البنات والمشكلات 1/2

في كل بيت مشكلة.. وربما في كل يوم مشكلة.. لكن المشكلات تتباين، والبنات إزاء المشكلات أنواع وأصناف.

هناك من يضخم المشكلة مهما صغرت، وأكثر منه من يغفل عن دوره في المشكلة، ليجعلها من تأليف وإخراج الطرف الآخر.. لكنه – بزعمه – أُقحم في المسرحية، ولكن كمستضعَفٍ يُمارس عليه أنواع الإهانات.. وأكثر منه من ينفخ (نار) المشكلة لتطفأ فإذا هي تزداد.. أو يغمض عينيه ممنياً نفسه أن يفتح عينيه – حين يفتحهما – وقد انقشعت غمامة المشكلة، دون أن يعمل أكثر من إغماض العين، وهناك من يلجأ حين تكاد المشكلة أن تغرقه إلى استنشاق الهواء، عبر التفريغ الكاذب، على زميلة أو صديقة أو قريبة أو شيخ!!

قلة من الناس من يجيدون عرض المشكلة، فيحددها بشكل جيد، ويستعرض تاريخها، ويرصد كيف بدأت، ويبين – بوضوح – دور كل من له صلة بها، والإيجابيات والسلبيات لدى كل منهم.. وغالب الناس يعرض
المشكلة، بصفة المظلوم، وكأنه فقط يريد – ممن يتصل عليه أو يستشيره – أن يوقّع له، أو يضع له تصديقاً على تلك الشهادة!! وقد يرتاح نفسياً، ويشعر بنشوة الانتصار ولو عبر الهاتف وهو يسمع المستشار يثني على موقفه، ويثمّن عمله، ويحكم على صاحبه بعدم العدل والحكمة، ولا يشعر المسكين أنه يضحك على نفسه، فهو أخطأ في العرض، والمستشار أعطاه (حلاً) بمقاس العرض الذي قدمه، لا بمقاس المشكلة الحقيقية، وهو يشبه من يعاني من مرض، ويذهب لطبيب، ويتحدث معه عن أعراض يحس بها بعيدة عن الأعراض الحقيقية.. ترى لو كان الطبيب غاية في الجودة والشهرة هل سيستطيع الوقوف على مرضه؟ أو صرف العلاج الشافي له؟!



د. عبد العزيز المقبل