تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: تخريج حديث (الحجر الأسود من الجنة) وبيانه من كلام كعب الأحبار

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2019
    المشاركات
    94

    افتراضي تخريج حديث (الحجر الأسود من الجنة) وبيانه من كلام كعب الأحبار

    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

    هذا جزء في تخريج الأحاديث والآثار الواردة في الحجر الأسود أنه نزل من الجنة. وقد عملت على جمعها وتخريجها وبيان أصلها وما صح منها وهذا التخريج ضمن مشروع علمي ضخم يَسَّر الله لي اتمامه ثم طبعه ونشره والله الموفق.

    الأخبار الواردة عن كعب الأحبار:

    1- قال عَبْدُ الرَّزَّاقِ: عَنِ ابْنِ جَرِيج قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَكَعْبِ الْأَحْبَارِ أَنَّهُمَا قَالَا: لَوْلَا مَا يَمْسَحُ بِهِ ذُو الْأَنْجَاسِ مِنَ الْجَاهِلِيَّةِ مَا مَسَّهُ ذُو عَاهَةٍ إِلَّا شُفِيَ وَمَا مِنَ الْجَنَّةِ شَىءٌ فِي الْأَرْضِ إِلَّا هُوَ. ه
    مصنف عبد الرزاق 8915 وأخبار مكة للفاكهي 1/92 ورواه الأزرقي في أخبار مكة 1/323 فقال عن ابن جريج عن عبد الله بن عمرو. وقال ابن حجر في نزهة السامعين ص100: ابْن جريج عَن عَطاء عَن عبد الله بن عَمْرو وَقد ذكر كَعْبًا إِنَّه ذكر الْحجر فَقَالَ..


    2- قال أَبُو بَكْرٍ ابن أبي شيبة: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَة عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سُئِلَ كَعْبٌ عَنِ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ فَقَالَ: حَجَرٌ مِنْ حِجَارَةِ الْجَنَّةِ. مصنف ابن ابي شيبة 14147

    3- قال البيهقي: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى نا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ نا الْأَشْعَثُ بْنُ نِزَارِ الْجُهَنِيُّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي شَيْخٍ الْهُنائِيِّ عَنْ كَعْبٍ الْحَبْرِ قَالَ: سُئِلَ عَنِ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ قَالَ: حَجَرٌ مِنْ أَحْجَارِ الْجَنَّةِ. وَسُئِلَ عَنِ السُّلْطَانِ فَقَالَ: ظِلُّ اللهِ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ نَاصَحَهُ فَقَدِ اهْتَدَى وَمَنْ غَشَّهُ فَقَدْ ضَلَّ.
    شعب الايمان 6992

    4- قال ابن حجر: عقبَة بن عبد الله عَن قَتَادَة عَن أنس أَن كَعْبًا أخبرهُ إِن الْحجر ياقوته من يَوَاقِيت الْجنَّة وَأَن زَمْزَم خفقة من جنَاح جِبْرِيل. ه نزهة السامعين ص 110

    5- قال الأزرقي: أخْبَرَنِي جَدِّي عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَأَلَ كَعْبًا عَنِ الْحَجَرِ فَقَالَ: مَرْوَةٌ مِنْ مَرْوِ الْجَنَّةِ. ه
    أخبار مكة للازرقي 1/329
    قلت: أبان بن أبي عياش متروك متهم بالكذب. (ميزان الاعتدال 1/10)


    مقارنة ودراسة:

    روي عن بعض الصحابة أنهم قالوا الحجر الأسود من الجنة وأُسند ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأسانيد لا تصح يغلب عليها الضعف والخطأ إذ جعل بعض الرواة كلام الصحابة الكرام حديثاً مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإليك بيانه:


    1- حديث عبد الله بن عباس:


    قال الامام أحمد: حَدَّثَنَا يُونُسُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ مِنَ الجَنَّةِ وَكَانَ أَشَدَّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ حَتَّى سَوَّدَتْهُ خَطَايَا أَهْلِ الشِّرْكِ. ه
    رواه أحمد (2795) وابن خزيمة (2/1293) والترمذي (877) والنسائي (5/226) وابن أبي شيبة (3/274) والطبراني (11/146) وغيرهم من طرقٍ عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.

    قال الترمذي: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

    قلت: الحديث اسناده ضعيف لضعف عطاء بن السائب فإنه قد اختلط. ومن روى عنه هذا الحديث هم ممن رووا عنه بعد اختلاطه.

    قال الامام أحمد: من سمع منه قديما كان صحيحا ومن سمع منه حديثا لم يكن بشيءٍ، سمع منه قديما شعبة وسفيان وسمع منه حديثا جرير وخالد بن عبد الله وإسماعيل وعلي بن عاصم، كان يرفع عن سَعِيد بن جبير شيئا لم يكن يرفعها. (تهذيب الكمال 20/90)

    قال الأستاذ شعيب الأرناؤوط: وأخرجه بنحوه الترمذي (877) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن خزيمة (2733) من طريق جرير ومحمد بن موسى الحرشي وزياد عبد الله، ثلاثتهم عن عطاء بن السائب، به. وقالوا في آخره: فودته خطايا بني ادم. وهؤلاء ممن روى عن عطاء بعد الاختلاط، وقال الترمذي: حسن صحيح! وسيأتي برقم (3046) و (3537) ، وانظر (2643) ه
    (حاشية مسند أحمد 5/14)

    قلت: وحماد بن سلمة روى عن عطاء قبل الاختلاط وبعده ولم يميز. (انظر الضعفاء للعقيلي 3/398)

    ورواه ابن خزيمة (2/1293) من طريق أبي الجنيد عن حماد بن سلمة فجعله من رواية عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير وهي رواية منكرة. أبو الجنيد ليس بثقة كما قال ابن معين.

    وقد رواه جماعة من الحفاظ الثقات عن ابن خثيم وليس فيه أنه من أحجار الجنة.
    فرواه علي بن عاصم وجرير بن عبد الحميد وعبد الرحيم الرزاي وثابت أبو زيد وفضيل بن سليمان خمستهم عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَأْتِي هَذَا الْحَجَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ يَشْهَدُ لِمَنِ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ.

    ورواه عفان بن مسلم ويونس بن محمد وروح بن عبادة ومؤمل بن إسماعيل أربعتهم عن حماد بن سلمة عن ابن خثيم كما هي رواية أقرانه السابقين. (انظر المسند الموضوعي للكتب العشرة 5/393)

    فهذا هو المحفوظ من حديث ابن خثيم يرويه عن ابن عباس وليس فيه أنه من أحجار الجنة فهي زيادة شاذة في هذا الحديث والله أعلم.

    ورواه الطبراني (11314) من طريق محمد بن عمران عن أبيه عن محمد بن أبي ليلى عن عطاء ابن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعاً.
    وخالفه وكيع عند ابن أبي شيبة (14145) فرواه عن ابن أبي ليلى موقوفاً على ابن عباس وهو أصح إلا أن ابن أبي ليلى ضعيف سيء الحفظ جداً ويشتد ضعفه إذا روى عن عطاء كما ههنا. (تهذيب الكمال 25/624)

    ورواه الفاكهي في أخبار مكة (1/83) من طريق إسماعيل بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَمِّهِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ مرفوعاً. فجعله من مسند أُبيّ بن كعب ! وابن أبي أويس ضعيف لا يحتج بما تفرد به. (تهذيب الكمال 3/127)
    وكذلك رواه الأزرقي في أخبار مكة (1/327) من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ. وإبراهيم بن أبي يحيى متهم بالكذب.
    ثم هو من رواية أبي الزبير وهو مدلس ولم يصرح بالسماع.

    ورواه محمد بن أبي الضيف عن عبد الله بن عثمان بن خثيم من كلام ابن عباس قال: الحجر والمقام من جوهر الجنة. أخبار مكة للفاكهي (1/84) ومحمد بن أبي الضيف مجهول الحال.

    ورواه الفاكهي في أخبار مكة (968) عن ابن عباس بلفظ: لَيْسَ فِي الْأَرْضِ شَيْءٌ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا الرُّكْنَ وَالْمَقَامَ. موقوف وفيه طلحة بن عمرو المكي متروك الحديث. (التقريب 3030)

    ورواه في (969) عن ابن عباس بلفظ: الركن والمقام من ياقوت الجنة. موقوف أيضاً وفيه حفص بن عمر العدني وهو ضعيف. (ميزان الاعتدال 1/560)

    ورواه في (970) عن ابن عباس مطولاً من طريق عبد المنعم بن إدريس بن سنان عن أبيه. وعبد المنعم متهم بالكذب وأبوه ضعيف وقال الدارقطني متروك. (ميزان الاعتدال 2/668 – 1/169)

    ورواه الفاكهي (22) وإسحاق بن راهويه (938-مسند ابن عباس) من طريق إسرائيل بن يونس عَن أبي يحيى القتات عَن مجاهد عَن ابن عَبَّاس قال: نزل آدم بالحجر الأسود يمسح بدموعه وهو أبيض من الكرسف... الحديث موقوف وهو منكر. أبو يحيى فيه ضعف ورواية إسرائيل عنه منكرة. قال أحمد: روى عنه إسرائيل أحاديث كثيرة مناكير جدا. (تهذيب الكمال 34/402)

    ورواه الأزرقي في أخبار مكة (1/323) من طريق مسلم بن خالد عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس موقوفاً عليه. ومسلم بن خالد مختلف فيه وقال أبو حاتم والبخاري: منكر الحديث. (تهذيب الكمال 27/512)
    ثم رواه الأزرقي بعده عن مسلم بن خالد وسفيان بن عيينة عن ابن جريج عن عطاء عن عبد الله بن عمرو وهو أشبه والله أعلم.

    ورواه في (1/327- 328) من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى وهو متهم بالكذب. (تهذيب الكمال 2/186)

    ورواه في (1/328) من طريق عثمان بن ساج عن يَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ عن عطاء عن ابن عباس. ويحيى متروك متهم بالكذب. (تهذيب الكمال 31/226)

    ورواه في (1/325) من طريق هشام بن سليمان عن ابن جريج عن منصور بن عبد الرحمن عن ابن عباس بلفظ (أُنْزِلَ الرُّكْنُ وَالْمَقَامُ مَعَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ) واسناده ضعيف فيه عنعنة ابن جريج وهو مدلس ومنصور بن عبد الرحمن لم يدرك ابن عباس.

    ورواه بلفظ نحوه في (1/329) من طريق سعيد بن سالم عن عثمان بن ساج عن عطاء عن ابن عباس.
    وعثمان بن ساج ضعيف قال أبو حاتم: لا يحتج به. (تهذيب الكمال 19/468) ثم هو لم يدرك عطاء وإنما يروي عنه بواسطة فاسناده منقطع.

    فالخبر لا يصح عن ابن عباس لا مرفوعاً ولا موقوفاً وإن كان اسناد الرواية الموقوفة أحسن حالاً من المرفوع فعامة هذه الأخبار كما رأيت أسانيدها ضعيفة أو واهية لا تقوم بها حجة. وإن اعتبرنا صحة ثبوت الرواية الموقوفة بمجموع طرقها فهي موقوفة على ابن عباس ولا تفيد في حكم الرفع.
    وقد صحح الحديث المرفوع بمجموع طرقه الأستاذ شعيب الأرناؤوط ثم تراجع عنه في تخريجه لحديث أنس كما سيأتي وهو الصواب والله أعلم.


    2- حديث أنس بن مالك:


    قال البيهقي: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ ثنا شَاذُّ بْنُ فَيَّاضٍ أَبُو عُبَيْدَةَ ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ مِنْ حِجَارَةِ الْجَنَّةِ. ه
    السنن الكبرى (5/122) والطبراني في الأوسط (5/164) ومسند ابن الجعد (941) والبزار (13/443)

    قال البزار: هَذَا الْحَدِيثُ لا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ عَن قَتادة عَن أَنَس إلاَّ عُمَر بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَلَيْسَ هُوَ بِالْحَافِظِ وَإِنَّمَا يُكْتَبُ مِنْ حَدِيثِهِ ما لا يحفظ من غيره. ه

    قال شعيب الأرناؤوط: عمر بن إبراهيم وهو العبدي البصري في حديثه عن قتادة ضعف فالإسناد ضعيف.
    وقال: قلنا: وقد سلف عن ابن عباس برقم (2795) مرفوعاَ لكنه بإسناد ضعيف وذكرنا عنده حديث أنس هذا شاهداَ له دون الإشارة إلى وقفه وهو سَبْقُ قلم وإلا فكان ينبغي التنويه بأن هذا الحديث لا يصح إلا موقوفاً والله تعالى أعلم. ه (تحقيق المسند21/380)

    قال أبو حاتم الرازي: أخطأَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَرَوَاهُ شُعْبَةُ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ المِصْري عَنْ قَتادة عن أنس موقوفً. العلل (3/221)

    وقال الدارقطني: يرويه عمر بن إبراهيم العبدي عن قتادة عن أنس مرفوعا ورواه غندر عن شعبة موقوفا وهو الصواب. العلل (2527)

    وقال العقيلي: وَهَذَا يُرْوَى عَنْ أَنَسٍ مَوْقُوفًا. الضعفاء (3/146)

    قلت: الموقوف عن أنس رواه أحمد (13944) وابن الجعد (940) واللفظ له وابن أبي شيبة (14148) من طريق شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: الْحَجَرُ مِنَ الْجَنَّةِ. واسناده صحيح.

    وفي نزهة السامعين ص 110 قال ابن حجر: عقبَة بن عبد الله عَن قَتَادَة عَن أنس أَن كَعْبًا أخبرهُ إِن الْحجر ياقوته من يَوَاقِيت الْجنَّة وَأَن زَمْزَم خفقة من جنَاح جِبْرِيل. ه

    قلت: عقبة ضعيف وكتاب نزهة السامعين في رواية الصحابة عن التابعين هو اختصار لكتاب الخطيب البغدادي.

    وقد رواه الحاكم (1/627) عن أنس بلفظ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة. وفيه داود بن الزبرقان وهو متهم بالكذب. (تهذيب الكمال 8/394)

    وقال ابن طاهر المقدسي: حَدِيث كَانَ الْحجر من ياقوت الْجنَّة فمسحه الْمُشْركُونَ فاسود من مسحهم إِيَّاه. رَوَاهُ سعيد بن ميسرَة عَن أنس. وَسَعِيد مُنكر الحَدِيث لايكتب حَدِيثه. ذخيرة الحفاظ (3910)

    فحديث أنس لا يصح مرفوعاً وإنما صح موقوفاً من قوله. وروي عنه عن كعب والله أعلم.


    3- حديث عبد الله بن عمرو بن العاص:


    قال الامام أحمد: حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا رَجَاءٌ أَبُو يَحْيَى حَدَّثَنَا مُسَافِعُ بْنُ شَيْبَةَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ فَأَنْشُدُ بِاللهِ ثَلَاثًا وَوَضَعَ إِصْبَعَهُ فِي أُذُنَيْهِ: لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّ الرُّكْنَ وَالْمَقَامَ يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ طَمَسَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نُورَهُمَا وَلَوْلَا أَنَّ اللهَ طَمَسَ نُورَهُمَا لَأَضَاءَتَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ.
    رواه أحمد (7000) والترمذي (878) وابن خزيمة (2732) وابن حبان (3710)

    قلت: رجاء بن صبيح أبو يحيى ضعيف. (تهذيب الكمال 9/165)

    ورواه ابن خزيمة (2731) من طريق أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مُسَافِعٍ الْحَجَبِيِّ. وأيوب بن سويد ضعيف قال ابن معين: يسرق الأحاديث. (تهذيب الكمال 3/476)
    وتابعه أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ عن أبيه عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عند البيهقي (9229)

    وخالف ابن جريج عند عبد الرزاق (5/39) فرواه عن ابن شهاب الزهري قال: أخبرني مسافع الحجبي أنه سمع رجلا يحدث عن عبد الله بن عمرو... الحديث وهو موقوف. وقد نص أبو حاتم الرازي على أن الزهري إنما يرويه موقوفاً.

    فالصحيح عن عبد الله بن عمرو موقوف والمرفوع ضعيف.

