أين ملابس العيد ؟!

غرناطة الطنطاوي






اقترب العيد وخالد لم يشترِ بعدُ ملابس العيد.وكان كلما طلب من والده ملابس العيد، سكت والده ولم يجبه.
شعر خالد بالحزن الشديد، ونظر إلى ملابس والده، وتمنى أن تكون له ملابس مثلها، حتى يشعر بنفسه كبيرًا.
ولكن والده لا يريد أن يشتري له ملابس جديدة، سأل نفسه لماذا لماذا؟!!
ذهب خالد إلى أمه وطلب منها أن تشتري له ملابس العيد.. وأيضًا سكتت أمه ولم تجبه.
تحيَّر خالد من سكوت والديه، وشعر في نفسه أن ثمّة أمرًا جللاً قد حصل، ولا يريد والداه أن يخبراه به.
ذهب خالد إلى أخيه الكبير، وحكى له ما حصل معه.
قال له أخوه الكبير:
- يجب يا خالد أن تحترم سكوت والديك، وألا تلحَّ عليهما بالسؤال.
قال خالد:
- أريد أن أطمأن فقط لا غير.
قال أخوه الكبير:
- تعلَّمْ يا خالد ألا تلحَّ بالسؤال حتى من أقرب الناس إليك، هل فهمت؟
هزّ خالد رأسه، وسكت على مضض.
تتابعت الأيام ولم يبق على العيد إلا يومان اثنان، ولم يشترِ والد خالد ملابس العيد.
تذكر خالد ما قاله له أخوه الكبير، وقرر أن يلبس ملابس جميلة كانت عنده في السابق، بدلاً عن الملابس الجديدة، التي لم يشترِها لها أبوه.
استيقظ خالد على تكبيرات العيد الجميلة، فقز من سريره، وذهب ليتوضأ ليذهب مع أهله إلى صلاة العيد.
فتح خالد الخزانة وإذ به يرى ملابس جديدة على رف الخزانة، مزينة ومعطرة.
فرح خالد كثيرًا، ولبس الملابس الجديدة، ثم ركض إلى والديه يقبّلهما بفرح كبير.
ثم سأل خالد والده عن سبب تأخير شراء ملابس العيد، فقال له والده:
- يا حبيبي، عليك أن تتعلم الصبر، هذا أولاً.
قال خالد:
- وأمَّا ثانيًا.
قال أبو خالد:
- ثانيًا، كنت في ضائقة مالية، والآن والحمد لله فرجها الله عليَّ، واستطعت شراء ملابس العيد لك.
قال الجميع:
- الحمد لله.