أفكر في طلب الطلاق بسبب السحر





أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة




الملخص:امرأة متزوجة، تذكُر أنها سُحرت، وقد ظهر ذلك في صورة مشكلات كثيرة مع زوجها، وعصبيَّتها الزائدة مع أطفالها، فأصحبت تفكِّر في طلب الطلاق كي يرتاح أطفالُها، وتسأل عن حلٍّ. التفاصيل:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:ابتُليتُ بسحر منذ عدة سنوات، أثَّر في حياتي الزوجية بشكل كبير؛ ذلك أني لم أهنأ فيها ولو للحظة، فلا تمر لحظةٌ إلا فيها مشكلات بيني وبين زوجي، ولم يسلَم حتى أطفالي من هذا البلاء، ازداد قلقي، وبدأتُ أثور على أولادي، لكني أندَم بعدها، وأحاول أن أعوِّض أطفالي بالتقرب إليهم، وأطلُب منهم أن يسامحوني؛ فأنا لا أستطيع التحكم في نفسي، وذلك يحدث رغمًا عني، وأجدني في معظم المرات أتفوَّه بكلام من غير تفكير، مما أوقعني في العديد من الفتن، ووقعت مني بعض التصرفات التي ندمتُ عليها.
حياتي أصبحت لا تطاق بسبب السحر، وقد لازَمت الرقية الشرعية وتلاوة القرآن، والمحافظة على صلواتي وكثرة الذكر، لكني في حينها أتصرَّف على طبيعتي، لكن ما إن أغفل لحظة، فإني أعود إلى نفس الحالة بالرغم من أنني أحب القرآن، وأنا الآن محافظة على صلواتي وأذكاري، ومما زاد الأمر سوءًا وقوع مشاحنات بيني وبين زوجي بسبب خيانته لي، تحطَّمت على إثرها نفسيتي، فكَّرتُ كثيرًا في أولادي وعصبيتي التي لم أتحكَّم فيها، وأنني بهذا الأسلوب أعرِّضهم إلى عُقدٍ نفسية، ففكرتُ في الابتعاد عنهم بطلاقي وتركهم لوالدهم؛ حتى يرتاحوا مني، بالرغم من أنني أُحاول دومًا تعويضهم عن كل ما صدر مني، أرجو توجيهكم، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد:أولًا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.مرحبًا بكِ أيتها الأخت الفاضلة، ونسأل الله لكِ ولأهلكِ الهداية والتوفيق والسداد والتيسير.ثانيًا: نبشركِ بأن من صبر على السحر وألَمه، كانت له الجنة؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة التي كانت تصرع، فقال لها: ((إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ ولكِ الجنةُ، وإن شئتِ دعوتُ اللهَ أن يعافِيَكِ، فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشَّفُ، فادعُ الله ألَّا أتكشَّف، فدعا لها))؛ [البخاري: (5652)].إنها امرأة مؤمنة ابتلاها الله عز وجل بمرضٍ شديد، فرضيت بقضاء الله، وأيقنت بما عند الله من ثواب الصابرين، وآثرت البقاءَ على حالها، لترقى بهذه العِلَّة إلى الدرجات العلا؛ لكي تعطي درسًا عظيمًا لكل امرأة مؤمنة بحقيقة الدنيا والصبر والرضا بشقائها.فالصبرَ الصبرَ يا أمَةَ الله، فالموعد الجنة، ولا ننصحكِ أبدًا بالطلاق وترك أبنائكِ وزوجكِ، فاصبري ورابطي على تربيتهم وحُسن رعايتهم، وأسأل الله أن يعافيَكِ.ثالثًا: لقد أشرتِ إلى الداء والدواء في طوايا كلامكِ، فالداء السحر، والدواء المداومة على الذكر وقراءة القرآن والصلوات في أوقاتها، عرفتِ فالزمي.رابعًا: لا مانع من القيام ببرنامج لعلاج السحر بالرقية الشرعية والدعاء والأذكار، ولا بأس من الاستعانة بمن يرقيكِ إن كنتِ تَعجِزين عن رُقية نفسكِ، بشرط أن يكون راقيًا من أهل السنة المشهود لهم بالعلم والديانة.وأن تحرِصي على قراءة سورة الفاتحة، وآية الكرسي، وسورة البقرة، وسورة الإخلاص، والمعوذات - سورتي: الفلق والناس - وبعض الأدعية النبوية أمثال: اللهم رب الناس، أذْهِب البأس، اشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادِرُ سقمًا. أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق. بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.وغيرها من الأذكار والأدعية النبوية.ولا بأس بقراءة الرقية على ماء والاغتسال به والشرب منه، وقراءة الرقية كذلك على زيت الزيتون والادهان منه.فالمطلوب من المسلم إذا نزل به بلاءٌ أن يَصدُقَ في اللجوء إلى ربه سبحانه وتعالى، ويلح عليه بالدعاء، ولا يَستبطئ الإجابة، فإن البلاء من قدر الله، والدعاء من شرعه سبحانه.هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz6Swewgelx