    قال ابن أبي حاتم: وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ رَجَاءُ بنُ صَبِيح أَبُو يَحْيَى الحَرَشِيُّ صاحبُ السَّقَط عَنْ مُسَافِع بْنِ شَيبة عن عبد الله بْنِ عَمْرو أَنَّهُ قَالَ: أشهدُ بالله لَسَمِعْتُ رسولَ الله يقول: الرُّكْنُ وَالمَقَامُ يَاقُوتَتَان مِنْ يَاقُوتِ الجَنَّةِ وَلَوْلاَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ طَمَسَ نُورَهُمَا لأَضَاءَتَا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ. فَقَالَ أبي: روى الزُّهْرِيُّ وشُعْبَةُ كلاهما عَنْ مُسافِع بن شَيبة عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو مَوْقُوفٌ وَهُوَ أشبهُ ورجاءٌ شيخٌ ليس بِقَوِيٍّ. العلل (3/317)

    وقال الترمذي: هَذَا يُرْوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو مَوْقُوفًا قَوْلُهُ وَفِيهِ عَنْ أَنَسٍ أَيْضًا وَهُوَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ. ه

    وقول الترمذي حديث غريب يعني بذلك ضعفه والله أعلم.

    وقال شعيب الأرناؤوط: قلنا: ورواية البيهقي هذه يُعلها ما رواه عبد الرزاق (8915) عن ابن جريج قال: حدثني عطاء هو ابن أبي رباح عن عبد الله بن عمرو وكعب الأحبار أنهما قالا: لولا ما يمسح به ذو الأنجاس من الجاهلية ما مسّه ذو عاهة إلا شفي وما من الجنة شيء في الأرض إلا هو. فرواية عبد الرزاق هذه هي من قول عبد الله بن عمرو وكعب الأحبار وقد صرح ابنُ جريج فيها بالتحديث. ه

    فالصواب ما قاله الأئمة أن الحديث من كلام عبد الله بن عمرو موقوفاً عليه ولا يصح مرفوعاً. ورواه الخطيب البغدادي كما ذكره ابن حجر عن عبد الله بن عمرو عن كعب. قال: ابْن جريج عَن عَطاء عَن عبد الله بن عَمْرو وَقد ذكر كَعْبًا إِنَّه ذكر الْحجر فَقَالَ.

    قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سَوَادَةَ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: حُجُّوا هَذَا الْبَيْتَ وَاسْتَلِمُوا هَذَا الْحَجَرَ فَوَاللَّهِ لَيُرْفَعَنَّ أَوْ لَيُصِيبَنَّهُ أَمْرٌ مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كَانَا الْحَجَرَيْنِ أُهْبِطَا مِنَ الْجَنَّةِ فَرُفِعَ أَحَدُهُمَا وَسَيُرْفَعُ الْآخَرُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَمَا قُلْتُ فَمَنْ مَرَّ عَلَى قَبْرِي فَلْيَقُلْ: هَذَا قَبْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الْكَذَّابِ . ه مصنف ابن أبي شيبة (14149)

    قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: لَقَدَ نَزَلَ الْحَجَرُ مِنَ الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ فَمَا سَوَّدَهُ إِلَّا خَطَايَا بَنِي آدَمَ. ه مصنف ابن أبي شيبة (14146)


    4- حديث أبي هريرة:


    قال إسحاق: أخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ نا الْحَسَنُ بْنُ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمْ يَبْقَ مِنَ الْجَنَّةِ فِي الْأَرْضِ شَيْءٌ إِلَّا هَذَا الْحَجَرُ وَغَرْسُ الْعَجْوَةِ وَأَوْدَاءٌ مِنَ الْجَنَّةِ يَصُبُّ فِي مَاءِ الْفُرَاتِ كُلَّ يَوْمٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. فَقَالَ رَجُلٌ: أَسَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: أَنَا مَا طَهْوَى فَأَعَادَ عَلَيْهِ فَقَالَ: أَنَا مَا طَهْوَى. ه
    مسند اسحاق بن راهويه (1/282) وتاريخ بغداد (1/360) وطبقات المحدثين لأبي نعيم (3/522)
    ونقل عن أبي عبيد قال: قَوْلُهُ أَنَا مَا طَهْوِي. يَقُولُ فَأَنَا مَا عَمَلِي وَمَا صَنْعَتِي إِنْ لَمْ أَكُنْ قَدْ أَحْكَمْتُ لَكُمْ هَذَا وَأَنْضَجْتُهُ كَمَا أَنْضَجَتِ الطُّهَاةُ اللَّحْمُ وَالطُّهَاةُ الطَّبَّاخُونَ.

    قلت: الحديث تفرد به الحسن بن سالم بن أبي الجعد عن أبيه عن أبي هريرة ولم يتابع عليه. والحسن بن سالم قال فيه ابن معين: صالح. وأبوه سالم قال ابن حجر: ثقة وكان يرسل كثيراً. (انظر التقريب 2170) ونقلوا عن أحمد بن حنبل قال: سَالِمٌ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. المغني لابن قدامة (2/495) ونصب الراية (2/399)

    فهذا اسناد ضعيف لعلة الانقطاع ولتفرد الحسن بن سالم بروايته وحاله أقل من أن يحتج بما تفرد به لاسيما والمتن الذي يرويه فيه زيادة غريبة وهي قوله (وَأَوْدَاءٌ مِنَ الْجَنَّةِ يَصُبُّ فِي مَاءِ الْفُرَاتِ كُلَّ يَوْمٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ) فهذه الزيادة رفعها غريب وإنما وردت عن عبد الله بن عمرو موقوفة والله أعلم. (انظر الطبقات الكبرى لابن سعد 6/89)

    وهذه الزيادة أورد نحوها ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/41) من حديث ابن مسعود وقال: هَذَا حَدِيثٌ لا يَصِحُّ.


    5- حديث رَافِعَ بْنَ عَمْرٍو الْمُزَنِيَّ:


    قال الامام أحمد: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا مُشْمَعِلُّ بْنُ إِيَاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ سُلَيْمٍ الْمُزَنِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَافِعَ بْنَ عَمْرٍو الْمُزَنِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الْعَجْوَةُ وَالصَّخْرَةُ مِنَ الْجَنَّةِ. ه

    قال الألباني: أخرجه ابن ماجه (3456) وكذا أحمد (5/31) وأبو نعيم (9/50) من طريق عبد الرحمن بن مهدى حدثنا المشمعل بن إياس المزنى حدثنى عمرو بن سليم قال: سمعت رافع بن عمرو المزنى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: العجوة والصخرة من الجنة زاد ابن ماجه: قال عبد الرحمن: حفظت الصخرة من فيه.
    قال البوصيرى فى الزوائد (209/2) : هذا إسناد صحيح رجاله ثقات
    قلت: ورجاله ثقات رجال الشيخين غير المشمعل بن إياس وهو ثقة بلا خلاف أعلمه ولكنه قد اضطرب فى متنه فقال ابن مهدى عنه: (الصخرة) كما رأيت.
    وقال يحيى بن سعيد حدثنا المشمعل به بلفظ: والشجرة. مكان: الصخرة. أخرجه أحمد والحاكم (4/406) وقال: صحيح الإسناد على شرط مسلم. كذا قال! وسكت عنه الذهبى والمشمعل لم يخرج له مسلم. وقال عبد الصمد وهو ابن عبد الوارث حدثنا المشعل به إلا أنه قال: العجوة والصخرة أو قال: العجوة الشجرة فى الجنة شك المشمعل أخرجه أحمد.
    قلت (الألباني): وكل هؤلاء الرواة عن المشمعل ثقات حفاظ وقد اختلفوا عليه فى هذه اللفظة وذلك يدل على أنه لم يكن قد حفظها فكان يضطرب فيها فتارة يقول الصخرة وتارة الشجرة وتارة يتردد بينهما ويشك. والاضطراب دليل ضعف الحديث كما هو مقرر فى المصطلح والله أعلم. ه ارواء الغليل (8/311)

    قلت: وهو مع اضطرابه لم يبين راويه ما هي الصخرة وما المراد بها؟ أهي الحجر الأسود أم صخرة بيت المقدس أم غير ذلك.


    6- حديث عائشة:


    قال أَبُو الْوَلِيدِ الأزرقي: أَخْبَرَنِي جَدِّي حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَجَبِيِّ عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَكْثِرُوا اسْتِلَامَ هَذَا الْحَجَرِ فَإِنَّكُمْ تُوشِكُونَ أَنْ تَفْقِدُوهُ بَيْنَمَا النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ إِذْ أَصْبَحُوا وَقَدْ فَقَدُوهُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَتْرُكُ شَيْئًا مِنَ الْجَنَّةِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا أَعَادَهُ فِيهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ. ه أخبار مكة للأزرقي (1/434)

    قلت: هذا اسناد ضعيف غريب. عثمان بن ساج ضعيف قال أبو حاتم: لا يحتج به. (تهذيب الكمال 19/468)

    وزهير بن محمد قال الذهبي: ثقة يغرب ويأتى بما ينكر. (الكاشف 1666)

    قال أَبُو الْوَلِيدِ الأزرقي: حَدَّثَنِي جَدِّي حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَائِشَةَ وَهِيَ تَطُوفُ مَعَهُ بِالْكَعْبَةِ حِينَ اسْتَلَمَ الرُّكْنَ: لَوْلَا مَا طُبِعَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَا عَائِشَةُ مِنْ أَرْجَاسِ الْجَاهِلِيَّةِ وَأَنْجَاسِهَا إِذًا لْاسْتُشْفِيَ بِهِ مِنْ كُلِّ عَاهَةٍ وَإِذًا لَأُلْفِيَ الْيَوْمَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَيُعِيدَنَّه ُ إِلَى مَا خَلَقَهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِنَّهُ لَيَاقُوتَةٌ بَيْضَاءُ مِنْ يَوَاقِيتِ الْجَنَّةِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى غَيَّرَهُ بِمَعْصِيَةِ الْعَاصِينَ وَسَتَرَ زِينَتَهُ عَنِ الظَّلَمَةِ وَالْأَثَمَةِ لِأَنَّهُ لَا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى شَيْءٍ كَانَ بَدْؤُهُ مِنَ الْجَنَّةِ. ه أخبار مكة للأزرقي (1/322)

    قلت: هو أيضاً من رواية عثمان بن ساج وهو ضعيف ويرويه عنه سعيد بن سالم القداح وقد وصفوه بالصدق وقال ابن حبان: يهم فى الأخبار حتى يجىء بها مقلوبة حتى خرج بها عن حد الاحتجاج به. (المجروحين 1/320)

    وقد رواه بعده الأزرقي بنفس الاسناد عن سعيد بن سالم عن عثمان بن ساج عن ابن جريج عن عبد الله بن عمرو بن العاص وهو المحفوظ من كلام عبد الله بن عمرو والله أعلم.


    7- حديث أبي الطفيل:


    قال ابن أبي عاصم: حَدَّثَنَا سَمَوَيْهُ نا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ نا الْهُذَيْلُ بْنُ بِلَالٍ نا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَشَدَّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ وَكَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا ذَبَحُوا لَطَّخُوهُ بِالْفَرْثِ وَالدَّمِ. ه
    الاحاد والمثاني لابن أبي عاصم (5/241) وأخبار مكة للفاكهي (1/90) باسناد ضعيف فيه الهذيل بن بلال ضعيف. وقال ابن معين: ليس بشيء (ميزان الاعتدال 4/284) والمتن فيه نكارة.


    8- حديث سلمان:


    قال عبد الرزاق: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ: أَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا بَيْنَ زَمْزَمَ وَالرُّكْنِ وَالْمَقَامِ وَالنَّاسُ يَزْدَحِمُونَ عَلَى الرُّكْنِ فَقَالَ لِجُلَسَائِهِ: أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: نَعَمْ هَذَا الْحَجَرُ قَالَ: قَدْ أَدْرِي وَلَكِنَّهُ مِنْ حِجَارَةِ الْجَنَّةِ الَّتِي خَلَقَهَا اللَّهُ بِيَدِهِ لَيُحْشَرَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ وَشَفَتَانِ وَلِسَانٌ يَشْهَدُ لِمَنِ اسْتَلَمَهُ بِالْحَقِّ. ه
    مصنف عبد الرزاق (8883) وهذا اسناد معضل ضعيف.


    9- حديث علي:


    قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ قَالَ لِابْنِهِ: ابْغِنِي حَجَرًا قَالَ: فَذَهَبَ ثُمَّ جَاءَ وَقَدْ رَكِبَهُ فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ هَذَا؟ قَالَ: جَاءَنِي بِهِ مَنْ لَمْ يَتَّكِلْ عَلَى بِنَائِكَ جَاءَنِي بِهِ جِبْرِيلُ مِنَ السَّمَاءِ. ه
    مصنف ابن أبي شيبة (14144) والطبري (3/70) والحاكم (3154) وهو موقوف على علي بن أبي طالب وروي عن الشعبي نحوه عند عبد الرزاق (9108).


    هذا ما انتهى إليه علمي مما وقفت عليه من الأحاديث والآثار الواردة في الحجر الأسود أنه من أحجار الجنة والعلم عند الله تعالى وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.


    الخلاصة:


    قوله (الحجر الأسود من الجنة) لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما هو من كلام بعض الصحابة وليس له حكم الرفع لاحتمال تلقيه من أخبار أهل الكتاب لاسيما وقد ورد من كلام كعب الأحبار كما بينته في مقدمة البحث والله أعلم.

    وقد ورد في في الحجر الأسود أحاديث أخرى وأصح ما ورد في فضل الحجر قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ وَلَوْلاَ أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ. ه متفق عليه (بخ 1597 م2/925)

    هذا والحمد لله رب العالمين ...


    كتبه

    أحمد فوزي وجيه

    18/6/2020

  2. #2

    افتراضي رد: تخريج حديث (الحجر الأسود من الجنة) وبيانه من كلام كعب الأحبار

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

    هذا جزء في تخريج الأحاديث والآثار الواردة في الحجر الأسود أنه نزل من الجنة. وقد عملت على جمعها وتخريجها وبيان أصلها وما صح منها وهذا التخريج ضمن مشروع علمي ضخم يَسَّر الله لي اتمامه ثم طبعه ونشره والله الموفق.

    الأخبار الواردة عن كعب الأحبار:

    1- قال عَبْدُ الرَّزَّاقِ: عَنِ ابْنِ جَرِيج قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَكَعْبِ الْأَحْبَارِ أَنَّهُمَا قَالَا: لَوْلَا مَا يَمْسَحُ بِهِ ذُو الْأَنْجَاسِ مِنَ الْجَاهِلِيَّةِ مَا مَسَّهُ ذُو عَاهَةٍ إِلَّا شُفِيَ وَمَا مِنَ الْجَنَّةِ شَىءٌ فِي الْأَرْضِ إِلَّا هُوَ. ه
    مصنف عبد الرزاق 8915 وأخبار مكة للفاكهي 1/92 ورواه الأزرقي في أخبار مكة 1/323 فقال عن ابن جريج عن عبد الله بن عمرو. وقال ابن حجر في نزهة السامعين ص100: ابْن جريج عَن عَطاء عَن عبد الله بن عَمْرو وَقد ذكر كَعْبًا إِنَّه ذكر الْحجر فَقَالَ..


    2- قال أَبُو بَكْرٍ ابن أبي شيبة: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَة عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سُئِلَ كَعْبٌ عَنِ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ فَقَالَ: حَجَرٌ مِنْ حِجَارَةِ الْجَنَّةِ. مصنف ابن ابي شيبة 14147

    3- قال البيهقي: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى نا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ نا الْأَشْعَثُ بْنُ نِزَارِ الْجُهَنِيُّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي شَيْخٍ الْهُنائِيِّ عَنْ كَعْبٍ الْحَبْرِ قَالَ: سُئِلَ عَنِ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ قَالَ: حَجَرٌ مِنْ أَحْجَارِ الْجَنَّةِ. وَسُئِلَ عَنِ السُّلْطَانِ فَقَالَ: ظِلُّ اللهِ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ نَاصَحَهُ فَقَدِ اهْتَدَى وَمَنْ غَشَّهُ فَقَدْ ضَلَّ.
    شعب الايمان 6992

    4- قال ابن حجر: عقبَة بن عبد الله عَن قَتَادَة عَن أنس أَن كَعْبًا أخبرهُ إِن الْحجر ياقوته من يَوَاقِيت الْجنَّة وَأَن زَمْزَم خفقة من جنَاح جِبْرِيل. ه نزهة السامعين ص 110

    5- قال الأزرقي: أخْبَرَنِي جَدِّي عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَأَلَ كَعْبًا عَنِ الْحَجَرِ فَقَالَ: مَرْوَةٌ مِنْ مَرْوِ الْجَنَّةِ. ه
    أخبار مكة للازرقي 1/329
    قلت: أبان بن أبي عياش متروك متهم بالكذب. (ميزان الاعتدال 1/10)


    مقارنة ودراسة:

    روي عن بعض الصحابة أنهم قالوا الحجر الأسود من الجنة وأُسند ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأسانيد لا تصح يغلب عليها الضعف والخطأ إذ جعل بعض الرواة كلام الصحابة الكرام حديثاً مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإليك بيانه:


    1- حديث عبد الله بن عباس:


    قال الامام أحمد: حَدَّثَنَا يُونُسُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ مِنَ الجَنَّةِ وَكَانَ أَشَدَّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ حَتَّى سَوَّدَتْهُ خَطَايَا أَهْلِ الشِّرْكِ. ه
    رواه أحمد (2795) وابن خزيمة (2/1293) والترمذي (877) والنسائي (5/226) وابن أبي شيبة (3/274) والطبراني (11/146) وغيرهم من طرقٍ عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.

    قال الترمذي: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

    قلت: الحديث اسناده ضعيف لضعف عطاء بن السائب فإنه قد اختلط. ومن روى عنه هذا الحديث هم ممن رووا عنه بعد اختلاطه.

    قال الامام أحمد: من سمع منه قديما كان صحيحا ومن سمع منه حديثا لم يكن بشيءٍ، سمع منه قديما شعبة وسفيان وسمع منه حديثا جرير وخالد بن عبد الله وإسماعيل وعلي بن عاصم، كان يرفع عن سَعِيد بن جبير شيئا لم يكن يرفعها. (تهذيب الكمال 20/90)

    قال الأستاذ شعيب الأرناؤوط: وأخرجه بنحوه الترمذي (877) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن خزيمة (2733) من طريق جرير ومحمد بن موسى الحرشي وزياد عبد الله، ثلاثتهم عن عطاء بن السائب، به. وقالوا في آخره: فودته خطايا بني ادم. وهؤلاء ممن روى عن عطاء بعد الاختلاط، وقال الترمذي: حسن صحيح! وسيأتي برقم (3046) و (3537) ، وانظر (2643) ه
    (حاشية مسند أحمد 5/14)

    قلت: وحماد بن سلمة روى عن عطاء قبل الاختلاط وبعده ولم يميز. (انظر الضعفاء للعقيلي 3/398)

    ورواه ابن خزيمة (2/1293) من طريق أبي الجنيد عن حماد بن سلمة فجعله من رواية عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير وهي رواية منكرة. أبو الجنيد ليس بثقة كما قال ابن معين.

    وقد رواه جماعة من الحفاظ الثقات عن ابن خثيم وليس فيه أنه من أحجار الجنة.
    فرواه علي بن عاصم وجرير بن عبد الحميد وعبد الرحيم الرزاي وثابت أبو زيد وفضيل بن سليمان خمستهم عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَأْتِي هَذَا الْحَجَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ يَشْهَدُ لِمَنِ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ.

    ورواه عفان بن مسلم ويونس بن محمد وروح بن عبادة ومؤمل بن إسماعيل أربعتهم عن حماد بن سلمة عن ابن خثيم كما هي رواية أقرانه السابقين. (انظر المسند الموضوعي للكتب العشرة 5/393)

    فهذا هو المحفوظ من حديث ابن خثيم يرويه عن ابن عباس وليس فيه أنه من أحجار الجنة فهي زيادة شاذة في هذا الحديث والله أعلم.

    ورواه الطبراني (11314) من طريق محمد بن عمران عن أبيه عن محمد بن أبي ليلى عن عطاء ابن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعاً.
    وخالفه وكيع عند ابن أبي شيبة (14145) فرواه عن ابن أبي ليلى موقوفاً على ابن عباس وهو أصح إلا أن ابن أبي ليلى ضعيف سيء الحفظ جداً ويشتد ضعفه إذا روى عن عطاء كما ههنا. (تهذيب الكمال 25/624)

    ورواه الفاكهي في أخبار مكة (1/83) من طريق إسماعيل بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَمِّهِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ مرفوعاً. فجعله من مسند أُبيّ بن كعب ! وابن أبي أويس ضعيف لا يحتج بما تفرد به. (تهذيب الكمال 3/127)
    وكذلك رواه الأزرقي في أخبار مكة (1/327) من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ. وإبراهيم بن أبي يحيى متهم بالكذب.
    ثم هو من رواية أبي الزبير وهو مدلس ولم يصرح بالسماع.

    ورواه محمد بن أبي الضيف عن عبد الله بن عثمان بن خثيم من كلام ابن عباس قال: الحجر والمقام من جوهر الجنة. أخبار مكة للفاكهي (1/84) ومحمد بن أبي الضيف مجهول الحال.

    ورواه الفاكهي في أخبار مكة (968) عن ابن عباس بلفظ: لَيْسَ فِي الْأَرْضِ شَيْءٌ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا الرُّكْنَ وَالْمَقَامَ. موقوف وفيه طلحة بن عمرو المكي متروك الحديث. (التقريب 3030)

    ورواه في (969) عن ابن عباس بلفظ: الركن والمقام من ياقوت الجنة. موقوف أيضاً وفيه حفص بن عمر العدني وهو ضعيف. (ميزان الاعتدال 1/560)

    ورواه في (970) عن ابن عباس مطولاً من طريق عبد المنعم بن إدريس بن سنان عن أبيه. وعبد المنعم متهم بالكذب وأبوه ضعيف وقال الدارقطني متروك. (ميزان الاعتدال 2/668 – 1/169)

    ورواه الفاكهي (22) وإسحاق بن راهويه (938-مسند ابن عباس) من طريق إسرائيل بن يونس عَن أبي يحيى القتات عَن مجاهد عَن ابن عَبَّاس قال: نزل آدم بالحجر الأسود يمسح بدموعه وهو أبيض من الكرسف... الحديث موقوف وهو منكر. أبو يحيى فيه ضعف ورواية إسرائيل عنه منكرة. قال أحمد: روى عنه إسرائيل أحاديث كثيرة مناكير جدا. (تهذيب الكمال 34/402)

    ورواه الأزرقي في أخبار مكة (1/323) من طريق مسلم بن خالد عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس موقوفاً عليه. ومسلم بن خالد مختلف فيه وقال أبو حاتم والبخاري: منكر الحديث. (تهذيب الكمال 27/512)
    ثم رواه الأزرقي بعده عن مسلم بن خالد وسفيان بن عيينة عن ابن جريج عن عطاء عن عبد الله بن عمرو وهو أشبه والله أعلم.

    ورواه في (1/327- 328) من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى وهو متهم بالكذب. (تهذيب الكمال 2/186)

    ورواه في (1/328) من طريق عثمان بن ساج عن يَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ عن عطاء عن ابن عباس. ويحيى متروك متهم بالكذب. (تهذيب الكمال 31/226)

    ورواه في (1/325) من طريق هشام بن سليمان عن ابن جريج عن منصور بن عبد الرحمن عن ابن عباس بلفظ (أُنْزِلَ الرُّكْنُ وَالْمَقَامُ مَعَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ) واسناده ضعيف فيه عنعنة ابن جريج وهو مدلس ومنصور بن عبد الرحمن لم يدرك ابن عباس.

    ورواه بلفظ نحوه في (1/329) من طريق سعيد بن سالم عن عثمان بن ساج عن عطاء عن ابن عباس.
    وعثمان بن ساج ضعيف قال أبو حاتم: لا يحتج به. (تهذيب الكمال 19/468) ثم هو لم يدرك عطاء وإنما يروي عنه بواسطة فاسناده منقطع.

    فالخبر لا يصح عن ابن عباس لا مرفوعاً ولا موقوفاً وإن كان اسناد الرواية الموقوفة أحسن حالاً من المرفوع فعامة هذه الأخبار كما رأيت أسانيدها ضعيفة أو واهية لا تقوم بها حجة. وإن اعتبرنا صحة ثبوت الرواية الموقوفة بمجموع طرقها فهي موقوفة على ابن عباس ولا تفيد في حكم الرفع.
    وقد صحح الحديث المرفوع بمجموع طرقه الأستاذ شعيب الأرناؤوط ثم تراجع عنه في تخريجه لحديث أنس كما سيأتي وهو الصواب والله أعلم.


    2- حديث أنس بن مالك:


    قال البيهقي: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ ثنا شَاذُّ بْنُ فَيَّاضٍ أَبُو عُبَيْدَةَ ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ مِنْ حِجَارَةِ الْجَنَّةِ. ه
    السنن الكبرى (5/122) والطبراني في الأوسط (5/164) ومسند ابن الجعد (941) والبزار (13/443)

    قال البزار: هَذَا الْحَدِيثُ لا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ عَن قَتادة عَن أَنَس إلاَّ عُمَر بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَلَيْسَ هُوَ بِالْحَافِظِ وَإِنَّمَا يُكْتَبُ مِنْ حَدِيثِهِ ما لا يحفظ من غيره. ه

    قال شعيب الأرناؤوط: عمر بن إبراهيم وهو العبدي البصري في حديثه عن قتادة ضعف فالإسناد ضعيف.
    وقال: قلنا: وقد سلف عن ابن عباس برقم (2795) مرفوعاَ لكنه بإسناد ضعيف وذكرنا عنده حديث أنس هذا شاهداَ له دون الإشارة إلى وقفه وهو سَبْقُ قلم وإلا فكان ينبغي التنويه بأن هذا الحديث لا يصح إلا موقوفاً والله تعالى أعلم. ه (تحقيق المسند21/380)

    قال أبو حاتم الرازي: أخطأَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَرَوَاهُ شُعْبَةُ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ المِصْري عَنْ قَتادة عن أنس موقوفً. العلل (3/221)

    وقال الدارقطني: يرويه عمر بن إبراهيم العبدي عن قتادة عن أنس مرفوعا ورواه غندر عن شعبة موقوفا وهو الصواب. العلل (2527)

    وقال العقيلي: وَهَذَا يُرْوَى عَنْ أَنَسٍ مَوْقُوفًا. الضعفاء (3/146)

    قلت: الموقوف عن أنس رواه أحمد (13944) وابن الجعد (940) واللفظ له وابن أبي شيبة (14148) من طريق شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: الْحَجَرُ مِنَ الْجَنَّةِ. واسناده صحيح.

    وفي نزهة السامعين ص 110 قال ابن حجر: عقبَة بن عبد الله عَن قَتَادَة عَن أنس أَن كَعْبًا أخبرهُ إِن الْحجر ياقوته من يَوَاقِيت الْجنَّة وَأَن زَمْزَم خفقة من جنَاح جِبْرِيل. ه

    قلت: عقبة ضعيف وكتاب نزهة السامعين في رواية الصحابة عن التابعين هو اختصار لكتاب الخطيب البغدادي.

    وقد رواه الحاكم (1/627) عن أنس بلفظ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة. وفيه داود بن الزبرقان وهو متهم بالكذب. (تهذيب الكمال 8/394)

    وقال ابن طاهر المقدسي: حَدِيث كَانَ الْحجر من ياقوت الْجنَّة فمسحه الْمُشْركُونَ فاسود من مسحهم إِيَّاه. رَوَاهُ سعيد بن ميسرَة عَن أنس. وَسَعِيد مُنكر الحَدِيث لايكتب حَدِيثه. ذخيرة الحفاظ (3910)

    فحديث أنس لا يصح مرفوعاً وإنما صح موقوفاً من قوله. وروي عنه عن كعب والله أعلم.


    3- حديث عبد الله بن عمرو بن العاص:


    قال الامام أحمد: حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا رَجَاءٌ أَبُو يَحْيَى حَدَّثَنَا مُسَافِعُ بْنُ شَيْبَةَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ فَأَنْشُدُ بِاللهِ ثَلَاثًا وَوَضَعَ إِصْبَعَهُ فِي أُذُنَيْهِ: لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّ الرُّكْنَ وَالْمَقَامَ يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ طَمَسَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نُورَهُمَا وَلَوْلَا أَنَّ اللهَ طَمَسَ نُورَهُمَا لَأَضَاءَتَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ.
    رواه أحمد (7000) والترمذي (878) وابن خزيمة (2732) وابن حبان (3710)

    قلت: رجاء بن صبيح أبو يحيى ضعيف. (تهذيب الكمال 9/165)

    ورواه ابن خزيمة (2731) من طريق أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مُسَافِعٍ الْحَجَبِيِّ. وأيوب بن سويد ضعيف قال ابن معين: يسرق الأحاديث. (تهذيب الكمال 3/476)
    وتابعه أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ عن أبيه عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عند البيهقي (9229)

    وخالف ابن جريج عند عبد الرزاق (5/39) فرواه عن ابن شهاب الزهري قال: أخبرني مسافع الحجبي أنه سمع رجلا يحدث عن عبد الله بن عمرو... الحديث وهو موقوف. وقد نص أبو حاتم الرازي على أن الزهري إنما يرويه موقوفاً.

    فالصحيح عن عبد الله بن عمرو موقوف والمرفوع ضعيف.

    قال ابن أبي حاتم: وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ رَجَاءُ بنُ صَبِيح أَبُو يَحْيَى الحَرَشِيُّ صاحبُ السَّقَط عَنْ مُسَافِع بْنِ شَيبة عن عبد الله بْنِ عَمْرو أَنَّهُ قَالَ: أشهدُ بالله لَسَمِعْتُ رسولَ الله يقول: الرُّكْنُ وَالمَقَامُ يَاقُوتَتَان مِنْ يَاقُوتِ الجَنَّةِ وَلَوْلاَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ طَمَسَ نُورَهُمَا لأَضَاءَتَا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ. فَقَالَ أبي: روى الزُّهْرِيُّ وشُعْبَةُ كلاهما عَنْ مُسافِع بن شَيبة عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو مَوْقُوفٌ وَهُوَ أشبهُ ورجاءٌ شيخٌ ليس بِقَوِيٍّ. العلل (3/317)

    وقال الترمذي: هَذَا يُرْوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو مَوْقُوفًا قَوْلُهُ وَفِيهِ عَنْ أَنَسٍ أَيْضًا وَهُوَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ. ه

    وقول الترمذي حديث غريب يعني بذلك ضعفه والله أعلم.

    وقال شعيب الأرناؤوط: قلنا: ورواية البيهقي هذه يُعلها ما رواه عبد الرزاق (8915) عن ابن جريج قال: حدثني عطاء هو ابن أبي رباح عن عبد الله بن عمرو وكعب الأحبار أنهما قالا: لولا ما يمسح به ذو الأنجاس من الجاهلية ما مسّه ذو عاهة إلا شفي وما من الجنة شيء في الأرض إلا هو. فرواية عبد الرزاق هذه هي من قول عبد الله بن عمرو وكعب الأحبار وقد صرح ابنُ جريج فيها بالتحديث. ه

    فالصواب ما قاله الأئمة أن الحديث من كلام عبد الله بن عمرو موقوفاً عليه ولا يصح مرفوعاً. ورواه الخطيب البغدادي كما ذكره ابن حجر عن عبد الله بن عمرو عن كعب. قال: ابْن جريج عَن عَطاء عَن عبد الله بن عَمْرو وَقد ذكر كَعْبًا إِنَّه ذكر الْحجر فَقَالَ.

    قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سَوَادَةَ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: حُجُّوا هَذَا الْبَيْتَ وَاسْتَلِمُوا هَذَا الْحَجَرَ فَوَاللَّهِ لَيُرْفَعَنَّ أَوْ لَيُصِيبَنَّهُ أَمْرٌ مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كَانَا الْحَجَرَيْنِ أُهْبِطَا مِنَ الْجَنَّةِ فَرُفِعَ أَحَدُهُمَا وَسَيُرْفَعُ الْآخَرُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَمَا قُلْتُ فَمَنْ مَرَّ عَلَى قَبْرِي فَلْيَقُلْ: هَذَا قَبْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الْكَذَّابِ . ه مصنف ابن أبي شيبة (14149)

    قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: لَقَدَ نَزَلَ الْحَجَرُ مِنَ الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ فَمَا سَوَّدَهُ إِلَّا خَطَايَا بَنِي آدَمَ. ه مصنف ابن أبي شيبة (14146)


    4- حديث أبي هريرة:


    قال إسحاق: أخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ نا الْحَسَنُ بْنُ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمْ يَبْقَ مِنَ الْجَنَّةِ فِي الْأَرْضِ شَيْءٌ إِلَّا هَذَا الْحَجَرُ وَغَرْسُ الْعَجْوَةِ وَأَوْدَاءٌ مِنَ الْجَنَّةِ يَصُبُّ فِي مَاءِ الْفُرَاتِ كُلَّ يَوْمٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. فَقَالَ رَجُلٌ: أَسَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: أَنَا مَا طَهْوَى فَأَعَادَ عَلَيْهِ فَقَالَ: أَنَا مَا طَهْوَى. ه
    مسند اسحاق بن راهويه (1/282) وتاريخ بغداد (1/360) وطبقات المحدثين لأبي نعيم (3/522)
    ونقل عن أبي عبيد قال: قَوْلُهُ أَنَا مَا طَهْوِي. يَقُولُ فَأَنَا مَا عَمَلِي وَمَا صَنْعَتِي إِنْ لَمْ أَكُنْ قَدْ أَحْكَمْتُ لَكُمْ هَذَا وَأَنْضَجْتُهُ كَمَا أَنْضَجَتِ الطُّهَاةُ اللَّحْمُ وَالطُّهَاةُ الطَّبَّاخُونَ.

    قلت: الحديث تفرد به الحسن بن سالم بن أبي الجعد عن أبيه عن أبي هريرة ولم يتابع عليه. والحسن بن سالم قال فيه ابن معين: صالح. وأبوه سالم قال ابن حجر: ثقة وكان يرسل كثيراً. (انظر التقريب 2170) ونقلوا عن أحمد بن حنبل قال: سَالِمٌ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. المغني لابن قدامة (2/495) ونصب الراية (2/399)

    فهذا اسناد ضعيف لعلة الانقطاع ولتفرد الحسن بن سالم بروايته وحاله أقل من أن يحتج بما تفرد به لاسيما والمتن الذي يرويه فيه زيادة غريبة وهي قوله (وَأَوْدَاءٌ مِنَ الْجَنَّةِ يَصُبُّ فِي مَاءِ الْفُرَاتِ كُلَّ يَوْمٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ) فهذه الزيادة رفعها غريب وإنما وردت عن عبد الله بن عمرو موقوفة والله أعلم. (انظر الطبقات الكبرى لابن سعد 6/89)

    وهذه الزيادة أورد نحوها ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/41) من حديث ابن مسعود وقال: هَذَا حَدِيثٌ لا يَصِحُّ.


    5- حديث رَافِعَ بْنَ عَمْرٍو الْمُزَنِيَّ:


    قال الامام أحمد: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا مُشْمَعِلُّ بْنُ إِيَاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ سُلَيْمٍ الْمُزَنِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَافِعَ بْنَ عَمْرٍو الْمُزَنِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الْعَجْوَةُ وَالصَّخْرَةُ مِنَ الْجَنَّةِ. ه

    قال الألباني: أخرجه ابن ماجه (3456) وكذا أحمد (5/31) وأبو نعيم (9/50) من طريق عبد الرحمن بن مهدى حدثنا المشمعل بن إياس المزنى حدثنى عمرو بن سليم قال: سمعت رافع بن عمرو المزنى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: العجوة والصخرة من الجنة زاد ابن ماجه: قال عبد الرحمن: حفظت الصخرة من فيه.
    قال البوصيرى فى الزوائد (209/2) : هذا إسناد صحيح رجاله ثقات
    قلت: ورجاله ثقات رجال الشيخين غير المشمعل بن إياس وهو ثقة بلا خلاف أعلمه ولكنه قد اضطرب فى متنه فقال ابن مهدى عنه: (الصخرة) كما رأيت.
    وقال يحيى بن سعيد حدثنا المشمعل به بلفظ: والشجرة. مكان: الصخرة. أخرجه أحمد والحاكم (4/406) وقال: صحيح الإسناد على شرط مسلم. كذا قال! وسكت عنه الذهبى والمشمعل لم يخرج له مسلم. وقال عبد الصمد وهو ابن عبد الوارث حدثنا المشعل به إلا أنه قال: العجوة والصخرة أو قال: العجوة الشجرة فى الجنة شك المشمعل أخرجه أحمد.
    قلت (الألباني): وكل هؤلاء الرواة عن المشمعل ثقات حفاظ وقد اختلفوا عليه فى هذه اللفظة وذلك يدل على أنه لم يكن قد حفظها فكان يضطرب فيها فتارة يقول الصخرة وتارة الشجرة وتارة يتردد بينهما ويشك. والاضطراب دليل ضعف الحديث كما هو مقرر فى المصطلح والله أعلم. ه ارواء الغليل (8/311)

    قلت: وهو مع اضطرابه لم يبين راويه ما هي الصخرة وما المراد بها؟ أهي الحجر الأسود أم صخرة بيت المقدس أم غير ذلك.


    6- حديث عائشة:


    قال أَبُو الْوَلِيدِ الأزرقي: أَخْبَرَنِي جَدِّي حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَجَبِيِّ عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَكْثِرُوا اسْتِلَامَ هَذَا الْحَجَرِ فَإِنَّكُمْ تُوشِكُونَ أَنْ تَفْقِدُوهُ بَيْنَمَا النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ إِذْ أَصْبَحُوا وَقَدْ فَقَدُوهُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَتْرُكُ شَيْئًا مِنَ الْجَنَّةِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا أَعَادَهُ فِيهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ. ه أخبار مكة للأزرقي (1/434)

    قلت: هذا اسناد ضعيف غريب. عثمان بن ساج ضعيف قال أبو حاتم: لا يحتج به. (تهذيب الكمال 19/468)

    وزهير بن محمد قال الذهبي: ثقة يغرب ويأتى بما ينكر. (الكاشف 1666)

    قال أَبُو الْوَلِيدِ الأزرقي: حَدَّثَنِي جَدِّي حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَائِشَةَ وَهِيَ تَطُوفُ مَعَهُ بِالْكَعْبَةِ حِينَ اسْتَلَمَ الرُّكْنَ: لَوْلَا مَا طُبِعَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَا عَائِشَةُ مِنْ أَرْجَاسِ الْجَاهِلِيَّةِ وَأَنْجَاسِهَا إِذًا لْاسْتُشْفِيَ بِهِ مِنْ كُلِّ عَاهَةٍ وَإِذًا لَأُلْفِيَ الْيَوْمَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَيُعِيدَنَّه ُ إِلَى مَا خَلَقَهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِنَّهُ لَيَاقُوتَةٌ بَيْضَاءُ مِنْ يَوَاقِيتِ الْجَنَّةِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى غَيَّرَهُ بِمَعْصِيَةِ الْعَاصِينَ وَسَتَرَ زِينَتَهُ عَنِ الظَّلَمَةِ وَالْأَثَمَةِ لِأَنَّهُ لَا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى شَيْءٍ كَانَ بَدْؤُهُ مِنَ الْجَنَّةِ. ه أخبار مكة للأزرقي (1/322)

    قلت: هو أيضاً من رواية عثمان بن ساج وهو ضعيف ويرويه عنه سعيد بن سالم القداح وقد وصفوه بالصدق وقال ابن حبان: يهم فى الأخبار حتى يجىء بها مقلوبة حتى خرج بها عن حد الاحتجاج به. (المجروحين 1/320)

    وقد رواه بعده الأزرقي بنفس الاسناد عن سعيد بن سالم عن عثمان بن ساج عن ابن جريج عن عبد الله بن عمرو بن العاص وهو المحفوظ من كلام عبد الله بن عمرو والله أعلم.


    7- حديث أبي الطفيل:


    قال ابن أبي عاصم: حَدَّثَنَا سَمَوَيْهُ نا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ نا الْهُذَيْلُ بْنُ بِلَالٍ نا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَشَدَّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ وَكَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا ذَبَحُوا لَطَّخُوهُ بِالْفَرْثِ وَالدَّمِ. ه
    الاحاد والمثاني لابن أبي عاصم (5/241) وأخبار مكة للفاكهي (1/90) باسناد ضعيف فيه الهذيل بن بلال ضعيف. وقال ابن معين: ليس بشيء (ميزان الاعتدال 4/284) والمتن فيه نكارة.


    8- حديث سلمان:


    قال عبد الرزاق: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ: أَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا بَيْنَ زَمْزَمَ وَالرُّكْنِ وَالْمَقَامِ وَالنَّاسُ يَزْدَحِمُونَ عَلَى الرُّكْنِ فَقَالَ لِجُلَسَائِهِ: أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: نَعَمْ هَذَا الْحَجَرُ قَالَ: قَدْ أَدْرِي وَلَكِنَّهُ مِنْ حِجَارَةِ الْجَنَّةِ الَّتِي خَلَقَهَا اللَّهُ بِيَدِهِ لَيُحْشَرَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ وَشَفَتَانِ وَلِسَانٌ يَشْهَدُ لِمَنِ اسْتَلَمَهُ بِالْحَقِّ. ه
    مصنف عبد الرزاق (8883) وهذا اسناد معضل ضعيف.


    9- حديث علي:


    قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ قَالَ لِابْنِهِ: ابْغِنِي حَجَرًا قَالَ: فَذَهَبَ ثُمَّ جَاءَ وَقَدْ رَكِبَهُ فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ هَذَا؟ قَالَ: جَاءَنِي بِهِ مَنْ لَمْ يَتَّكِلْ عَلَى بِنَائِكَ جَاءَنِي بِهِ جِبْرِيلُ مِنَ السَّمَاءِ. ه
    مصنف ابن أبي شيبة (14144) والطبري (3/70) والحاكم (3154) وهو موقوف على علي بن أبي طالب وروي عن الشعبي نحوه عند عبد الرزاق (9108).


    هذا ما انتهى إليه علمي مما وقفت عليه من الأحاديث والآثار الواردة في الحجر الأسود أنه من أحجار الجنة والعلم عند الله تعالى وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.


    الخلاصة:


    قوله (الحجر الأسود من الجنة) لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما هو من كلام بعض الصحابة وليس له حكم الرفع لاحتمال تلقيه من أخبار أهل الكتاب لاسيما وقد ورد من كلام كعب الأحبار كما بينته في مقدمة البحث والله أعلم.

    وقد ورد في في الحجر الأسود أحاديث أخرى وأصح ما ورد في فضل الحجر قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ وَلَوْلاَ أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ. ه متفق عليه (بخ 1597 م2/925)

    هذا والحمد لله رب العالمين ...


    كتبه

    أحمد فوزي وجيه

    18/6/2020
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم أحمد فوزي
    هناك رواية عن سيدنا بن عمر رضي الله عنهما أخرجها أَبو عَلِيٍّ الحسنُ بنُ عَليِّ بنِ نَصْرٍ الطُّوْسِيُّ، المُلَقَّبُ: بِكَرْدُوشٍ (المتوفى: 312هـ) في كتابه مختصر الأحكام = مستخرج الطوسي على جامع الترمذي في بَابُ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ الْحَجَرِ الأَسْوَدِ وَالرُّكْنِ حيث قال: نَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ نَا مُحَمَّد ابْن أَبَانٍ قَالَ نَا مُحَمَّدُ بْنُ الأَزْرَقِ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ نَزَلَ الْحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الْجَنَّةِ وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ فَمَا سَوَّدَهُ إِلا خَطَايَا بَنِي آدَمَ
    ارجو منكم التكرم والنظر في هذا الاسناد جزاكم الله خيرا

  3. #3

    افتراضي رد: تخريج حديث (الحجر الأسود من الجنة) وبيانه من كلام كعب الأحبار

    وأخرج أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن العباس المكي الفاكهي (المتوفى : 272هـ) في كتابه أخبار مكة
    في ذِكْرُ فَضْلِ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ وَمَا جَاءَ فِيهِ، وَأَنَّهُ مِنْ حِجَارَةِ الْجَنَّةِ عدة أحاديث منها
    وَحَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ قَالَ: ثنا شَاذُّ بْنُ الْفَيَّاضِ قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ الْبَزَّارُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ مِنْ حِجَارَةِ الْجَنَّةِ " ثم قال الفاكهي رحمه الله
    - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: إِنَّ قَتَادَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَدَّثَهُ، مِثْلَهُ
    أخي الكريم أرجو التكرم أيضا والنظر في هذا الاسناد الأخير وهل هو خال من العلل التي تمنع صحة أحاديث الباب والله يوفقكم ويكتب لكم الأجر والثواب ان شاء الله

  4. #4

    افتراضي رد: تخريج حديث (الحجر الأسود من الجنة) وبيانه من كلام كعب الأحبار

    وفي هذا الحديث ( هَارُونُ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: إِنَّ قَتَادَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَدَّثَهُ، مِثْلَهُ ) التصريح بأنه من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أرجو ان يتسع صدرك أخي لاضافاتي المتكررة جزاك الله خيرا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2019
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: تخريج حديث (الحجر الأسود من الجنة) وبيانه من كلام كعب الأحبار

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا
    أنا بالفعل بحثت رواية الطوسي التي أسندها من حديث ابن عمر في مسودة البحث ولكني غفلت عنها ولم أنقلها هنا وهي رواية غريبة من حديث ابن عمر تفرد بروايتها الطوسي في مستخرجه وفي اسنادها محمد بن الأزرق لم أجد له ترجمة والظاهر أنه مجهول وليس هو محمد بن الفرج الأزرق الذي يروي عنه الحاكم في المستدرك فهذا الأخير متأخر وليس يروي عن حصين والله أعلم.

    بالنسبة لحديث أنس بن مالك فقد نص أئمة العلل على أن المحفوظ في حديث أنس هي الرواية الموقوفة وأما المرفوعة فهي خطأ. والرواية المذكورة عند الفاكهي هي من طريق هارون بن موسى بن طريف وهو مجهول الحال.

  6. #6

    افتراضي رد: تخريج حديث (الحجر الأسود من الجنة) وبيانه من كلام كعب الأحبار

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاك الله خيرا أخي أحمد على أدبك في الرد وسرعة تجاوبك
    أسأل الله أن يوفقك ويزيدك من فضله وإيانا وجميع المسلمين يارب

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: تخريج حديث (الحجر الأسود من الجنة) وبيانه من كلام كعب الأحبار

    لعل الأمر يحتاج الى مزيد بحث وتقصي .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2019
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: تخريج حديث (الحجر الأسود من الجنة) وبيانه من كلام كعب الأحبار

    لتحميل البحث بصيغة pdf

    وقد قمت بتفصيل البحث والتوسع في سبر الطرق وجمع الروايات مع التعديل والاستدراك بحسب ما ظهر لي من طرق وأدلة وأقوال نقاد الحديث

    واسأل الله التوفيق والقبول

    وهذا رابط البحث على مكتبة نور

    https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%...8%A7%D8%B1-pdf

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: تخريج حديث (الحجر الأسود من الجنة) وبيانه من كلام كعب الأحبار

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    لعل الأمر يحتاج الى مزيد بحث وتقصي .
    آفة العلم النسيان . . ولكن إن كان هناك ما يضاف , فهو كلمة وردت لابن عباس بما معناه "أن الحجر من بطن هذا الوادي" . . لعل صاحب الموضوع يتذكره . .
    . .
    والقول أنه من كلام الصحابة مجازفة . . لا يثبت هذا . .
    . .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •