من دلائل عظمة الأستاذ


أحمد قوشتي عبد الرحيم


من دلائل عظمة الأستاذ أو الشيخ :
كثرة النابغين من تلامذته ، وتنوع إسهامهم في العلم وفنونه المختلفة ، مع ملاحظة أن العلاقة بين الطرفين متبادلة في النفع والإفادة .
فالشيخ من جهة يشبه المغناطيس الذي يجذب إليه الأفذاذ ، ويضمهم حوله ، ويرقيهم في مدارج العلم ويرتقي بهم ، ويعطيهم خلاصة عمره ، وعصارة تجربته .

والتلاميذ من جهة أخرى يشحذون ذهن الأستاذ ، ويثبتون العلم في صدره ، ويفتحون له أبوابا من النظر والتأمل ما كان يمكن أن تفتح له دون المدارسة معهم ، وإلقاء مسائل العلم عليهم ، ثم هم أيضا ناشرو علمه ، وامتداد لذكره ، واتصال لمنهجه وفكره.
وإذا كان الذي يرزق بتلميذ واحد فذ محظوظا مغبوطا ، فما بالك برجل مثل ابن تيمية -رحمه الله - كان من تلامذته : الحافظ المزي ، وابن القيم ، وابن كثير ، والذهبي ، وابن عبد الهادي ، وابن مفلح ، والبرزالي ، وابن شيخ الحزاميين ، وغيرهم !

فواعجبا لمغناطيس جمع حوله كل تلك المعادن الفذة النفيسة ، والله يختص برحمته من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم .