هل يحقق تعري الفتاة المسلمة جمالها؟!

خالد الحارثي

أنا فتاة.. أريد أن أكون جميلة وجذابة تلاحقني نظرات الإعجاب، يسحر بي كل من يراني، ويقف مذهولًا أمام مفاتني ومحاسني، أريد أن أكون بأبهى حلة في كل وقت، ولتحقيق ذلك علي أن أواكب صرخات الموضة بكل أشكالها وعلي أن أتحرر من هذه القيود المحيطة بي والتي تسمى أعرافًا وتقاليد وقد أصبحت بالية ولا فائدة منها سوى أن تضيق علينا الخناق، وتقف عائقًا أمام تحررنا وانطلاقنا نحو الحضارة والتقدم.
هكذا وللأسف باتت الكثير من فتياتنا المسلمات يفكرن في وقت أصبح فيه تقليد الغرب بكل ما يفعل من منكرات هاجس هؤلاء الفتيات وشغلهن الشاغل، فما يكاد الغرب يلقي علينا بنفاية من نفايات دور أزيائه والتي تسمى الموضة حتى تسارع الفتيات لاقتنائها وتقليدها دون أي تقيد بعرف أو خلق أو دين.
ولكل هؤلاء الفتيات أقول: من حقك أن تكوني جميلة وأن تكوني بأبهى صورة وأروع شكل، ولكن اسألي نفسك ولو للحظة، هل كشف جزء من بطنك وظهرك يحقق لك الوصول إلى غايتك.
أما علمتِ يا أختاه أنه لا معنى للجمال إن كان رخيصًا وسهل المنال، وهل تأتي قيمة اللآلئ إلا من كونها محجوبة داخل الأصداف، وهل تأتي قيمة الألماس إلا من كونها داخل الأرض، ولو أن الجواهر كانت ملقاة على الطرقات لما كان لها قيمة تميزها عن الصخور والأحجار.. أختاه.. إن جسدك غالٍ فلا ترخصيه ولا تسمحي لأحد برؤيته إلا بحقه، إن جسدك ليس مشاعًا للجميع يرونه بالمجان بل هو حكر على شخص واحد وهو الزوج، ولا يراه إلا بثمن غال وهو العقد والمهر.
أختاه.. إن كنت ترين أن التحضر والتمدن يكون باللباس الخليع غير المحتشم فأنت مخطئة، فالتحضر يكون بسعة العقل ورقي الفكر، وقد تلاحقك نظرات المارة وأنت تسيرين مكشوفة ولكنها نظرات غرائزية وشهوانية، وقد تشدها مفاتنك، ولكنها تنظر لك أيضًا على أنك إنسانة رخيصة مبتذلة، وقد يظهر لك من يراك إعجابًا بجسدك ورشاقتك، وسحر مفاتنك ولكن صدقيني لن يحمل لك أية نظرات احترام أو تقدير.
أختاه.. إن التزامك باللباس الشرعي هو رمز عزتك ورفعتك وكرامتك وإن من يعجب بك لمجرد رؤية جسدك شبه العاري هو إنسان غير جدير بأي احترام أو تقدير، ومن يستحق التقدير حقًا هو من يعجب بك لخلقك ودينك والتزامك.. إن التحرر يكون بسلامة القلب ورقي العقل وترفعه عن الجهل والتقليد الأعمى لكل ما نرى.
عزيزتي لا تظني أن الغرب يريد بك خيرًا عندما يصور لك العري على أنه بوابة التألق والتميز والحضارة، بل إنه يريد إذلالك والقضاء على قيمك وأخلاقك وأن تصبحي فريسة سهلة بين أنياب الذئاب تنهش من جسدك وكرامتك من دون أي عناء.
عزيزتي إن مبتدعي هذه الموضة وهو العري على يقين تام بأن المرأة المسلمة إن ضاعت ضاع المجتمع كله، وإن فسدت فسد المجتمع الإسلامي كله ولذلك بات الغرب يتفنن في إبداع أنواع كثيرة من الأزياء والموديلات وما يسمى «بموضة الربيع والصيف والشتاء» ليشغلك بها عن تحقيق الهدف من وجودك وعن القيام بدورك كزوجة وأم وعنصر فعال في المجتمع.. فاعلمي يا أختي أن تطورنا ونهضتنا بيدك أنت، فكوني فتاة صالحة نقية ملتزمة لتصبحي أمًا صالحة تنجب وتربي جيلًا قادرًا على إعادة أمجادنا ونصرة إسلامنا.
أختي العزيزة: أنت جوهرة ثمينة صانك الإسلام وحماك وحفظ لك كرامتك، والدليل في قوله تعالى: {َيأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} (الأحزاب: 59).
فالزي الإسلامي حماية لك، وهو الدرع الذي يبعد عنك السوء ويفرض احترامك على كل من يراكِ.
- وأخيرًا أوصيك يا أختي بأن تتقي الله في جسدك ولباسك، وحذارِ من العري والتبرج ولا تنسي قول رسولنا الكريم " صلى الله عليه وسلم" : «صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا» (رواه مسلم).