قال الشيخ سفر الحوالى فى كتابه الشرك بين القديم والحديث
أبى الله سبحانه أن يقبل من مشرك عملاً،
أو أن يقبل فيه شفاعة،
أو يستجيب له في الآخرة دعوة،
أو يقيل له فيها رجاء،
فإن المشرك أجهل الجاهلين بالله، حيث جعل له من خلقه نداً،
وذلك غاية الجهل به كما أنه غاية الظلم منه،
وإن كان المشرك لم يظلم ربه، وإنما ظلم نفسه''
أعظم وأسوأ صفتين في الإنسان واحدة منها تكفي وإذا اجتمعتا فلا شر أكبر منهما،
كما قال الله تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً [الأحزاب:72]
وغاية الجهل أن يجعل مع الله نداً،
وغاية الظلم أن يسقط حق الله ويعطيه لغير الله -أي الشرك-
فإذا اجتمع الظلم والجهل,
فكل شر في الدنيا خَطَرَ على بَالِكَ فهو آت من قبل الظلم أو الجهل،
فالمشرك جاهل بالله لأنه ما قدّر الله حق قدره ولهذا عَبَدَ معه غيره,
وهو ظالم لنفسه أشد الظلم، لأنه يصرف حق الله الخالص ويعطيه لغيره من عبد مخلوق مثله فيكون كما قال فرعون وقومه: وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ [المؤمنون:47]
والمقصود أن أصل الشر والبلاء يأتي من قبل العابدين لا المعبودين من دون الله
فهم أسماء سماها العابدون، ولو لم يعبدوهم ما كانوا شيئاً؛
فلو قال قوم فرعون لفرعون حين قال: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى [النازعات:24]
لو قالوا: لا، أنت بشر مثلنا ما فعل شيئاً، فما بالك بالحجارة وغيرها،
فالسبب العابدون،
ولذا لا ينفعهم يوم القيامة أن يقولوا: رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا -الأحزاب:67]
لأنه لولا هذا الجاهل ما تفرعن المتفرعن.انتهى
https://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&

فالشرك من صناعة المشرك
والكفر من صناعة الكافر وفعله
قال تعالى : ﴿ قال أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين
ووجه الاستدلال ظاهر وهو أن الخشب والحجر قبل النحت والإصلاح ما كان معبودا للإنسان البتة ، فإذا نحته وشكله على الوجه المخصوص لم يحدث فيه إلا آثار تصرفه
فى الجاهلية الأولى, كان المشركون ينحتون الاصنام بأيديهم ثم ينسبون لها قوة وعلم وحكمة وإرادة, ثم يخضعوا لها ولحكمها
أما صناع الشرك اليوم لا يوجد إختلاف كبير بين هذه الأصنام و أصنام العصر يصنعون الاوثان والقوانين والدساتير
يقولون: أمر القانون حكم القانون نص القانون سمح القانون منع القانون بموجب القانون بقوة القانون
فهم يثبتون قولا وعلما وحكمة وإرادة وقوة لهذا القانون أو الدستور وهم الذين نحتوه بأيديهم ثم يخضعوا له ويتركون حكم الله
فنقول لهم:
من صنعه؟
فسيجيبون: نحن صنعناه
نقول لهم كما قال إبراهيم عليه السلام: "أتعبدون ما تنحتون * والله خلقكم وما تعملون"
سيقولون: "ما عبدناه"
نرد عليهم كما رد النبي (صلى الله عليه وسلم): "أليسوا يحلون لكم ما حرم الله فتحلون، ويحرمون ما احل الله فتحرمون؟ فتلك عبادتهم"
وقد قال الله تعالى "ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم ياذن به الله ...."
يشيدون الاضرحة والمشاهد وينسبون لها التصرف والتدبير ثم يدعون ويستشفعون ويطلبون ما لا يطلب الا من الله- وكل هذا مما شيدت ونحتت ايديهم-﴿ قال أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين