زوجي منحرف، وبيتي أوشك على الدمار، فماذا أفعل؟
د. محمد عبد العليم
السؤال
زوجي يحب الله كثيرا ويخافه، ولكنه ضحية لتربية فاسدة من أبويه، والأم تدلعه وتتركه، والأب قدوة سيئة جدا، وهو يعاني منذ سن العشرين تقريبا، وهو الآن عمره 32 عاما، ومنذ بداية فترة الثانوية وهو لم يترك معصية إلا وارتكبها، ولا أحد يسأل عنه، ولا أحد يهتم بصلاحه.
شرب الخمر، وزنا، ونصب، وتشكك في الدين، ولديه عدوانية في التصرف، وعدم ضمير وخوف من الله أحيانا، وأفلام إباحية، وخيانة، وكذب، وتفكير - فقط - في زنا المحارم، وأصبح يرى نفسه في المرآة وعيناه تلمعان، ويقول لي: بأنه يشعر بأنه شخصيتان، أحداهما صالح والآخر فاجر.
هو يصلي منذ سنة فقط بلا انقطاع، ونحن متزوجون منذ 3 سنوات، ولدينا طفلة، ويخاف الله، ويندم على ذنوبه جدا، ولكن شيطانه قوي.
الآن تطارده فكرة زواجه بعاهرة، وممارسة الجنس الجماعي معها، بأن يجلب لها رجال آخرين معه في الفراش، وهذه الفكرة مسيطرة عليه جدا، ويسعى لتنفيذها قريبا، وكلما يفكر في العواقب الدنيوية والأخروية يتمنى الانتحار، لأنه على اعتقاد بأن الله لا يريد هدايته.
أنا دائمة الدعاء له في الصلاة، ودائما أجعل القرآن مسموعا في البيت، وأتقرب من الله ما استطعت، وهو كذلك يتمنى قربه من الله، ويحب الله جدا، ولكن بيتي أوشك على الدمار، فماذا أفعل له كي أمنعه؟
كما أنه على اقتناع منه وتوبة، وأنا تكلمت مع الإنسانة التي توافقه الرأي، وخوفتها من الله، ودائما أخوفه من الله وأكرهه بالعقوبة، ولكن يتصرف كيفما يوجهه الشيطان.
أفيدوني ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الكريستاله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
حقيقة هذه السمات التي ذكرت حول هذا الأخ، هي سمات تدل على اضطراب حقيقي في المسلك والسلوك وربما الشخصية، وربما توجد أيضا اضطرابات فوق اضطراب الشخصية.
نحن بالطبع مبدؤنا المهني هو الحياد، وأن لا نضع أحكاماً تشخيصية على أي إنسان دون أن نقوم بفحصه، والاستماع إلى الآخرين، وإعطاء التاريخ المرضي مهم جداً، ومعظم ما يدلى به يكون فيه مصداقية كما ورد في رسالتك، ونحن نقدر لك محاولتك لمساعدة زوجك الكريم، وإخراجه مما هو فيه، وأرى أن الأمر فوق طاقتك حقيقة، فهذا الرجل - شفاه الله وعافاه-يجب أن يعرض على طبيب نفسي، ولابد من التحقق من التشخيص، ومن ثم إعطائه العلاج المناسب.
ونوعية هذه الحالات كثيراً ما ندخلها في مستشفيات، ونراقبها، ونقوم بإجراء الفحوصات، أو تتم معاينة المريض في فترات متلاحقة ومتقاربة على مستوى العيادات الخارجية، وتجرى الفحوصات إلى أن يتم التأكد من التشخيص، ثم إعطائه العلاج الصحيح، وهذا الأخ يحتاج إلى خدمة مثل هذه، وبشيء من الكياسة، أعتقد أنه يمكن أن تقنعيه بضرورة مقابلة الطبيب، خاصة أن أفكاره وتمنيه للانتحار ربما يكون مدخلاً جيداً لك لتقنعيه بالذهاب لمقابلة الطبيب.
لا تخوضي معه كثيراً حول أفكاره، أو لا تجعليها سببا مباشرا أن يذهب إلى الطبيب، فربما يرفض الذهاب بناء على فكرك الخاص به، ولكن موضوع الاكتئاب ربما يكون الانتحار الذي هو بسبب الاكتئاب الشديد، وعليه يمكن أن تتخذي هذه الذريعة، وبالفعل ذريعة ضرورية لأن يذهب ويقابل الطبيب.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً،