الحمد لله، حول الموجود المطبوع من التقاسيم والأنواع تحقيق الدكتورين محمد علي سونمز وخالص آي دمير والمطبوع في قطر، فبحسب ما أورَداه في المقدمة فقد اعتمَدَا 9 قطعٍ خطيَّة، إضافةً لترتيب ابن بلبان (الإحسان)، وزوائده للهيثمي (موارد الظمآن).
ونظرًا لأن القطع الخطية لا تغطِّي كامل الكتاب الأصل، فقد أردت أن أحدِّد القدر الناقص منه، لعدم تحديده بشكل سهلٍ في المقدمة.
والمؤلف ابن حبان رحمه الله قسَّم كتابه خمسة أقسام، وجعل لكل قسم أنواعًا، سرَد عناوينها كاملةً في مقدمته، وعنه ابن بلبان أول ترتيبه الإحسان.
والأقسام هي:
1) الأوامر (110 أنواع).
2) النواهي (110 أنواع).
3) الأخبار (80 نوعًا).
4) الإباحات (50 نوعًا).
5 النواهي (50) نوعًا.
وبالنظر للقطع المخطوطة المعتمدة، فإنها تغطي جميع الكتاب سوى قطعتين منه:
1- من قسم الإباحات الأنواع من 11 إلى آخر 24، (وهي الأحاديث من 5646 إلى 5757) من ترقيم الطبعة.
2- من قسم الأفعال من أثناء النوع 12 إلى آخر الكتاب، وهي من الأحاديث 6755 إلى 7447.
أي إن الذي لم يَعثُرْ عليه من القطع المخطوطة هو قرابة 50 نوعًا من أصل 400، وهو مقدار الثُّمُن.
وأيضًا ذكَرَا في المقدمة أن المخطوطة التي اعتمدَا عليها في أول الكتاب بها تمزُّقات وذهبَت منها بعض أوراق، وثَمَّةَ نسخة ثانية بها بعض الأول دون تحديد دقيق في المقدمة لبدئها وانتهائها.
فهذه النواقص استدركها المحققان من الإحسان، وما كان من موارد الظمآن، فقابلاه عليه أيضًا، والذي سهَّل الأمرَ أن ابن حبان ساق ترتيب الأنواع الأربعمائة في مقدمته، وكذا ابن بلبان في ترتيبه، وأشار الثاني لمواقع الأنواع إثر الأحاديث في ترتيبه.
وقد صرَّح المحققان أنه بالمقارنة فلم يَلتزم ابن بلبان إيرادَ الأحاديث على ترتيبها ضمن الأدعية والأذكار في قسمها.
وأمر يَحسُن التنبيه له وهو أن الإحسان بلَغ ترقيم الأحاديث في طبعة الشيخ شعيب: 7491؛ أي: أكثر بـ44 حديثًا على ترقيم الأصل، هذا مع وجود نقص في طبعة الشيخ شعيب كما ذكر بعض مَن شارَك في تحقيقه، وكتب في مشاركة سابقة بملتقى أهل الحديث.
وتمنَّيت لو أن مُحقِّقَيه زادا بيانًا في شأن نهج الاستدراك والتنبيه على اختلاف العدد، هل ثمة تَكرارٌ أو اختلاف منهج العد أم ماذا؟ وما هو النقص في طبعة الإحسان؟ وإن كان ظاهر كلامهما أنهما مع تحصيل المخطوط فقد اعتمدَا على طبعة الشيخ شعيب رحمه الله.
وبمراجعة طبعة دار التأصيل للإحسان - وهي طبعة حديثة - ذكروا في مقدمتها وجود النقص أيضًا من الإحسان، واستدركوا عليه 26 حديثًا من الأصل، وخمسة أحاديث أخرى أحدها من موارد الظمآن وهي زوائده للهيثمي، والأربعة الباقية من إتحاف المهرة لابن حجر، وهي إضافة في تحقيقهم للإحسان أن قابلوا أحاديثَ الأصل من الإتحاف، مع المقابلة على طبعة قطر للأصل التقاسيم والأنواع، فبلغ العدد في طبعتهم 7535 حديثًا، بينها 31 من الاستدراكات.
وتمنَّيت لو أفادوا في مقدمتهم تعيينَ أرقام زوائد الأصل الموجود على الإحسان، لكان فيها تسهيلٌ للباحث والقارئ.
عود على بَدء: جزى الله خيرًا المحققين للأصل على عملهما، فقد تتبَّعا وتعِبا وبذَلا الوُسعَ فيما نَحسَب، تقبَّل الله منهما، ومِن كل مَن خدَم فروعَ الكتاب من الترتيب والزوائد، ويسَّر العثور على الباقي من نسخ جيدة أخرى بإذن الله، وقد ذكر لي أحد المشايخ الزملاء أنه رأى تتمة للنسخة المخطوطة المصرية في دهلي مما كان من مخطوطات المدرسة الرحمانية الشهيرة.
هذا، وقد سبق لي التحدث هاتفيًّا مع مدير دار التأصيل الشيخ عبدالرحمن بن شيخنا عبدالله العقيل لما أحبَر أنهم يعملون على ابن حبان، وطلب كتابة إسنادِه له، فذكر أنه لم يستكمل الأصل من القطع المخطوطة، وأنها تشكِّل غالب الكتاب.
ثم كتب لي الشيخ خالد السباعي: هناك مجلد من أصل التقاسيم والأنواع للإمام ابن حبان في الزاوية العثمانية بطولقة بالجزائر، وعليها خط الحافظين ابن حجر والزبيدي، ولم تعتمد في المطبوع، وهي تكمل الأصل.
والحمد لله أولًا وآخرًا.
كتَبه لنفسه وزملائه: محمد زياد بن عمر التكلة، 26 ذو الحجة 1441هـ.
مع الشكر لأحد الزملاء الكرام الذي نبَّهني على أشياءَ ندَّت عليَّ في الكتابة، ورفض ذكر اسمه.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/141468/#ixzz6VIBh7p8T