السؤال : ما صحة حديث :"أوحى الله إلى نبيه محمد عليه السلام أتحب أن أجعل أمر أمتك إليك؟ قال: لا يا رب أنت خير لهم فأوحى الله عز وجل إليه: إذن لا أخزيك فيهم".
ـــــــــــــــ ـــــ
الحمد لله.
هذا اللفظ ذكره الغزالي في (الإحياء) ورواه ابن أبي الدنيا في (حسن الظن):"حدثني الحسين بن عبد الرحمن، عن شيخ من قريش قال: " أوحى الله إلى نبيه محمد عليه السلام أتحب أن أجعل أمر أمتك إليك؟ قال: لا يا رب أنت خير لهم فأوحى الله عز وجل إليه: إذن لا أخزيك فيهم".
وهذا إسناد ضعيف : فالحسين هو أبو علي بن عبد الرحمن الجرجرائي، لم يوثقه غير ابن حبان، وقال أبو حاتم الرازي:"مجهول". وقال ابن حجر:"مقبول".
والشيخ ذاك لا نعلم من هو، فالإسناد معضل.
وورد بلفظ أخر عند أحمد :"حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا ابن هبيرة، أنه سمع أبا تميم الجيشاني يقول: أخبرني سعيد، أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: حذيفة بن اليمان يقول: غاب عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فلم يخرج حتى ظننا أن لن يخرج، فلما خرج سجد سجدة فظننا أن نفسه قد قبضت فيها، فلما رفع رأسه قال: " إن ربي استشارني في أمتي ماذا أفعل بهم، فقلت: ما شئت أي رب، هم خلقك وعبادك، فاستشارني الثانية، فقلت له كذلك، فقال: لا أحزنك في أمتك يا محمد..".
وهذا إسناد ضعيف لابن لهيعة وهو مشهور اختلط.
والصحيح ما رواه (مسلم) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه :"أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم {رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني}. وقال عيسى عليه السلام :{إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}. فرفع يديه وقال : اللهم أمتي أمتي . وبكى . فقال الله عز وجل : يا جبريل ! اذهب إلى محمد - وربك أعلم - فسله ما يبكيك . فأتاه جبريل عليه السلام فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال ، وهو أعلم . فقال الله : يا جبريل اذهب إلى محمد فقل : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك".
والله الموفق.
http://www.kacemkhailat.com/2017/05/blog-post_379.html