يتناول المقال الشمس في ديوان (مراكب ذكرياتي) في حالاتها المتباينة؛ حيث يمثل طلوع وشروق الشمس عند الشاعر رمزًا للأمل وتبدد الأحزان، ويبين الشاعر أن المحبوبة شمس لا تشرق ولا تغيب بعد الشمس، ويبيِّن أن الشمس في حالة وجوم لرحيل المحبوبة، كما يصف الشاعر لهيب الشمس وقت الظهيرة وحدوث ظاهرة السراب، وفيما يلي بيان ذلك:
شروق الشمس:
يمثِّل شروق الشمس رمزًا للأمل وتبدد الأحزان، وفي هذا يقول الشاعر في قصيدة (تمر الحنين):
كلما مدَّ أمامي قامةً ليل *** حزني قلت: يا شمس اطلعي [1]
ويقول في قصيدة (سلي فؤادي):
وغنت الشمس ألحانَ الشروق *** ونشرت فوقنا من نورها حُللا [2]
وها هو نور الشمس يبدد معاناة وحجُبَ الليل، يقول الشاعر في قصيدة "ريحانة القلب"
وأنتِ كالشمسِ لولا نورها لطغى *** ليلُ المعاناة ِوازدادت به الحجُبُ[3]
ويقول في قصيدة "الإبحار":
مشعلُ الشمسِ في يد الفجرِ، لكن *** دون عيني من الهمومِ ستارُ[4]
وها هي الشمس تبتهج برؤية المحبوبيْن؛ حيث يقول الشاعر في قصيدة (ماذا نخاف من الدنيا:
سرنا وفي الأفق فجرٌ من عزيمتنا والشمسُ تغسل عينيها برؤينا [5]
المحبوبةُ شمسٌ:
يبيِّن الشاعر أن الشمس بعد المحبوبة لا تشرق ولا تغيب على سبيل المجاز؛ حيث يقول في "قصيدة شرود":
تعالي فما للشمس بعدك مشرقٌ *** وليس لشمسي حين ألقاكِ مغربُ![6]
وفي قصيدة (منها وإليها) يبيِّن الشاعر أن مكانة المحبوبة عالية؛ حيث يقول:
رسمتَ لي فوق عين الشمس خارطةً *** وصُغْتَ لي من حنين القلب أوزانا [7
وجوم الشمس:
وها هي الشمس في قصيدة (عندما يرتحل القلب) في حالة وجوم لرحيل المحبوبة، وفي هذا يقول الشاعر:
وسافرت في مداها الشمسُ واجمةً *** وجومَ فاتنةٍ تستعطف الأملا[8]
وها هي الشمس أيضًا في قصيدة (بين كوخين ) ترثي حال المحبوبيْن، وتتمنى غياب الشروق، يقول الشاعر:
كم تمنت شمس النهار إذا ما *** أبصرتنا لو غاب عنا الشروقُ[9]
لهيب الشمس:
يصف الشاعر لهيب الشمس وقت الظهيرة وحدوث ظاهرة السراب، ويبِّن الشاعر أنه يمضي ومحبوبته (أمته) غير مبالٍ بهذا اللهيب، وغير مخدوع بالسراب؛ يقول الشاعر في قصيدة (حدثيني):
قد سلكنا ولهيب الشمس يؤذي السالكينا
ما خُدعنا بسراب يوم كنا ظامئينا
أترى يسطيع أن يخدعَنا لما روينا [10]
----------------
[1] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (تمر الحنين )، ص12.
[2] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (سلي فؤادي)، ص146.
[3] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة "ريحانة القلب"، ص37.
[4] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة "الإبحار"، ص47.
[5] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة " ماذا نخاف من الدنيا"، ص128.
[6] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، "قصيدة شرود"، ص34.
[7]عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة "منها وإليها"، ص104.
[8] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (عندما يرتحل القلب)، ص43.
[9] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (بين كوخين)، ص80.
[10] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (حدثيني)، ص87.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/literature_la...#ixzz6WiUMZuVo