تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 15 من 15

الموضوع: رحلة مع المرض - درسٌ من دروس التوحيد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رحلة مع المرض - درسٌ من دروس التوحيد

    الحمد لله الذى عافانى
    لقد أُصِبت بمرض شديد فى القصبه الهوائية وانسلاخ فى الغشاء المبَطن لها مما ادى اى دخولى فى حالة اختناق وسعال دائم ونقص فى الاكسجين الداخل الى الحسم وأدى كل ذلك الى ان اصبحت جثة هامدة حتى وصل ِبىَ الامر الى حالة الاحتضار فأوصيت اولادى وزوجتى بوصيتى - وأخبرتهم بأن هذه الروح لم تعد صالحة لهذا الجسد- ولكنهم لم يتركونى وقد استفرغوا وسعهم فى الاهتمام بى - وهذا من فضل الله عَلىَّ - ان تجد من يحبك ويهتم بك فى وقت الشدة-حتى منَّ الله علَىَّ بالتعافى- لقد وصل بى المرض الى الاحتضار وكان يغمى علَىَّ- وأول مرة اغمى علىَّ فيها وجدت نفسى مع اهل القبور
    فمررت على كثير ممن احبائى واخوانى الذين سبقونا بالايمان وكانوا على جانبىّ الطريق الذى اسير فيه - وغبطتهم على ما هم فيه من النعيم - لانهم ممن اشتشهدوا فى سبيل الله-
    اما انا فها انا ذا أموت على سرير المرض -
    فمررت بينهم على استحياء حتى وصلت الى نهاية الطريق
    فوجدت قبرى ونُزُلِى وكان مظلما موحِشا شديد الظلمة
    فقلت فى نفسى كيف سأجلس هنا وحيدا بلا أنيس -
    بلا اب ولا ام ولا زوجة ولا اولاد ولا اخوان -
    وردَّدت فى نفسى ما هو الانيس فى هذه الدار وهذه الوحدة
    -وتواردت الاسئلة فى نفسى
    كيف سأرد على الملكين اذا سألونى عن اسئلة القبر الثلاث-
    وقد كنت فى هذا المرض اغلب جانب الرجاء وأستحضر دائما حسن الظن بالله- وأتوسل الى الله بأن غاية اهتمامى كان اهم المهمات -
    توسلت الى الله باهتمامى بالتوحيد -ان يتوفنى عليه- كنت ادعوا الله دائما بالموافاة على الاسلام - وان يجعلنى ممن اجيب على اسئلة القبر الثلاث---
    لم أكن بفضل الله اخشى الموت ولكن ما كنت اخشاه هى ذنوبى كيف سألقى الله بها هذه كانت حسرتى -لم اكن اتوجع من المرض بقدر التوجع من الذنوب-
    رحلتى مع المرض-
    عرفتنى قدر نفسى واننى عبد ضعيف محتاج الى الله فى كل لحظة-
    عرفنى المرض
    ان ازهد فى كل ما يتعلق بالدنيا لانها تزول فى لحظة
    عرفنى المرض
    ان اترك مالا ينفع فى الاخرة-
    لقد استغرق المرض معى اسبوعين او اكثر
    - فتعجبت من صبر أيوب عليه السلام وصبر زوجته معه-فقد لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة صابرا محتسبا- فهان علَىَّ ما انا فيه-
    تعلمت من هذه الرحلة مع المرض
    انه كما ان المرض مصيبة تضر بالبدن-فله ايضا من الفوائد والانتفاع
    قال ابن القيم رحمه الله:
    انتفاع القلب والروح بالآلام والأمراض أمر لا يحس به إلا من فيه حياة، فصحة القلوب والأرواح موقوفة على آلام الأبدان ومشاقها، ولولا محن الدنيا ومصائبها لأصاب العبد من أدواء الكبر والعجب والفرعنة وقسوة القلوب ما هو سبب هلاكه عاجلاً وآجلاً، فمن رحمة أرحم الراحمين، أن يتفقد عبده في بعض الأحيان بأنواع من الوصايا تكون حمية له من هذه الأمراض الخطيرة، وحفظاً لصحة عبوديته، واستفراغاً لهذه الأدواء الفاسدة الرديئة، فسبحان من يرحم ببلائه، ويبتلي بنعمائه.
    قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت ويبتلي الله بعض القوم بالنعم
    فلولا أنه سبحانه يداوي عباده بالأمراض لطغوا وبغوا وعتوا، والله يريد بعبده الخير، فيسقيه من أنواع الابتلاء والأمراض ما يستخرج به قلبه مهذباً نقياً صافياً، ويرفع درجته ويزيد في حسناته، ولذلك كان السلف رحمهم الله يفرحون بالبلاء والمرض كما يفرح أحدنا بالمال والصحة.
    تعلمت من رحلتى مع المرض -
    ان البلاء درسٌ من دروس التوحيد والإيمان والتوكل
    المرض يطلعك على حقيقة نفسك فتعلم أنك عبد ضعيف ، لا حول لك ولا قوة إلا بربك ، فتتوكل عليه حق التوكل ، وتلجأ إليه حق اللجوء ،فيسقط الجاه ، والعجب والغرور والغفلة ، وتفهم أنك مسكين ضعيف يجب ان تلجأ إلى القوي العزيز سبحانه .

    وكما تقدم فى كلام الامام ابن القيم

    " فلولا أنه سبحانه يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء لطغوا وبغوا وعتوا ، والله سبحانه إذا أراد بعبد خيراً سقاه دواء من الابتلاء والامتحان على قدر حاله ، يستفرغ به من الأدواء المهلكة ، حتى إذا هذبه ونقاه وصفاه : أهَّله لأشرف مراتب الدنيا ، وهي عبوديته ، وأرفع ثواب الآخرة وهو رؤيته وقربه " انتهى .


    لقد تعلمت من المرض
    التمييز بين الأصدقاء والاخوان الحقيقيين وأصدقاء المصلحة كما قال الشاعر:

    جزى الله الشدائد كل خير وإن كانت تغصصني بريقـي
    وما شكري لها إلا لأني عرفت بها عدوي من صديقي
    تعلمت من رحلتى مع المرض
    ان المرض فرصة للتوبة قبل أن يحل العذاب الأكبر يوم القيامة ؛ فإنَّ الله تعالى يقول : ( وَلَنُذِيقَنهُم منَ العَذَابِ الأدنَى دُونَ العَذَابِ الأكبَرِ لَعَلهُم يَرجِعُونَ ) السجدة/21 ، والعذاب الأدنى هو نكد الدنيا ونغصها وما يصيب الإنسان من الامراض والسوء والشر .

    تعلمت من رحلتى مع المرض
    انه إذا استمرت الحياة هانئة ، فسوف يصل الإنسان إلى مرحلة الغرور والكبر ويظن نفسه مستغنياً عن الله ، فمن رحمته سبحانه أن يبتلي الإنسان حتى يعود إليه .
    تعلمت من رحلتى مع المرض
    أنَّ الأمراض والمصائب نعمةٌ ومنحةٌ مِن الله ورحمة

    قال سفيان الثوري: (ليس بفقيهٍ مَن لم يَعُدّ البلاء نعمة، والرخاء مصيبة)
    قال ابن القيم رحمه الله ذلك في مدارج السالكين فقال: (ارض عن الله في جميع ما يفعله بك، فإنه ما منعك إلا ليعطيك، ولا ابتلاك إلا ليعافيك، ولا أمرضك إلا ليشفيك، ولا أماتك إلا ليحييك، فإياك أن تفارق الرضى عنه طرفة عين، فتسقط من عينه)
    ايقنت برفق الله عز وجل بالمريض والتخفيف عنه
    كما قال النبى صلى الله عليه وسلم
    ان ما كان يعملُهُ العبد من الطاعات والقُرُبات، ومنعه المرض من فِعله، فهو مكتوبٌ له ولو لم يفعله ؟!.
    عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا مَرِضَ العَبْدُ، أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا)

    وعن أنس رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِذَا ابْتَلَى اللهُ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ، قَالَ لِلْمَلَكِ: اكْتُبْ لَهُ صَالِحَ عَمَلِهِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ، فَإِنْ شَفَاهُ، غَسَلَهُ وَطَهَّرَهُ، وَإِنْ قَبَضَهُ، غَفَرَ لَهُ وَرَحِمَهُ)

    تعلمت من رحلتى مع المرض
    حقيقة الدنيا وزيفها وأنها متاع الغرور

    وأن الحياة الصحيحة الكاملة وراء هذه الدنيا ،
    في حياة لا مرض فيها ولا تعب
    ( وَإِن الدارَ الآخِرَةَ لَهِىَ الحَيَوَانُ لَو كَانُوا يَعلَمُونَ ) العنكبوت/64 ، أما هذه الدنيا فنكد وتعب وهمٌّ : ( لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ في كَبَدٍ ) البلد/4 .

    تعلمت من رحلتى مع المرض
    فضل نعمة الله عليك بالصحة والعافية

    فإنَّ هذه المصيبة تبين لك - بأبلغ بيان معنى الصحة والعافية التي كنت تتمتع بهما سنين طويلة ،، ولم تقدِّرهما حق قدرهما .

    تعلمت من رحلتى مع المرض
    ان اشكر الله عز وجل بما انعم الله عليَّ من الصحة والعافيه-
    أسأل الله العفو والعافية فى الدنيا والاخرة لى ولجميع مرضى المسلمين
    أسأل الله ان يتوفنى مسلما
    أمين

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: رحلة مع المرض - درسٌ من دروس التوحيد

    طهور إن شاء الله، ونسأل الله أن يجعل مرضك كفارة ورفعة، بارك الله فيك
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي رد: رحلة مع المرض - درسٌ من دروس التوحيد

    لا بأس طهور إن شاء الله شيخ محمد
    أسأل الله العفو والعافية فى الدنيا والاخرة لى ولكم ولجميع مرضى المسلمين
    آمين

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: رحلة مع المرض - درسٌ من دروس التوحيد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    طهور إن شاء الله، ونسأل الله أن يجعل مرضك كفارة ورفعة، بارك الله فيك
    بارك الله فيك وجزاك الله خيرا اخى الفاضل أبو البراء محمد علاوة

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: رحلة مع المرض - درسٌ من دروس التوحيد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو وليد البحيرى مشاهدة المشاركة
    لا بأس طهور إن شاء الله شيخ محمد
    أسأل الله العفو والعافية فى الدنيا والاخرة لى ولكم ولجميع مرضى المسلمين
    آمين

    بارك الله فيك وجزاك الله خيرا اخى الفاضل ابو وليد البحيرى
    اللَّهُمَّ لك الحَمْدُ في السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ ولك الحمْدُ فِي النَّعْمَاءِ والَّلأْوَاءِ، ولك الحمْدُ في الـشِّدَّةِ والرَّخَاءِ،، ولك الحمْدُ على كُلِّ حَــال . الحمْدُ لله في الأُوْلى والآخِرَة - الحمد لله رب العالمين

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: رحلة مع المرض - درسٌ من دروس التوحيد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك وجزاك الله خيرا اخى الفاضل أبو البراء محمد علاوة
    وجزاكم، وفيك الله بارك، آمين
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2019
    المشاركات
    303

    افتراضي رد: رحلة مع المرض - درسٌ من دروس التوحيد

    حمدا لله علي سلامتكم

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2020
    المشاركات
    49

    افتراضي رد: رحلة مع المرض - درسٌ من دروس التوحيد

    لعل الله اراد بك خيرا اخي محمد في هذا وذاك
    فحمدا لله علي معافاتك من مرضك ، وسئلا لله طول عمرك ، وصلاح عملك ، وان تلقي الله شهيدا ، وتكون بجانب النبين والصديقين رفيقا

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: رحلة مع المرض - درسٌ من دروس التوحيد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن محمود مشاهدة المشاركة
    حمدا لله علي سلامتكم
    بارك الله فيك وجزاك الله خيرا اخى الفاضل ابن محمود

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: رحلة مع المرض - درسٌ من دروس التوحيد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن أمارة مشاهدة المشاركة
    لعل الله اراد بك خيرا اخي محمد في هذا وذاك
    فحمدا لله علي معافاتك من مرضك ، وسئلا لله طول عمرك ، وصلاح عملك ، وان تلقي الله شهيدا ، وتكون بجانب النبين والصديقين رفيقا
    بارك الله فيك وجزاك الله خيرا اخى الفاضل ابن أمارة
    لعل الله اراد بك خيرا اخي محمد في هذا وذاك
    الحمد لله فى السراء والضراء
    فحمدا لله علي معافاتك من مرضك
    الحمدلله على نعمة المرض فهى منحةٌ مِن الله ورحمة عن أنس رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِذَا ابْتَلَى اللهُ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ، قَالَ لِلْمَلَكِ: اكْتُبْ لَهُ صَالِحَ عَمَلِهِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ، فَإِنْ شَفَاهُ، غَسَلَهُ وَطَهَّرَهُ، وَإِنْ قَبَضَهُ، غَفَرَ لَهُ وَرَحِمَهُ)
    والحمد لله على نعمة العافية

    كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يوصي أصحابَه بسؤال الله العافيةَ في الدنيا والآخرة، وما ذاك إلا لقدرِ هذه النعمةِ العظيمة، التي تقاصرت هممنا في طلبِها لانشغالنا بالدُّنيا وزينتها،
    عن أبي الفضلِ العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - قال‏:‏ قلتُ يا رسول الله،‏ علِّمني شيئًا أسأله الله - تعالى - قال‏:‏ ‏((‏سلوا الله العافية))،‏ فمكثتُ أيامًا، ثم جئتُ فقلتُ‏:‏ يا رسول الله،‏ علمني شيئًا أسأله الله - تعالى - قال لي‏:‏ ((‏يا عباس يا عم رسول الله، سلوا الله العافيةَ في الدنيا والآخرة))‏‏؛ ‏رواه التِّرمذي، وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏‏‏.‏
    فلله الحمد والشكر على ما انعم الله به علينا - واعظم النعم على الاطلاق نعمة الاسلام والتوحيد
    قال ابن القيم

    قال وهب بن منبه: "رؤوس النِّعم ثلاثة؛
    فأولها: نعمةُ الإسلامِ التي لا تتمُّ نعمُه إلا بها،
    والثانية: نعمةُ العافية التي لا تطيبُ الحياةُ إلا بها،
    والثالثة: نعمة الغنى التي لا يتمُّ العيشُ إلا به"؛ عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين،.

    قال ابن القيم
    عن شكر الله على النعم
    "وشكرُ العبد يدور على ثلاثةِ أركان لا يكون شكورًا إلا بمجموعها؛
    أحدها: اعترافه بنعمةِ الله عليه،
    والثاني: الثناء عليه بها،
    والثالث: الاستعانة بها على مرضاتِه"؛ عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين.
    ومتى ما أراد الإنسانُ أن يعرفَ قدر نعمِ الله عليه، فلينظر إلى من هم حوله من المرضى والمبتلين، الذين أُخذت منهم نعمةٌ لخيرٍ لهم في الدنيا والآخرة، وعندها سيعرفُ الإنسانُ فضلَ الله ونعمه عليه، فكن ممن يصرفون نعمةَ الصحة والعافية في طاعةِ الله قبل أن يأتيَك يومٌ يفاجئك المرضُ، ثم لا تستطيع كما كنتَ صحيحًا معافًا، لذلك عليك أن تغتنمَ عافيتك وصحتك فيما ينفعك؛ فعن ابن عبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قال: قال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ‏((نعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من النَّاسِ؛ الصِّحَّةُ والفراغ))؛‏ رواه البخاري، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اغتنم خمسًا قبل خمس...))، وذكر منها: ((صحتَك قبل سقمك، وفراغَك قبل شغلِك))؛ أخرجه ابن المبارك في الزهد، والحاكم (4/306)، والمنذري في الترغيب (4/251).
    قال ابن القيم رحمه الله عن شكر الله على النعم
    وقال ايضا - رحمه الله -
    الشكر يكون : بالقلب : خضوعاً واستكانةً ، وباللسان : ثناءً واعترافاً ، وبالجوارح : طاعةً وانقياداً .
    " مدارج السالكين " ( 2 / 246 ) .
    أما شكر القلب : فمعناه : أن يستشعر القلب قيمة النعم التي أنعمها الله على عبده ، وأن ينعقد على الاعتراف بأن المنعم بهذه النعَم الجليلة هو الله وحده لا شريك له ، قال تعالى : ( وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ) النحل/ 53 .
    قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :
    الواجب على الخلق إضافة النعم إلى الله قولاً ، واعترافاً ، وبذلك يتم التوحيد ، فمن أنكر نعَم الله بقلبه ، ولسانه : فذلك كافر ، ليس معه من الدين شيء.
    ومَن أقر بقلبه أن النعَم كلها من الله وحده ، وهو بلسانه تارة يضيفها إلى الله ، وتارة يضيفها إلى نفسه ، وعمله ، وإلى سعي غيره - كما هو جارٍ على ألسنة كثير من الناس - : فهذا يجب على العبد أن يتوب منه ، وأن لا يضيف النعم إلا إلى موليها ، وأن يجاهد نفسه على ذلك ، ولا يتحقق الإيمان ، والتوحيد إلا بإضافة النعَم إلى الله ، قولاً ، واعترافاً .
    فإن الشكر الذي هو رأس الإيمان مبني على ثلاثة أركان : اعتراف القلب بنعَم الله كلها عليه ، وعلى غيره ، والتحدث بها ، والثناء على الله بها ، والاستعانة بها على طاعة المنعم ، وعبادته .
    " القول السديد في مقاصد التوحيد " ( ص 140 ) .
    وقال تعالى مبيناً حال من يجحد نسبة النعم لله تعالى : ( يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ ) النحل/ 83 .
    قال ابن كثير - رحمه الله - :
    أي : يعرفون أن الله تعالى هو المسدي إليهم ذلك ، وهو المتفضل به عليهم ، ومع هذا ينكرون ذلك ، ويعبدون معه غيره ، ويسندون النصر والرزق إلى غيره .
    " ابن كثير " ( 4 / 592 ) .
    وأما شكر اللسان : فهو الاعتراف لفظاً – بعد عقد القلب اعتقاداً – بأن المنعَم على الحقيقة هو الله تعالى ، واشتغال اللسان بالثناء على الله عز وجل .
    قال تعالى في سياق بيان نعمه على عبده محمد صلى الله عليه وسلم : ( وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى ) الضحى/ 8 ، ثم أمره في مقابل ذلك بقوله : ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ )
    قال ابن كثير – رحمه الله - :
    أي : وكما كنت عائلا فقيراً فأغناك الله : فحدِّث بنعمة الله عليك .
    " تفسير ابن كثير " ( 8 / 427 ) .
    وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا ، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا ) .
    رواه مسلم ( 2734 ) .
    قال أبو العباس القرطبي :
    والحمد هنا بمعنى الشكر ، وقد قدمنا : أن الحمد يوضع موضع الشكر ، ولا يوضع الشكر موضع الحمد ، وفيه دلالة على أن شكر النعمة - وإن قلَّت - : سببُ نيل رضا الله تعالى ، الذي هو أشرف أحوال أهل الجنة ، وسيأتي قول الله عز وجل لأهل الجنة حين يقولون : " أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك ، فيقول : ( ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟ ) فيقولون : ما هو ؟ ألم تبيض وجوهنا ، وتدخلنا الجنة ، وتزحزحنا عن النار ؟ ، فيقول : ( أحلُّ عليكم رضواني ، فلا أسخط عليكم بعده أبداً ) .
    وإنما كان الشكر سبباً لذلك الإكرام العظيم لأنَّه يتضمَّن معرفة المنْعِم ، وانفراده بخلق تلك النعمة ، وبإيصالها إلى المنعَم عليه ، تفضلاًّ من المنعِم ، وكرماً ، ومنَّة ، وأن المنعَم عليه فقيرٌ ، محتاجٌ إلى تلك النعَم ، ولا غنى به عنها ، فقد تضمَّن ذلك معرفة حق الله وفضله ، وحقّ العبد وفاقته ، وفقره ، فجعل الله تعالى جزاء تلك المعرفة : تلك الكرامة الشريفة .
    " المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم " ( 7 / 60 ، 61 ) .
    وأما شكر الجوارح : فهو أن يسخِّر جوارحه في طاعة الله ، ويجنبها ارتكاب ما نهى الله عنه من المعاصي والآثام .
    وقد قال الله تعالى : ( اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً ) سـبأ/ من الآية 13 .
    عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى قَامَ حَتَّى تَفَطَّرَ رِجْلَاهُ قَالَتْ عَائِشَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَصْنَعُ هَذَا وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ؟ فَقَالَ : ( يَا عَائِشَةُ أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا
    رواه البخاري ( 4557 ) ومسلم ( 2820 ) .
    قال ابن بطَّال – رحمه الله - :
    قال الطبري : والصّواب في ذلك : أن شكر العبد هو : إقراره بأن ذلك من الله دون غيره ، وإقرار الحقيقة : الفعل ، ويصدقه العمل ، فأما الإقرار الذي يكذبه العمل ، فإن صاحبه لا يستحق اسم الشاكر بالإطلاق ، ولكنه يقال شكر باللسان ، والدليل على صحة ذلك : قوله تعالى : ( اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ) سبأ/ 13 ، ومعلوم أنه لم يأمرهم ، إذ قال لهم ذلك ، بالإقرار بنعمه ؛ لأنهم كانوا لا يجحدون أن يكون ذلك تفضلاًّ منه عليهم ، وإنما أمرهم بالشكر على نعمه بالطاعة له بالعمل ، وكذلك قال صلى الله عليه وسلم حين تفطرت قدماه في قيام الليل : ( أفلا أكون عبدًا شكوراً ) .
    " شرح صحيح البخارى " ( 10 / 183 ، 184 ) .
    وقال أبو هارون : دخلتُ على أبي حازم ، فقلت له : يرحمك الله ، ما شكرُ العينين ؟ قال : إذا رأيتَ بهما خيراً : ذكرته ، وإذا رأيتَ بهما شرّاً : سترته ، قلت : فما شكر الأذنين ؟ قال : إذا سمعتَ بهما خيراً : حفظته ، وإذا سمعتَ بهما شرّاً : نسيتَه .
    قال ابن رجب الحنبلي – رحمه الله - :
    الشكر على درجتين : إحداهما واجب ، وهو أن يأتي بالواجبات ، ويتجنب المحرمات ، فهذا لا بد منه ، ويكفي في شكر هذه النعم ، ... .
    قال بعض السلف :
    " الشكر : ترك المعاصي " .
    وقال بعضهم : " الشكر أن لا يُستعان بشيءٍ من النعَم على معصيته " .
    وذكر أبو حازم الزاهد شكرَ الجوارح كلها : " أن تكف عن المعاصي ، وتستعمل في الطاعات " ، ثم قال : " وأما مَن شكر بلسانه ولم يشكر بجميع أعضائه : فمثَلُه كمثل رجل له كساء فأخذ بطرفه ، فلم يلبسه ، فلم ينفعه ذلك من البرد ، والحر ، والثلج ، والمطر " .
    الدرجة الثانية من الشكر : الشكر المستحب ، وهو أن يعمل العبد بعد أداء الفرائض ، واجتناب المحارم : بنوافل الطاعات ، وهذه درجة السابقين المقربين ... .
    " جامع العلوم والحكم " ( ص 245 ، 246 ) .
    والخلاصة :
    أنه حتى تكون شاكراً لربك تعالى على ما أنعم عليك : فإنه يجب عليك الاعتراف بقلبك أن واهب هذه النعم ، ومسديها هو الله تعالى ، فتعظمه ، وتنسبها إليه ، وأن تعترف بذلك بلسانك ،
    وتشكره بجوارحك بأن لا تجعلها ترى ، ولا تسمع ، معصية ، أو منكراً ،
    ومن شكر النعم بالجوارح
    وشكر النعَم نعمة تحتاج لشكر ، وهكذا يبقى العبد متقلباً في نعَم ربِّه ، وهو يشكر ربه على تلك النعم ، ويحمده أن وفقه إلى أن يكون من الشاكرين .
    وسئلا لله طول عمرك
    بارك الله فيك
    الموت والأجل من قضاء الله وقدره الذي كتبه في اللوح المحفوظ عنده سبحانه قبل أن يخلق الخلائق بخمسين ألف سنة ، فلا يلحقه تغيير ولا تبديل ؛ فقد كتبه سبحانه بعلمه الذي لا يخطئ ، ومشيئته التي لا تتخلف .
    يقول الله عز وجل :
    ( وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ . وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) المنافقون/10-11.
    ويقول تبارك وتعالى :
    ( قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ . أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ . يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) نوح/2-4.
    وقدأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن الاعمال التى تزيد في العمر وتمد الأجل ، كالدعاء ، وصلة الرحم ، وبر الوالدين ، وأعمال البر كلها .
    عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضى الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :
    ( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ رِزْقُهُ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِى أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ) . رواه البخاري (2067) ، ومسلم (2557)
    وعَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
    ( لاَ يَرُدُّ القَضَاءَ إِلاَّ الدُّعَاءُ ، وَلاَ يَزِيدُ فِي العُمْرِ إِلاَّ البِرُّ )
    حسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة"
    وكل الأسباب و المسببات – معلومة مكتوبة عند الله تعالى في ابتدائها وانتهائها ، لا تتغير لأنها معلومة لله على ما ستكون ، مهما غير العبد من أسبابه ، رفعت عنها الأقلام ، وجفت بها الصحف .
    وهذا معنى قوله سبحانه :
    ( وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) فاطر/11.
    يقول ابن عباس في تفسير هذه الآية :
    " ليس أحد قضيت له طول الحياة والعمر إلا هو بالغ ما قدرت له من العمر ، قد قضيت ذلك ، فإنما ينتهي إلى الكتاب الذي قدرت له ، لا يزاد عليه ، ليس أحد قضيت له أنه قصير العمر ببالغ العمر ، ولكن ينتهي إلى الكتاب الذي كتبت له ، فذلك قوله : ( ولا ينقص من عمره إلا في كتاب ) ، يقول : كل ذلك في كتاب عنده " انتهى.
    رواه البيهقي في "القضاء والقدر" (1/218)
    يقول البيهقي رحمه الله :
    " والمعنى في هذا أن الله جل ثناؤه قد كتب ما يصيب عبدا من عباده من البلاء والحرمان والموت وغير ذلك ، وأنه إن دعا الله تعالى أو أطاعه في صلة الرحم وغيرها ، لم يصبه ذلك البلاء ، ورزقه كثيرا ، وعمّره طويلا ، وكتب في أم الكتاب ما هو كائن من الأمرين " انتهى.
    "القضاء والقدر" (1/211)
    ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    " إن الله أمر الملك أن يكتب أجلاً ، وقال : إن وصل رحمه زدته كذا وكذا ، والملك لا يعلم أيزداد أم لا ، لكن الله يعلم ما يستقر عليه الأمر ، فإذا جاء الأجل لا يتقدم ولا يتأخر " انتهى.
    "مجموع الفتاوى" (8/517)
    ويقول الشيخ ابن جبرين :
    " اعلم : أن الآجال والأرزاق - كسائر الأشياء - مربوطة بقضاء الله وقدره ، فالله تعالى يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ؛ ( ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) الأعراف/34.
    فهذا أمر لا ريب فيه ولا شك ، ومع ذلك ، فهي أيضاً كغيرها : لها أسباب دينية ، وأسباب طبيعية مادية ، والأسباب تبع قضاء الله وقدره ، فمن الأسباب الدينية لطول العمر ، وسعة الرزق : لزوم التقوى والإحسان إلى الخلق ، لاسيما الأقارب .
    كما ثبت في " الصحيحين " عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه قال : ( من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره - أي يطيل عمره - فليصل رحمه ) .
    وذلك : أن الله يجازي العبد من جنس عمله ؛ فمن وصل رحمه : وصل الله أجله ورزقه ، وصلاً حقيقياً . وضده : من قطع رحمه ، قطعه الله : في أجله وفي رزقه .
    قال تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ، ويرزقه من حيث لا يحتسب )
    وان تلقي الله شهيدا
    هذا ما كنت اتمناه ولَسْتُ بِبَالِغه
    تكون بجانب النبين والصديقين رفيقا
    أسأل الله لى ولك وجميع أهل التوحيد ان يجمعنا مع النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِين َ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا
    عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّاعَةِ ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ ؟ ، قَالَ: (وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا) ، قَالَ: لاَ شَيْء َ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ: ( أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ) ، قَالَ أَنَسٌ: فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ ، فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ) فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ ، وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ -رواه البخاري
    احببت ان استثمر الموضوع فى اضافة بعض الفوائد والعلم النافع فجزاك الله خيرا اخى إبن امارة

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: رحلة مع المرض - درسٌ من دروس التوحيد

    لا بأس طهور إن شاء الله، فعلا تتغير نظرة الإنسان للحياة بعد البلاء
    تعرضت لحادث سيارة وقد أصبت برأسي، فظن من حولي بأني فقدت عقلي، ولله الحمد والمنه عاد عقلي فكنت أرى أحلاما لا تنتهي وبعد آن عاد وعيي كنت أظن أني في القبر فقلت: يا ليتني ذكرت الله كثيرا في حياتي! فعندما شاهدت أهلي ولكن دون أن يدرك من حولي بأن عاد إلي عقلي، فكنت انظر إليهم بتعجب لماذا يعاملوني كالطفلة!! لماذا لا يجعلون أبنائي الصغار بجانبي! لماذا عندما أحدثهم لا أجد منهم اهتماما لحديثي معهم!!!
    فقلت في نفسي: نعم، أنا مجنونه! وأحاول أن اقنع نفسي بذلك! قمت لأصلي العشاء فنسيت التشهد الأول فسجدت سجود السهو. فقلت في نفسي: إن كنت مجنونة ليس عندي عقل كيف أدركت حكم سجود السهو! حاولت أن أثبت لمن حولي أني بخير ولكن دون جدوى!
    هنا طلبت من زوجي أبو علي حفظه الله أن ادخل المنتديات المفيدة على الشبكة، كنت أظن أنه سيرفض ولكنه وافق فقلت باسم أم علي فوافق!!! يقينا أدركت أنه ليس مقتنع بأني بكامل عقلي ومن هنا سجلت في منتدى المجلس العلمي في الألوكة، فكنت أشارك في المواضيع لم أجد في المجلس من ينكر علي أو تلغى مشاركاتي.
    وبعد مرور الأيام تبين لهم ولله الحمد والمنه بأني قد شفيت.. الحمدلله على نعمة الإيمان بالله تعالى الحمدلله على نعمة الإيمان بالقضاء والقدر الحمدلله على نعمة الإسلام الحمدلله على نعمة العقل حمدا كثيزا طيبا مباركا فيه.


    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: رحلة مع المرض - درسٌ من دروس التوحيد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    لا بأس طهور إن شاء الله،
    بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    فعلا تتغير نظرة الإنسان للحياة بعد البلاء
    نعم
    وبعد مرور الأيام تبين لهم ولله الحمد والمنه بأني قد شفيت.. الحمدلله على نعمة الإيمان بالله تعالى الحمدلله على نعمة الإيمان بالقضاء والقدر الحمدلله على نعمة الإسلام الحمدلله على نعمة العقل حمدا كثيزا طيبا مباركا فيه.

    نعم الحمد لله على شفائك و الحمدلله على نعمة الإيمان بالله تعالى الحمدلله على نعمة الإيمان بالقضاء والقدر الحمدلله على نعمة الإسلام الحمدلله على نعمة العقل حمدا كثيزا طيبا مباركا فيه ، مِلْءُ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءُ الْأَرْضِ ، وَمَا بَيْنَهُمَا ، وَمِلْءُ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ ، أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ ، أحقُّ ما قال العبد،ُ وكلُّنا لك عبدٌ، لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "
    وقوله: (أحق ما قال العبد) : خبر مبتدأ محذوف؛ أي هذا الكلام أحق ما قال العبد.
    فتبين أن حمد الله والثناء عليه وتمجيده : أحق ما قاله العبد ،
    وفي ضمنه توحيده، لأنه قال: ولك الحمد، أي لك لا لغيرك.

    وقال في آخره: لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، وهذا يقتضي انفراده بالعطاء والمنع فلا يستعان إلا به ، ولا يطلب إلا منه.
    ثم قال: (ولا ينفع ذا الجد منك الجد) ؛ فبين أن الإنسان ، وإن أُعطي الملك والغنى والرئاسة ؛ فهذا لا ينجيه منك؛ إنما ينجيه الإيمان والتقوى ، وهذا تحقيق قوله: إياك نعبد وإياك نستعين ،
    وكان هذا الذكر آخر القيام ، مناسبا للذكر أول القيام.
    وقوله: (أحق ما قال العبد) : يقتضي أن يكون حمد الله أحق الأقوال بأن يقوله العبد؛ وما كان أحق الأقوال ، كان أفضلها وأوجبها على الإنسان.
    ولهذا افترض الله على عباده في كل صلاة أن يفتتحوها بقولهم: الحمد لله رب العالمين ، وأمرهم أيضا أن يفتتحوا كل خطبة " بالحمد لله " ؛ فأمرهم أن يكون الحمد لله مقدما على كل كلام ، سواء كان خطابا للخالق أو خطابا للمخلوق." انتهى، من "جامع الرسائل" (2/65-66).
    والحمد لله رب العالمين

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: رحلة مع المرض - درسٌ من دروس التوحيد

    {وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ وَالْآخِرَةِ ۖ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,496

    افتراضي رد: رحلة مع المرض - درسٌ من دروس التوحيد

    لابأس طهور إن شاء الله

    ونسأل الله أن يحيينا مسلمين ويتوفانا مسلمين ويلحقنا بالصالحين ....

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: رحلة مع المرض - درسٌ من دروس التوحيد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السليماني مشاهدة المشاركة
    لابأس طهور إن شاء الله

    ونسأل الله أن يحيينا مسلمين ويتوفانا مسلمين ويلحقنا بالصالحين ....
    بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
    ونسأل الله أن يحيينا مسلمين ويتوفانا مسلمين ويلحقنا بالصالحين
    آمين يا رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •