تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: تخريج حديث: إن أعمالكم تعرض على أقاربكم من الأموات

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي تخريج حديث: إن أعمالكم تعرض على أقاربكم من الأموات

    عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَى أَقَارِبِكُمْ وَعَشَائِرِكُمْ مِنَ الْأَمْوَاتِ، فَإِنْ كَانَ خَيْرًا اسْتَبْشَرُوا بِهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ، قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا تُمِتْهُمْ، حَتَّى تَهْدِيَهُمْ كَمَا هَدَيْتَنَا».
    ضعيف.
    خلاصة الحديث:
    خلاصة القول في هذا الحديث: أنه مروي بإسناد فيه راوٍ مبهم، ثم نظرنت هل له من الشواهد ما يقويه، فوجدتُ له شواهد مرفوعة، ولكن لا يخلو كل طريق منها من راو وضاع أو متروك، وبالتالي فهذه الشواهد لا تقوي هذا الحديث الضعيف.
    وورد معنى هذا الحديث في أثرين عن أبي أيوب وأبي الدرداء رضي الله عنهما، ولكنهما لا يثبتان عنهما؛ لما فيهما من انقطاع في الإسناد.
    وقد صحح العلامة الألباني رحمه الله هذا الحديث بكثرة شواهده المرفوعة والموقوفة، ولم يُصب في هذا رحمه الله.
    وأما التفصيل:
    فالحديث أخرجه أحمد (12683)، وعبد الله في «السنة» (1455)، من طريق سفيان، عمن سمع أنس بن مالك رضي الله عنه، به.
    قال الهيثمي في «المجمع» (3/ 73): «رواه أحمد، وفيه رجل لم يسم».
    قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لما فيه من إبهام.
    وهذا الحديث له شواهد لا تفيد:
    الشاهد الأول: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
    أخرجه الطيالسي في «مسنده» (1903)، قال: حدثنا الصلت بن دينار، عن الحسن، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَى عَشَائِرِكُمْ وَأَقْرِبَائِكُ مْ فِي قُبُورِهِمْ، فَإِنْ كَانَ خَيْرًا اسْتَبْشَرُوا بِهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ قَالُوا: اللَّهُمَّ أَلْهِمْهُمْ أَنْ يَعْمَلُوا بِطَاعَتِكَ».
    قلت: وهذا الشاهد لا يثبت، ولا يقوِّي حديث أنس رضي الله عنه؛ لأن الصلت بن دينار متروك.
    روى العقيلي في «الضعفاء» (3/ 122)، عن عمرو بن علي، قال: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عن الصلت بن دينار.
    وقال عبد الله في «العلل» (2380): «سألت أبي عن الصلت بن دينار، فقال ترك الناس حديثه، متروك، ونهاني أن أكتب عن الصلت بن دينار شيئًا».
    وقال عبد الله أيضًا: (3900): «سألت يحيى عن الصلت بن دينار أبي شعيب، فقال: بصري ليس بشيء. سألت أبي، فقال: متروك».
    وقال ابن معين في «رواية الدوري» (432): «ليس بشيء».
    وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (303): «صلت بن دينار أبو شعيب، ليس بثقة».
    ♦ ♦ ♦
    الشاهد الثاني: عن أبي هريرة رضي الله عنه.
    أخرجه ابن أبي الدنيا في «المنامات» (2)، قال: حدثنا أبو سعيد المديني عبد الله بن شبيب، قال: حدثنا أبو بكر بن شيبة الحزامي، قال: حدثنا فليح بن إسماعيل، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، والمقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا تَفْضَحُوا مَوْتَاكُمْ بِسَيِّئَاتِ أَعْمَالِكُمْ، فَإِنَّهَا تُعْرَضُ عَلَى أَوْلِيَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ».
    وقد أورده السخاوي في «المقاصد الحسنة في الأحاديث المشتهرة على الألسنة» (1296)، فقال: «حديث لا تفضحوا موتاكم بسيئات أعمالكم، فإنها تعرض على أوليائكم من أهل القبور. ابن أبي الدنيا والمحاملي عن أبي هريرة، رفعه بسند ضعيف».
    وأورده العجلوني أيضًا في «كشف الخفاء» (3036).
    قلت: وهذا إسناد لا يثبت، ولا يُتقوى به؛ لأجل عبد الله بن شبيب، فإنه وضاع.
    قال ابن عدي في «الكامل» (7/ 92): «سمعت عبد الحميد البصري الوراق يقول: سمعت فضلك الرازي يقول: عبد الله بن شبيب يحل ضرب عنقه.
    سمعت عبدان يقول: قلت لعبد الرحمن بن خراش: هذه الأحاديث التي يحدث بها غلام الخليل، من أين له؟ قال: سرقها من عبد الله بن شبيب، وسرقها عبد الله بن شبيب من النضر بن سلمة شاذان، ووضعها شاذان».
    ثم ذكر له ابن عدي أحاديث، ثم قال: «ولعبد الله بن شبيب غير ما ذكرت من الأحاديث التي أنكرت عليه كثير».
    وذكره ابن حبان في «المجروحين» (2/ 11)، وقال: «يقلب الأخبار ويسرقها، لا يجوز الاحتجاج به؛ لكثرة ما خالف أقرانه في الروايات عن الأثبات»اهـ.
    وروي من طريق أخرى عن أبي هريرة، موقوفًا عليه، ولا يصح أيضًا.
    أخرجه ابن جرير الطبري في «تهذيب الآثار» مسند ابن عمر (732)، قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدثنا عوف، عن خلاس بن عمرو، عن أبي هريرة ﭬ، قال: «إن أعمالكم تعرض على أقربائكم من موتاكم، فإن رأوا خيرًا فرحوا به، وإن رأوا شرًّا كرهوه، وإنهم يستخبرون الميت إذا أتاهم، من مات بعدهم، حتى إن الرجل يسأل عن امرأته أتزوجت أم لا، وحتى إن الرجل يسأل عن الرجل، فإذا قيل: قد مات قال: هيهات، ذهب ذاك، فإن لم يحسوه عندهم، قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون، ذهب به إلى أمه الهاوية، فبئس المربية.
    قلت: في هذا الإسناد عبد الرحمن بن عثمان؛ وهو ابن أمية البكراوي.
    قال البخاري في «التاريخ الكبير» (5/ 331): «قال أحمد: طرح الناس حديثه».
    وقال علي بن المديني، كما في «الجرح والتعديل» (5/ 265): «ذهب حديثه».
    وقال أبو حاتم: «ليس بقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به».
    وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 27): «منكر الحديث، ممن يروي المقلوبات عن الأثبات، ويأتي عن الثقات ما لا يشبه أحاديثهم، فلا يجوز الاحتجاج به».
    ♦ ♦ ♦
    الشاهد الثالث: عن النعمان بن بشير رضي الله عنه.
    أخرجه البخاري في «الكنى» (47)، وابن أبي الدنيا في «المنامات» (1)، والدولابي في «الكنى والأسماء» (519)، وأبو الشيخ في «الأمثال» (314)، والحاكم في «المستدرك» (7849)، والبيهقي في «الشعب» (9761)، عن يحيى بن صالح الوحاظي، قال: حدثنا أبو إسماعيل السكوني، قال: سمعت مالك بن أدَّى، يقول: سمعت النعمان بن بشير، وهو على المنبر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أَلَا إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مِثْلُ الذُّبَابِ تَمُورُ فِي جَوِّهَا, فَاللَّهَ اللَّهَ فِي إِخْوَانِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ, فَإِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيْهِمْ».
    قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه».
    فتعقبه الذهبي بقوله: «فيه مجهولان».
    قلت: وهو كما قال الذهبي.
    فقد قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (9/ 336): «أبو اسماعيل السكوني، شامي، قال: سمعت مالك بن أدَّى، قال سمعت النعمان بن بشير، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لم يبق من الدنيا إلا مثل الذباب تمور في جوِّها، فالله الله في إخوانكم من أهل القبور، فإن أعمالكم تعرض عليهم»؛ روى عنه يحيى بن صالح الوحاظي، سمعت أبي يقول ذلك. سألت أبي عنه، فقال: مجهول، ومالك بن أدَّى مجهول» اهـ.
    ♦ ♦ ♦
    الشاهد الرابع: عن أبي أيوب رضي الله عنه.
    أخرجه الطبراني في «الكبير» (4/ 129) (3887)، من طريق مسلمة بن علي، عن زيد بن واقد، عن مكحول، عن عبد الرحمن بن سلامة، عن أبي رهم السماعي، عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ نَفْسَ الْمُؤْمِنِ إِذَا قُبِضَتْ تَلَقَّاهَا مِنْ أَهْلِ الرَّحْمَةِ مِنْ عَبَادِ اللهِ كَمَا تَلْقَوْنَ الْبَشِيرَ فِي الدُّنْيَا، فَيَقُولُونَ: انْظُرُوا صَاحِبَكُمْ يَسْتَرِيحُ، فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ فِي كَرْبٍ شَدِيدٍ، ثُمَّ يَسْأَلُونَهُ مَاذَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ وَمَا فَعَلَتْ فُلَانَةُ؟ هَلْ تَزَوَّجَتْ؟ فَإِذَا سَأَلُوهُ عَنِ الرَّجُلِ قَدْ مَاتَ قَبْلَهُ، فَيَقُولُ: أَيْهَاتَ قَدْ مَاتَ ذَاكَ قَبْلِي، فَيَقُولُونَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، ذُهِبَتْ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ فَبِئْسَتِ الْأُمُّ وَبِئْسَتِ الْمُرَبِّيَةُ» ، قال: «وَإِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَى أَقَارِبِكُمْ وَعَشَائِرِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْآخِرَةِ، فَإِنْ كَانَ خَيْرًا فَرِحُوا وَاسْتَبْشَرُوا ، وَقَالُوا: اللهُمَّ هَذَا فَضْلُكَ وَرَحْمَتُكَ فَأَتْمِمْ نِعْمَتَكَ عَلَيْهِ، وَأَمِتْهُ عَلَيْهَا وَيُعْرَضُ عَلَيْهِمْ عَمَلُ الْمُسِيءِ، فَيَقُولُونَ: اللهُمَّ أَلْهِمْهُ عَمَلًا صَالِحًا تَرْضَى بِهِ عَنْهُ وتُقَرِّبُهُ إِلَيْكَ».
    وأخرجه الطبراني في «الكبير» (4/ 129) (3888)، وفي «الأوسط» (148)، وفي «مسند الشاميين» (1544) و(3584)، من طريق مسلمة بن علي، عن زيد بن واقد، وهشام بن الغاز، عن مكحول، عن عبد الرحمن بن سلامة، به.
    قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن مكحول إلا زيد بن واقد، وهشام بن الغاز، تفرد به مسلمة بن علي».
    قلت: مسلمة بن علي.
    قال البخاري في «التاريخ الكبير» (7/ 388): «منكر الحديث».
    وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (8/ 268): «حدثني أبي، قال سمعت دحيمًا يقول: مسلمة بن علي الخشني: ليس بشيء.
    قرئ على العباس بن محمد الدوري، عن يحيى بن معين، أنه قال: مسلمة بن علي الخشني، ليس بشيء.
    سئل أبي عن مسلمة بن علي، فقال: ضعيف الحديث، لا يشتغل به، قلت: هو متروك الحديث؟ قال: هو في حد الترك، منكر الحديث.
    سئل أبو زرعة عن مسلمة بن علي، فقال: منكر الحديث» اهـ.
    ♦ وعبد الرحمن بن سلامة، لم أقف له على ترجمة.
    وتوبع عبد الرحمن بن سلامة.
    فقد أخرجه ابن حبان في «المجروحين» (1/ 426)، وابن عدي في «الكامل» (5/ 315)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (1522)، من طريق سلام الطويل، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أبي رهم، عن أبي أيوب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، به
    قال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 426): «سلام بن سليم الطويل، يروي عن الثقات الموضوعات كأنه كان المتعمد لها، وهو الذي روى عن ثور بن يزيد...»، ثم ذكر هذا الحديث.
    وقال ابن الجوزي عقبه: «هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسلام هو الطويل، وقد اجمعوا على تضعيفه، وقال النسائي والدارقطني متروك» اهـ.
    وروي عن أبي أيوب رضي الله عنه موقوفًا عليه.
    أخرجه ابن المبارك في «الزهد» (443)، وابن أبي الدنيا في «المنامات» (3)، وابن عدي في «الكامل» (5/ 316)، عن ثور بن يزيد، عن أبي رهم السماعي، عن أبي أيوب الأنصاري ﭬ، به، موقوفًا على أبي أيوب.
    وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنه لم يُذكر لثور بن يزيد سماع من أبي رهم، وأبو رهم قديم مخضرم أدرك الجاهلية، ولا يروي عنه إلا الطبقة المتقدمة الذين عاشوا بعد المئة بقليل؛ كخالد بن معدان، ومكحول الشامي، وأما ثور بن يزيد فإنه متأخر، فإنه مات سنة مئة وخمسين، وقيل: مئة وخمس وخمسين.
    قلت: ولذلك فإن تصحيح العلامة الألباني لهذا الإسناد الموقوف لكون ثور بن يزيد ثقة، فيه نظر؛ فإنه لو تأمل رحمه الله لعَلِم أن في الإسناد انقطاعًا.
    ♦ ♦ ♦
    الشاهد الخامس: عن أبي الدرداء رضي الله عنه موقوفًا عليه.
    أخرجه عبد الله بن المبارك في «الزهد» (165)، ومن طريقه أبو داود في «الزهد» (220)، وابن أبي الدنيا في «المنامات» (4)، قال: أخبرنا صفوان بن عمرو، قال: حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير، أن أبا الدرداء كان يقول: «إن أعمالكم تُعرض على موتاكم، فيُسَرُّون ويُسَاؤون»، قال: يقول أبو الدرداء: «اللهم إني أعوذ بك أن أعمل عملًا يخزى به عبد الله بن رواحة».
    وهذا إسناد موقوف، رجاله ثقات، ولكن فيه انقطاع بين عبد الرحمن بن جبير وأبي الدرداء؛ فأبو الدرداء مات قديمًا سنة اثنتين وثلاثين، أو بعدها بقليل، وعبد الرحمن بن جبير مات سنة ثماني عشرة ومئة، فيصعب أن يكون سمع من أبي الدرداء، بل يصعب أن يكون قد أدركه، ولم يذكر أحد من الأئمة سماعًا لعبد الرحمن بن جبير من أبي الدرداء، بل ذكروا أنه لم يسمع من ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثوبان ﭬ مات سنة أربع وخمسين؛ أي: بعد أبي الدرداء بمدة.
    ♦ ♦ ♦
    ويتبغي التنبيه هنا إلى أن العلامة الألباني رحمه الله قوَّى الحديث بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ نَفْسَ الْمُؤْمِنِ إِذَا قُبِضَتْ تَلَقَّاهَا مِنْ أَهْلِ الرَّحْمَةِ مِنْ عَبَادِ اللهِ كَمَا تَلْقَوْنَ الْبَشِيرَ فِي الدُّنْيَا، فَيَقُولُونَ: انْظُرُوا صَاحِبَكُمْ يَسْتَرِيحُ، فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ فِي كَرْبٍ شَدِيدٍ، ثُمَّ يَسْأَلُونَهُ مَاذَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ وَمَا فَعَلَتْ فُلَانَةُ؟ هَلْ تَزَوَّجَتْ؟ فَإِذَا سَأَلُوهُ عَنِ الرَّجُلِ قَدْ مَاتَ قَبْلَهُ، فَيَقُولُ: أَيْهَاتَ قَدْ مَاتَ ذَاكَ قَبْلِي، فَيَقُولُونَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، ذُهِبَتْ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ فَبِئْسَتِ الْأُمُّ وَبِئْسَتِ الْمُرَبِّيَةُ» .
    أقول: تقوية الأحاديث الواردة في عرض أعمال العباد على أقاربهم من الموتى، بمثل هذا اللفظ المذكور آنفًا، فيه نظر؛ لأمرين:
    الأمر الأول: أنها لا تدل على المعنى المذكور من عرض أعمال العباد على الموتى.
    الأمر الثاني: أنها جاءت من طريقين واهيين: الطريق الأول فيه محمد بن إسماعيل بن عياش؛ وهو ضعيف، وعبد الرحمن بن سلامة، وليست له ترجمة.
    الطريق الثاني: من مرسل الحسن، ومراسيل الحسن واهية.


    رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/141529/#ixzz6VZ3u4WGW
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: تخريج حديث: إن أعمالكم تعرض على أقاربكم من الأموات


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: تخريج حديث: إن أعمالكم تعرض على أقاربكم من الأموات


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: تخريج حديث: إن أعمالكم تعرض على أقاربكم من الأموات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    هو في الحقيقة لا يصح مرفوعًا ولا موقوفًا.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    439

    افتراضي رد: تخريج حديث: إن أعمالكم تعرض على أقاربكم من الأموات

    أخي محمد طه شعبان هل الإسناد الذي فيه مجهولان لا يصلح للإعتبار عندك؟

  6. #6

    افتراضي رد: تخريج حديث: إن أعمالكم تعرض على أقاربكم من الأموات

    جزاك الله خيرًا وبارك فيك.
    أذكر إضافات فيما وقفت.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    فالحديث أخرجه أحمد (12683)، وعبد الله في «السنة» (1455)، من طريق سفيان، عمن سمع أنس بن مالك رضي الله عنه، به.
    قال الهيثمي في «المجمع» (3/ 73): «رواه أحمد، وفيه رجل لم يسم».
    قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لما فيه من إبهام.

    قلتُ: قد سمي هذا المبهم ولكنه متروك الحديث، وذلك فيما أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول [924] النسخة المسندة، فقال:
    حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا قبيصة، عن سفيان، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    " إن أعمالكم تعرض على عشائركم وأقاربكم من الموتى ، فإن كان خيرا استبشروا به ، وإن كان غير ذلك قالوا : اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا ". اهـ.
    وأبان هذا متروك، فالإسناد - كما تبين وهاؤه - ضعيف جدا، وكذلك أخرجه المطهر بن طاهر المقدسي في البدء والتاريخ (2/106).
    وأخرج أبو نعيم وغيره في الحلية [8391]، فقال: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ مَاهَانَ الرَّازِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى، ثَنَا بَقِيَّةُ، ثَنَا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ عِمْرَانَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَعْمَالَ أُمَّتِي تُعْرَضُ عَلَيَّ، فِي كُلِّ يَوْمِ جُمُعَةٍ وَاشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى الزُّنَاةِ ". اهـ.
    وهذا إسناد فيه عباد بن كثير متروك أو وضاع.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    الشاهد الثاني: عن أبي هريرة رضي الله عنه. أخرجه ابن أبي الدنيا في «المنامات» (2)، فقال:
    حدثنا أبو سعيد المديني عبد الله بن شبيب، قال: حدثنا أبو بكر بن شيبة الحزامي، قال: حدثنا فليح بن إسماعيل، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، والمقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    وقد أورده السخاوي في «المقاصد الحسنة في الأحاديث المشتهرة على الألسنة» (1296)، فقال: «حديث لا تفضحوا موتاكم بسيئات أعمالكم، فإنها تعرض على أوليائكم من أهل القبور. ابن أبي الدنيا والمحاملي عن أبي هريرة، رفعه بسند ضعيف».
    قلتُ: رواية المحاملي، أخرجه الديلمي كما في الغرائب الملتقطة [2880]، فقال: أخبرنا أبي، أخبرنا أبو الغنائم الدقاق، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، حدثنا الحسين بن صفوان، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا (ح)
    وأخبرنا أبي عالياً، أخبرنا أبو بكر السمسار، أخبرنا أبو إسحاق بن خرشيدقوله، حدثنا المحاملي، قالا:
    حدثنا عبد الله بن شبيب، حدثنا أبو بكر بن شيبة الحزامي، عن فليح بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن زيد بن أسلم بن أبي كثير، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة ، رفعه:
    " لا تفضحوا أمواتكم بسيئات أعمالكم ، فإنها تعرض على أوليائكم من أهل القبور ". اهـ.
    وليس في رواية المحاملي ذكر المقبري. وققد أخرجه ابن الجوزي في الثبات عند الممات بنحو إسناد الديلمي إلى ابن أبي الدنيا ولم يذكر أبا صالح إنما ذكر المقبري وحده.
    ويستدرك على المنبجي في كتابه تسلية أهل المصائب (ص: 205)، حيث ظن أن أبا بكر بن شيبة الحزامي هو ابن أبي شيبة صاحب المصنف وليس كذلك.
    ومن غرائب ما وقفت:
    قال ابن رجب الحنبلي في كتاب أهوال القبور (ص: 91) : وقال [ابن أبي الدنيا] في كتاب "القبور": بلغني عن أحمد بن أبي الحواري، قال: حدثني محمد بن أخي قال:
    دخل عباد بن عباد على إبراهيم بن صالح، وهو أمير على فلسطين فقال له: ما أعظك أصلحك الله بلغني:
    أن أعمال الأحياء تعرض على أقاربهم من الموتى فانظر ماذا يعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عمك قال: فبكى إبراهيم حتى سالت دموعه على لحيته. اهـ.
    أخرجه أبو نعيم في الحلية [10 : 21] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا عُمَرُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ، يَقُولُ: فذكره.
    وفي الإسناد عمر بن بحر الأسدي من الصوفية مجهول ترجم له ابن عساكر في تاريخ دمشق.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    الشاهد الخامس: عن أبي الدرداء رضي الله عنه موقوفًا عليه.
    أخرجه عبد الله بن المبارك في «الزهد» (165)، ومن طريقه أبو داود في «الزهد» (220)، وابن أبي الدنيا في «المنامات» (4)، قال: أخبرنا صفوان بن عمرو، قال: حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير، أن:
    أبا الدرداء كان يقول: «إن أعمالكم تُعرض على موتاكم، فيُسَرُّون ويُسَاؤون»، قال: يقول أبو الدرداء: «اللهم إني أعوذ بك أن أعمل عملًا يخزى به عبد الله بن رواحة».

    قلتُ: لقول أبي الدرداء الأخير شاهد ءاخر، أخرجه ابن أبي الدنيا في المنامات [5]، ووقع في الإسناد سقط واستدركته من الحاوي للفتاوي (2/207)، للسيوطي، قال:
    ثَنَا الحسن بن عبد العزيز الجذامي، نَبَّأَ عمر بن أبي سلمة، عَنْ سعيد بن عبد العزيز، عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ يَمْقُتَنِي خَالِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ إِذَا لَقِيتُهُ. اهـ.
    وهذا إسناد متصل، رجاله ثقات عدا عمر بن أبي سلمة وهو التنيسي "صدوق له أوهام"، كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب، وتغير سعيد بن عبد العزيز التنوخي بآخره.
    ولعل رواية عبد الرحمن بن جبير تقويه إلا أنه ليس فيه ذكر أن أعمال الأحياء تعرض على الأموات.
    ونحو هذا الدعاء ورد عن أبي أيوب وذلك فيما أخرجه ابن أبي الدنيا في الأولياء [40]، فقال:
    نا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: " غَزَوْنَا حَتَّى إِذَا انْتَهَيْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ مَدِينَةِ قُسْطَنْطِينِيّ َةَ إِذَا قَاصٌّ، يَقُولُ:
    مَنْ عَمِلَ عَمَلا مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ عُرِضَ عَلَى مَعَارِفِهِ إِذَا أَمْسَى مِنْ أَهْلِ الآخِرَةِ، وَمَنْ عَمِلَ عَمَلا مِنْ آخِرِ النَّهَارِ عُرِضَ عَلَى مَعَارِفِهِ إِذَا أَصْبَحَ مِنْ أَهْلِ الآخِرَةِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو أَيُّوبَ: أَيُّهَا الْقَاصُّ، انْظُرْ مَا تَقُولُ،
    قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ ذَلِكَ لَكَذَلِكَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لا تَفْضَحْنِي عِنْدَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَلا عِنْدَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فِيمَا عَمِلْتُ بَعْدَهُمَا، فَقَالَ الْقَاصُّ: وَإِنَّهُ وَاللَّهُ مَا كَتَبَ اللَّهَ مَا كَتَبَ وِلايَتَهُ لِعَبْدٍ إِلا سَتَرَ عَلَيْهِ عَوْرَتَهُ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِأَحْسَنِ عَمَلِهِ ". اهـ.
    وخولف فيما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه [36669]، فقال: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: غَزَا أَبُو أَيُّوبَ الْمَدِينَةَ ... إلخ". اهـ، ولم عبيد بن سعد.
    قلتُ: والأشبه أن الرواية مرسلة من حديث عبيد بن سعد، فإنها قد توبعت فيما أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول [926]، فقال:
    حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل الرازي، عن محمد بن مسلمٍ، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عبيد بن سعدٍ، قال: خرج أبو أيوب الأنصاري ... إلخ". اهـ. فذكره بصيغة المرسل. وزاد في روايته:
    قال له قائل: وما ولاية التدبير؟.
    قال: إن الله تعالى شرع السبيل، وهدى القلوب، ورزق العقول، وأكد الحجة بالرسل، وبما جاؤوا به من البيان، وأيد بالملائكة، يهدون، ويسددون،
    وقيل لهم: سيروا إلى الله سيراً مستقيماً في هذا الصراط، فإن عارضتكم نفوسكم بخلاف ما أمر الله، فجاهدوها، وسلوه المعونة. اهـ.

    وهذا إسناد رجاله ثقات عدا عبيد بن سعد الديلمي ذكره ابن حبان في ثقات التابعين وقال عنه يحيى بن معين: "مشهور" وترجم له البخاري وأراه حسن الحديث لكن لا أحسبه أدرك أبا أيوب الأنصاري.

    واستدركت من الحاوي للسيوطي عن ابن أبي الدنيا، فقال:
    ثَنَا أبو هشام، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ عبد الوهاب بن مجاهد، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّهُ لَيُبَشَّرُ بِصَلَاحِ وَلَدِهِ مِنْ بَعْدِهِ لِتَقَرَّ بِذَلِكَ عَيْنُهُ. اهـ.
    وهذا إسناد مسلسل بالعلل، فيه عبد الوهاب بن مجاهد "متروك الحديث، وقد كذبه الثوري"، والراوي عنه يحيى بن اليمان العجلي "صدوق يخطئ كثيرًا وقد تغير"، والراوي عنه أبو هشام الرفاعي ضعيف الحديث.
    وقد عزا ابن رجب في أهوال القبور (ص: 91)، لابن المبارك أنه روى بإسناده فتوى لسعيد بن جبير في ذلك لكن لم أقف على إسناده وعزا الأثر أبو منصور الثعالبي إلى عبد الله بن السائب موقوفا عليه ولم أقف عليه مسندا.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة

    وعبد الرحمن بن سلامة، لم أقف له على ترجمة.
    قلتُ: ذكره المزي في تلاميذ أحزاب بن أسيد أبي رهم ، وقال : "شيخ لمكحول الشامي". اهـ.
    وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول [925]، من طريق كثير بن هشام قال: حدثني عيسى بن إبراهيم الهاشمي قال: حدثني عبد الغفور بن عبد العزيز، عن أبيه، عن جده، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
    " تعرض الأعمال يوم الاثنين و يوم الخميس على الله تعالى و تعرض على الأنبياء و على الآباء والأمهات يوم الجمعة فيفرحون بحسناتهم و تزداد و جوههم بيضا وتشرقة ، فاتقوا الله ولا تؤذوا موتاكم، فإنما تعرض على الأنبياء والآباء والأمهات للأعذار ". اهـ.
    قلتُ: فوق كثير بن هشام مسلسل بالعلل، فيه عيسى بن إبراهيم الهاشمي وعبد الغفور بن عبد العزيز متروكا الحديث.
    ولصدر الحديث شواهد أخرى لست بصدد ذكرها.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة

    فقد أخرجه ابن حبان في «المجروحين» (1/ 426)، وابن عدي في «الكامل» (5/ 315)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (1522)،
    من طريق سلام الطويل، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أبي رهم، عن أبي أيوب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، به
    قد ذكر ابن الجوزي أنه روي ذلك عن عبيد بن عمير، قلتُ: أخرجه سفيان بن عيينة في جامعه، وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة [1457]، فقال:
    حدثني أبي، نا سفيان، عن عمرو، عن عبيد يعني ابن عمير، قال: " أهل القبور يتوكفون الأخبار فإذا أتاهم الميت قال: ألم يأتكم فلان قال:
    فيقولون بلى فيسألهم أهل القبور ما فعل فلان فيقولون صالح فَيَقُولُونَ مَا فَعَلَ فُلَانٌ فَيَقُولُونَ أَلَمْ يَأْتِكُمْ فَيَقُولُونَ لَا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ سُلِكَ بِهِ غَيْرُ سَبِيلِنَا ". اهـ.
    وأخرجه ابن قتيبة الدينوري في عيون الأخبار، فقال: حدثني محمد بن عبيد قال: حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير قال: فذكره، وهذا مقطوع، إسناده صحيح.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة

    أخرجه ابن جرير الطبري في «تهذيب الآثار» مسند ابن عمر (732)، قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدثنا عوف، عن خلاس بن عمرو، عن أبي هريرة ﭬ، قال:
    «...، فإذا قيل: قد مات قال: هيهات، ذهب ذاك، فإن لم يحسوه عندهم، قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون، ذهب به إلى أمه الهاوية، فبئس المربية.
    وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه [35006]، فقال: حدثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ:
    " إنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ لَيَتَلَقَّوْنَ الْمَيِّتَ كَمَا يُتَلَقَّى الرَّاكِبُ يَسْأَلُونَهُ، فَإِذَا سَأَلُوهُ مَا فَعَلَ فُلَانٌ مِمَّنْ قَدْ مَاتَ، فَيَقُولُ: أَلَمْ يَأْتِكُمْ، فَيَقُولُونَ: إنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ، ذُهِبَ بِهِ إلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ ". اهـ.
    وقيس بن سعد هذا هو مولى خباب السلمي
    أخرجه ابن المبارك في الزهد [443]، فقال: أَخْبَرَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ السَّمَاعِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: فذكره موقوفًا.
    وورد كذلك في تفسير ابن ديزيل [ص: 745] من حديث المبارك بن فضالة عن الحسن البصري مرسلًا، والمبارك يدلس وأحسب أنه بينه وبين الحسن راوٍ فيما أخرجه ابن أبي زمنين في تفسيره [284]، فقال:
    قَالَ يَحْيَى: عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رُسِولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ: فذكره، والحسن بن دينار متروك.
    وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره [3685]، فقال: عَنْ مَعْمَرٍ, عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَعْمَى, قَالَ: فذكره.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    الشاهد الثاني: عن أبي هريرة رضي الله عنه.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة

    وقفت على طريق ءاخر أخرجه النسائي في السنن الصغرى [1833]، فقال:
    أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فذكره باللفظ الأخير المذكور ءانفا في جزء من متن طويل.
    وأخرج متابعة الحاكم [1 : 352]، فقال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الآدَمِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، به.
    وأشار الحاكم إلى وجود مخالفة وذلك فيما أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده [2511] حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فذكره.
    قسامة بن زهير وأبو الجوزاء كلاهما ثقتان. وقد نقل القرطبي عن الثعلبي زيادة: "حتى أنهم ليسألونه عن هر البيت"، قلتُ: لم أقف على الحديث عند الثعلبي في تفسيره.
    وأخرجه البزار كما في كشف الأستار [874]، فقال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَحْرٍ الْقَرَاطِيسِيّ ُ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَحْسِبُهُ رَفَعَهُ، قَالَ: فذكر نحوه مطولا.
    قال البزار: ": لا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ يَزِيدَ هَكَذَا إِلا الْوَلِيدُ". اهـ.
    والله أعلم.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: تخريج حديث: إن أعمالكم تعرض على أقاربكم من الأموات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح محمود مشاهدة المشاركة
    أخي محمد طه شعبان هل الإسناد الذي فيه مجهولان لا يصلح للإعتبار عندك؟
    أخي الحبيب، لا يصح بلا شك، وإلا أين كلام أهل العلم في الاعتبار بإسناد هذا حاله؟
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: تخريج حديث: إن أعمالكم تعرض على أقاربكم من الأموات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرًا وبارك فيك.
    أذكر إضافات فيما وقفت.

    قلتُ: قد سمي هذا المبهم ولكنه متروك الحديث، وذلك فيما أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول [924] النسخة المسندة، فقال:
    حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا قبيصة، عن سفيان، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    " إن أعمالكم تعرض على عشائركم وأقاربكم من الموتى ، فإن كان خيرا استبشروا به ، وإن كان غير ذلك قالوا : اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا ". اهـ.
    وأبان هذا متروك، فالإسناد - كما تبين وهاؤه - ضعيف جدا، وكذلك أخرجه المطهر بن طاهر المقدسي في البدء والتاريخ (2/106).
    وأخرج أبو نعيم وغيره في الحلية [8391]، فقال: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ مَاهَانَ الرَّازِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى، ثَنَا بَقِيَّةُ، ثَنَا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ عِمْرَانَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَعْمَالَ أُمَّتِي تُعْرَضُ عَلَيَّ، فِي كُلِّ يَوْمِ جُمُعَةٍ وَاشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى الزُّنَاةِ ". اهـ.
    وهذا إسناد فيه عباد بن كثير متروك أو وضاع.

    قلتُ: رواية المحاملي، أخرجه الديلمي كما في الغرائب الملتقطة [2880]، فقال: أخبرنا أبي، أخبرنا أبو الغنائم الدقاق، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، حدثنا الحسين بن صفوان، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا (ح)
    وأخبرنا أبي عالياً، أخبرنا أبو بكر السمسار، أخبرنا أبو إسحاق بن خرشيدقوله، حدثنا المحاملي، قالا:
    حدثنا عبد الله بن شبيب، حدثنا أبو بكر بن شيبة الحزامي، عن فليح بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن زيد بن أسلم بن أبي كثير، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة ، رفعه:
    " لا تفضحوا أمواتكم بسيئات أعمالكم ، فإنها تعرض على أوليائكم من أهل القبور ". اهـ.
    وليس في رواية المحاملي ذكر المقبري. وققد أخرجه ابن الجوزي في الثبات عند الممات بنحو إسناد الديلمي إلى ابن أبي الدنيا ولم يذكر أبا صالح إنما ذكر المقبري وحده.
    ويستدرك على المنبجي في كتابه تسلية أهل المصائب (ص: 205)، حيث ظن أن أبا بكر بن شيبة الحزامي هو ابن أبي شيبة صاحب المصنف وليس كذلك.
    ومن غرائب ما وقفت:
    قال ابن رجب الحنبلي في كتاب أهوال القبور (ص: 91) : وقال [ابن أبي الدنيا] في كتاب "القبور": بلغني عن أحمد بن أبي الحواري، قال: حدثني محمد بن أخي قال:
    دخل عباد بن عباد على إبراهيم بن صالح، وهو أمير على فلسطين فقال له: ما أعظك أصلحك الله بلغني:
    أن أعمال الأحياء تعرض على أقاربهم من الموتى فانظر ماذا يعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عمك قال: فبكى إبراهيم حتى سالت دموعه على لحيته. اهـ.
    أخرجه أبو نعيم في الحلية [10 : 21] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا عُمَرُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ، يَقُولُ: فذكره.
    وفي الإسناد عمر بن بحر الأسدي من الصوفية مجهول ترجم له ابن عساكر في تاريخ دمشق.

    قلتُ: لقول أبي الدرداء الأخير شاهد ءاخر، أخرجه ابن أبي الدنيا في المنامات [5]، ووقع في الإسناد سقط واستدركته من الحاوي للفتاوي (2/207)، للسيوطي، قال:
    ثَنَا الحسن بن عبد العزيز الجذامي، نَبَّأَ عمر بن أبي سلمة، عَنْ سعيد بن عبد العزيز، عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ يَمْقُتَنِي خَالِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ إِذَا لَقِيتُهُ. اهـ.
    وهذا إسناد متصل، رجاله ثقات عدا عمر بن أبي سلمة وهو التنيسي "صدوق له أوهام"، كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب، وتغير سعيد بن عبد العزيز التنوخي بآخره.
    ولعل رواية عبد الرحمن بن جبير تقويه إلا أنه ليس فيه ذكر أن أعمال الأحياء تعرض على الأموات.
    ونحو هذا الدعاء ورد عن أبي أيوب وذلك فيما أخرجه ابن أبي الدنيا في الأولياء [40]، فقال:
    نا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: " غَزَوْنَا حَتَّى إِذَا انْتَهَيْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ مَدِينَةِ قُسْطَنْطِينِيّ َةَ إِذَا قَاصٌّ، يَقُولُ:
    مَنْ عَمِلَ عَمَلا مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ عُرِضَ عَلَى مَعَارِفِهِ إِذَا أَمْسَى مِنْ أَهْلِ الآخِرَةِ، وَمَنْ عَمِلَ عَمَلا مِنْ آخِرِ النَّهَارِ عُرِضَ عَلَى مَعَارِفِهِ إِذَا أَصْبَحَ مِنْ أَهْلِ الآخِرَةِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو أَيُّوبَ: أَيُّهَا الْقَاصُّ، انْظُرْ مَا تَقُولُ،
    قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ ذَلِكَ لَكَذَلِكَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لا تَفْضَحْنِي عِنْدَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَلا عِنْدَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فِيمَا عَمِلْتُ بَعْدَهُمَا، فَقَالَ الْقَاصُّ: وَإِنَّهُ وَاللَّهُ مَا كَتَبَ اللَّهَ مَا كَتَبَ وِلايَتَهُ لِعَبْدٍ إِلا سَتَرَ عَلَيْهِ عَوْرَتَهُ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِأَحْسَنِ عَمَلِهِ ". اهـ.
    وخولف فيما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه [36669]، فقال: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: غَزَا أَبُو أَيُّوبَ الْمَدِينَةَ ... إلخ". اهـ، ولم عبيد بن سعد.
    قلتُ: والأشبه أن الرواية مرسلة من حديث عبيد بن سعد، فإنها قد توبعت فيما أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول [926]، فقال:
    حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل الرازي، عن محمد بن مسلمٍ، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عبيد بن سعدٍ، قال: خرج أبو أيوب الأنصاري ... إلخ". اهـ. فذكره بصيغة المرسل. وزاد في روايته:
    قال له قائل: وما ولاية التدبير؟.
    قال: إن الله تعالى شرع السبيل، وهدى القلوب، ورزق العقول، وأكد الحجة بالرسل، وبما جاؤوا به من البيان، وأيد بالملائكة، يهدون، ويسددون،
    وقيل لهم: سيروا إلى الله سيراً مستقيماً في هذا الصراط، فإن عارضتكم نفوسكم بخلاف ما أمر الله، فجاهدوها، وسلوه المعونة. اهـ.

    وهذا إسناد رجاله ثقات عدا عبيد بن سعد الديلمي ذكره ابن حبان في ثقات التابعين وقال عنه يحيى بن معين: "مشهور" وترجم له البخاري وأراه حسن الحديث لكن لا أحسبه أدرك أبا أيوب الأنصاري.

    واستدركت من الحاوي للسيوطي عن ابن أبي الدنيا، فقال:
    ثَنَا أبو هشام، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ عبد الوهاب بن مجاهد، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّهُ لَيُبَشَّرُ بِصَلَاحِ وَلَدِهِ مِنْ بَعْدِهِ لِتَقَرَّ بِذَلِكَ عَيْنُهُ. اهـ.
    وهذا إسناد مسلسل بالعلل، فيه عبد الوهاب بن مجاهد "متروك الحديث، وقد كذبه الثوري"، والراوي عنه يحيى بن اليمان العجلي "صدوق يخطئ كثيرًا وقد تغير"، والراوي عنه أبو هشام الرفاعي ضعيف الحديث.
    وقد عزا ابن رجب في أهوال القبور (ص: 91)، لابن المبارك أنه روى بإسناده فتوى لسعيد بن جبير في ذلك لكن لم أقف على إسناده وعزا الأثر أبو منصور الثعالبي إلى عبد الله بن السائب موقوفا عليه ولم أقف عليه مسندا.

    قلتُ: ذكره المزي في تلاميذ أحزاب بن أسيد أبي رهم ، وقال : "شيخ لمكحول الشامي". اهـ.
    وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول [925]، من طريق كثير بن هشام قال: حدثني عيسى بن إبراهيم الهاشمي قال: حدثني عبد الغفور بن عبد العزيز، عن أبيه، عن جده، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
    " تعرض الأعمال يوم الاثنين و يوم الخميس على الله تعالى و تعرض على الأنبياء و على الآباء والأمهات يوم الجمعة فيفرحون بحسناتهم و تزداد و جوههم بيضا وتشرقة ، فاتقوا الله ولا تؤذوا موتاكم، فإنما تعرض على الأنبياء والآباء والأمهات للأعذار ". اهـ.
    قلتُ: فوق كثير بن هشام مسلسل بالعلل، فيه عيسى بن إبراهيم الهاشمي وعبد الغفور بن عبد العزيز متروكا الحديث.
    ولصدر الحديث شواهد أخرى لست بصدد ذكرها.

    قد ذكر ابن الجوزي أنه روي ذلك عن عبيد بن عمير، قلتُ: أخرجه سفيان بن عيينة في جامعه، وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة [1457]، فقال:
    حدثني أبي، نا سفيان، عن عمرو، عن عبيد يعني ابن عمير، قال: " أهل القبور يتوكفون الأخبار فإذا أتاهم الميت قال: ألم يأتكم فلان قال:
    فيقولون بلى فيسألهم أهل القبور ما فعل فلان فيقولون صالح فَيَقُولُونَ مَا فَعَلَ فُلَانٌ فَيَقُولُونَ أَلَمْ يَأْتِكُمْ فَيَقُولُونَ لَا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ سُلِكَ بِهِ غَيْرُ سَبِيلِنَا ". اهـ.
    وأخرجه ابن قتيبة الدينوري في عيون الأخبار، فقال: حدثني محمد بن عبيد قال: حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير قال: فذكره، وهذا مقطوع، إسناده صحيح.

    وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه [35006]، فقال: حدثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ:
    " إنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ لَيَتَلَقَّوْنَ الْمَيِّتَ كَمَا يُتَلَقَّى الرَّاكِبُ يَسْأَلُونَهُ، فَإِذَا سَأَلُوهُ مَا فَعَلَ فُلَانٌ مِمَّنْ قَدْ مَاتَ، فَيَقُولُ: أَلَمْ يَأْتِكُمْ، فَيَقُولُونَ: إنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ، ذُهِبَ بِهِ إلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ ". اهـ.
    وقيس بن سعد هذا هو مولى خباب السلمي
    أخرجه ابن المبارك في الزهد [443]، فقال: أَخْبَرَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ السَّمَاعِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: فذكره موقوفًا.
    وورد كذلك في تفسير ابن ديزيل [ص: 745] من حديث المبارك بن فضالة عن الحسن البصري مرسلًا، والمبارك يدلس وأحسب أنه بينه وبين الحسن راوٍ فيما أخرجه ابن أبي زمنين في تفسيره [284]، فقال:
    قَالَ يَحْيَى: عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رُسِولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ: فذكره، والحسن بن دينار متروك.
    وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره [3685]، فقال: عَنْ مَعْمَرٍ, عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَعْمَى, قَالَ: فذكره.

    وقفت على طريق ءاخر أخرجه النسائي في السنن الصغرى [1833]، فقال:
    أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فذكره باللفظ الأخير المذكور ءانفا في جزء من متن طويل.
    وأخرج متابعة الحاكم [1 : 352]، فقال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الآدَمِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، به.
    وأشار الحاكم إلى وجود مخالفة وذلك فيما أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده [2511] حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فذكره.
    قسامة بن زهير وأبو الجوزاء كلاهما ثقتان. وقد نقل القرطبي عن الثعلبي زيادة: "حتى أنهم ليسألونه عن هر البيت"، قلتُ: لم أقف على الحديث عند الثعلبي في تفسيره.
    وأخرجه البزار كما في كشف الأستار [874]، فقال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَحْرٍ الْقَرَاطِيسِيّ ُ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَحْسِبُهُ رَفَعَهُ، قَالَ: فذكر نحوه مطولا.
    قال البزار: ": لا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ يَزِيدَ هَكَذَا إِلا الْوَلِيدُ". اهـ.
    والله أعلم.
    شكر الله لك هذا الجهد.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  9. #9

    افتراضي رد: تخريج حديث: إن أعمالكم تعرض على أقاربكم من الأموات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    شكر الله لك هذا الجهد.
    وإياك وبارك فيك.

  10. #10

    افتراضي رد: تخريج حديث: إن أعمالكم تعرض على أقاربكم من الأموات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة

    وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول [925]، من طريق كثير بن هشام قال: حدثني عيسى بن إبراهيم الهاشمي قال: حدثني عبد الغفور بن عبد العزيز، عن أبيه، عن جده، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
    " تعرض الأعمال يوم الاثنين و يوم الخميس على الله تعالى و تعرض على الأنبياء و على الآباء والأمهات يوم الجمعة فيفرحون بحسناتهم و تزداد و جوههم بيضا وتشرقة ، فاتقوا الله ولا تؤذوا موتاكم، فإنما تعرض على الأنبياء والآباء والأمهات للأعذار ". اهـ.
    قلتُ: فوق كثير بن هشام مسلسل بالعلل، فيه عيسى بن إبراهيم الهاشمي وعبد الغفور بن عبد العزيز متروكا الحديث.
    شواهده تجدها هنا:
    تخريج حديث: تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس وبيان من أعله بالوقف

  11. #11

    افتراضي رد: تخريج حديث: إن أعمالكم تعرض على أقاربكم من الأموات

    قال ابن رجب في شرح علل الترمذي:
    والرابع: إن الحافظ إذا روى عن ثقة لا يكاد يترك اسمه بل يسميه، فإذا ترك اسم الراوي دل إبهامه على انه غير مرضي، وقد كان يفعل ذلك الثوري وغيره كثيرا،
    يكنون عن الضعيف ولا يسمونه، بل يقولون: عن رجل، وهذا معنى قول القطان: لو كان فيه إسناد صاح به، يعني لو كان أخذه عن ثقة لسماه وأعلن باسمه". اهـ.
    .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •