تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تدبر القرآن ويقظة الأمة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,443

    افتراضي تدبر القرآن ويقظة الأمة

    تدبر القرآن ويقظة الأمة
    كتبه/ نبيل كمون



    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
    فإن مِن أعظم الرزايا والبلايا التي ابتُليَت بها الأمة: إعراضها عن تدبر القرآن، وزهدها في الاغتذاء بغذائه، والتداوي بأدويته؛ فأصابها الوهن وحل الضعف بجسدها، وتداعت عليها الأمم، مرتعًا خصبًا، ومرعى سهلًا، وما ذاك إلا لأنها تخلت عن سبيل عزها ومصدر قوتها، وسبب شرفها، (لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) [الأنبياء:10].
    فكل خير وبركة، وعز وأمن وأمان ورزق ونصر يحصل للفرد أو الأمة إنما يحصل بمعرفة قدر هذا الكلام المنزل، وتعظيمه، وهذه المعرفة توجب ضرورة تدبره والعمل به، وهذا هو المقصود الأعظم من إنزال القرآن، قال الله تعالى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) [ص: 29]، وقال تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد: 24]
    وفي معنى التدبر يقول ابن القيم رحمه الله: “هو تَحْدِيق نَاظِر القلب إلى معانيه، وجَمْع الفكر على تَدَبُّره وتَعَقُّله”([1]).
    وقال العلامة السعدي رحمه الله: “هو التأمل في معانيه، وتحديق الفكر فيه، وفي مبادئه وعواقبه، ولوازم ذلك”([2]).
    وهذا المعني الشرعي يتلاقى مع معنى التدبر في اللغة، فالتدبر: مصدر (تَدَبَّر)، وأصل هذه المادة: (د ب ر) يدل على آخر الشيء وخَلْفِه. يُقال: دَبَر السهمُ الهدفَ: سقط خلفه، ودَبَر فَلانٌ القوم: صار خلفهم.
    وقد اشتقوا من (الدُّبُر) فعلًا، فقالوا: تَدَبَّر: إذا نظر في دُبُر الأمر؛ أي: في غائبه أو عاقبته([3]).
    قال ابن القيم رحمه الله: “فَهْمُ الْقُرْآنِ وَتَدَبُّرُهُ هُوَ الَّذِي يُثْمِرُ الْإِيمَانَ، وَأَمَّا مُجَرَّدُ التِّلَاوَةِ مِنْ غَيْرِ فَهْمٍ وَلَا تَدَبُّرٍ، فَيَفْعَلُهَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، وَالْمُؤْمِنُ وَالْمُنَافِقُ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ، وَطَعْمُهَا مُرٌّ([4])([5]).
    وقال العلامة السعدي رحمه الله: “(لِيَدَّبَّرُو ا آيَاتِهِ) أي: هذه الحكمة مِن إنزاله، ليتدبر الناس آياته، فيستخرجوا علمها ويتأملوا أسرارها وحِكَمها؛ فإنه بالتدبر فيه والتأمل لمعانيه، وإعادة الفكر فيها مرة بعد مرة، تُدرك بركته وخيره، وهذا يدل على الحث على تدبر القرآن، وأنه من أفضل الأعمال، وأن القراءة المشتملة على التدبر أفضل من سرعة التلاوة التي لا يحصل بها هذا المقصود”([6]).
    وهل كانت محنة بني اسرائيل إلا الغرور؛ بسبب الأماني التي هي مجرد قراءة للتوراة؟!
    قال الله تعالى: (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) [البقرة: 78].
    “قال ابْنِ عَبَّاسٍ وقتادة: أَيْ: غَيْرُ عَارِفِينَ بِمَعَانِي الْكِتَابِ، يَعْلَمُونَهَا حِفْظًا وَقِرَاءَةً بِلَا فَهْمٍ، وَلَا يَدْرُونَ مَا فِيه”، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله([7]).
    واختار ابن جرير رحمه الله: أن المعنى: أنَّ مِن اليهود مَن لا يحسن القراءة والكتابة، وإنما لديهم مجرد أحاديث وأمنيات باطلة([8]). والقولان متلازمان؛ لأن مجرد التلاوة سبب لتغرير الشيطان بهم وخداعهم بأنهم قرأة الكتاب وأهله، فيحسبون أنهم يحسنون صنعًا.
    وأيضًا: فإن مجرد التلاوة بدون تدبر ومعرفة لا يعصمهم مِن ورود الظنون الفاسدة والأماني الكاذبة، فمَن لا يجعل قلبه عرشًا لمعاني القرآن، كان عرشًا لوساوس الشيطان، (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) [الزخرف: 36].
    فهم لا يعلمون الكتاب إلا مجرد تلاوة محفوفة بالأماني الكاذبة والغرور، كقولهم: (لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى) [البقرة: 111]، وقولهم: (لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً) [البقرة: 80]، وغير ذلك.
    ولعمر الله إنها البلية التي اجتاحت الأمة، وإنه الغرور الذي أصاب كثيرًا من المسلمين؛ فما أكثر الحفظة في زماننا، وما أقل انتفاعهم بالقرآن، وما أقل انتفاع الأمة بهم!
    عن زياد بن لبيد الأنصاري رضي الله عنه قال: “ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا فقال: وذلك عند ذهاب العلم، قلنا يا رسول الله: كيف يذهب العلم، ونحن قرأنا القرآن، ونقرئه أبناءنا، وأبناؤنا يقرئونه أبناءهم؟ فقال: ثكلتك أمك يا ابن لبيد! إن كنت لأراك مِن أفقه الرجال في المدينة، أوَليس اليهود والنصارى بأيديهم التوراة والإنجيل، ولا ينتفعون مما فيهما بشيء؟!”([9]).
    فالتلاوة الحقة التامة هي القراءة والتدبر والعمل، ولا أقول: إن العمل مِن لوازم التلاوة، بل العمل داخل في معنى اللفظة، وهي دالة عليه بحروفها.
    وَحَقِيقَة لفظة “التلاوة” كما قال ابن القيم رحمه الله: “إِنَّمَا هِيَ الِاتِّبَاع يُقَال: اتل أثر فلَان، وتلوت أثره، وقفوته وقصصته، بِمَعْنى تبِعت خَلفه. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: (وَالشَّمْس وَضُحَاهَا . وَالْقَمَر إِذا تَلَاهَا) [الشمس: 1-2]، أَي: تبعها فِي الطُّلُوع بعد غيبتها، وَيُقَال جَاءَ الْقَوْم يَتْلُو بَعضهم بَعْضًا، أَي: يتبع. وسُمِّي تالي الْكَلَام تاليا؛ لأنه يتبع بعض الْحُرُوف بَعْضًا.
    وَهَذِه التِّلَاوَة وَسِيلَة وَطَرِيقَة، وَالْمَقْصُود التِّلَاوَة الْحَقِيقِيَّة، وَهِي تِلَاوَة الْمَعْنى واتباعه؛ تَصْدِيقًا بِخَبَرِهِ، وائتمارًا بأَمْره، وانتهاءً بنهيه. وتلاوة الْمَعْنى: أشرف من مُجَرّد تِلَاوَة اللَّفْظ، وَأَهْلهَا هم أهل الْقُرْآن الَّذين لَهُم الثَّنَاء فِي الدُّنْيَا والاخرة([10]).
    وهكذا في موارد الكلمة في القرآن، كقوله: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ) [البقرة: 121]، وقوله: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ) [العنكبوت: 45].
    فلا خروج من الظلمات، ولا يقظة من الغفلات والكبوات؛ إلا بتدبر القرآن الكريم، وتلاوته حق التلاوة، قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحديد: 9].
    ولا تخلص مِن ضنك العيش الذي يحياه المسلمون إلا بالإقبال على تدبر القرآن واتباع هداه، (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى . وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) [طه: 123-124].
    والعجب: أن الأعداء يعرفون ذلك ربما أكثر مما يعرفه كثيرٌ مِن المسلمين، فينهون عنه وينأون عنه، وهم لرؤيتهم حلاوة نظمه مع عظمة معانيه يعرفون أن تدبره داع لليقين فيه، والعمل بأحكامه، فيخافون تأثيره في قلوب الخلائق.
    قال الشنقيطي رحمه الله: “يُخَلِّطُون فيه بالأصوات والتصدية والمكاء من تصفيق وتصفير، ويأتون باللغط واللغو؛ ليمنعوا الناس مِن سماعه وتدبره، كما نص الله على ذلك عنهم في قوله: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) [فصلت: 26]، فأمر الله المؤمنين أن ينصتوا له ويستمعوا([11]).
    واللغو في القرآن ليس فقط بالتصفيق والتصفير، والموسيقى والغناء، والأفلام والمسلسلات، بل هو مكر الليل والنهار؛ فصرف الناس عن القرآن بدعوى أنه ظواهر لفظية لا تفيد اليقين لغو في القرآن، ودعوى الاستغناء بالمذاهب المدونة عن النظر في القرآن لغو في القرآن، ودعوى تنزيه الله تعالى بإنكار صِفَاتِهِ التي أثبتها في القرآن كَعِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ، وَحَيَاتِهِ، وَسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ، واسْتِوَائِهِ عَلَى عَرْشِهِ، وَمَجِيئِهِ وَإِتْيَانِهِ، وَفَرَحِهِ، وَحُبِّهِ، وَغَضَبِهِ وَرِضَاهُ، لغوٌ في القرآن.
    وأعداء الخارج والداخل دأبوا على صرف الناس عن تدبر القرآن والنظر في حقائقه، وما ذاك إلا لعلمهم بمدى تأثيره على النفوس والقلوب، فهم يعلمون أن مجرد هجر المسلمين لتدبر كتابهم كفيل وجدير بهزيمتهم والتغلب عليهم.
    فتدبر القرآن عود بالفطرة إلى ما خُلقت عليه؛ فإذا ما نزل القرآن على القلوب الحية المتلهفة لهدايات القرآن، فما تلبث أن تعانق الفطرة نور الوحي، وسرعان ما تنبِت مِن كل زوج كريم.
    فإذا استيقظ القلب وهو السيد، نادى الأعضاء والبدن “إلى الهدى ائتنا”، فيؤتي كل عضو أُكله كل حين بإذن ربه، فيشمر العبد مرتحلًا في مقامات العبودية المختلفة، وينصب لربه قائمًا بحقوقه، فيرى الدنيا حقيرة كما أخبر الله، ويرى الآخرة هي الحيوان كما ذكر الله، فيعلم أنه ما خلق سدى ولا هملًا، بل خلق بالحق المستلزم للأمر والنهي، ومآله الحق المستلزم للثواب والعقاب.
    فتدبر القرآن يصنع ذلك العبد، فمن طالب للدنيا إلى طالب للآخرة، ومن عبد واقف مع حظوظ نفسه وشهواتها إلى عبد آخر قد ارتقت نفسه وتوحد همه، فكان طالبًا لرضا الله وحده، عاملًا على إقامة الدين في نفسه، وفي الناس مِن حوله.
    وإذا أردت مثالًا لذلك؛ فانظر في نبأ الجن الذي قصه القرآن، وأي حال تلك التي اعترتهم لما سمعوا الوحي حتى ولوا إلى قومهم منذرين!
    والله ما أنفع هذه اليقظة التي أوجبت هذه الحال؛ فانظر كيف بلغ تأثير القرآن فيهم مبلغًا عظيمًا، حتى أدركوا أنه لا مفر مِن القيام بواجب العبودية في أنفسهم ومَن حولهم.
    ومِن الأمور المعينة على تحصيل التدبر:
    – استحضار عظمة المتكلم بالقرآن:
    عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُوحِيَ بِأَمْرِهِ تَكَلَّمَ بِالْوَحْيِ، فَإِذَا تَكَلَّمَ أَخَذَتِ السَّمَاوَاتِ مِنْهُ رَجْفَةٌ -أَوْ قَالَ: رِعْدَةٌ- شَدِيدَةٌ خَوْفًا مِنَ اللَّهِ، فَإِذَا سَمِعَ بِذَلِكَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ صَعِقُوا وَخَرُّوا لِلَّهِ سُجُودًا، فَيَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ جِبْرِيلُ، فَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ مِنْ وَحْيِهِ بِمَا أَرَادَ، فَيَمْضِي بِهِ جِبْرِيلُ عَلَى الْمَلَائِكَةِ، كُلَّمَا مَرَّ بِسَمَاءٍ سَمَاءٍ سَأَلَهُ مَلَائِكَتُهَا: مَاذَا قَالَ رَبُّنَا يَا جِبْرِيلُ؟ فَيَقُولُ جِبْرِيلُ: قَالَ الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ، فَيَقُولُونَ كُلُّهُمْ كَمَا قَالَ جِبْرِيلُ، فَيَنْتَهِي جِبْرِيلُ بِالْوَحْيِ حَيْثُ أَمَرَهُ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ”([12]).
    قال ابن قدامة رحمه الله: “وليعلم أن ما يقرؤه ليس كلام بشر، وأن يستحضر عظمة المتكلم سبحانه، ويتدبر كلامه؛ فإن التدبر هو المقصود من القراءة”([13]).
    – تصحيح التصور تجاه القرآن:
    “إن النظرة القاصرة، وفساد التصور تجاه القرآن الكريم، يُقْعِدان صاحبهما عن تدبر كتاب الله تعالى، وطلب الهدى منه، وذلك حينما ينظر بعضهم إلى القرآن باعتبار أنه مجرد كتاب مُقَدَّس يُتلى لتحصيل الأُجور، وربما لمجرد تحصيل البركة، فيضع المصحف في بيته أو مركبته، أو أنه إنما يُقْرأ مجرد قراءة في المآتم أو افتتاح بعض المناسبات، أو أنه نزل ليعالج بيئة مُتَخَلِّفة يعبد أهلها الأصنام، فدعاهم إلى تركها وعبادة الله وحده دون ما سواه، فهو يعالج تلك الحِقْبَة الغابرة، ولا تَعَلُّق له بالواقع المعاصر وتعقيداته! إلى غير ذلك من التصورات الضيقة.
    فمَن كانت هذه نظرته إلى هذا الكتاب، فلا يُظَن به أنه سَيُقْبِل عليه بتدبر وتفهم؛ ليستخرج من كنوزه وهداياته؛ إذ الناس -كما قيل- أسرى لأفكارهم ومعتقداتهم”([14]).
    – استحضار أنك المُخَاطَب بهذا القرآن:
    قال الحسن رحمه الله: “إن مَن كان قبلكم رأوا القرآن رسائل مِن ربهم، فكانوا يتدبرونها بالليل، ويتفقدونها في النهار”([15]).
    – الحرص على معرفة معاني الآيات وفهمها:
    فلا يتصور أن يصل القارئ إلى التدبر وهو لا يعرف الحد الأدنى من التفسير، وهذا القدر سهل ميسور بفضل الله، فالقرآن قد يسرت معانيه وألفاظه، قال الله تعالى: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) [القمر: 17]([16])، وللأسف يكاد يكون هذا الباب مهجورًا حتى بين المتسننين وطلبة العلم، فما أكثر مَن يحفظ القرآن ويقيم حروفه، وما أقل مَن يتعلم معانيه!
    قال إياس بن معاوية رحمه الله: “مثل الذين يقرأون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب مِن ملكهم ليلًا، وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة لا يدرون ما في الكتاب، ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرأوا ما في الكتاب. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: الذي يقرأ القرآن ولا يفسِّر كالأعرابي الذي يهذ الشعر”([17]).
    يتبع
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,443

    افتراضي رد: تدبر القرآن ويقظة الأمة

    تدبر القرآن ويقظة الأمة
    كتبه/ نبيل كمون

    – وجود المحل القابل وصرف المشوشات عن القلب:

    قال الله تعالى: (إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ وَقُرٌآنٌ مُبِينٌ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيا) [يس: 69-70]، فأخبر أن الانتفاع بالقرآن والإنذار به إنما يحصل لمن هو حي القلب، كما قال في موضع آخر: (إِنّ فِي ذلِكَ لَذِكرَى لمنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ) [ق: 37].
    قال الإمام ابن القيم رحمه الله: “إِذا أردْت الِانْتِفَاع بِالْقُرْآنِ؛ فاجمع قَلْبك عِنْد تِلَاوَته وسماعه، وأَلْقِ سَمعك… قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيد)؛ وَذَلِكَ أَن تَمام التَّأْثِير لمّا كَانَ مَوْقُوفا على مُؤثر مُقْتَض، وَمحل قَابل، وَشرط لحُصُول الْأَثر وَانْتِفَاء الْمَانِع الَّذِي يمْنَع مِنْهُ، تضمّنت الْآيَة بَيَان ذَلِك كلّه بأوجز لفظ وأبينه وأدلّه على المُرَاد، فَقَوله: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى) أشار إِلَى مَا تقدّم مِن أوّل السُّورَة إلى هَا هُنَا، وَهَذَا هُوَ المؤثّر. وَقَوله: (لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ) فَهَذَا هُوَ الْمحل الْقَابِل، وَالْمرَاد بِهِ الْقلب الحيّ الَّذِي يعقل عَن الله كَمَا قَالَ تَعَالَى: (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا) أَي: حيّ الْقلب. وَقَوله: (أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ) أَي: وجَّه سَمعه وأصغى حاسّة سَمعه إِلَى مَا يُقَال لَهُ، وَهَذَا شَرط التأثّر بالْكلَام. وَقَوله: (وَهُوَ شَهِيدٌ) أَي: شَاهد الْقلب حَاضر غير غَائِب([18]).
    – قراءة القرآن بالترتيل وعدم العجلة:
    فلا يكن همك آخر السورة، ولا آخر المصحف، بل كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: “لَا تَنْثُرُوهُ نَثْرَ الدَّقَلِ وَلَا تَهُذُّوهُ هَذَّ الشِّعْرِ؛ قِفُوا عِنْدَ عَجَائِبِهِ، وَحَرِّكُوا بِهِ الْقُلُوبَ، وَلَا يَكُنْ هَمُّ أَحَدِكُمْ آخِرَ السُّورَةِ”([19]).
    قال تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) [المزمل: 4]، قَالَ مجاهد: تَرَسَّلْ فِيهِ تَرَسُّلًا([20]).
    قال ابن عطية رحمه الله: “وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ”: معناه في اللغة: تمهل وفرِّق بين الحروف لتبين. والمقصد: أن يجد الفكر فسحة للنظر وفهم المعاني، وبذلك يرق القلب ويفيض عليه النور والرحمة”([21]).
    وليعلم أن التكلف في بيان المخارج والحركات قد يكون مانعًا من التدبر.
    – مجانبة الأسباب الموجبة لمرض القلب “آلة التدبر”:
    ومن ذلك كما يقول ابن قدامة: “أن يكون التالي مُصرًّا على ذنب، أو متصفًا بكبر، أو مبتلى بهوى مطاع؛ فإن ذلك سبب ظلمة القلب وصدئه؛ فهو كالخبث على المرآة يمنع مِن تجلي الحق؛ فالقلب مثل المرآة، والشهوات مثل الصدأ، ومعاني القرآن مثل الصور التي تراءى في المرآة، والرياضة للقلب بإماطة الشهوات مثل الجلاء للمرآة”([22]).
    وأنقل ها هنا كلامًا قيِّما لفضيلة الشيخ “عبد المنعم الشحات” حول تدبر القرآن العظيم، وما ينبغي أن يراعى في هذه المسألة من ضوابط وتحذيرات، حتى لا يقع خلل في التطبيق ويُتقول على الله بغير علم باسم: “التدبر!”.
    قال الشيخ عبد المنعم الشحات في مقال له منشور على شبكة الإنترنت على موقع “صوت السلف” بعنوان: “مشاريع تدبُّر القرآن… ضوابط ومحاذير”:
    ” كيف يمكننا أن نفهم القرآن ونعمل به؟
    1- معرفة تفسير القرآن وهو مراد الله مِن الآيات، وهذا يشمل أمورًا:
    أ*- معرفة معاني المفردات، وكلما بعدنا عن زمن التنزيل كلما كانت الحاجة إلى ذلك أمسّ؛ لا سيما في أزمنتنا التي “استعجم فيها العرب” -على حد قول العلامة الألباني رحمه الله-.
    ب*- معرفة معنى منطوق الآية، وهو ما يسميه بعضهم بالمعنى الإجمالي للآية أو للآيات، ومِن الباحثين مَن يرى أن هذا القدر والذي قبْله هو الأقرب لاسم التفسير، وأن الذي بعده زيادة في العلم بالقرآن وليس داخلاً فيه، ومنهم د.”مساعد الطيار” في كتابه: “مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسِّر”؛ وعلى أي فلا مشاح في الاصطلاح، والذي يجب اتباعه لمعرفة هذا التفسير هو: الرجوع إلى القرآن -فآيات القرآن يفسِّر بعضها بعضًا-، ثم إلى السُّنة؛ لقوله -تعالى-: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) (النحل:44)، ثم إلى أقوال الصحابة والتابعين؛ لكونهم هم مَن عاصر التنزيل، مع الرجوع فيما لم يُتبيَّن أن الشرع قد عرَّفه بتعريفٍ خاص “كألفاظ: الإيمان، والصلاة، والزكاة، وغيرها… ” إلى لغة العرب؛ لقوله -تعالى-: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا) (يوسف:2)، وهذا ما يعيدنا إلى النقطة الأولى (يراجع مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية، وشرحه للعثيمين، وأصول في التفسير لابن عثيمين).
    ج- وبعد معرفة معنى منطوق الآية، يأتي إعمال المفهوم مِن مفهوم المخالفة والموافقة -كل بشروطه-، ومِن ربط الآية بغيرها مِن الآيات، ومِن المتفق عليه تسمية هذه العملية بالاستنباط، ولكن: هل الاستنباط مرحلة بعد التفسير أو أنها إحدى مراحله؟ فهذا فيه خلاف، وهو خلاف اصطلاحي، وإن كان مِن المهم التمييز بيْن هاتين المرحلتين بحيث تُعطى الأولى للمبتدئ أو الذي توجهتْ همته إلى الحفظ، ويريد أن يجمع مع الحفظ معرفة إجمالية بكتاب الله.
    وأما هل يسمَّى هذا بالتدبر؟ لو تتبعنا كلام العلماء؛ لوجدنا أن كثيرًا منهم يسمِّي عملية الاستنباط تدبرًا، وهذا مِن باب أن التدبر عمل عقلي فيه إعمال النظر في كتاب الله وما دلَّ عليه مِن معانٍ، وسوف نعود إلى ذلك لاحقًا -إن شاء الله-.
    والذي يهمنا هنا تقرير الشروط التي ينبغي توافرها في عملية الاستنباط، فكما هو واضح: فإن الاستنباط أعمق مِن التفسير الإجمالي؛ فكيف يلزم أهل العلم قديمًا وحديثًا مَن يطلب معنى الآيات بالرجوع إلى الكتاب والسُّنة وأقوال السلف، بالإضافة إلى اللغة، ثم يأتون إلى ما هو أوسع ويحتاج إلى نظر أشمل؛ فيجعلونه كلأً مباحًا، كما يزعم بعضهم!
    وقد جمع ابن القيم -رحمه الله- ضوابط ذلك في “التبيان في أقسام القرآن” فقال: “وتفسير الناس يدور على ثلاثة أصول: تفسير على اللفظ، وهو الذي ينحو إليه المتأخرون. وتفسير على المعنى، وهو الذي يذكره السلف. وتفسير على الإشارة والقياس، وهو الذي ينحو إليه كثير مِن الصوفية وغيرهم؛ وهذا لا بأس به بأربعة شرائط: أن لا يناقض معنى الآية. وأن يكون معنى صحيحًا في نفسه. وأن يكون في اللفظ إشعار به. وأن يكون بينه وبيْن معنى الآية ارتباط وتلازم؛ فإذا اجتمعتْ هذه الأمور الأربعة كان استنباطـًا حسنًا”.
    إذن هذه المراتب الثلاث لمعرفة معنى الآية: “معاني المفردات – المعنى الإجمالي أو منطوق الآية – الاستنباطات على تنوعها”.
    ثانيًا: التدبُّر وعلاقته بالتفسير:
    يقول الشنقيطي -رحمه الله- في قوله -تعالى-: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (ص:29): “وقد ذكر -جلَّ وعلا- في هذه الآية الكريمة أنه أنزل هذا الكتاب معظمًا نفسه -جلَّ وعلا- بصيغة الجمع، وأنه كتاب مبارك، وأن مِن حِكَم إنزاله أن يتدبر الناس آياته، أي: يتفهموها ويتعقلوها ويمعنوا النظر فيها، حتى يفهموا ما فيها مِن أنواع الهُدى، وأن يتذكر (أُولُو الْأَلْبَابِ): أي يتعظ أصحاب العقول السليمة مِن شوائب الاختلال”.
    ويقول الشيخ العثيمين في كتابه أصول في التفسير: “والتدبر هو التأمل في الألفاظ للوصول إلى معانيها، فإذا لم يكن ذلك فاتت الحكمة مِن إنزال القرآن، وصار مجرد ألفاظ لا تأثير لها؛ ولأنه لا يمكن الاتعاظ بما في القرآن بدون فهم معانيه”.
    والمقصود أن ها هنا أمرين:
    الأول: معرفة المعنى “معنى الألفاظ – المعنى الإجمالي – المعاني المستنبطة منها”.
    الثاني: الانتفاع بها، وهو يشمل أمرين:
    أ*- عقلي: وهو الوصول إلى إدراك أن مثل هذا الكلام لا يأتي به البشر، وما شابه ذلك مِن المعاني العقلية.
    ب*- قلبي: وهو امتلاء القلب بالتعظيم لهذا الكلام، والحب لمُنزِّله -عز وجل- والخوف منه، ورجاؤه، وهكذا… بحسب المعاني المقصودة مِن كل آية مِن آي القرآن الكريم.
    فهل التدبر هو معرفة معنى الألفاظ، أو أنه معرفة المعنى الإجمالي، أو أنه التفكر العقلي في الآيات لاستخراج كل ما فيها مِن دقائق الاستنباط، أو أنه النتيجة العقلية لهذه العملية العقلية، أو النتيجة القلبية لهذه العملية العقلية؟
    في الواقع إن تحرير كل هذا قد يؤول إلى الخلاف اللفظي، إذا استحضرنا بعض الأمور، والتي منها:
    1- أن معرفة المعنى مطلوب أساسي سواء قلنا بدخوله في اسم التدبر أم لا؟
    2- أن معرفة المعنى له قواعد سبق بيانها لكل نوع مِن أنواع معرفة المعنى: “معنى اللفظ – المعنى الإجمالي – الدقائق والاستنباطات العلمية”.
    3- أنه لا يكفي معرفة المعنى حتى يعمل فيه الفكر للوصول إلى المعنى العقلي والقلبي المقصود.
    وهذا ما يتضح مِن نُقُول العلماء في تفسير الآيات الداعية للتدبر التي تقدَّم بعضها، ومِن ذلك: قول الإمام ابن كثير -رحمه الله- في تفسير قوله -تعالى-: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا): “يَقُولُ تَعَالَى آمِرًا عِبَادَهُ بِتَدَبُّرِ الْقُرْآنِ، وَنَاهِيًا لَهُمْ عَنِ الْإِعْرَاضِ عَنْهُ، وَعَنْ تَفَهُّمِ مَعَانِيهِ الْمُحْكَمَةِ وَأَلْفَاظِهِ الْبَلِيغَةِ، وَمُخْبِرًا لَهُمْ أَنَّهُ لَا اخْتِلَافَ فِيهِ وَلَا اضْطِرَابَ، وَلَا تَضَادَّ وَلَا تَعَارُضَ؛ لِأَنَّهُ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ، فَهُوَ حَقٌّ مِنْ حَقٍّ؛ وَلِهَذَا قَالَ -تَعَالَى-: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا). ثُمَّ قَالَ: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ) أَيْ: لَوْ كَانَ مُفْتَعَلًا مُخْتَلَقًا، كَمَا يَقُولُهُ مَنْ يَقُولُهُ مِنْ جَهَلَةِ الْمُشْرِكِينَ وَالْمُنَافِقِي نَ فِي بَوَاطِنِهِمْ (لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا) أَيْ: اضْطِرَابًا وَتَضَادًّا كَثِيرًا. أَيْ: وَهَذَا سَالِمٌ مِنَ الِاخْتِلَافِ، فَهُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ. كَمَا قَالَ -تَعَالَى- مخبرًا عن الراسخين في العلم حَيْثُ قَالُوا: (آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا) (آلِ عِمْرَانَ:7)، أَيْ: مُحْكَمُهُ وَمُتَشَابِهُهُ حَقٌّ؛ فَلِهَذَا رَدُّوا الْمُتَشَابِهَ إِلَى الْمُحْكَمِ فَاهْتَدَوْا، وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ رَدُّوا الْمُحْكَمَ إِلَى الْمُتَشَابِهِ فغووا؛ وَلِهَذَا مَدَحَ تَعَالَى الرَّاسِخِينَ وَذَمَّ الزَّائِغِينَ”
    ثالثًا: العلم والعمل:
    المطلوب مِن الأمة ككل أن تعلم الحق وتعمل به، ولتفاوت همم الناس كان طلب العلم مِن فروض الكفايات، قال الله -تعالى-: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (التوبة:122).
    والعامة لا بد لهم مِن العمل، ولكنهم في العلم لا يلزمهم معرفة الدليل؛ فضلاً عن معرفة الدليل بشرحه وطرق الاستنباط منه، وإنما فرضهم السؤال، قال الله -تعالى-: (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) (النحل:43).
    وأما العلماء وطلبة العلم الذين يتمكنون مِن معرفة الدليل؛ فيلزمهم العمل مِن باب أولى” (انتهى)([23]).
    وختامًا:
    ها أنت قد عرفت الداء والدواء، ولم يبقَ إلا أن نمارس التدبر، ونبذل الجهد في تناول الأسباب المعينة على تحصيله، والصبر على ذلك.
    أسأل الله أن يرزقنا تدبر القرآن، وأن يجعلنا مِن أهل القرآن.
    ([1]) مدارج السالكين (1/449).
    ([2]) تفسير السعدي (ص189).
    ([3]) مقاييس اللغة (مادة: دبر)، (2/ 324)، المفردات ص: 164 (مادة: دبر)، الخلاصة في تدبر القران ص7، لخالد السبت.
    ([4]) رواه البخاري (5020)، ومسلم (797).
    ([5]) إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان لابن القيم (1/ 248).
    ([6]) تفسير السعدي (ص712).
    ([7]) مجموع الفتاوى (17/434)، الصواعق المرسلة (3/1049).
    ([8]) جامع البيان (2/ 155).
    ([9]) المعجم الكبير للطبراني (5/264) رقم (5290)، مصنف ابن أبي شيبة (6/145) رقم: (30199).
    ([10]) مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة لابن القيم (1/ 42).
    ([11]) العذب النمير (4/ 457).
    ([12]) تفسير ابن كثير (6/ 516).
    ([13]) مختصر منهاج القاصدين (ص 53).
    ([14]) الخلاصة في تدبر القرآن الكريم ، د/ خالد بن عثمان السبت (ص 64).
    ([15]) تفسير ابن عطية (1/ 39).
    ([16]) قد يستعين القارئ بتفسير ميسر سهل العبارة، ومن أحسنها: التفسير الميسر (مجموعة علماء).
    ([17]) تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (1/ 40).
    ([18]) الفوائد لابن القيم (ص 3).
    ([19]) أخلاق أهل القرآن، الآجري (ص: 38).
    ([20]) تفسير الطبري = جامع البيان (23/ 363).
    ([21]) تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (5/ 387).
    ([22]) مختصر منهاج القاصدين للمقدسي (1/ 45).
    ([23]) مشاريع تدبُّر القرآن… ضوابط ومحاذير، موقع “صوت السلف”:



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •