يجزم المضارع إذا وقع جوابًا لطلب[1]، أو بعد أداة تجزم فعلًا واحدًا أو فعلين، والتفصيل فيما يلي:
أولًا: إذا وقع جوابًا لطلب بشرط أن يصح المعنى إذا قدَّرنا شرطًا، تقول: ابتعد عن النار تسلمْ، بجزم تسلم؛ إذ يصح أن نقول: إن تبتعدْ عن النار تسلمْ، بخلاف قولنا: ابتعد عن النار تحترق، إذ يجب رفع تحترق؛ لأنه لا يصح المعنى لو قلنا: إن تبتعد عن النار تحترق.
فإن كان الطلب نهيًا فالمضارع يُجزَم إذا قَدَّرنا بدل لا الناهية (إن ولا النافية)، وصحَّ المعنى، تقول: لا تقترب من النار تسلمْ، بجزم تسلم، إذ يصح المعنى لو قلنا: إن لا تقترب من النار تسلمْ، بخلاف قولنا: لا تقترب من النار تحترقُ، فيجب رفع تحترق؛ لأنه لا يصح المعنى لو قلنا: إن لا تقترب من النار تحترق.
ثانيًا: إذا وقع بعد إحدى الأدوات التي تجزم فعلًا واحدًا، وهي:
( لم )، مثل: لم يحضرْ زيدٌ.
( لما )، مثل: لما يحضرْ زيدٌ.
فلم ولما حرفان ينفيان المضارع ويجزمانه، والفرق بينهما معنوي، وهو أن (لما) تفيد النفي المستمر إلى زمن التكلم، فإذا قلت: لما يحضرْ زيد دلَّ على أنه لم يحضر حتى الآن، لذلك لا يصح أن نقول: لما يحضر زيد قبل يومين وحضرَ البارحة، أمَّا (لم) فلا تفيد ذلك، لهذا يصح أن تقول: لم يحضر زيد قبل يومين وحضر البارحة.
( لا الناهية )، مثل: لا تَهجُرْ صَديقَك.
( لام الأمر )، مثل: لِتَذهَبْ يا زيدُ إلى البصرةِ.
ثالثًا: إذا وقع بعد إحدى أدوات الشرط[2] الجازمة لفعلين وهي إحدى عشرة أداة[3]:
1- (إن )، مثل: إن تجتهد تنجح، فتجتهد وتنجح مجزومان بإن، الأول فعل الشرط، والثاني جوابه، وهكذا تقول في البواقي.
2- ( إذ ما )، مثل: إذ ما تفعلْ ما تأمُرُ به تجِدْ مُقْتَديًا بك.
3- (أين )، مثل: أين يذهب الصالح يجدْ أعوانًا.
4- (أنَّى )، مثل: أنَّى تَزرْني أُكرِمْك.
5- (أيَّانَ )، مثل: أيَّانَ يَرْفَعكَ الله تَرْتَفِعْ.
6- (متى )، مثل: متى تُخلِصْ لي أُخلِصْ لك.
7- (مهما )، مثل: مهما يأمُرْني ربي أفعلْ.
8- (مَنْ )، مثل: مَنْ يَصْنَعْ خَيرًا يَجِدْ جَزْاءَه.
9- (ما)، مثل: ما تُنْفِقْ مِنْ مالِكَ في سبيل الله يُبْارِكْ لَكَ فيه.
10- (أيَّ)، مثل: أي فِعلٍ تَفعَلْهُ يَعْلَمْهُ الله.
11- (حيثما)، مثل: حَيثُما تَعْمَلْ خَيرًا تُؤجَرْ عَلَيه.
ويجب اقتران جواب الشرط بالفاء في المواضع التالية:
1- إذا كان جملة اسمية، مثل: إن تجتهد فأنت ناجح[4].
2- إذا كان جملة فعلية فعلُها طلبي، مثل: إن يحْضر زيدٌ فأكرمْه [5].
3- إذا كان جمـلة فعلية فعـلُها منفي بلن، مثـل: إن يحضر زيـدٌ فلن أَطـردَه [6].
4- إذا كان جمـلة فعلـية فعـلُها منفي بـمـا، مثل: إن يأتِني أخوك فما أرُدُّه [7].
5- إذا كان جملة فعلية فعلُها جامد، مثل: إن تستقم فعسى أن ترتاحَ[8].
6- إذا كان جملة فعلية فعلُها مسبوق بقد، مثل: ﴿ إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ ﴾ [يوسف: 77][9].
7- إذا كان جملة فعلية فعلُها مسبوق بحرف تنفيس، مثل: إن تستقم فستربحُ [10] أو فسوف تربحُ.
والجملة الاسمية كما تقترن بالفاء تقترن بإذا الفجائية، مثل: إن تكرِمْ زيدًا إذا هو ناكر [11].
المصدر كتاب: توضيح قطر الندى
تأليف: الشيخ عبدالكريم الدبان التكريتي، بعناية: الدكتور عبدالحكيم الأنيس
-----------------------
[1] أنواع الطلب تقدمت في بحث نواصب المضارع.
[2] لا تجزم إلا إذا كانت للشرط، وإلا فبعضها تكون للاستفهام وغيره.
[3] كلها أسماء إلا (إن وإذ ما ).
[4] إعراب ( فأنت ناجح ): الفاء رابطة، أنت مبتدأ، ناجح خبر، والجملة في محل جزم جواب الشرط.
[5] إعراب (فأكرمه): الفاء رابطة، أكرم فعل أمر مبني على السكون، فاعله مستتر وجوبًا تقديره أنت، والهاء مفعول به، والجملة في محل جزم جواب الشرط.
[6] إعراب ( فلن أطرده ): الفاء رابطة، لن حرف نصب، أطرد مضارع منصوب بلن، والفاعل مستتر وجوبًا تقديره أنا، والهاء مفعول به، والجملة في محل جزم جواب الشرط.
[7] إعراب ( فما أردُّه ): الفاء رابطة، ما نافية، أرده فعل مضارع مرفوع، والفاعل مستتر وجوبًا تقديره أنا، والهاء مفعول به، والجملة في محل جزم جواب الشرط.
[8] إعراب ( فعسى أن ترتاح ): الفاء رابطة، عسى فعل ماض أن ناصبة مصدرية، ترتاح فعل مضارع منصوب بأن، والفاعل مستتر وجوبًا تقديره أنت، وأن وما بعدها فاعل عسى. والجملة في محل جزم جواب الشرط.
[9] إعراب (فقد سرق أخ): الفاء رابطة، قد حرف تحقيق، سرق أخ فعل وفاعل، والجملة في محل جزم جواب الشرط.
[10] إعراب ( فستربح ): الفاء رابطة، السين حرف استقبال، تربح فعل مضارع مرفوع، والفاعل مستتر وجوبًا تقديره أنت، والجملة في محل جزم جواب الشرط.
[11] إعراب ( إذا هو ناكر ): إذا فجائية رابطة، هو ناكرٌ مبتدأ وخبر، والجملة في محل جزم جواب الشرط.

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/literature_la...#ixzz6Qa5vC1YV