذيب الكمال 2/20)

ورواه ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل (498) من طريق جرير بن عبد الحميد عن ليث بن أبي سليم عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء موقوفاً بلفظ: من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ ألف آية كتب له قنطار. ه

والليث وشهر بن حوشب كلاهما من الضعفاء. (انظر ميزان الاعتدال 3/420 وتحرير التقريب 2830)

فالحديث لا يصح عن أبي الدرداء لا مرفوعاً ولا موقوفاً.


4- حديث أبي سعيد الخدري:
قال الطبراني: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى نَا أَبُو أُسَامَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُسَامَةَ الْكَلْبِيُّ نَا حَمَّادُ بْنُ خُوَارٍ نَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَرَأَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ وَمَنْ قَامَ بِمِائَتَيْ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْعَابِدِينَ. ه
المعجم الأوسط (7678) وابن شاهين في الترغيب (200) وفضائل القران للمستغفري (513)

قلت: عطية العوفي ضعيف وروايته عن أبي سعيد شديدة الضعف. كان يروي عن محمد بن السائب الكلبي المُتهم بالكذب ويُكَنِّيه بأَبي سعيد موهمًا أَنه يريد أَبا سعيد الخُدْري وإِنما أَراد به الكلبي. (المجروحين لابن حبان 2/176)
وخالفه أبو نضرة المحدث الثقة فرواه عن أبي سعيد موقوفاً عليه وهو الصحيح.

قال الدارمي: حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ عَشْرَ آيَاتٍ كُتِبَ مِنَ الذَّاكِرِينَ وَمَنْ قَرَأَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ وَمَنْ قَرَأَ بِخَمْسِ مِائَةِ آيَةٍ إِلَى الْأَلْفِ أَصْبَحَ وَلَهُ قِنْطَارٌ مِنَ الْأَجْرِ.
قِيلَ: وَمَا الْقِنْطَارُ؟ قَالَ: مِلْءُ مَسْكِ الثَّوْرِ ذَهَبًا.
[تعليق المحقق] إسناده صحيح وهو موقوف على أبي سعيد حماد بن زيد سمع سعيد بن إياس الجريري قبل اختلاطه. ه سنن الدارمي (3501)

وروى أبو نعيم في الحلية (3/97) عن أبي نضرة قال: مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ مِائَةَ آيَةٍ إِلَى أَلْفِ آيَةٍ أَصْبَحَ وَلَهُ قِنْطَارٌ مِنَ الثَّوَابِ وَالْقِنْطَارُ مِلْءُ مَسْكِ ثَوْرٍ ذَهَبًا. ه وفي اسناده شيبان بن فروخ. قال ابن حجر: صدوق يهم. (التقريب 2834)

فالمحفوظ عن أبي سعيد موقوفاً عليه من قوله والله أعلم.


5- حديث أبي أمامة الباهلي:
قال الطبراني: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ ثنا جُبَارَةُ بْنُ مُغَلِّسٍ ثنا يَحْيَى بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي الْعَيْزَارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ الدِّمَشْقِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمْ: مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ فِي لَيْلَةٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ وَمَنْ قَرَأَ مِائَةَ آيَةٍ كُتِبَ لَهُ قُنُوتُ لَيْلَةٍ وَمَنْ قَرَأَ مِئَتَيْ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ وَمَنْ قَرَأَ أَرْبَعَمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْعَابِدِينَ وَمَنْ قَرَأَ خَمْسَمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْحَافِظِينَ وَمَنْ قَرَأَ سِتَّمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْخَاشِعِينَ وَمَنْ قَرَأَ ثَمَانِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْمُخْبِتِينَ وَمَنْ قَرَأَ أَلْفَ آيَةٍ أَصْبَحَ لَهُ قِنْطَارٌ وَالْقِنْطَارُ أَلْفٌ وَمِئَتَا أُوقِيَّةٍ الْأُوقِيَّةُ خَيْرٌ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَوْ قَالَ: مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَمَنْ قَرَأَ أَلْفَيْ آيَةٍ كَانَ مِنَ الْمُوجِبِينَ. ه
رواه الطبراني في الكبير (8/180) ومسند الشاميين (892)

قلت: في اسناده يحيى بن عقبة بن أبي العيزار متهم بالكذب. (ميزان الاعتدال 4/397)

ورواه الدارمي مقطعاً بالأرقام (3497 – 3498- 3504) من طريق حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ عن أبي أمامة موقوفاً عليه واسناده صحيح.

فالمحفوظ عن أبي أمامة موقوفاً عليه من قوله والله أعلم.


6- حديث أنس بن مالك:
قال ابن السني: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ثنا ابْنُ وُهَيْبٍ أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ أَنَّ يَزِيدَ الرَّقَاشِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ قَرَأَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ عِشْرِينَ آيَةً لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ وَمَنْ قَرَأَ مِائَةَ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ وَمَنْ قَرَأَ مِائَتَيْ آيَةٍ لَمْ يُحَاجَّهُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ قَرَأَ خَمْسَمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ لَهُ قِنْطَارٌ مِنَ الْأَجْرِ. ه
رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة (672-698- 699-700) والبيهقي في الشعب (2010) وابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل (344) كلهم من طريق يَزِيدَ الرَّقَاشِيَّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.

ورواه ابن السني برقم (437- 671) والبغوي في التفسير (5/171) من طريق عثمان بن صالح عن ابن لهيعة عن حميد بن مخراق عن أنس مرفوعاً.

قلت: يزيد الرقاشي مشهور بالضعف وروايته عن أنس منكرة. (ميزان الاعتدال 4/418)
وطريق ابن لهيعة ضعيف جداً. فابن لهيعة ضعيف وحميد بن مخراق تابعي يروي عن أنس بن مالك ذكره ابن حبان في الثقات ولم يوثقه معتبر فهو مجهول الحال ورواية ابن لهيعة عنه منقطعة والله أعلم.

فحديث أنس بن مالك ضعيف جداً ولا يصح.


7- حديث عبد الله بن عباس:
قال البيهقي: أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ أَخْبَرَنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ السَّرَّاجُ حدثنا مُطَيَّنٌ حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ يَعْنِي ابْنَ حَكِيمٍ حدثنا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ مِائَةَ آيَةٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ وَمَنْ قَرَأَ مِائَتَيْ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْعَابِدِينَ وَمَنْ قَرَأَ ثَلَاثَمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ وَمَنْ قَرَأَ أَرْبَعَمِائَةِ آيَةٍ أَصْبَحَ لَهُ قِنْطَارٌ مِنَ الْأَجْرِ وَالْقِنْطَارُ مِائَةٌ وَعِشْرُونَ قِيرَاطًا وَالْقِيرَاطُ مِثْلُ أُحُدٍ. ه
رواه البيهقي في الشعب (2008) وابن شاهين في الترغيب (199) والكامل لابن عدي (3/283) وتاريخ بغداد (9/87)

قلت: حفص بن عمر بن حكيم منكر الحديث متهم بالكذب.
قال ابن عدي: حدث بالبواطيل. وأورد منها هذا الحديث. (ميزان الاعتدال 1/563)


8- حديث عبادة بن الصامت:
قال ابن شاهين: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ يَعْنِي إِسْحَاقَ الْعَطَّارَ ثنا أَبِي ثنا مُفَضَّلُ بْنُ صَدَقَةَ عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ بِثَلَاثِينَ آيَةً لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ فَإِنْ قَرَأَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ لَهُ قُنُوتُ لَيْلَةٍ فَإِنْ قَرَأَ مِائَتَيْ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ فَإِنْ قَرَأَ بِأَرْبَعِمِائَ ةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْعَابِدِينَ فَإِنْ قَرَأَ بِسِتِّمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْخَاشِعِينَ فَإِنْ قَرَأَ بِثَمَانِمِائَة ِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ فَإِنْ قَرَأَ أَلْفَ آيَةٍ أَصْبَحَ وَلَهُ قِنْطَارٌ مِنَ الْأَجْرِ. ه
رواه ابن شاهين في الترغيب (201)

قلت: مفضل بن صدقة ضعيف. قال ابن معين: ليس بشيء.
وقال النسائي: متروك. (ميزان الاعتدال 4/168)
كذا الأحوص بن حكيم ضعيف. (تحرير التقريب 290)
وخالد بن معدان لم يصح سماعه من عبادة بن الصامت.
(جامع التحصيل 1/171)

فهذا اسناد ضعيف جداً والله أعلم.

ورواه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (8/278) من طريق يَحْيَى بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي الْعَيْزَارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عُبَادَةَ. وفي اسناده يحيى بن عقبة بن أبي العيزار متهم بالكذب. (ميزان الاعتدال 4/397)


9- حديث عبد الله بن عمر:
قال الحاكم: حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ يُوسُفَ ثنا أَبُو سَلَمَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الْأَلْهَانِيُّ ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ السَّلُونِيُّ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ فِي لَيْلَةٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ وَمَنْ قَرَأَ مِائَةَ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ. ه
مستدرك الحاكم (2042)

قلت: عبد الله بن زياد المخزومي متروك متهم بالكذب. (تهذيب الكمال 14/528)

وقد رواه الدارمي برقم (3487 - 3492) من طريق أبي أويس عن موسى بن عقبة عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عمر موقوفاً.
ورواه برقم (3487 - 3500) من طريق أبي إسحاق السبيعي عن المغيرة بن عبد الله الجدلي عن ابن عمر موقوف.
ورواه ابن أبي شيبة (30088) عن أبي إسحاق عن ابن عمر ولم يذكر المغيرة.
ورواه سعيد بن منصور في التفسير (24) عن أبي إسحاق عن رجل عن ابن عمر وابن الضريس في فضائل القرآن (63) عن أبي إسحاق عمن سمع ابن عمر. فلم يسمه هنا وقد سماه المغيرة في رواية الدارمي ولم أجد له ترجمة.
ورواه ابن أبي الدنيا في التهجد (392) من طريق الحسن بن أبي حسينة عن أبي إسحاق موقوفاً عليه من قوله.
والحسن هذا لم أجد له ترجمة.
ورواه عبد الرزاق عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيّ ِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ بِمِائَةِ آيَةٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ وَمَنْ قَرَأَ بِمِائَتَيْ آيَةٍ كُتِبَ لَهُ قُنُوتُ تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَمَنْ قَرَأَ بِخَمْسِ مِائَةٍ إِلَى أَلْفٍ أَصْبَحَ لَهُ قِنْطَارٌ مِنَ الْأَجْرِ. قَالَ: فَسُئِلَ ابْنُ عُمَرَ كَمِ الْقِنْطَارُ؟ فَقَالَ: سَبْعُونَ أَلْفًا.
قَالَ عَمْرٌو: وَسَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَأَلَ كَعْبًا عَنْ قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ هَذَا فَقَالَ كَعْبٌ: لَكِنِّي أَقُولُ مَنْ صَلَّى الْعَتَمَةَ لِوَقْتِهَا لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ.

قلت: شهر بن حوشب ضعيف وعطاء لم يسمع من ابن عمر واسناد الزهري فيه رجل مبهم. لكن لعل هذه الطرق بمجموعها واختلاف مخارجها تثبت أصلاً للخبر من كلام ابن عمر.

فالحديث المرفوع عن ابن عمر لا يصح وروي عنه موقوفاً من قوله وهو أشبه والله أعلم.


10- حديث عبد الله بن مسعود:
قال أبو بكر: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ فِطْرٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ خَمْسِينَ آيَةً لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ وَمَنْ قَرَأَ مِائَةَ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ وَمَنْ قَرَأَ ثَلَاثَمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ لَهُ قِنْطَارٌ وَمَنْ قَرَأَ تِسْعَمِائَةِ آيَةٍ فُتِحَ لَهُ. ه
مصنف ابن أبي شيبة (30086) وسنن الدارمي (3489- 3496- 3503) والمعجم الكبير (9/146)

قلت: هو موقوف إن صح ففيه عنعنة أبي إسحاق.


11- حديث معاذ بن جبل:
قال أبو بكر: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ مُعَاذٍ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثَلَاثَمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ وَمَنْ قَرَأَ بِأَلْفِ آيَةٍ كَانَ لَهُ قِنْطَارٌ إِنَّ الْقِيرَاطَ مِنْهُ أَفْضَلُ مِمَّا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ. ه
مصنف ابن أبي شيبة (30083) وسنن سعيد بن منصور (2421)

قلت: هو موقوف إن صح فسالم لم يسمع من معاذ ولم يدركه. (علل الدارقطني (6/87)


12- حديث عائشة:
قال أبو جعفر المستغفري: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن زر أخبرنا أبو العباس الجمال حدثنا سعيد هو ابن عنبسة حدثنا القاسم هو ابن مالك حدثنا بشير هو ابن مهاجر حدثنا ذكوان أبو صالح عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ بعشر آيات في ليلة لم يكن من الغافلين وَمن قرأ مائة آية كان من العابدين وَمن قرأ مائتي آية كان له قنطار من نور والقنطار ألف ومائتي أوقية والأوقية من نور خير مما بين السماء والأرض. ه
فضائل القرآن للمستغفري (510)

قلت: سعيد بن عنبسة متهم بالكذب. (لسان الميزان 3/39)


13- حديث جابر بن عبد الله:
قال ابن السني: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ ثنا بَكْرُ بْنُ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ قَرَأَ ثَلَاثَمِائَةِ آيَةٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَلَائِكَتِهِ : يَا مَلَائِكَتِي نَصَبَ عَبْدِي أُشْهِدُكُمْ يَا مَلَائِكَتِي أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ. ه عمل اليوم والليلة (701)
وهو في معجم أبي يعلى (74) بلفظ: مَنْ قَرَأَ أَلْفَ آيَةٍ كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ قِنْطَارًا وَالْقِنْطَارُ مِائَةُ رَطْلٍ وَالرَّطْلُ ثِنْتَا عَشْرَةَ أُوقِيَّةً.
ورواه أبو يعلى من طريق بكر بن يونس أيضاً عن يونس بن علي عن يحيى بن أبي كثير موقوفاً عليه من قوله. (انظر المطالب العالية 3474)

قلت: هذا حديث منكر. بكر بن يونس بن بكير ضعيف.
قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث. وقال أبو زرعة: واهي الحديث حدث عَنْ مُوسَى بْن عَلِيٍّ بحديثين منكرين لم أجد لهما أصلا من حديث مُوسَى. (تهذيب الكمال 4/233)


14- حديث معاذ بن أنس:
قال الامام أحمد: حَدَّثَنَا حَسَنٌ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ زَبَّانَ عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ قَرَأَ أَلْفَ آيَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُتِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِين َ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. ه
رواه أحمد (15611) والحاكم (2443) وابن السني في اليوم والليلة (704) وأبو يعلى (1489) والمعجم الكبير (20/184) والكبرى للبيهقي (18575) والكامل لابن عدي (4/74)
كلهم من طرقٍ عن زبان عن سهل بن معاذ.

قلت: هذا حديث منكر.
قال ابن حبان في زبان بن فائد: مُنكر الْحَدِيث جدا ينْفَرد عَن سهل بن معاذ بنسخة كَأَنَّهَا مَوْضُوعَة لَا يحْتَج بِهِ. ه (المجروحين 1/314)

ورواه الطبراني في المعجم (20/184) من طريق يحيى بن أبي أُسيد عن سهل بن معاذ عن أبيه. ويحيى بن أسيد روى عنه جماعة ولم يوثقه معتبر. وفي اسناده يحيى بن عثمان بن صالح وهو ضعيف. (تهذيب التهذيب 11/257)


15- حديث جبير بن نفير:
قال أبو جعفر المستغفري: أخبرنا أبو محمد أخبرنا محمد بن صالح حدثنا أبو كريب حدثنا المحاربي عن الأحوص بن حكيم العبسي عن غيلان المقرئ عَن عَبد الرحمن بن عائذ الثمالي عن جبير بن نفير الحضرمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ في ليلة ثلاثين آية لم يكتب من الغافلين فإن قرأ مائة آية كتب له قنوت ليلة فإن قرأ مائتي آية كتب من القانتين فإن قرأ أربعمائة آية كتب من العابدين فإن قرأ ستمائة آية كتب من الخاشعين فإن قرأ ثمانمائة آية كتب من المخبتين فإن قرأ ألف آية كتب له قنطارين من نور فإن قرأ ألفي آية كان من الموجبين. ه فضائل القرآن للمستغفري (511)

قلت: هذا حديث غريب منكر عن جبير بن نفير. في اسناده أبو محمد عبد الله بن محمد بن زر مجهول الحال. ومحمد بن صالح هو الطبري. قال الذهبي في التاريخ (7/194): فيه لين. وقال في ميزان الاعتدال (3/581): ليس بذلك اتهم بالكذب وكان مخلطا وله رحلة وحفظ.
ثم هو من رواية الأحوص بن حكيم وهو ضعيف.
وجبير بن نفير لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم فهو مرسل.


16- حديث الحسن البصري:
قال الدارمي: حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ يُونُسَ عَنْ الْحَسَنِ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ مِائَةَ آيَةٍ لَمْ يُحَاجَّهُ الْقُرْآنُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَمَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ مِائَتَيْ آيَةٍ كُتِبَ لَهُ قُنُوتُ لَيْلَةٍ وَمَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ خَمْسَ مِائَةِ آيَةٍ إِلَى الْأَلْفِ أَصْبَحَ وَلَهُ قِنْطَارٌ فِي الْآخِرَةِ قَالُوا: وَمَا الْقِنْطَارُ؟ قَالَ: اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا. ه
سنن الدارمي (3502) والتفسير من سنن سعيد بن منصور (46) ومسند الحارث (732) وفضائل القرآن لابن الضريس (171)
ورواه الطبري في التفسير (23/698) مختصراً من كلام الحسن ولم يرفعه

قلت: هذا من مراسيل الحسن وهي ضعيفة لا تقوم بها حجة.


خاتمة:

هذا هو تخريج الحديث مما وقفت عليه من طرقه ومن رواه أو روي عنه من الصحابة رضوان الله عليهم. ولم أر من استوعب طرق الحديث وتكلم عليها كما في هذا التخريج ولله الحمد والمنة.

ومما سبق يتبين أن الصحيح الثابت هو ما روي موقوفاً من كلام بعض الصحابة. وأما الأحاديث المرفوعة إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فهي ضعيفة الاسناد أو منكرة وواهية لا تقوم بها حجة ولا يصح الاعتماد عليها في نسبة الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولكن يبقى السؤال:
هل يقال إن ما ثبت عن بعض الصحابة له حكم الرفع لأن هذا مما لا يقال بالرأي والأصل فيه التوقيف ؟

الجواب والله أعلم بالصواب: ما ثبت عن الصحابة هنا هو موقوف وليس له حكم الرفع وذلك لأمرين:

أولاً: لاحتمال تلقيه من أهل الكتاب الذين أسلموا وعلى رأسهم كعب الأحبار وقد صح عنه هذا الخبر من قوله.

ثانياً: اختلافهم في عدد الآيات المترتب عليها الفضل مما يعني أن هذا ليس من التوقيف المتلقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقال بعضهم: من قرأ بمائة آية كتب من القانتين. وقال بعضهم من قرأ بمائتي آية كتب من القانتين وقال آخرون بثلاثمائة آية.
وقال بعضهم: مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ خَمْسِينَ آيَةً لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ. وقال آخر عَشْرَ آيَاتٍ. وقال آخر مائة آية لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ.
وقال بعضهم: مَنْ قَرَأَ ثَلَاثَمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ لَهُ قِنْطَارٌ. وقال آخر بِخَمْسِ مِائَةِ آيَةٍ إِلَى الْأَلْفِ وقال آخرون أَلْفَ آيَةٍ ... إلى غير ذلك من التنوع في عدد الآيات وما يترتب عليه من فضل وثواب.

وهذا الاختلاف دليل على أن هذا العدد وهذا الفضل ليس من الأمور التوقيفية التي أخذوها نصاً من النبي صلى الله عليه وسلم. وإنما هم قالوها استنباطاً من عمومات القرآن والسنة التي تحث الناس على قراءة القرآن والاجتهاد في حفظه وتلاوته والله أعلم.


الخلاصة:

صح عن كعب الأحبار وعن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الحث على قراءة القرآن وأنه من قرأ من آياته في كل ليلة لم يكتب من الغافلين وكان من القانتين.
واختلفوا في مقدار وعدد الآيات التي تُقرأ في كل ليلة. ومثل هذا من اختلاف التنوع ولا يضر..
.
أما الأحاديث المرفوعة في الباب فهي لا تصح والله أعلم.

كتبه
أحمد فوزي وجيه
9/9/2020