حتى لا تضيع الجهود

مصطفى دياب






إن التربية لها شأن عظيم، ويستحق القائم عليها أن ندعو له، ونترحم عليه حياً وميتاً؛ جزاء على هذه التربية، وكلما ازدادت التربية ازداد الحق، وكذلك من تولى تربية الإنسان فى دينه ودنياه تربية صالحة غير الأبوين فإن له على من رباه حق التربية.
والمربى الناجح ليس الذى يرسم الأهداف الرائعة فقط، وإنما من يستطيع أن يُطوِّع خطواته وبرامجه لخدمة تلك الأهداف؛ ولذلك كانت الأنشطة التربوية المصاحبة للبرامج العلمية لها أهمية عظيمة، ولا سيما إذا كانت هذه الأنشطة لها أهداف واضحة.
والأنشطة التربوية هى الوسائل التى نحقق بها الأهداف التى نصبو إلى تحقيقها، مثل إعداد جيل سلفي رباني متميز؛ فإن هذا لا يتحقق إلا بفضل الله وعونه وتوفيقه، ثم استخدام هذه المقررات العلمية والأنشطة التربوية؛ ولذلك نؤكد أهمية تهديف الأنشطة؛ فكثيرا ما يبذل العاملون جهداً ووقتاً ونفقة فى نشاط كالرحلة أو المعسكر أو الأيام الإسلامية.

ثم انهم لا يضعون أمامهم الأهداف التى يرغبون فى تحقيقها، ولا ينظمون البرنامج؛ بحيث يحقق هذه الأهداف، وهنا يضيع الوقت والجهد والمال، وربما يعود النشاط بالسلب على الأبناء الذين نربيهم، أما إذا كانت الأهداف من النشاط واضحة، والوسائل كذلك محددة ومعروف تأثير كل منها على النشاط ومدى فاعليته؛ فلا شك -إن شاء الله- أن النتيجة ستكون أفضل مما نتوقع.
كما يجب على العاملين على تربية النشء أن يغيروا وسائلهم ولا سيما إذا استخدموا وسيلة لتحقيق هدفٍ ما ثم وجدوها تخفق، فلا شك أن الأولى تغيير تلك الوسيلة، وهنا تحضرنى قصة رجل أعمى فى دولة أجنبية، جلس فى الطريق، ورفع لوحة مكتوب عليها: أنا أعمى أرجوكم ساعدونى، ولكن أحداً لم يضع شيئاً فى قبعته التى أمامه لجمع المال؛ فمر عليه رجلٌ متخصص فى الدعاية والتسويق فأخذ اللوحة من يده ثم غير فيها ودفعها إليه ثانية , فإذا بعدها تمتلئ القبعة بالمال؛ فسأل هذا الأعمى أحد المارة أن يقرأ ما كُتب على اللوحة، فقال له: مكتوبٌ فيها: «نحن فى فصل الربيع لكننى لا أستطيع رؤية جماله» وهنا أخى الحبيب تستشعر مدى أهمية تغيير الوسائل إذا رأيت أن وسائلك القديمة لا تُجدي، ولا سيما مع تطور العصر وانتشار أسباب اللهو والجذب الكثيرة؛ فكن أخى الحبيب، دائماً متجدداً بالأنشطة والوسائل التى تجذب إليك الشباب، وتحقق لك بناء جيل سلفي رباني متميز.