الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد: فإننا إخواني في الله قد خُلقنا لعبادة الله ذي الجلال، وملازمة طاعته على الدوام، ولا يعني رحيل شهر رمضان ترك عبادة الرحمن، وهجر القيام وقراءة القرآن، وترك الصدقة والإطعام، ولا يعني رحيله الإسراف بالعصيان، وترك البر، وبذل المعروف والإحسان؛ فإن طاعة الله عز وجل واجبة على الإنسان على الدوام، لازمة للعباد حتى الممات؛ قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99]، فليس هناك غاية لانقطاع العمل الصالح إلا الموت.
وذكر الله عز وجل عن عيسى سلام الله عليه أنه قال: ﴿ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴾ [مريم: 31].
وقال تعالى: ﴿ وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ ﴾ [النحل: 52]، ﴿ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا ﴾: أي: له الطاعة والإخلاص، دائمًا ثابتًا واجبًا.
فالمؤمن يعبد الله طول حياته، ثابت على ذلك ثبوت الجبال الرواسخ، دائم عليه ما دامت الأرض والسماوات، ملازم له ملازمة الصبغ للثوب لا يفارقه؛ قال تعالى: ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ﴾ [البقرة: 138].
وما أحسن تفسير العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله لهذه الآية! فقد قال: "الزموا صبغة الله، وهو دينه، وقوموا به قيامًا تامًّا بجميع أعماله الظاهرة والباطنة، وجميع عقائده في جميع الأوقات، حتى يكون لكم صبغة وصفة من صفاتكم.
فإذا كان صفة من صفاتكم، أوجب ذلك لكم الانقياد لأوامره طوعًا واختيارًا ومحبة، وصار الدين طبيعة لكم بمنزلة الصبغ التام للثوب الذي صار له صفة، فحصلت لكم السعادة الدنيوية والأخروية، لحث الدين على مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، ومعالي الأمور؛ فلهذا قال على سبيل التعجب المتقرر للعقول الزكية: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ﴾؛ أي: لا أحسن صبغة من صبغته، وإذا أردت أن تعرف نموذجًا يبين لك الفرق بين صبغة الله وبين غيرها من الصبغ، فقِسِ الشيء بضده، فكيف ترى في عبد آمن بربه إيمانًا صحيحًا، أثر معه خضوع القلب وانقياد الجوارح، فلم يزل يتحلى بكل وصف حسن، وفعل جميل، وخلق كامل، ونعت جليل، ويتخلى من كل وصف قبيح، ورذيلة وعيب، فوصفه الصدق في قوله وفعله، والصبر والحلم، والعفة والشجاعة، والإحسان القولي والفعلي، ومحبة الله وخشيته، وخوفه ورجاؤه، فحاله الإخلاص للمعبود، والإحسان لعبيده، فقِسْهُ بعبد كفر بربه، وشرد عنه، وأقبل على غيره من المخلوقين، فاتصف بالصفات القبيحة؛ من الكفر والشرك، والكذب والخيانة، والمكر والخداع، وعدم العفة، والإساءة إلى الخلق في أقواله وأفعاله، فلا إخلاص للمعبود، ولا إحسان إلى عبيده.
فإنه يظهر لك الفرق العظيم بينهما، ويتبين لك أنه لا أحسن صبغة من صبغة الله، وفي ضمنه أنه لا أقبح صبغة ممن انصبغ بغير دينه.
وفي قوله: ﴿ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ﴾ بيان لهذه الصبغة، وهي القيام بهذين الأصلين: الإخلاص والمتابعة؛ لأن العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، ولا تكون كذلك حتى يشرعها الله على لسان رسوله، والإخلاص: أن يقصد العبد وجه الله وحده في تلك الأعمال، فتقديم المعمول يؤذن بالحصر.
وقال: ﴿ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ﴾ فوصفهم باسم الفاعل الدال على الثبوت والاستقرار؛ ليدل على اتصافهم بذلك، وكونه صار صبغة لهم ملازما"؛ ا.هـ.
أحبابي الكرام، بعد فرح كبير وسرور عظيم، بقدوم ضيف عزيز كريم، أقام فينا أيامًا معدودات، فما لبث أن رحل وفات، ففاز فيه من استعد له فأحسن العمل، وخاب من أساء فيه وعنه غفل، فما أشد خسارته، وأعظم خيبته! حيث صرف همه وعمله، وجهده ووقته في غير أسباب مغفرة الله له ورحمته، فلم يغفر لله له، فأبعده؛ ((صعد نبينا صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: آمين، آمين، آمين، قيل: يا رسول الله، إنك صعدت المنبر، فقلت: آمين، آمين، آمين، قال: أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام فقال: من أدرك شهر رمضان فلم يُغفر له، فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين، فقال: يا محمد، ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات، فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين، قال: ومن ذُكرت عنده فلم يصلِّ عليك فمات، فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين))؛ [أخرجه ابن حبان وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه المحدث الألباني رحمه الله في "صحيح الترغيب"].
