الفصـــــــــــ ل الأول
التعريف بعلوم القرآن
ويشمل المباحث التالية: المبحث الأول: مفهوم علوم القرآن المبحث الثاني: نشأة علوم القرآن المبحث الثالث:أنواع علوم القرآن المبحث الرابع:الفرق بين علوم القرآن و علوم التفسير
المبحث الأول : مفهوم علوم القرآن
يمكن تعريف علوم القرآن باعتبارين: 1-الأول باعتبار كونها مركب إضافي 2- الثاني :باعتبارها لقب لهذا الفن. أما بالنسبة للتعريف الأول فكلمة علوم القرآن تتكون من لفظين هما علوم و القرآن. فعلوم جمع علم وهو لغة :نقيض الجهل.قال ابن فارس :
«وَالْعِلْمُ: نَقِيضُ الْجَهْلِ، وَقِيَاسُهُ قِيَاسُ الْعَلَمِ وَالْعَلَامَةِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُمَا مِنْ قِيَاسٍ وَاحِدٍ قِرَاءَةُ بَعْضِ الْقُرَّاءِ: " وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ لِلسَّاعَةِ "، قَالُوا: يُرَادُ بِهِ نُزُولُ عِيسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ -، وَإِنَّ بِذَلِكَ يُعْلَمُ قُرْبُ السَّاعَةِ. وَتَعَلَّمْتُ الشَّيْءَ، إِذَا أَخَذْتُ عِلْمَهُ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: تَعَلَّمْ أَنَّهُ كَانَ كَذَا، بِمَعْنَى اعْلَمْ. قَالَ قَيْسُ بْنُ زُهَيْرٍ:
تَعَلَّمْ أَنَّ خَيْرَ النَّاسِ حَيَّا ... عَلَى جَفْرِ الْهَبَاءَةِ لَا يَرِيمُ
وَالْبَابُ كُلُّهُ قِيَاسٌ وَاحِدٌ. وَمِنَ الْبَابِ الْعَالَمُونَ، وَذَلِكَ أَنَّ كُلَّ جِنْسٍ مِنَ الْخَلْقِ فَهُوَ فِي نَفْسِهِ مَعْلَمٌ وَعَلَمٌ. وَقَالَ قَوْمٌ: الْعَالَمُ سُمِّيَ لِاجْتِمَاعِهِ. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى: {وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 45] ، قَالُوا: الْخَلَائِقُ أَجْمَعُونَ. وَأَنْشَدُوا:
مَا إِنْ رَأَيْتُ وَلَا سَمِعْ ... تُ بِمَثَلِهِمْ فِي الْعَالَمِينَا وَقَالَ فِي الْعَالَمِ: فَخِنْدِفٌ هَامَّةُ هَذَا الْعَالَمِ وَالَّذِي قَالَهُ الْقَائِلُ فِي أَنَّ فِي ذَلِكَ مَا يَدُلُّ عَلَى الْجَمْعِ وَالِاجْتِمَاعِ فَلَيْسَ بِبَعِيدٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ يُسَمُّونَ الْعَيْلَمَ، فَيُقَالُ إِنَّهُ الْبَحْرُ، وَيُقَالُ إِنَّهُ الْبِئْرُ الْكَثِيرَةُ الْمَاءِ. »[1] و قد ذكر الشريف الجرجاني عدة تعاريف للعلم تبين خلاف العلماء في وضع حد جامع مانع له حيث قال في كتابه التعريفات :
«العلم: هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع، وقال الحكماء: هو حصول صورة الشيء في العقل، والأول أخص من الثاني، وقيل: العلم هو إدراك الشيء على ما هو به، وقيل: زوال الخفاء من المعلوم، والجهل نقيضه، وقيل: هو مستغنٍ عن التعريف، وقيل: العلم: صفة راسخة تدرك بها الكليات والجزئيات، وقيل: العلم، وصول النفس إلى معنى الشيء، وقيل: عبارة عن إضافة مخصوصة بين العاقل والمعقول، وقيل: عبارة عن صفةٍ ذات صفة.»1 ثم شرع يعدد أقسام العلوم و تعريفاتها. وأما العلم اصطلاحا فيمكن تعريفه بأنه مجموعة من المسائل التي تم ضبطها ضبطا خاصا .يقول الشيخ مساعد بن سليمان الطيار -وفقه الله- : العلم في الاصطلاح يُطلق على المسائل المضبوطة ضبطاً خاصّاً، وسيدرك الطالب تمايز كل علم بالنظر في موضوعاته ومسائله، فإذا قلت له: مقدار الغنة حركتان، فإنه يعرف أن هذا من علم التجويد، وإذا قلت له: قرأ نافع كذا، علِم أن هذا من علم القراءات، وإذا قلت له: الشمس تضيء بنفسها، والقمر يعكس ضوءها، علِم أن هذا من علم الفلك، وهكذا غيرها من المعلومات التي ضُبطت في مسائل العلوم، وتميَّزت بها.2 انتهى كلامه مع تصرف يسير. وأما كلمة «قرآن » فتنوع كلام العلماء فيها تبعا لاختلافهم في اشتقاق مادتها و من عدمها. وقد استوعب الإمام السيوطي كلامهم في كتابه الاتقان و غيره من مؤلفاته حيث يقول عند كلامه عن النوع السابع عشر من علوم القرآن حسب تصنيفه هو: «وَأَمَّا الْقُرْآنُ فَاخْتُلِفَ فِيهِ فَقَالَ جَمَاعَةٌ: هُوَ اسْمُ عَلَمٍ غَيْرُ مُشْتَقٍّ خَاصٌّ بِكَلَامِ اللَّهِ فَهُوَ غَيْرُ مَهْمُوزٍ وَبِهِ قَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنِ الشَّافِعِيِّ أَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ وَالْخَطِيبُ وَغَيْرُهُمَا عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَهْمِزُ قَرَأْتَ وَلَا يَهْمِزُ الْقُرْآنَ وَيَقُولُ: الْقُرَانَ اسْمٌ وَلَيْسَ بِمَهْمُوزٍ ولم يؤخذ من قرأت وَلَكِنَّهُ اسْمٌ لِكِتَابِ اللَّهِ مِثْلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ. وَقَالَ قَوْمٌ مِنْهُمُ الْأَشْعَرِيُّ: هُوَ مُشْتَقٌّ مَنْ قَرَنْتُ الشَّيْءَ بِالشَّيْءِ إِذَا ضَمَمْتَ أَحَدَهُمَا إِلَى الْآخَرِ وَسُمِّيَ بِهِ لِقِرَانِ السُّوَرِ وَالْآيَاتِ وَالْحُرُوفِ فِيهِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْقَرَائِنِ لْأَنَّ الْآيَاتِ مِنْهُ يُصَدِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَيُشَابِهُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَهِيَ قَرَائِنُ وَعَلَى القولين هو بِلَا هَمْزٍ أَيْضًا وَنُونُهُ أَصْلِيَّةٌ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هَذَا الْقَوْلُ سَهْوٌ والصحيح أن ترك الهمزة فِيهِ مِنْ بَابِ التَّخْفِيفِ وَنَقْلِ حركة الهمزة إِلَى السَّاكِنِ قَبْلَهَا. وَاخْتَلَفَ الْقَائِلُونَ بِأَنَّهُ مَهْمُوزٌ فَقَالَ قَوْمٌ مِنْهُمُ اللِّحْيَانِيُّ هُوَ مَصْدَرٌ لَقَرَأْتُ كَالرُّجْحَانِ وَالْغُفْرَانِ سُمِّيَ بِهِ الْكِتَابُ الْمَقْرُوءُ مِنْ بَابِ تَسْمِيَةِ الْمَفْعُولِ بِالْمَصْدَرِ. وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُمُ الزَّجَّاجُ: هُوَ وَصْفٌ عَلَى فُعْلَانٌ مُشْتَقٌّ مِنَ الْقَرْءِ بِمَعْنَى الْجَمْعِ وَمِنْهُ قَرَأْتُ الْمَاءَ فِي الْحَوْضِ أَيْ جَمَعْتُهُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لْأَنَّهُ جَمَعَ السُّوَرِ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ. وَقَالَ الرَّاغِبُ: لَا يُقَالُ لِكُلِّ جَمْعٍ قُرْآنٌ وَلَا لِجَمْعِ كَلِّ كَلَامٍ قُرْآنٌ قَالَ وَإِنَّمَا سُمِّيَ قُرْآنًا لِكَوْنِهِ جَمْعٌ ثَمَرَاتُ الْكُتُبِ السَّالِفَةِ الْمُنَزَّلَةِ. وَقِيلَ: لْأَنَّهُ جَمَعَ أَنْوَاعَ الْعُلُومِ كُلَّهَا. وَحَكَى قُطْرُبُ قَوْلًا: إِنَّهُ إِنَّمَا سُمِّيَ قُرْآنًا لْأَنَّ الْقَارِئَ يُظْهِرُهُ وَيُبَيِّنُهُ مِنْ فِيهِ أَخْذًا مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ: مَا قَرَأَتِ النَّاقَةُ سَلًا قَطُّ أَيْ مَا رَمَتْ بِوَلَدٍ أَيْ مَا أَسْقَطَتْ وَلَدًا أَيْ مَا حَمَلَتْ قَطُّ وَالْقُرْآنُ يلفظه الْقَارِئُ مِنْ فِيهِ وَيُلْقِيهِ فَسُمِّيَ قُرْآنًا. قُلْتُ: وَالْمُخْتَارُ عِنْدِي فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ مَا نَصَّ عَلَيْهِ الشَّافِعِيُّ.»1فالراجح عند الإمام السيوطي إذا ما ذهب إليه الشافعي وهو أن لفظ القرآن اسم علم غيرمشتق خاص بكلام الله تعالى. و إن كان في ترجيحه نظر . وأما القرآن اصطلاحا فمن أحسن تعاريفه أنه كلام الله المنَزل على نبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم، المتعبد بتلاوته، المعجز بأقصر سوره. و أما الاعتبار الثاني و هو كونه لقبا لهذا الفن فأقرب تعريف له أنه العلم الذي يتناول الأبحاث المتعلقة بالقرآن من حيث معرفة أسباب النزول، وجمع القرآن وترتيبه ومعرفة المكي والمدني، والناسخ والمنسوخ، والمُحْكَمِ والمتشابه، إلى غير ذلك مما له صلة بالقرآن.2 المبحث الثاني : نشأة علوم القرآن
كانت علوم القرآن منذ نشأته إلى نهاية القرن الثاني تتمثل في وجود روايات شفاهية يتناقلها التابعون عن الصحابة، وأتباع التابعين عن التابعين، وأتباع أتباع التابعين عن أتباع التابعين حتى يصل السند إلى قائله من هذه الطبقات الثلاث. وكان للتدوين نصيبٌ في هذه الفترة، فقد دُوِّنت مجموعة من الكتب في هذه المرحلة، وكانت تحمل قدراً لا بأس به من أنواع علوم القرآن. واستمرت بعد القرن الثاني الكتابة في التفسير، وكذلك في غيره من أنواع علوم القرآن حيث نجدفي هذه المرحلة كتابات كثيرة تفوق الحصر، فمن كتب التفسيرمثلا: «جامع البيان عن تأويل آي القرآن» للطبري (ت310هـ)، و «المحرر الوجيز» لابن عطية (ت542هـ)، و «الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ت671هـ)، و «البحر المحيط» لأبي حيان (ت745هـ)، و «تفسير القرآن العظيم» لابن كثير (ت774هـ)، وغيرها كثيرٌ جدّاً جدّاً. ومن كتب علوم القرآن المفردة: «فضائل القرآن» لأبي عبيد القاسم بن سلام (ت224هـ)، و «تأويل مشكل القرآن» لابن قتيبة (ت276هـ)، و «أحكام القرآن» للطحاوي (ت321هـ)، و «الناسخ والمنسوخ» لأبي جعفر النحاس (ت338هـ)، و «التبيان في إعراب القرآن» للعكبري (ت616هـ)، والبرهان في ترتيب سور القرآن لأبي جعفر بن الزبير الغرناطي (ت708هـ)، وغيرها كثيرٌ جدّاً جدّاً.1 ثم ظهر بعد ذلك محاولات للجمع الشمولي لأنواع علوم القرآن تحت مصنف واحد لعل من أبرزها ما قام به الإمامان الجليلان بَدْر الدِّينِ مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن بهادر الزركشي (ت794هـ) في كتابه «البرهان في علوم القرآن»،و عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي(ت911هـ) في «التحبير في علم التفسير»، وفي «الإتقان في علوم القرآن». وبعد كتاب «الإتقان» قل التأليف في علوم القرآن سوى بعض كتبٍ ظهرت إما تشقيقاً لما ذكره السيوطي (ت911هـ)، كما فعل محمد بن أحمد بن عقيلة المكي (ت1150هـ) في كتابه «الزيادة والإحسان في علوم القرآن»، وإما كتابةً لبعض أنواع علوم القرآن، كما فعل طاهر الجزائري (ت1338هـ) في كتابه «التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن على طريق الإتقان».و هناك مؤلفات تشمل فصولا عدة من مباحث علوم القرآن لعل من أبرزها كتاب «مناهل العرفان في علوم القرآن»، لمحمد عبد العظيم الزرقاني (ت1367هـ)، «مباحث في علوم القرآن»، للدكتور صبحي الصالح (ت1407هـ) «مباحث في علوم القرآن»، لمناع خليل القطان (ت1420هـ) المبحث الثالث:أنواع علوم القرآن
تعد علوم القرآن من أكثر العلوم الشرعية تنوعا في أفرادها و شمولا لمواد عديدة ومع تنوعها اختلفت طريقة العلماء في تصنيفها و ترتيبها و كذا عرضها و تقريبها و إن كانت في الأساس ترجع إلى أمور كلية منهاعرضها :
1- من حيث نزول القرآن الكريم :مواطنه وأوقاته ووقائعه.
2- من حيث السند.
3- من حيث الأداء .
4- من حيث الألفاظ و علوم اللغة.
5- من حيث الرسم العثماني.
6- من حيث المعاني المتعلقة بالأحكام.
و سنقتصر في هذا المبحث على نموذجين في عرض أبحاث علوم القرآن 1/ نموذج «مواقع العلوم من مواقع النجوم» للبلقيني (ت824هـ). ويعدُّ تصنيفه لأنواع علوم القرآن من أجود أنواع التصانيف لها، وهي ـ كما نقلها السيوطي (ت911هـ) ـ كالآتي:«الأمر الأول: مواطن النُّزول وأوقاته ووقائعه، وفي ذلك اثنا عشر نوعاً: المكي، المدني، السفري، الحضري، الليلي، النهاري، الصيفي، الشتائي، الفراشي، النومي، أسباب النُّزول، أول ما نزل، آخر ما نزل.الأمر الثاني: السند، وهو ستة أنواع: المتواتر، الآحاد، الشاذ، قراءات النبي صلّى الله عليه وسلّم، الرواة الحفاظ.الأمر الثالث: الأداء، وهو ستة أنواع: الوقف، الابتداء، الإمالة، المد، تخفيف الهمزة، الإدغام.الأمر الرابع: الألفاظ، وهو سبعة أنواع: الغريب، المعرب، المجاز، المشترك، المترادف، الاستعارة، التشبيه.الأمر الخامس: المعاني المتعلقة بالأحكام، وهو أربعة عشر نوعاً: العام الباقي على عمومه، العام المخصوص، العام الذي أريد به الخصوص، ما خص فيه الكتاب السُّنة، ما خصصت فيه السُّنة الكتاب، المجمل، المبين، المؤول، المفهوم، المطلق، المقيد، الناسخ، والمنسوخ، نوع من الناسخ والمنسوخ وهو ما عمل به من الأحكام مدة معينة والعامل به واحد من المكلفين.الأمر السادس: المعاني المتعلقة بالألفاظ، وهو خمسة أنواع: الفصل، الوصل، الإيجاز، الإطناب، القصر.وبذلك تكملت الأنواع خمسين، ومن الأنواع ما لا يدخل تحت الحصر: الأسماء، الكنى، الألقاب، المبهمات، فهذا نهاية ما حصر من الأنواع». 1 2/ نموذج «البرهان في علوم القرآن» للإمام الزركشي قال رحمه الله في مقدمة كتابه : «وَلَمَّا كَانَتْ عُلُومُ الْقُرْآنِ لَا تَنْحَصِرُ وَمَعَانِيهِ لَا تُسْتَقْصَى وَجَبَتِ الْعِنَايَةُ بِالْقَدْرِ الْمُمْكِنِ وَمِمَّا فَاتَ الْمُتَقَدِّمِي نَ وَضْعُ كِتَابٍ يَشْتَمِلُ على أنواع علومه وكما وَضَعَ النَّاسُ ذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى عِلْمِ الْحَدِيثِ فَاسْتَخَرْتُ اللَّهَ تَعَالَى ـ وَلَهُ الْحَمْدُ ـ فِي وَضْعِ كِتَابٍ فِي ذَلِكَ جَامِعٍ لَمَّا تَكَلَّمَ النَّاسُ فِي فُنُونِهِ وَخَاضُوا فِي نُكَتِهِ وَعُيُونِهِ وَضَمَّنْتُهُ مِنَ الْمَعَانِي الْأَنِيقَةِ وَالْحِكَمِ الرَّشِيقَةِ مَا يَهُزُّ الْقُلُوبَ طَرَبًا وَيُبْهِرُ الْعُقُولَ عَجَبًا لِيَكُونَ مِفْتَاحًا لِأَبْوَابِهِ وَعُنْوَانًا عَلَى كِتَابِهِ مُعِينًا لِلْمُفَسِّرِ عَلَى حَقَائِقِهِ وَمُطْلِعًا عَلَى بَعْضِ أَسْرَارِهِ وَدَقَائِقِهِ وَاللَّهُ الْمُخَلِّصُ وَالْمُعِينُ وَعَلَيْهِ أَتَوَكَّلُ وَبِهِ أَسْتَعِينُ وَسَمَّيْتُهُ البرهان في علوم القرآن. هذه فِهْرِسْتُ أَنْوَاعِهِ: الْأَوَّلُ: مَعْرِفَةُ سَبَبِ النُّزُولِ
الثَّانِي: مَعْرِفَةُ الْمُنَاسَبَاتِ بَيْنَ الْآيَاتِ
الثَّالِثُ: مَعْرِفَةُ الْفَوَاصِلِ
الرَّابِعُ: مَعْرِفَةُ الْوُجُوهِ وَالنَّظَائِرِ الْخَامِسُ: عِلْمُ الْمُتَشَابِهِ
السَّادِسُ: عِلْمُ الْمُبْهَمَاتِ
السَّابِعُ: فِي أَسْرَارِ الْفَوَاتِحِ
الثَّامِنُ: فِي خَوَاتِمِ السُّوَرِ
التَّاسِعُ: فِي مَعْرِفَةِ الْمَكِّيِّ وَالْمَدَنِيِّ
الْعَاشِرُ: مَعْرِفَةُ أَوَّلِ مَا نَزَلَ
الْحَادِيَ عَشَرَ: مَعْرِفَةُ عَلَى كَمْ لُغَةٍ نَزَلَ
الثَّانِيَ عَشَرَ: فِي كَيْفِيَّةِ إِنْزَالِهِ
الثَّالِثَ عَشَرَ: فِي بَيَانِ جَمْعِهِ وَمَنْ حَفِظَهُ مِنَ الصَّحَابَةِ
الرَّابِعَ عَشَرَ: مَعْرِفَةُ تَقْسِيمِهِ
الْخَامِسَ عَشَرَ: مَعْرِفَةُ أَسْمَائِهِ
السَّادِسَ عَشَرَ: مَعْرِفَةُ مَا وَقَعَ فِيهِ مِنْ غَيْرِ لُغَةِ الْحِجَازِ
السَّابِعَ عَشَرَ: مَعْرِفَةُ ما فيه من لُغَةِ الْعَرَبِ
الثَّامِنَ عَشَرَ: مَعْرِفَةُ غَرِيبِهِ
التَّاسِعَ عَشَرَ: مَعْرِفَةُ التَّصْرِيفِ
الْعِشْرُونَ: مَعْرِفَةُ الْأَحْكَامِ
الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ: مَعْرِفَةُ كَوْنِ اللَّفْظِ أَوِ التَّرْكِيبِ أَحْسَنَ وَأَفْصَحَ
الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ: مَعْرِفَةُ اخْتِلَافِ الْأَلْفَاظِ بِزِيَادَةٍ أو نقصان
الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ: مَعْرِفَةُ تَوْجِيهِ الْقِرَاءَاتِ
الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ: مَعْرِفَةُ الْوَقْفِ وَالِابْتِدَاءِ
الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ: عِلْمُ مَرْسُومِ الْخَطِّ السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ: مَعْرِفَةُ فَضَائِلِهِ
السَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ: مَعْرِفَةُ خَوَاصِّهِ
الثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ: هَلْ فِي الْقُرْآنِ شَيْءٌ أَفْضَلُ مِنْ شَيْءٍ
التَّاسِعُ وَالْعِشْرُونَ: فِي آدَابِ تِلَاوَتِهِ
الثَّلَاثُونَ: فِي أَنَّهُ هَلْ يَجُوزُ فِي التَّصَانِيفِ وَالرَّسَائِلِ وَالْخُطَبِ اسْتِعْمَالُ بَعْضِ آيَاتِ الْقُرْآنِ
الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ : مَعْرِفَةُ الْأَمْثَالِ الْكَائِنَةِ فِيهِ
الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ : مَعْرِفَةُ أَحْكَامِهِ
الثَّالِثُ وَالثَّلَاثُونَ : فِي مَعْرِفَةِ جَدَلِهِ
الرَّابِعُ وَالثَّلَاثُونَ : مَعْرِفَةُ ناسخه ومنسوخه
الخامس والثلاثون: معرفة توهم الْمُخْتَلِفِ
السَّادِسُ وَالثَّلَاثُونَ : فِي مَعْرِفَةِ الْمُحْكَمِ مِنَ الْمُتَشَابِهِ
السَّابِعُ وَالثَّلَاثُونَ : فِي حُكْمِ الْآيَاتِ الْمُتَشَابِهَا تِ الْوَارِدَةِ فِي الصِّفَاتِ
الثَّامِنُ وَالثَّلَاثُونَ : مَعْرِفَةُ إِعْجَازِهِ
التَّاسِعُ وَالثَّلَاثُونَ : مَعْرِفَةُ وُجُوبِ تَوَاتُرِهِ
الْأَرْبَعُونَ: فِي بَيَانِ مُعَاضَدَةِ السُّنَّةِ لِلْكِتَابِ
الْحَادِي وَالْأَرْبَعُون َ: مَعْرِفَةُ تَفْسِيرِهِ
الثَّانِي وَالْأَرْبَعُون َ: مَعْرِفَةُ وُجُوبِ الْمُخَاطِبَاتِ
الثَّالِثُ وَالْأَرْبَعُون َ: بَيَانُ حَقِيقَتِهِ وَمَجَازِهِ
الرَّابِعُ وَالْأَرْبَعُون َ: فِي الْكِنَايَةِ وَالتَّعْرِيضِ الْخَامِسُ وَالْأَرْبَعُون َ: فِي أَقْسَامِ مَعْنَى الكلام
السَّادِسُ وَالْأَرْبَعُون َ: فِي ذِكْرِ مَا يَتَيَسَّرُ مِنْ أَسَالِيبِ الْقُرْآنِ
السَّابِعُ وَالْأَرْبَعُون َ: فِي مَعْرِفَةِ الْأَدَوَاتِ وَاعْلَمْ أَنَّهُ مَا مِنْ نَوْعٍ مِنْ هَذِهِ الْأَنْوَاعِ إِلَّا وَلَوْ أَرَادَ الْإِنْسَانُ اسْتِقْصَاءَهُ لَاسْتَفْرَغَ عُمُرَهُ ثُمَّ لَمْ يُحْكِمْ أَمْرَهُ وَلَكِنِ اقْتَصَرْنَا مِنْ كُلِّ نَوْعٍ عَلَى أُصُولِهِ وَالرَّمْزِ إِلَى بَعْضِ فُصُولِهِ فَإِنَّ الصِّنَاعَةَ طَوِيلَةٌ وَالْعُمُرَ قَصِيرٌ ماذا عسى أن يبلغ لسان التقصير.1 المبحث الرابع :الفرق بين علوم القرآن و علوم التفسير قد يتصور الباحث في علوم القرآن أن هذا المصطلح مترادف مع علوم التفسير و ليس الأمر كذلك بل هناك فروق عدة يمكن تمييزها بين المصطلحين منها : - بينهما عموم و خصوص وجهي : فعلوم القرآن تشمل علوم التفسير إذ أن المصطلح الأول أعم من الثاني فهو يشتمل على مباحث كثيرة لا علاقة لها بالثاني بينما علوم التفسير جزء من علوم القرآن بل هي من أهم علومه و أكبرها على الإطلاق. - إن كانت المعلومة من علوم القرآن لا أثر لها في فهم المعنى، فهي من علوم القرآن وليست من علوم التفسير؛ كمعرفة عدد الآي و فضائل السور و خواص السور، فإنها من علوم القرآن لكن معرفتها أو جهلها لا يؤثر في فهم المعنى. -وإن كانت من المعلومات التي تؤثر في فهم المعنى و إيضاحه و كشف المراد منه؛ كمعرفة أسباب النزول و الناسخ و المنسوخ و معرفة غريب الألفاظ، فهذا من علوم التفسير، ومن علوم القرآن من باب أولى.1
[1] أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي، أبو الحسين ، مقاييس اللغة ، ص 111ج4 ،دار الفكر،1399 هـ - 1979م. علي بن محمد بن علي الزين الشريف الجرجاني ،التعريفات ،ص155،دار الكتب العلمية،الطبعة الأولى1403ه 1
2 مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار، المحرر في علوم القرآن ، ص 20،مركز الدراسات و المعلومات القرآنية،الطبعة الثانية1429ه 1 عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي ،الاتقان في علوم القرآن،ج1ص182، الهيئة المصرية العامة للكتاب ،سنة النشر1394هـ/ 1974 م 2 انظر كتاب مباحث في علوم القرآن لمناع بن خليل القطان ص 12،مكتبة المعارف للنشر والتوزيع ، الطبعة الثالثة 1421هـ- 2000م 1 انظر كتاب:المحرر في علوم القرآن لمساعد بن سليمان الطيار ص37،مركز الدراسات و المعلومات القرآنية،الطبعة الثانية1429ه 1 جلال الدين البلقيني ، مواقع العلوم من مواقع النجوم ،ص29 ،30،دار الصحابة للتراث بطنطا 1 أبو عبد الله بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي (المتوفى: 794هـ) ، البرهان في علوم القرآن ، ج1ص12،11،10، ط الأولى، 1376 هـ - 1957 م 1 أنظر : المحرر في علوم القرآن ص54، لمساعد بن سليمان الطيار مركز الدراسات و المعلومات القرآنية،الطبعة الثانية1429ه