استفسار عن سند للثعلبي في تفسيره

[عبد السلام الخلقي]

أخرجه الثعلبي في تفسيره ( 7/318) قال :أخبرنا الحسين بن محمد بن إبراهيم النيستاني، قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم ابن محمش، قال: أخبرني أبو يحيى زكريا بن يحيى بن الحرب، عن محمد بن يوسف بن محمد ابن سابق الكوفي( ولعله خطأ والمقصود يوسف بن محمد بن سابق) قال: أخبرني أبو مالك الجبني، عن جويبر، عن الضحاك قال: سألت ابن عبّاس عن قول الله عزّ وجلّ: وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً فقال: هذا من محرزي الذي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلّم. قلت: يا رسول الله ما هذه النعمة الظاهرة والباطنة؟ قال: أمّا الظاهرة فالإسلام وما حسن من خلقك وما أفضل عليك من الرزق، وأمّا الباطنة ما ستر من سوء عملك، يا ابن عباس .

فمن هم هؤلاء الرواة:
الحسين بن محمد بن إبراهيم النيستاني
أبو الفضل محمد بن إبراهيم ابن محمش
أبو يحيى زكريا بن يحيى بن الحرب

[عبد الرحمن هاشم بيومي]

فمن هم هؤلاء الرواة:
الحسين بن محمد بن إبراهيم النيستاني

وهذا لعله تصحيف وصوابه: "البستاني"، كما في هو مذكور في باقي أسانيد الكتاب.
قال المحقق في مقدمة الكتاب طبعة: دار التفسير، جدة - المملكة العربية السعودية، (23/372) : "لعله السيوري الآتي ترجمته".
وهو الحسين بن محمد بن علي بن إبراهيم أبو علي السيوري النيسابوري. وهو شيخ قديم ثقة، كثير الحديث، سمع أبا بكر القطان وأبا حامد بن بلال قبل أبي العباس الأموي الأصم، ثم سمع الأصم وأقرانه، وحدث. وتوفي سنة (397 هـ).
انظر: "الأنساب" للسمعاني 3/ 366، "المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور" للصريفيني (ص 194) (558).
قلتُ: ولكن هذا نيسابوري والمشار إليه أصبهاني كما في تفسير الثعلبي في موضع ءاخر (12/24) برقم [1342] قال:
أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن إبراهيم (بن محمد) الأصفهاني، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن محمش ، قال: أخبرنا علي بن حسان إلى آخر الإسناد.
قلتُ: زيادة (بن محمد) وهم في أحد النسخ، وقد كناه الثعلبي في موضع ءاخر (17/88) فقال: أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن إبراهيم الأصفهاني، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبيد الله إل آخر الإسناد.
قال المحقق في الحاشية:
الحسين بن محمد بن إبراهيم بن شريك، أبو علي، الأصبهاني، الطبيب، سمع محمد بن عمر الجورجيري، وأحمد بن محمد البناني، وروى عنه أبو بكر المعدل، وأبو نعيم.
وذكر أبو نعيم أنه توفي سنة 386 هـ أو 385 هـ، وذكره الذهبي في وفيات سنة 389 هـ لكنه ذكره أيضا بعد وفيات 390 هـ وكأنه يراه شخصا آخر. وقال عنه: الغسال، وقال: ذكره ابن نقطة ا. هـ.
ولم أجده في رسم الغسال من تكملة الإكمال لابن نقطة، لكنه ذكره في رسم العسال بالعين، فالظاهر أنه شخص واحد، وأن الغسال- بالغين- خطأ في مطبوعة تاريخ الإسلام.
"ذكر أخبار أصبهان" لأبي نعيم 1/ 285، "تكملة الإكمال" لابن نقطة 4/ 318، "تاريخ الإسلام" للذهبي (ص 132، 468).
انتهى كلام المحقق.
قلتُ: قد جمع الثعلبي بين النسبتين في موضع ءاخر في تفسيره (23/372) برقم [2624] فقال: وأخبرني الحسين بن محمد بن إبراهيم البستاني الأصبهاني، حدثنا أبو عبد الله محمد بن العباس العصمي الهروي إلى آخر الإسناد.
وقد أشار المحقق في الحاشية اختلاف في أحد النسخ إلى النيستاني، وثبت محققه البستاني كما في باقي النسخ.
انظر الاختلاف في طبعة: دار التفسير، جدة - المملكة العربية السعودية، (23/372) بالحاشية.
والله أعلم.

أبو الفضل محمد بن إبراهيم ابن محمش

لم يعرفه المحقق.
قلتُ: لعله الذي ورد في الرّوض الباسم في تراجم شيوخ الحاكم لأبي الطيب المنصوري:
[695] محمد بن إبراهيم بن حَمْش، أبو عبد الله، النَّيْسابُوري، نزيل نسا.
حدَّث عن: أبيه، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وغيرهما.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم في "تاريخه".
وقال في "تاريخه": سَمَّعه أبوه في صِباه، ثم ترك العلم واشتغل بالتصرف، وكانت بيننا وُصْلة، وعرض عليَّ فوائد جمعها، فنظرت في جزء منها،
فوجدته قد خلط تخليط من لم يكتب حديثًا قط، فنهيته في ورقة، فقال: حَسَدني، وخرج إلى بخارى فحدث بتلك المعضلات، وقد ذكرت عنه فوائد وحكايات شافهني بها، وجدتها بخلاف ما ذكر، توفي سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، وهو ابن نيف وثمانين سنة.
وقال الذهبي: من مشيخة الحاكم، قال الحاكم: أفحش في التخليط لعدم معرفته.
قلت: [ليس بشيء].
"مختصر تاريخ نيسابور" (19/ ب)، "تكملة الإكمال" (2/ 444)، "تاريخ الإسلام" (26/ 94)، "الميزان" (3/ 449)، "المغني" (2/ 149)، "توضيح المشتبه" (3/ 454)، "تبصير المنتبه" (3/ 538)، "اللسان" (6/ 479)، "حاشية الإكمال" (2/ 535).
قلتُ: ولكن المذكور كنيته أبو الفضل وليس أبا عبد الله وينبغي أن يكون أصبهانيا، فلعله يكون أبا الفضل محمد بن إبراهيم بن الفضل، ترجم له أبو نعيم في تاريخ أصبهان [1631] وقال:
" مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ أَبُو الْفَضْلِ الْأُسْتَادِيرَ انِيُّ مِنْ قَرْيَةِ أُسْتَادِيرَانَ ، رَوَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو الْبَزَّارِ، ذَهَبَ سَمَاعِي مِنْهُ". اهـ.
وقال السمعاني في الأنساب (1/197) برقم [129]: " الأستاذ برانى
بضم الألف إن شاء الله وسكون السين المهملة والتاء المفتوحة ثالث الحروف وبعدها الذال المعجمة والباء المفتوحة والراء المفتوحة وبعدها الألف وفي آخرها النون،
هذه النسبة الى استاذبران وهي قرية من قرى أصبهان، منها أبو الفضل محمد بن إبراهيم بن الفضل الأستاذبرانى، يروى عن احمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار، روى عنه ابو بكر بن مردويه الحافظ". اهـ.
ولعل محمش لقب جده، والله أعلم.

أبو يحيى زكريا بن يحيى بن الحرب

قلتُ: هو خطأ من طبعة دار إحياء التراث بالشاملة، والصواب: "أبو يحيى زكريا بن يحيى ابن الحارث".
وهو أبو يحيى البزار النيسابوري الفقيه الحنفي، قال عنه أبو عبد الله الحاكم:
"شيخ أهل الرأي وعصره ، وله مصنفات كثيرة في الحديث ، وكان من العباد"، وقال الصفدي: "الإمام الفقيه شيخ الحنفية بنيسابور وشيخ أهل الرأي في عصره،
له مصنفات كثيرة في الحديث وكان من العباد"، وقال التقي الغزي: "أحد مشايخ أصحاب أبي حنيفة في عصره ، وأحد العباد".
انظر صوابه في طبعة: دار التفسير، جدة - المملكة العربية السعودية، (21/235).

محمد بن يوسف بن محمد ابن سابق الكوفي( ولعله خطأ والمقصود يوسف بن محمد بن سابق)

نعم وهو خطأ من الطبعة بالشاملة، والصواب: "يوسف بن محمد بن سابق الكوفي".
انظر صوابه في طبعة: دار التفسير، جدة - المملكة العربية السعودية، (21/235).
والله أعلم.

[عبد الرحمن هاشم بيومي]

في تفسير الثعلبي في موضع ءاخر (12/24) برقم [1342] قال:
أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن إبراهيم (بن محمد) الأصفهاني، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن محمش ، قال: أخبرنا علي بن حسان إلى آخر الإسناد.

وأود أن أعقب حيث أن تمام هذا الإسناد في تفسير الثعلبي قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن إبراهيم الأصفهاني، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن محمش، قال: أخبرنا علي بن حسان،
عن القاسم بن محمد البجلي، عن يوسف بن بلال، عن محمد بن مروان، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: فذكر الحديث.
وقد جعل المحقق في الحاشية معللا بالتصحيف بأن علي بن حسان والراوي الذي بعده واحدا فجعله: علي بن حسان بن القاسم بن الفضل الجدلي.
قلتُ: ليس كذلك ولا يحتمل أن علي بن حسان حيث طبقته المتأخرة أن يدرك يوسف بن بلال.
قلتُ: والقاسم بن محمد البجلي من تلاميذ إِسْمَاعِيل بن حماد بن أبي حنيفة يروي عنه سيرة أبي حنيفة روى عنه عَبْد الله بن أَحْمَد بن البهلول الكوفيّ كما في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي في أكثر من موضع، وأيضا في أخبار أبي حنيفة وأصحابه للصَّيْمَري.
وطبقته مناسبة من أجل أن يدرك أمثال يوسف بن بلال.
وقد روى الثعلبي بعده مباشرة نحو الحديث السابق لكن بإسناد ءاخر [1343] فقال:
وأخبرنا الحسين بن محمد، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم، قال: (حدثنا علي)، قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا المؤمل بن إسماعيل، عن حماد، عن عبد الله بن الحارث، عن كعب قال: فذكر الأثر.
وقد جعل المحقق يترجم صدر الإسناد بأن الحسين بن محمد هو ابن فنجويه، قلتُ: ليس كذلك فإنه نفس صدر الإسناد السابق لكن اختصر الثعلبي الأسماء طلبا للاختصار.
وقوله: "حدثنا علي"، ليست موجودة في أحد النسخ كما أشار المحقق، وعرفه بأنه علي بن حسان، وعرف إسحاق بأنه إسحاق ابن راهويه.
قلتُ: وكأن المحقق لم ينتبه بأن علي بن حسان ليس ممن يدرك إسحاق بن راهويه ولا طبقته، فالظاهر أنه هناك سقط بين علي بن حسان وبين إسحاق بن راهويه.
وقد يكون محمد بن عبد الله الحضرمي المشهور بمطين الحضرمي، ذكره الذهبي في الميزان (3/118) من أصحاب مطين وهو ظاهر في كثرة الرواية عنه.
وقد روى مطين الحضرمي عن إسحاق بن راهويه كما في جزء أبي العباس بن عصم (1/143).
والله أعلم.