تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: دورة علمية ميسرة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,634

    افتراضي دورة علمية ميسرة

    دورة علمية ميسرة
    الحلقة (1): من نحن ولماذا نتعلم؟

    أبو الهيثم محمد درويش


    بسم الله الرحمن الرحيم

    مقدمة هامة وبسيطة نسأل الله أن ييسر فهمها:
    1- لماذا نتعلم:
    قال صلى الله عليه وسلم: من سلك طريقاً يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقاً إلى الجنة.
    فالعلم بداية الطريق الصحيح إلى الجنة، وقال صلى الله عليه وسلم: «طلب العلم فريضةٌ على كل مسلم» (أخرجه ابن ماجه: 224).



    وكلمة فريضة أو واجبة تعني أنه من يفعل هذا الأمر يثاب ومن يتركه يَأثم، أي أن المهمل في تعلم أركان دينه وتعلم ما فرضه الله عليه آثمٌ عاصٍ لله لأنه كان يقدر على تعلم الدين وتكاسل وأهمل وقد تدخُل عليه شبهات تافهة ولايستطيع دفعها بسبب إهماله للعلم فيقع في الحرام أو الشرك عياذاً بالله .وعلى هذا إجماع العلماء.


    2- من نحن وسط كل المسميات والمذاهب المعاصرة:
    نحن المسلمون وحسبنا فقط هذا المسمى العظيم الذي سمانا به ربنا على لسان أبينا إبراهيم عليه السلام: {مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [الحج: 78].


    وفي الواقع المعاصر مسميات مختلفة (كالسلفية والإخوان والتبليغ...إلخ ) كل هذه المسميات تفتقر إلى الكمال أمام مسمى الإسلام ...


    وعباءة الإسلام تتسع للجميع حيث فرض الإسلام على المسلم أن يوالي كل المسلمين ويتبرأ فقط من الأخطاء ويجتمع فيما اتفق عليه ويعذر المسلم باقي إخوانه فيما اختلف معهم فيه وينصح الجميع ويواسي المظلوم ويسعى في رد حقه وينصح الظالم ويرده عن ظلمه لا يرضى بشركٍ أو ظلمٍ أو معصية فإن وقع في معصيةٍ أسرع بالتوبة ولا يتسرع في تكفير غيره أو إطلاق الأحكام عليه فهذا موكولٌ إلى العلماء والقضاة الشرعيين وإنما ينصح ويبين الخطأ.


    3- ما منهجنا في التلقي:
    منهجنا هو منهج الكتاب والسُنة وفقط دون التقيد بعالمٍ معين أومذهبٍ محدد فمتى كان الدليل الصحيح فهو مذهبنا وما ندين الله به دون التعصب لقول شيخٍ معين أو جماعةٍ معينة أو حزبٍ معين.


    وقاعدتنا في ذلك: نعرف الحق بالحق ونعرف الرجال بالحق ولا نعرف الحق بالرجال، وكل يؤخذ منه و يرد إلا محمدا صلى الله عليه وسلم.


    وشرح القاعدة ببساطة:
    نعرف الحق بالحق: الحق الثابت والميزان العادل لدينا هو الكتاب والسُنة، فأي قول يدعي صاحبه أنه الحق عرضناه ووزناه بميزان الكتاب والسُنة الصحيحة فإن وافقهما فهو حقٌ وإن خالفهما فهو باطلٌ ويجب نصح قائله بالحسنى.



    ونعرف الرجال بالحق: فليس طول لحية الشيخ أو وظيفته أو اشتهار اسمه يعطي له صكاً بأنه يمتلك الحق المطلق وإنما يعرض كلامه على الشرع (الكتاب والسُنة) فإن وافقهما فهو رجلٌ عالمٌ صالح وإن خالفهما فلا نأخذ منه إلا الصحيح فقط ونطرح المخالف للشرع مهما بلغ العالم أو الشيخ من مكانةٍ.


    ولا نعرف الحق بالرجال: فليس القول حقاً لمجرد ان فلاناً قاله فإن فلان قد يخطئ أو يصيب فلا معصوم في هذه الأمة إلا محمداً صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى.


    جاء في سنن البيهقي: عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عُنقي صليبٌ من ذهب قال فسمعته يقول: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ} [التوبة جزء من الآية: 31] قال: قلت يا رسول الله إنهم لم يكونوا يعبدونهم قال: «أجل ولكن يحلون لهم ما حرم الله فيستحلونه ويحرمون عليهم ما أحل الله فيحرمونه فتلك عبادتهم لهم». (سنن البيهقي الكبرى (10/116/20137))

    أسأل الله لي و لكم القبول.

    المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام








    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,634

    افتراضي رد: دورة علمية ميسرة

    دورة علمية ميسرة

    الحلقة (2): أدلة وجود الله


    أبو الهيثم محمد درويش

    الفطرة السليمة متعلقةٌ بحدثٍ تاريخي في ضميرالإنسان، حوارٌ حقيقيٌ بينه وبين الله يجعله يتجه فِطرياً إلى تصديق وجود الخالق سبحانه
    التصنيفات: العقيدة الإسلامية -
    الدورة العلمية الميسرة: الحلقة الثانية (أدلة وجود الله)
    1- دليل الفطرة
    شرح الفطرة والميثاق:
    الفطرة السليمة متعلقةٌ بحدثٍ تاريخي في ضميرالإنسان، حوارٌ حقيقيٌ بينه وبين الله يجعله يتجه فِطرياً إلى تصديق وجود الخالق سبحانه: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ . أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ . وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [ الأعراف: 172-174].
    أخرج ابن جرير عن جويبر قال: مات ابن الضحاك بن مزاحم ابن ستة أيام، فقال: إذا وضعت ابني في لحده فأبرز وجهه وحل عقده، فإن ابني مجلس ومسؤول. فقلت: عم يسأل؟! قال: عن ميثاق الذي أقر به في صلب آدم، حدثني ابن عباس: «أن الله مسح صلب آدم فاستخرج منه كل نسمةٍ هو خالقها إلى يوم القيامة، فأخذ منهم الميثاق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا وتكفل لهم بالأرزاق، ثم أعادهم في صلبه فلن تقوم السّاعة حتى يولد من أعطى الميثاق يومئذ، فمن أدرك منهم الميثاق الآخر فوفى به نفعه الميثاق الأول، ومن أدرك الميثاق الآخر فلم يقر به لم ينفعه الميثاق الأول، ومن مات صغيرًا قبل أن يدرك الميثاق الآخر مات على الميثاق الأول على الفطرة» (تفسير الطبري) .
    قال الشيخ الألباني في تعليقه على حديث ابن عباس مرفوعًا: أخذ الله تبارك وتعالى الميثاق من ظهر آدم بنعمان ـ يعني عرفة ـ فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم قبلا قال: «ألست بربكم قالوا: بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين. أو تقولوا إنما أشرك أباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون» (السلسلة الصحيحة: 1623).
    وهذا هو الراجح إن شاء الله، وأن الإشهاد في الآية حقيقي، سواء أكان ذلك خاصًا بالأرواح أو كان لها في أجسادها.
    قال ابن القيم في كتاب (الروح): قال ابن الأنباري: مذهب أهل الحديث وكُبراء أهل العلم في هذه الآية أن الله أخرج ذرية آدم من صلبه وأصلاب أولاده وهم في صور الذر فأخذ عليهم الميثاق أنه خالقهم وأنهم مصنوعون، فاعترفوا بذلك وقبلوا، وذلك بعد أن ركب فيهم عقولًا عرفوا بها ما عرض عليهم، كما جعل للجبل عقلًا حين خوطب، وكما فعل ذلك بالبعير لما سجد والنخلة حتى سمعت وانقادت حين دعيت. وقال الجرجانى: ليس بين قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله مسح ظهر آدم فأخرج منه ذريته» وبين الآية اختلاف بحمد الله؛ لأنه عز وجل إذا أخذهم من ظهر آدم فقد أخذهم من ظهور ذريته، لأن ذرية آدم لذريته بعضهم من بعض، وقوله تعالى: {أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ} أي عن الميثاق المأخوذ عليهم، فإذا قالوا ذلك كانت الملائكة شهودًا عليهم بأخذ الميثاق، قال: وزعم بعض أهل العلم أن الميثاق إنما أُخذ على الأرواح دون الأجساد، إن الأرواح هي التي تعقل وتفهم ولها الثواب وعليها العقاب، والأجساد أموات لا تعقل ولا تفهم، قال: وكان إسحاق بن راهويه يذهب إلى هذا المعنى، وذكر أنه قول أبي هريرة، قال إسحاق: وأجمع أهل العلم أنها الأرواح قبل الأجساد، استنطقهم وأشهدهم. اهـ.
    2- الأدلة المادية على وجود الله:
    وتتلخص في شيئين:
    أ- نظم الكون : هذا الخلق الهائل شديد الإتقان دقيق الصنعة بداية من الذرة وتكوينها وصولاً إلى تركيب المجرات والسماوات العُلا ومروراً بدقيق أفعال الله في خلق الإنسان وأجهزته الداخلية وخلق النبات والحيوان والبحار وما فيها من مخلوقات، خلق الله المعجز يدل على وجوده سبحانه. هذا ما نطق به لسان الفطرة عند الأعرابي عندما سُئل عن دليل وجود الله ؟ فقال: البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فسماءٌ ذات أبراج، وأرضٌ ذات فجاج، ألا تدل على العليم الخبير...سبحان الله.

    فالعقل قاضٍ بأن الموجود لابد له من مُوجد، وأن المخلوق لا بُد له من خالق
    وفي كل شيءٍ له آية ***تدل على أنه واحد
    فهذا مثلًا "قس بن ساعدة الإيادي" حين كان في الجاهلية، قبل الإسلام يركب ناقته ويسير إلى السوق يخاطب الناس بكلمات تفكريةٍ بحثيةٍ عقليةٍ إيمانية، يقول لهم: "أيها الناس .. اسمعوا وعوا .. من عاش مات .. ومن مات فات .. وكل ما هو آتٍ آت .. ليلٌ داج .. ونهارٌ ساج .. وأرضٌ ذات فجاج .. وسماءٌ ذات أبراج .. ونجومٌ تزهر .. وبحارٌ تزخر .. أفلا يدل ذلك على الله الواحد القهار؟!".
    ب- انتظام الكون والمخلوقات: وهذا الإعجاز الأكبر وهو استمرار دورات الحياة ومسيرة الكون بنفس الدقة والإعجاز الذي يدل على وجود من يحافظ عليه ويُسَيره ولا يقول بغير هذا إلا من فقد عقله.
    3 - الأدلة الحسية:
    الشعور والإحساس والاتجاه إلى الله، جانبٌ عاطفيٌ زرعه الله في قلب عباده سبحانه، وهو قريبٌ من الفطرة لأن تذكر الميثاق الأول (الفطرة) يحرك الإحساس بوجود الله تعالى، ومن أمثلة الأدلة الحسية:
    تصرفات الإنسان عند النوازل التي تنزل به دالةٌ على وجود الخالق مثل لجوء المضطر إلى الله، وكل إنسانٍ يشاهد هذا في نفسه، حتى الكفار عند الشدائد كانت عواطفهم تتجه إليه، تأمل هذه الآية:
    {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت: 65]
    و من الأدلة الحسية: دعاء الله ثم استجابة الله للدعاء قال الشيخ ابن عثيمين: لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم أن يغيث الخلق، قال: «اللهم أغثنا، اللهم أغثنا» (البخاري: 1013)، ثم نشأ السحاب، وأمطر قبل أن ينزل من المنبر، هذا يدل على وجود الخالق .
    4- الأدلة الشرعية:
    كل الرسل أتوا ليدلوا الناس على الله ويأمروهم بتوحيده، وعلى هذا كل الشرائع قبل تحريف ما تم تحريفه منها.
    قال تعالى: { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّـهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ } [النحل: 36].
    قال الشيخ ابن عثيمين: جميع الشرائع دالةٌ على وجود الخالق وعلى كمال علمه وحكمته ورحمته لأن هذه الشرائع لابد لها من مُشَرِع والمشرع هو الله عز وجل. انتهى. من شرح السفارينية.




    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •