﴿ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ﴾

عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان رضي الله عنهما قالت: "ما أخذتُ ﴿ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ﴾ [ق: 1]
إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقرؤها كل جمعة على المنبر إذا خطب الناس"؛ رواه مسلم.
المفردات:أم هشام بنت حارثة: هي إحدى المُبايِعات لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت مِن الأنصار، وهي صحابية مشهورة، وإن لم يشتهر اسمها، وصنيع مسلم في صحيحه يدل على أنها أختٌ لعَمْرة بنت عبدالرحمن من أمها، فإنه ساق الحديث عنها من طريق عمرة بنت عبدالرحمن عن أختٍ لعمرة، وذكر الحديث، ثم ساقه من طريق آخر عن عمرة عن أخت لعمرة بنت عبدالرحمن كانت أكبر منها بمثل الحديث السابق، ثم ساقه من طريق عبدالله بن محمد بن معن عن بنت لحارثة بن النعمان وذكر الحديث، ثم ساقه من طريق أخرى عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان، وهذا يدلُّ على أنها أخت عمرة بنت عبدالرحمن من أمها رضي الله عنهما..ما أخذتُ؛ أي: ما حفِظت.﴿ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ﴾ [ق: 1]؛ أي: سورة ق والقرآن المجيد.إذا خطب الناس؛ أي: في خطبته صلى الله عليه وسلم للجمعة.
البحث:لفظ الحديث في صحيح مسلم عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان قال: لقد كان تنُّورنا وتنُّور رسولِ الله صلى الله عليه وسلم واحدًا، سنتين أو سنة وبعض سنة، وما أخذت ﴿ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ﴾ [ق: 1]
إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس.
وقد ذكر أن سبب اختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم كثرة قراءة هذه السورة على المنبر يوم الجمعة لِما اشتملت عليه من ذكر الموت والبعث والمواعظ الشديدة، كما كان يحرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على قراءة ﴿ الم * تَنْزِيلُ ﴾ [السجدة: 1، 2]، و﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ ﴾ [الإنسان: 1]
في صبح الجمعة؛ لِما اشتملت عليه السورتان كذلك من أحوال يوم القيامة وشؤون البعث، وقد عُلِم أن القيامة تقوم في يوم جمعة.
ما يفيده الحديث:
1- استحباب قراءة مثل هذه السورة في خطبة الجمعة.
2- وأن تكرير بعض المواعظ من كتاب الله شيءٌ مستحسن.