فيا من عبدتم الله في رمضان فأحسنتم فيه العمل، احذروا، ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ﴾ [النحل: 92]، فإياكم بعد هذه الدروس الإيمانية العظيمة، والأخلاقية التربوية المفيدة، من نقض الغزل بعد غزله، وتضييع عنائه وجهده.
وإياكم والتفريط في الصلوات المكتوبات، وترك الطاعات والقربات، بعد أن وجدتم حلاوة الإيمان، ولذة مناجاة الرحمن.
إياكم وتضييع الأوقات في متابعة الغناء والمسلسلات، وفي الملاهي وعلى الأرصفة والطرقات في قيل وقال، وإطلاق للنظرات الخائنات، ومعاكسة للبنات والشابات، فاتقوا الله لعلكم ترحمون، ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281].
إياكم ومكر الشيطان أن يستدرجكم بخطواته، ويغركم بتلبيساته، ويفتنكم بإغراءاته؛ فبعد رمضان تطلق الشياطين من قيودها، وتفك من أواصرها وأغلالها، ودعوتهم لبني آدم واضحة، وأهدافهم تجاههم ظاهرة، أن تكونوا من أصحاب الجحيم، فسيسعون في سبيل ذلك جاهدين، في هدم أعمالكم السابقة، وإشغالكم عن الأعمال اللاحقة، وإغراقكم في أوحال الشهوات، ومستنقعات الشبهات، وفي سبات الغفلات، وقد حُذِّرتم منهم في كتاب ربكم العظيم؛ فقال ربنا تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 6].
فيا من عبدتم الله في رمضان، ما خُلقنا لنلهوَ بعده وننام ونلعب، ونأكل ونتزوج ونشبع، فقد كرمك الله أيها الإنسان.
أيها الأحباب، إن المداومة على الأعمال بعد مواسم الطاعات علامة توفيق وقبول، ودليل شكر وإخلاص وهداية.
فإتباع الحسنات بعد الحسنات، والاجتهاد بعدها بالطاعات والقربات - دليلٌ على صدق صاحبها وإيمانه، وخوفه من الله ووجله، وعظيم انكساره لربه، وعدم إعجابه بنفسه، ودليل على علو همته، وتقواه وخشيته؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27].
والله جل جلاله فرض الصيام على العباد لحكمة تشريعية حكيمة، ومقصد رباني عظيم، أن تخرجوا بعده من المتقين، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].
وقد وصف الله عباده المؤمنين بقوله جل ذكره: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾ [المؤمنون: 60، 61].
هكذا كان سلفنا الكرام؛ قال عبدالعزيز بن أبي رواد رحمه الله أحد الأئمة العباد: "أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح، فإذا فعلوه وقع عليهم الهم، أيقبل منهم أم لا؟"؛ [كما في الكتاب القيم "لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف"؛ للحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله].
فهذا حالهم رضوان الله عليهم، فهل حالنا كحالهم، وعملنا كعملهم؟ أصلح الله أحوالنا.
بخلاف الذي أسرف بعد رمضان على نفسه، وترك طاعة ربه، فأتبع الحسنة بالسيئات، ووقع بعده بالغفلة، وفرط بالمعصية، ولم يبادر إلى التوبة من تقصيره، والرجوع من تفريطه، فـ"عملٌ كالسراب، وقلب من التقوى خراب، وذنوب بعدد الرمل والتراب، ثم تطمع في الكواعب الأتراب؟ هيهات، أنت سكران بغير شراب، ما أكملك لو بادرت أملك! ما أجلَّك لو بادرت أجَلَك! ما أقواك لو خالفت هواك!"؛ كما قال يحيى بن معاذ رحمه الله؛ [تاريخ بغداد، وصفوة الصفوة].
وفي الحديث: ((ومن سرته حسنته، وساءته سيئته، فهو مؤمن))؛ [رواه الترمذي وغيره عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وصححه المحدث الألباني رحمه الله في "صحيح الترمذي"].
وجاء في "شعب الإيمان" للبيهقي رحمه الله وغيره: أن وهيب بن الورد رأى قومًا يضحكون يوم عيد الفطر، فقال: "إن كان هؤلاء تقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الشاكرين، وإن كان هؤلاء لم يتقبل منهم صيامهم، فما هذا فعل الخائفين".
ولنحمد الله ونشكره على سعة فضله، وعظيم عطائه، فقد جعل لنا نوافل بعد الفرائض يتطوع بها العبد؛ حتى يزداد من الله قربًا، وتكميلًا للنقص في الفرائض وجبرًا؛ وفي الحديث: ((أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة، يقول ربنا عز وجل لملائكته وهو أعلم: انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها؟ فإن كانت تامة كُتبت له تامةً، وإن كان انتقص منها شيئًا، قال: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فإن كان له تطوع، قال: أتموا لعبدي فريضته، ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم))؛ [أخرجه أبو داود في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه المحدث الألباني رحمه الله في "صحيح الجامع"].
إخواني في الله، فماذا بعد رمضان؟
بعد رمضان: صلِّ نوافل الصلاة؛ كالرواتب القبلية والبعدية، والشروق والضحى، والقيام والوتر.
بعد رمضان: صُمْ نوافل الصيام بعد أداء حق الله وقضائه؛ كالست من شوال في شوال؛ فإنه بعد رمضان كصيام الدهر، فلا تفوت الأجر، وصُمْ عاشوراء وعرفة، وثلاثة أيام من كل شهر، تُذهِب وحر الصدر، والاثنين والخميس من كل أسبوع.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ وأي الصيام أفضل بعد شهر رمضان؟ فقال: أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة الصلاةُ في جوف الليل، وأفضل الصيام بعد شهر رمضان صيام شهر الله المحرم)).
بعد رمضان: تفقد الجيران، وصلِ الأرحام، وأطعم الطعام، وأفشِ السلام؛ وفي الحديث: ((أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام - تدخلوا الجنة بسلام))؛ [رواه الترمذي عن عبدالله بن سلام رضي الله عنه، وصححه المحدث الألباني في "صحيح الترمذي"].
بعد رمضان: احرص على حلق العلم، ومجالس الذكر، وحضور المحاضرات عند العلماء الربانيين، وطلاب العلم المؤتمنين؛ فإنها مجالس يحبها الرحمن، ويحفظ أهلها من الخذلان، ويجازيهم عليها بالعفو والغفران، مجالس من رياض الجنان؛ في سنن الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: حِلَق الذكر))؛ [حسنه المحدث الألباني رحمه الله في "صحيح الترمذي"].
بعد رمضان: كن حافظًا لكتاب الله، مقيمًا لحدوده، مديمًا للذكر، عاملًا بالشرع، متبعًا للسنة، محبًّا لإخوانك، حريصًا على الخير، متجنبًا للشر، آكلًا للطيبات، ممتنعًا عن الخبائث المحرمات، آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر.
بعد رمضان: ادعُ إلى ربك الواحد الديان بتعليم التوحيد والسنة للأنام؛ وفي الحديث: ((فوالله لأن يُهدَى بك رجل واحد خير لك من حُمْرِ النَّعَم))؛ [أخرجه البخاري عن سهل بن سعد الساعدي].
بعد رمضان: لتكن همتك عالية، اطلب المعالي، واحذر سفاسف الأمور ودنيئها، واستعذ بالله من العجز والكسل، والجبن والبخل.
وتذكر: أن العبرة ليست بالكثرة العابرة، وإنما بالصدق والإخلاص في العمل وإن قلَّ مع المداومة؛ ((سُئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: أدومها وإن قل))، وقال: ((اكلُفُوا من الأعمال ما تطيقون))؛ [أخرجه البخاري عن عائشة رضي الله عنها].
وأخيرًا أخي الحبيب، كن ربانيًّا ولا تكن رمضانيًّا، فربُّ رمضان هو رب شوال، ورب كل شهور العام، فعليك بطاعة الله على الدوام، وأن تسأل الرحمن الثبات على ذلك حتى الممات، وقد ((قيل لأم سلمة رضي الله عنها: ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك؟ قالت: كان أكثر دعائه: يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك، قالت: فقلت: يا رسول الله، ما أكثر دعاءك: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك؟ قال: يا أم سلمة، إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله، فمن شاء أقام، ومن شاء أزاغ))؛ [أخرجه الترمذي في سننه، وصححه المحدث الألباني رحمه الله في "صحيح الترمذي"].
هذا، وأسأل الله أن يلحقنا بعباده الصالحين، وأن يصلح أحوال المسلمين.
اللهم فرج همومنا، وارفع الضراء عنا، واكشف عنا ما أصابنا من غمة، واحفظنا بحفظك، واحرسنا يا حي يا قيوم بعينك التي لا تنام، وارفع البلاء والوباء عنا، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
اللهم عليك توكلنا، وإليك التجأنا، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
اللهم اجعلنا في حماك، واجعل عملنا في رضاك، لا إله إلا أنت.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا، ولجميع المسلمين، الأحياء منهم والميتين، برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على نبيه محمد وآله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/140499/#ixzz6OcIS505p