بسم الله، الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، و آله و صحبه و من والاه، أما بعد:


قال أحد الشعراء:


دع المساجد للعُبّاد تسكنها *** و سر إلى حانة الخمار يسقينا
ما قال ربك ويل للألى سكروا *** و إنما قال ويل للمصلينا


هذان البيتان اشتملا على عدة أخطاء.


الخطأ الأول:
في قوله: (دع المساجد للعُبّاد تسكنها) استهزاء خفي (بالتمليح) بالعُبّاد لأن المساجد لا تبنى ليسكنها العُبّاد و إنما ليعمروها كما قال الله تعالى: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله و اليوم الآخر ...).


الخطأ الثاني:
في قوله: (و سر إلى حانة الخمار يسقينا) دعوة إلى المنكر و مجاهرة بالمعصية.


الخطأ الثالث:
في قوله: (ما قال ربك ويل للألى سكروا) جهل بالدين لأن الذنب إذا لم يرد فيه التصريح بالويل في القرآن الكريم فلا يعني أنه هين عند الله عز و جل، فشرب الخمر ترتب عليه حد في الدنيا و لعن و عذاب في الآخرة فهو من كبائر الذنوب.


الخطأ الرابع:
في قوله: (و إنما قال ويل للمصلينا) خطأ جسيم و هو إطلاق المقيد، فالله لم يتوعد المصلين كلهم على الإطلاق بالويل و إنما قيد الويل بصنف خاص منهم و هم: (الذين هم عن صلاتهم ساهون . الذين هم يراؤون و يمنعون الماعون).


و الآن أرد على هذا الشاعر بهذين البيتين:


إن المساجد للأخيار تعمرها *** و الله يرفعهم سبعاً و عشرينا
و الله قد لعن الصهبا و شاربها *** فافقه عن الله إن الفقه يشفينا


الشرح:
(و الله يرفعهم سبعاً و عشرينا) لأن صلاة الجماعة تفضل سبعاً و عشرين درجة على صلاة الفذ كما ورد في الحديث الشريف.


(و الله قد لعن الصهبا و شاربها): الصهباء من أسماء الخمر، و قد ورد في الحديث الشريف: (لعنَ اللَّهُ الخمرَ ولعنَ شاربَها، وساقيَها، وعاصرَها، ومُعتصرَها، وبائعَها، ومبتاعَها، وحاملَها، والمَحمولةَ إليهِ وآكلَ ثمنِها) [موقع الدرر السنية].


سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين.