للعرض فقط !!



حين كنت أتردد على معارض الكتب كان يستوقفني عناوين رائعة، في بعض أجنحة بعض الجامعات.. وحين أسأل مسؤول الجناح عن قيمتها، يبتسم ويرد: هذه للعرض فقط!

وحينما يقدر لي أن ألتقي ببعض الزملاء المهتمين، ممن يجوسون خلال المعرض، يجري بيننا حديث عن بعض ما رأيناه من الكتب، فأذكر اسم ما رأيته في ذلك الجناح، من كتب، فيتحمس صاحبي، فأبادره قائلاً: لكنه للعرض فقط!!
وصاحبي قد يقابل آخرين، ويجري بينه وبينهم مثلما جرى بيني وبينه، ومع أن الكتاب قد يباع في نهاية المعرض، إلا أن تداول الحديث عنه بهذه الطريقة ربما جعل الواحد من الناس لا يفكر أن يسأل عنه، فقد استقر في النفوس أنه للعرض فقط!

هناك بعض الفتيات، قد يجتمع فيها عدد من الصفات الإيجابية؛ ما يجعلها متفائلة أن أسهمها سيرتفع مؤشرها في بورصة التداول الزوجي.. ومن ثم تظل ترقب.. فيتقدم لها شاب، بمواصفات معقولة جداً، ولكنها بدلاً من أن تنظر إلى الصفات الإيجابية، التي تدفعها للموافقة، تبحث عما (ينقصه)، ومن الطبيعي أن تجد شيئاً.. وهنا قد يخالجها شعور بأن (كثيرين) يتمنونها، فلم الاستعجال؟!

وهكذا يتقدم الخطاب، واحداً بعد الآخر، ولكنهم يرجعون بالرد.. ولا يلبث موج الخطاب (المقبولين) أن يهدأ، بل ربما توقف.. لأنه استقر لديهم، من واقع ما يسمعون، أن الفتاة لن تقبل أحداً، وكأنها للعرض فقط!!

ثم تفاجأ بنوع من الخطاب، الذين لم تتوقع أن يجرؤ أحدهم بالتقدم لها، فبينهما بون شاسع، وخارطة سلوكه مليئة بالألوان المتباينة.. وهنا من الطبيعي أن ترده الفتاة، على الأقل ليأتي خاطب أقل سلبيات.. وهي تتحسر على أيام، ردت فيها من يساوي الواحد منهم (ألفاً) من خطابها الحاليين!!



د. عبد العزيز المقبل