تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: المحافظة على صلاة الفجر للشيخ أبي البراء

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي المحافظة على صلاة الفجر للشيخ أبي البراء

    السؤال:
    ♦ الملخص:
    شابٌّ يواجه مشكلةً في المحافظة على صلاة الفجر في الصيف، ويسأل عن طريقةٍ لأدائها في وقتها.
    ♦ التفاصيل:
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    من خلال استشارة سابقة عرَفت أهمية الاستيقاظ لصلاة الفجر، فبدأت هذه الأيام بضبط المنبه على الساعة الثالثة صباحًا، فأستعد لصلاة الفجر في المسجد وأُصلي ركعتين قيام ليلٍ، ثم أذهب للمسجد مع الأذان، وبعد العودة من الصلاة أقوم بقراءة الأذكار، ثم أُمدد جسمي على السرير حتى السادسة صباحًا، لأَبدأ نشاطي اليومي، والظاهر أنه لا مشكلة في هذا الوقت في الشتاء، لكني أخشى أن أُواجه صعوبات مع الصيف بعد شهر إبريل القادم، وسبب خوفي أنني سأضطر للاستيقاظ قبل الثالثة في الصيف والنوم متأخرًا؛ لأن النهار يطول، وبالتالي ستكون مدة نومي قليلة، وسأحتاج إلى تعويضها، والمشكلة أنني لا أنام بعد العودة من الفجر بسهولة، فأخشى أن يستغرق نومي والنهوض منه وقتًا طويلًا حتى العاشرة صباحًا مثلًا، فيضيع مني وقتُ الفترة الصباحية الذي كنتُ أُنهي فيه أنشطة عديدة، وهذا لا يحدُث شتاءً؛ لأني أنام مبكرًا، ولا أحتاج إلى فترة تعويض نوم بعد الفجر، وإن سبب تركي للاستيقاظ للفجر في فترة سابقة أنني كنت أنام بعد العودة من الفجر حتى قُرب الظهر، وتدريجيًّا جسمي تعوَّد على أن تكون فترةُ الصباح فترةَ نومٍ، فبدأت أتكاسَل عن الفجر. كان هذا شرحًا للمشكلة، وإليكم الأسئلة:
    أولًا: بِمَ تنصحوني حتى لا يتحقق ما أخشاه صيفًا؟
    ثانيًا: أريد أن أَعرِف الاختلاف بين برنامج النوم صيفًا وشتاءً، وبمعنى آخر: الذين يحافظون على الفجر، ما مواعيد استيقاظهم ونومهم صيفًا وشتاءً، كي أستفيد من ذلك في تحديد برنامجي صيفًا.
    ثالثًا: في رمضان القادم إن شاء الله أنوي النوم بعد صلاة العشاء، وتأجيل القيام إلى قبل الفجر؛ لكيلا أتأخَّر إذا قمتُ بصلاة التراويح بعد العشاء، فهل هذا الرأي موفَّق في نظركم؟ أم ماذا ترون.
    الجواب:
    أولًا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.
    مرحبًا بك أيها الأخ الفاضل، ونسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق والسداد والتيسير.
    ثانيًا: هنيئًا لك حرصك على الطاعة، وسعيك للحفاظ على صلاة الفجر.
    ثالثًا: للتغلب على مشكلة التأخر عن صلاة الفجر عليك بعدم السهر والنوم مبكرًا؛ سواء كان في الصيف أو الشتاء؛ لذا كَرِهَ النبي صلى الله عليه وسلم السمر بعد العشاء إلا لحاجة أو ضرورة.
    فالعلاج الأهم لهذا الأمر - مع سؤال الله التوفيق - عدم السهر، وألَّا يضر نفسه بمشاهدة التلفاز حتى يمضي عليه الليل الكثير، أو ينشغل ببعض المحرمات من سماع الأغاني، أو سماع القيل والقال مع الأصحاب والزملاء، أو موانع أخرى تمنع من النوم المبكر، وإذا عالج الأمر بهذه الطريقة إن شاء الله يُفلح.
    كذا من العلاج أن تعلم عقوبة مَن يتأخَّر عن أداء الصلاة في وقتها، فصلاة الفجر هي الفاضحة لأهل النفاق؛ لأنها من أثقل الصلوات عليهم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء، وصلاة الفجر))؛ [مسلم: (651)].
    وقال ابن عمر رضي الله عنهما: "كنا إذا فقَدنا الرجل في صلاة العشاء والفجر، أسأنا به الظن"؛ [سنن البيهقي الكبرى: (4733)].
    ونلخص بعض أفكار ووسائل نحسبها رائعة تعين على هذه العبادة العظيمة؛ منها:
    1- استشعار ما سبق من الفضل لمن أدى هذه الصلاة في وقتها وفي جماعة، والحرص على ما في ذلك من الأجر الكبير والفضل العظيم.
    2- دعاء الله تعالى أن يوفِّقه للاستيقاظ لأداء صلاة الفجر مع الجماعة، وعلى المرء أن يُلِحَّ في الدعاء.
    3- التعاون مع الصالحين للاستيقاظ لأداء صلاة الفجر، وهذا الأمر من أجلِّ الأمور التي يتعاون عليها المسلمون؛ يقول تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 2].
    فيتعاون أهل الأسرة الواحدة في أن يكون الأمر بينهم بالتداول، ويتعاون الجيران فينبه بعضهم بعضًا، ويتعاون الإخوان والأقارب؛ فقد يكون التنبيه بواسطة الجوال، أو غير ذلك.
    4- من الوسائل المعينة على الاستيقاظ لصلاة الفجر استخدام أي جهاز منبه، ويوضع في مكان بعيد عن متناول اليد، ومرتفع عن الأرض، وقد يوضع أكثر من جهاز في أماكن متفرقة من الغرفة، ويكون وقت التنبيه مختلف من ساعة لأخرى.
    5- ومن أهم هذه الوسائل النوم مبكرًا، وترك السهر المفرط.
    6- ترك الذنوب والمعاصي؛ فإن من عقوباتها أن تحرم من الطاعة:
    رأيتُ الذنوبَ تُميت القلوب
    وقد يورثُ الذلَّ إدمانُها
    وتركُ الذنوبِ حياةُ القلوب
    وخيرٌ لنفسك عصيانُها
    7- المحافظة على الصلوات الأخرى في وقتها جماعة.
    8- النوم على وضوء، وقراءة أذكار النوم وأوراده الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
    9- كتابة لوحة في مكان النوم بخط كبير وواضح فيه شيء من الأحاديث عن فضل صلاة الفجر.
    10- ومن أهم الوسائل مراقبة الله تعالى في تلك الساعة وهو يراك، ويعلم سرك ونجواك، يعلم أنك استيقظت ثم عدت للنوم، يعلم أنك تسمع الأذان لكنك لم تجب، يعلم أنك قد آثرت الفُرُش والدفء على صلاة الفجر، وعلى الصلاة مع الجماعة.
    هذه بعض الأفكار والوسائل، والله نسأل أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
    ثالثًا: أما عن قيام الليل في رمضان، فالأولى والأفضل أن تصلي مع جماعة المسجد على الصحيح من أقوال العلماء؛ حتى تنال الأجر والثواب، وقد دلت على ذلك السنة وفعل الصحابة رضي الله عنهم.
    1- عن عائشة رضي الله عنها: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ذات ليلة في المسجد فصلى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة، فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح قال: قد رأيت الذي صنعتم، ولم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيتُ أن تفرضَ عليكم، وذلك في رمضان))؛ [البخاري (1129)، ومسلم (761)].
    فهذا يدل على أن صلاة التراويح في جماعة مشروعة بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، غير أنه تركها خشية أن تفرض على الأمة، فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم زال هذا المحذور؛ لاستقرار الشريعة.
    2- عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قام مع الإمام - يعني: في صلاة التراويح - حتى ينصرف، كُتب له قيام ليلة))؛ [الترمذي (806)، صححه الألباني في صحيح الترمذي].
    قال النووي: "صلاة التراويح سنة بإجماع العلماء ... وتجوز منفردًا وجماعةً، وأيهما أفضل؟ فيه وجهان مشهوران، الصحيح باتفاق الأصحاب أن الجماعة أفضل، الثاني: الانفراد أفضل.
    قال أصحابنا: الخلاف فيمن يحفظ القرآن، ولا يخاف الكسل عنها لو انفرد، ولا تختل الجماعة في المسجد لتخلُّفه، فإن فقد أحد هذه الأمور، فالجماعة أفضل بلا خلاف.
    قال صاحب الشامل: قال أبو العباس وأبو إسحاق: صلاة التراويح جماعةً أفضل من الانفراد؛ لإجماع الصحابة، وإجماع أهل الأمصار على ذلك"؛ [المجموع: (3/ 526)].
    قال الشيخ ابن عثيمين: "وكان النبي صلى الله عليه وسلم أول من سن الجماعة في صلاة التراويح في المسجد، ثم تركها خوفًا من أن تفرض على أمته ... ثم ذكر الحديثين السابقين، ثم قال:
    ولا ينبغي للرجل أن يتخلف عن صلاة التروايح؛ لينال ثوابها وأجرها، ولا ينصرف حتى ينتهي الإمام منها ومن الوتر، ليحصل له أجر قيام الليل كله"؛ [مجالس شهر رمضان (ص: 22)].
    هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


    رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz6MsK7ipUk
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: المحافظة على صلاة الفجر للشيخ أبي البراء

    جزاكم الله خيرا يالحبيب الغالي
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •