قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لكعب رضي الله عنه : يا كعب حدثنا عن الموت قال: إن الموت كشجرة شوك أدخلت في جوف ابن آدم! فأخذت كل شوكة بعرق منه! ثم جذبها رجل شديد القوى فقطع منها ما قطع وأبقى ما أبقى.
ماصحة هذا الأثر؟
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لكعب رضي الله عنه : يا كعب حدثنا عن الموت قال: إن الموت كشجرة شوك أدخلت في جوف ابن آدم! فأخذت كل شوكة بعرق منه! ثم جذبها رجل شديد القوى فقطع منها ما قطع وأبقى ما أبقى.
ماصحة هذا الأثر؟
هذا اللفظ ذكره السمرقندي في التنبيه (ص:39).
وذكر نحوه أبو طالب المكي في قوت القلوب (ص:56) بلا إسناد، وعنه أبو حامد الغزالي في الإحياء (4/463)، وعنه عبد الحق الإشبيلي في العاقبة (ص:115)، وابن الجوزي في البستان (ص:146).
وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه [35643] فقال: حدثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ أَبِي هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ الضَّبِّيُّ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: قَالَ عُمَرُ: يَا كَعْبُ , حَدِّثْنَا عَنِ الْمَوْتِ , قَالَ: فذكر نحوه.
وتوبع أبو أسامة وهو حماد بن أسامة فيما أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/365)، فقال: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ أَبُو الْقَاسِمِ، ثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ، ثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ به.
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف جدا، فيه حفص بن دينار الضبعي ضعفه أبو زرعة وقال: "أي شيء يصنع به"، وذكره ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين، وعنه أبو هلال وهو محمد بن سليم الراسبي "ضعيف"، كذا قال الدارقطني.
وذكره ابن حبان في الضعفاء، وقال : " شيخ صدوق إلا أنه كان يخطئ كثيرا من غير تعمد حتى صار يرفع المراسيل ولا يعلم وأكثر ما كان يحدث من حفظه فوقع المناكير في حديثه من سوء حفظه،
والذي أميل إليه فيه ترك ما انفرد من الأخبار التي خالف فيها الثقات والاحتجاج بما وافق الثقات وقبول ما انفرد من الروايات التي لم يخالف فيها الأثابت التي ليس فيها مناكير". اهـ.
قلتُ: قد توبع، فأخرج ابن أبي الدنيا في الموت [186]، ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في الحلية (6/44) في ترجمة كعب الأحبار، فقال:
حدثنا خالد بن خراش حدثنا حماد بن زيد عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة أن عمر قال لكعب: أخبرني عن الموت، قال: فذكر نحوه إلا أنه قال:
"وليس منه عرق ولا مفصل إلا فيه شوك ورجل شديد الذراعين فهو يعالجها ينزعها"، فأرسل عمر دموعه. اهـ.
قلتُ: في الإسناد ابن جريج مدلس قد عنعن، ولم يصرح بالتحديث.
فالأثر لا يصح إلى ابن أبي مليكة فضلًا عن أنه مرسل.
والله أعلم.
جزاكم الله خيراً.