تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الايضاح والتبيين أن نصوص القرآن عامة لكل من وقع في الشرك دون تفريق بين مشرك ومشرك

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي الايضاح والتبيين أن نصوص القرآن عامة لكل من وقع في الشرك دون تفريق بين مشرك ومشرك

    هذه مقدمة قبل الشروع فى رد الشبهات
    أن نصوص الكتاب والسنة جاءت عامة لكل من وقع في الشرك دون تفريق بين مشرك ومشرك ، فلا يقال هذا مشرك منتسب وهذا مشرك غير منتسب أو هذا مشرك أصلى وهذا مشرك منتسب للاسلام.
    فماذا نفع اليهود والنصارى انتسابهم إلى موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام ، فهؤلاء اليهود والنصارى كفار بإجماع الأمة مع انتسابهم الى الانبياء ودين الانبياء والرسل ، إنه من يشرك بالله فقد حرم اﷲ عليه الجنة ومأواه النار . ( فقد علق حكم الشرك بصيغة ) من و من ألفاظ العموم فتشمل كل مشرك منتسب او غير منتسب
    *******
    قال الشيخ عبدالله الغليفى قد يعترض البعض بأن ثبوت اسم الشرك للمشرك قبل الرسالة مع الجهل أو العلم لا يلزم منه ثبوته بعد الرسالة للمسلمين المقرين اصلا بالرسالة والذين ثبت لهم عقد الإسلام ثم اشركوا بعد ذلك ؟...
    الجواب
    إن هذا الإعتراض قد يكون وجيها إذا كان الكلام عن شريعة من الشرائع التي جائت بها الرسل ،
    فمن المعلوم ان شرائع الأنبياء والرسل عليهم جميعا وعلى نبينا وآله وصحبه الصلاة والسلام مختلفة عن بعضها لقوله سبحانه " لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا" وحينئذ قد يقال " شرع من قبلنا ليس شرعا لنا "أو غير ذلك
    اما ( التوحيد وترك الشرك ) فهو مما تتفق فيه جميع الرسالات فهو الإسلام العام الذي خاطب به جميع الرسل اقوامهم وهو أصل الدين وهو إخلاص العبادة لله تعالى قال سبحانه :
    "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ "
    وقال سبحانه " ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت "
    هذا في إثبات التوحيد ووجوب عبادة الله وحده
    اما في الشرك فقال سبحانه مخاطبا رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم :
    " وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ"
    وقال سبحانه "ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون "
    بل إن المقررات لدينا ومن أصول عقيدتنا وديننا من أن الشرك مما لا يغفره الله وأنه يخلد في النار قد جاء في سياق مخاطبة أهل الكتاب وعلى لسان عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام قال تعالى :
    " يأيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بمانزلنا مصدقاً لما معكم من قبل أن نطمس وجوهاً فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا اصحاب السبت وكان أمر الله مفعولاً * إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا "
    وقال سبحانه "وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار "
    ولهذا لما ذكر ابن القيم رحمه الله طبقة المقلدين وجهال الكفرة حيث قال : (طبقة المقلدين وجهال الكفرة وأتباعهم وحميرهم الذين هم معهم تبعا لهم يقولون إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على أسوة بهم ومع هذا فهم متاركون لأهل الإسلام غير محاربين لهم كنساء المحاربين وخدمهم وأتباعهم الذين لم ينصبوا أنفسهم لما نصبت له أولئك أنفسهم من السعي في إطفاء نور الله وهدم دينه وإخماد كلماته بل هم بمنزلة الدواب وقد اتفقت الأمة على أن هذه الطبقة كفار وإن كانوا جهالا مقلدين لرؤسائهم.. ) قرر بعد ذلك رجوع هذا الكفر لحقيقة الإسلام الواحدة والمتفق عليها بين جميع الأمم فقال ( والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له والإيمان بالله وبرسوله واتباعه فيما جاء به فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم وإن لم يكن كافرا معاندا فهو كافر جاهل ... ) فإذا اشرك المسلم وعبد غير الله تقليدا واتباعا لغيره من الآباء أو الرؤساء فنقول مثل ما قال ابن القيم رحمه الله انه لم يأت بحقيقة دين الإسلام القائم على توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له والإيمان بالله وبرسوله واتباعه فيما جاء به فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم وإن لم يكن كافرا معاندا فهو كافر جاهل ..
    ولذا فإن الإعتراض على ان بعض الايات أو اقوال بعض العلماء في الكفار الأصليين أو فيمن قبلنا من أهل الكتاب والمشركين مردود بأدلة الكتاب والسنة واجماع الامة ان المشرك مشرك قبل الرسالة وبعدها
    *************
    شبهه اخرى وجوابها
    يقولون: " و ما كنا معذبين " معناه أنهم مسلمون . ؟!
    الجواب
    ليس هذا هو مفهوم المخالفة . لأنه قد يكون لا يستوجب العذاب في الآخرة و لكنه في أحكام الدنيا كافر . فمثلا : أهل الفترة الذين كانوا قبل بعثة النبي صلى الله عليه و سلم يصدق عليهم نفي العذاب . لكن لم يقل أحد من أهل الإسلام إنهم مسلمون ، إلا هؤلاء المتأخرون . و أيضا من في حكمهم كل من لم تبلغه الدعوة حتى بعد بعثة النبي صلى الله عليه و سلم ينفى عنهم العذاب . لكن هل معنى هذا أن اليهودي مسلم لأنه لم تبلغه الدعوة ؟ أو النصراني مسلم ؟ أو البوذي مسلم ؟ أو المشرك مسلم ؟ لا . إذن أحكام الدنيا غير أحكام الآخرة الذي يحكم على المشرك المتلبس بحقيقة الشرك أنه مسلم فقد افترى على الله .
    كيف ؟
    الإسلام هو التوحيد . و لا يوجد آية واحدة ، نص صريح و لا قول صريح لأهل العلم أنه يُحكم على من تلبس بالشرك الأكبر معتقدا له أنه يكون مسلما لأنه معذور بجهله
    .. لا يجوز لأحد أن يقول: إن هذا المشرك الذي يعبد غير الله و يعلن الشرك و يتلبس بحقيقة الكفر و الشرك الأكبر و تحققنا أنه متلبس به أن يقال: إنه مسلم، هذا خطأ عظيم وقع فيه بعض الناس و هو خلط بين الإسلام و (الكفر) لأن الإسلام هو التوحيد، فلا يجوز أبدا أن يقال: لمشرك إنه مسلم ....
    أن اليهود ينتسبون إلى دين موسى و يؤمنون بموسى و يؤمنون بالتوراة،
    و إنما كفروا بسبب الشرك و النواقض التي وقعوا فيها،
    و كذلك النصارى ينتسبون إلى عيسى و إلى الإنجيل و إنما كفروا عندما قالوا: إن الله ثالث ثلاثة،
    و كذلك عباد القبور اليوم ينتسبون إلى محمد صلى الله عليه و سلم و إلى القرآن،
    و ما الذي يجعلهم لا يكفرون إذا فعلوا مثل فعل أولئك ؟؟
    الله سبحانه و تعالى ما تغيرت سنته،
    من وقع في الشرك سواء أكان ينتسب إلى عيسى أو إلى موسى أو إلى محمد صلى الله عليه و سلم، إلى الإسلام فإنه يخرج من الإسلام،
    ،و نقول : إن من انتسب إلى الإسلام و قال لا إله إلا الله إنه لا يكفر إذا وقع في الشرك،
    ما غير الله من سنته،
    فكل من انتسب إلى دين سماوي إذا وقع في الشرك خرج من ذلك الدين و انتقض إسلامه،
    .....
    قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمه الله قال: إن الله لم يغير سنته فيمن ركب الكفر، والله قيد كفر أولئك بأفعال و أوصاف، فمن اتصف بها و فعلها وهي منافية لأصل الإسلام فإنه يخرج من الإسلام و يخرج من دين الأنبياء الذي جاء به الأنبياء، و إن كان الله غير سنته و يزعم ذلك داود فليأتنا بدليل على أن الله غير سنته، و استدل أيضا بأن أئمة الإسلام من عهد السلف يستدلون بما ورد في الشرك في الأمم السابقة على ما يقع في هذه الأمة.[للشيخ عبدالله الجربوع]


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الايضاح والتبيين أن نصوص القرآن عامة لكل من وقع في الشرك دون تفريق بين مشرك ومشرك

    فى فتاوى هيئة كبار العلماء
    س3: هل هناك فرق بين المسلمين الذين عندهم نوع من الشرك وبين المشركين الذين لم يعترفوا بالإسلام؟
    الجواب
    : لا فرق بين من يرتكس في بدع شركية تخرج من ينتسب إلى الإسلام منه وبين من لم يدخل في الإسلام مطلقا في تحريم المناكحة ومنع التوارث بينهم وبين المسلمين، ولكن بينهم تفاوتا في درجة الكفر والعقوبة عليه في الدنيا والآخرة حسب درجة طغيانهم،

    قال الشيخ سليمان بن سحمان في كشف غياهب الظلام عن أوهام جلاء الأوهام ص 195
    (( فمن فعل كما فعل المشركون من الشّرك بالله، بصرف خالص حقّه لغير الله من الأنبياء والأولياء والصّالحين ، ودعاهم مع الله، واستغاث بهم كما يستغيث بالله ، وطلب منهم ما لا يطلب إلا من الله ،
    فما المانع من تنزيل الآيات على من فعل كما فعل المشركون، وتكفيره ،
    وقد ذكر أهل العلم أنّ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السّبب، - ولكن ما المانع من تنزيل ما أنزله الله في حقّ المشركين على من صنع صنيعهم و احتذا حذوهم فلا حيلة فيه ))
    أصل الاسلام مبنى على عبادة الله وترك عبادة ما سواه وفاعل الشرك لم يأتى بهذا الاصل

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •