الناس من حيث إظهارهم الإيمان و الكفر أو إبطانهما ذلك أربعة أقسام:


القسم الأول: من يظهر الإيمان و يبطن الإيمان و هو الأصل في المؤمن.
القسم الثاني: من يظهر الكفر و يبطن الكفر و هو الأصل في الكافر.
القسم الثالث: من يظهر الإيمان و يبطن الكفر و هو المنافق.
القسم الرابع: من يظهر الكفر و يبطن الإيمان و هو المؤمن المضطر.


في بداية سورة البقرة ذكر الله الأصناف الثلاثة الأولى: المؤمن ثم الكافر ثم المنافق من قوله تعالى: (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) إلى قوله تعالى: (يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه ...).


أما الصنف الرابع فقد أشار الله إليه في آيتين في سورة النحل و غافر:
قال الله تعالى: (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان و لكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله و لهم عذاب عظيم) [سورة النحل: آية 106].
و قال الله تعالى: (و قال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه ...) [سورة غافر: آية 28].


السر الذي أشارككم به هو أن في القرآن الكريم سورة مسماة بكل صنف من الأصناف الأربعة كالتالي: سورة المؤمنين و سورة الكافرين و سورة المنافقين.
بقي اسم السورة الرابعة المختصة بالمؤمن الذي يكتم إيمانه فما هي؟
إنها سورة غافر فمن أسمائها الغير مشهورة عند العوام: سورة المؤمن، و هي إشارة إلى مؤمن آل فرعون الذي يكتم إيمانه.


بعض السور في القرآن الكريم لها أكثر من اسم، لكن الأسماء الأخرى ليست مشهورة عند العوام و إنما معروفة للعلماء و طلاب العلم.


أمثلة:


سورة التوبة لها اسم آخر: سورة الفاضحة.
سورة الإسراء لها اسم آخر: سورة بني إسرائيل.
سورة غافر لها اسم آخر: سورة المؤمن.
سورة محمد لها اسم آخر: سورة القتال.


فسبحان الله الذي أودع كتابه بدائع الإعجاز و لطائف الألغاز.