تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: إن رسول الله ﷺ والله ما مات حتى ترك السبيل نهجا واضحا

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي إن رسول الله ﷺ والله ما مات حتى ترك السبيل نهجا واضحا

    88 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ : تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ فَحُبِسَ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَلَيْلَتَهُ وَالْغَدَ حَتَّى دُفِنَ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ وَقَالُوا : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَمُتْ ، وَلَكِنْ عُرِجَ بِرُوحِهِ كَمَا عُرِجَ بِرُوحِ مُوسَى فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَمُتْ وَلَكِنْ عُرِجَ بِرُوحِهِ كَمَا عُرِجَ بِرُوحِ مُوسَى ، وَاللَّهِ لَا يَمُوتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَقْطَعَ أَيْدِيَ أَقْوَامٍ وَأَلْسِنَتَهُم ْ ، فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ حَتَّى أَزْبَدَ شِدْقَاهُ مِمَّا يُوعِدُ وَيَقُولُ . فَقَامَ الْعَبَّاسُ فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مَاتَ ، وَإِنَّهُ لَبَشَرٌ وَإِنَّهُ يَأْسُنُ كَمَا يَأْسُنُ الْبَشَرُ ، أَيْ قَوْمِ فَادْفِنُوا صَاحِبَكُمْ . فَإِنَّهُ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ يُمِيتَهُ إِمَاتَتَيْنِ . أَيُمِيتُ أَحَدَكُمْ إِمَاتَةً وَيُمِيتُهُ إِمَاتَتَيْنِ وَهُوَ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ ؟ . أَيْ قَوْمِ ، فَادْفِنُوا صَاحِبَكُمْ ، فَإِنْ يَكُ كَمَا تَقُولُونَ فَلَيْسَ بِعَزِيزٍ عَلَى اللَّهِ أَنْ يَبْحَثَ عَنْهُ التُّرَابَ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاللَّهِ مَا مَاتَ حَتَّى تَرَكَ السَّبِيلَ نَهْجًا وَاضِحًا ، فَأَحَلَّ الْحَلَالَ ، وَحَرَّمَ الْحَرَامَ ، وَنَكَحَ وَطَلَّقَ ، وَحَارَبَ وَسَالَمَ ، مَا كَانَ رَاعِي غَنَمٍ يَتَّبِعُ بِهَا صَاحِبُهَا رُءُوسَ الْجِبَالِ يَخْبِطُ عَلَيْهَا الْعِضَاةَ بِمِخْبَطِهِ وَيَمْدُرُ حَوْضَهَا بِيَدِهِ بِأَنْصَبَ وَلَا أَدْأَبَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . كَانَ فِيكُمْ . أَيْ قَوْمِ ، فَادْفِنُوا صَاحِبَكُمْ . قَالَ : وَجَعَلَتْ أُمُّ أَيْمَنَ تَبْكِي ، فَقِيلَ لَهَا : يَا أُمَّ أَيْمَنَ تبْكِينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَتْ : إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَبْكِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ ذَهَبَ إِلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا ، وَلَكِنِّي أَبْكِي عَلَى خَبَرِ السَّمَاءِ انْقَطَعَ قَالَ حَمَّادٌ : خَنَقَتْ الْعَبْرَةُ أَيُّوبَ حِينَ بَلَغَ هَاهُنَا.

    ماصحة هذا الأثر؟

  2. #2

    افتراضي رد: إن رسول الله ﷺ والله ما مات حتى ترك السبيل نهجا واضحا

    أخرجه الدارمي وغيره في سننه، وهذا إسناد ضعيف؛ لأن به موضع انقطاع بين عكرمة مولى ابن عباس والعباس بن عبد المطلب الهاشمي ، وباقي رجاله ثقات، وذكره ابن منظور في مختضر تاريخ دمشق.
    قلتُ: وقد اختلف عن حماد بن زيد فيه وصلا وإرسالا.
    فأما الروايات المرسلة ما:
    أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى [2 : 382] فقال: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: فذكر بعضه والبعض الأخر في موضعٍ ءاخر [2450].
    والسرقسطي في الدلائل في غريب الحديث (2/774) فقال: حَدَّثَنَاهُ مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: نا أَبُو الرَّبِيعِ [سليمان بن داود العتكي]، قَالَ: نا حَمَّادٌ، قَالَ: نا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ.
    أما ورد موصولا فهو ما أخرجه البلاذري في أنساب الأشراف (1/567) فقال: وحدثني عمر بن شبة، ثنا زيد بن يحيى، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: فذكر نحوه.
    قلتُ: وهذا منكر، فيه زيد بن يحيى وهو أبو الحسين الأنماطي وهو مجهول، تفرد بتوثيقه ابن حبان على قاعدته وروايته الموصولة مخالفة لسليمان العتكي وسليمان بن حرب الثبتان في روايتهما عن حماد بن زيد وقد رواه مرسلا.

    وتوبع حماد على الإرسال، فأخرج عبد الرزاق في مصنفه [9754] فقال: قَالَ مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: فذكر نحوه، ولكن زاد في أول الحديث:
    " وَاللَّهِ لأَعْلَمَنَّ مَا بَقَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِينَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! لَوِ اتَّخَذْتَ شَيْئًا تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَدْفَعُ عَنْكَ الْغُبَارَ وَيَرُدُّ عَنْكَ الْخَصِمَ،
    فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لأَدَعَنَّهُمْ يُنَازِعُونِي رِدَائِي، وَيَطَئُونَ عَقِبِي، وَيَغْشَانِي غُبَارُهُمْ حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ يُرِيحُنِي مِنْهُمْ، فَعَلِمْتُ أَنَّ بَقَاءَهُ فِينَا قَلِيلٌ". اهـ.
    وأخرجه الخطابي في غريب الحديث بعضه، فقال: أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ هَاشِمٍ، نا الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
    وهذا منكر، فيه إسحاق بن إبراهيم الدبري "روى عن عبد الرزاق أحاديث منكرة"، كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب، والراوي عنه مجهول ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال، وقال: "روى عنه الخطابي، وروى عن إسحاق بن إبراهيم الدبري". اهـ.
    وعن عبد الرزاق أخرجه إسحاق بن راهويه كما في المطالب العالية لابن حجر [4319] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ [عَنْ عِكْرِمَةَ] قَالَ: فذكره مرسلا.
    قال الحافظ ابن حجر: "رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ نَحْوَهُ فَهُوَ مُتَّصِلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ". اهـ، وقال البوصيري نحوه، قلتُ: الذي ورد في هذه الرواية الزيادة فقط.

    إذ الزيادة التي من رواية معمر، رواها حماد بن زيد كحديث ءاخر، أخرجه الدارمي في سننه [75] فقال: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ رِضْوَانُ اللَّهُ عَلَيْهِ: فذكره.
    ولهذه الزيادة لوحدها متابعات على إرسالها:
    أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى [2 : 347] فقال: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ: فذكره.
    وابن أبي شيبة في مصنفه [35429] فقال: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ: فذكره.
    ومحمد بن مخلد في فوائده [14] فقَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَرْقَدٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، قثنا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: فذكره.
    إلا أنه اختلف على سفيان بن عيينة في وصله وإرساله فأخرج البزار في مسنده [1293] فقال:
    حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، قَالَ: نَا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ، قُلْتُ: فذكره.
    وقال البزار: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، قَالَ: نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: لأَعْلَمَنَّ مَا بَقَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِينَا، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ،
    وَلَمْ يَقُلْ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ". اهـ.
    وكذلك فعل الطبراني كما أخرج من طريقه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة [2888] فقال الطبراني:

    ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَكِيعِيُّ، ثنا أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ح.
    وقَالَ الطَّبَرَانِيُّ : وَحَدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالا: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قُلْتُ: فذكره.
    قَالَ الطَّبَرَانِيُّ : لَمْ يَرْوِهِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ مَوْصُولا إِلا أَبُو غَسَّانَ، وَرَوَاهُ النَّاسُ، فَقَالُوا: عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ الْعَبَّاسَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَقْطُوعًا". اهـ.
    فعلى هذا تكون رواية أبي غسان الموصولة شاذة مخالفة لما رواه أحمد بن عبدة والناس كما ذكر الطبراني والبزار.
    وأخرجها الدارقطني كما في أطراف الغرائب والأفراد [4068]، وقال: "
    تفرد به أبو غسان مالك بن إسماعيل عن ابن عيينة عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس عن أبيه". اهـ.
    وهناك متابعة لرواية الوصل، فقد أخرج ابن أبي الفوارس في الجزء من الفوائد المنتقاء [41] فقال:
    حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا أَبُو عُمَيْرٍ الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فذكره.
    وهذا مما أخرجه ابن حبان في المجروحين
    (١/٢٦٦) في ترجمة الحارث، فقال: وَرَوَى عَنْ أَيُّوب عَن عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ الْعَبَّاسُ: فذكره.
    قال ابن حبان: "حَدَّثَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ أَيُّوبَ وَتَفَقَّدْتُ هَذَا الْكَلامَ فَوَجَدْتُ لَهُ أَصْلا مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ الْعَبَّاسَ أَوِ بن الْعَبَّاس قَالَ". اهـ.
    حتى قال الذهبي: "ما أراه إلا بين الضعف ، وأتعجب كيف خرج له النسائي"، ومرة : "ما علمت أحدا من المتقدمين ضعفه قبل أبي حاتم البستي وأجاد". اهـ،
    وقال الحافظ ابن حجر: "وثقه الجمهور ، وفي أحاديثه مناكير ، ضعفه بسببها الأزدي وابن حبان وغيرهما ، ولعله تغير حفظه في الآخر". اهـ.
    وقال المصنفون: "
    ضعيف، لعله تبين لمن جرحه ما لم يتبين لمن وثقه، والله أعلم". اهـ.
    قلتُ: وروايته مخالفة لمعمر وحماد بن زيد وسفيان بن عيينة ووهيب وابن علية وعبد الوهاب الثقفي حيث رووه عن أيوب عن عكرمة مرسلًا.

    وهناك رواية أخرى موصولة لا تصح، أخرجها أبو بكر الشافعي في الغيلانيات [310] فقال:
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَدَوِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِي ِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ: فذكره، وزاد: "فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَمَوْعِدُهُ النَّارُ". اهـ.
    وهذا موضوع، فيه محمد بن يونس الكديمي متهم بالوضع.
    وهناك طريق ءاخر: ورد في الزهد والرقائق لابن المبارك [984] يرويه الحسين بن الحسن السلمي صاحب ابن المبارك،
    ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق [4 : 76] فقال:
    حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
    لَوِ اتَّخَذْنَا لَكَ شَيْئًا تَرْتَفِعُ عَلَيْهِ، تُكَلِّمُ مِنْهُ النَّاسَ، فَقَالَ:" لا أَزَالُ بَيْنَكُمْ تَطَئُونَ عَقِبِي حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ يَرْفَعُنِي " ثُمَّ قَالَ: " لا تَرْفَعُونِي فَوْقَ حَقِّي، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى اتَّخَذَنِي عَبْدًا قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَنِي رَسُولًا ". اهـ.
    ثم أورد ابن عساكر طريقين ءاخرين من مرسل يحيى بن سعيد الأنصاري عن علي بن الحسين ليست فيها اللفظ الأول ثم قال ابن عساكر: "وهذه المراسيل الثلاثة حسنة". اهـ.
    قلتُ: دل ذلك على أنه وهم في ذكر اللفظ الأول ولعله من عبد الوهاب الثقفي أو من دونه، إذ أخرجه
    محمد بن مخلد في فوائده [14] فقَالَ:
    حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَرْقَدٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، قثنا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: فذكر اللفظ الأول.

    لكن لبعض جمل الحديث شواهد أخرى منها:
    ما أخرجه البخاري [7219] في صحيحه من حديث
    مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَ خُطْبَةَ عُمَرَ الْآخِرَةَ حِينَ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَذَلِكَ الْغَدَ مِنْ يَوْمٍ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَتَشَهَّدَ وَأَبُو بَكْرٍ صَامِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ، قَالَ:
    " كُنْتُ
    أَرْجُو أَنْ يَعِيشَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَدْبُرَنَا، يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يَكُونَ آخِرَهُمْ، فَإِنْ يَكُ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ جَعَلَ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ نُورًا تَهْتَدُونَ بِهِ، هَدَى اللَّهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَانِيَ اثْنَيْنِ، فَإِنَّهُ أَوْلَى الْمُسْلِمِينَ بِأُمُورِكُمْ، فَقُومُوا، فَبَايِعُوهُ، وَكَانَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ قَدْ بَايَعُوهُ قَبْلَ ذَلِكَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، وَكَانَتْ بَيْعَةُ الْعَامَّةِ عَلَى الْمِنْبَرِ ". اهـ.
    قال البخاري: قَالَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ لِأَبِي بَكْرٍ يَوْمَئِذٍ: اصْعَدِ الْمِنْبَرَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَبَايَعَهُ النَّاسُ عَامَّةً". اهـ.
    وفي لفظ: أخرجه أحمد في مسنده بهذا الإسناد أيضًا، قال أنس رضي الله عنه:
    " لَمَّا كَانَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ، كَشَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سِتْرَ الْحُجْرَةِ، فَرَأَى أَبَا بَكْرٍ وَهُوَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَى وَجْهِهِ كَأَنَّهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ، وَهُوَ يَتَبَسَّمُ، قَالَ: وَكِدْنَا أَنْ نُفْتَتَنَ فِي صَلَاتِنَا فَرَحًا لِرُؤْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَنْكُصَ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ أَنْ كَمَا أَنْتَ، ثُمَّ أَرْخَى السِّتْرَ، فَقُبِضَ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ،
    فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَمُتْ، وَلَكِنَّ رَبَّهُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ كَمَا أَرْسَلَ إِلَى مُوسَى، فَمَكَثَ عَنْ قَوْمِهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَعِيشَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَقْطَعَ أَيْدِي رِجَالٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ وَأَلْسِنَتَهُم ْ، يَزْعُمُونَ أَوْ قَالَ: يَقُولُونَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ". اهـ.
    وزاد عند ابن حبان في صحيحه
    [6875] فقال: قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ خُطْبَةَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الآخِرَةَ حِينَ جَلَسَ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَذَلِكَ الْغَدَ مِنْ يَوْمِ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَتَشَهَّدَ عُمَرُ وَأَبُو بَكْرٍ صَامِتٌ لا يَتَكَلَّمُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِِنِّي قُلْتُ أَمْسَ مَقَالَةً وَإِِنَّهَا لَمْ تَكُنْ كَمَا قُلْتُ، وَإِِنِّي وَاللَّهِ مَا وَجَدْتُ الْمَقَالَةَ الَّتِي قُلْتُ فِي كِتَابٍ أَنْزَلَهُ اللَّهُ وَلا فِي عَهْدٍ عَهِدَهِ إِِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَكِنِّي كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَعِيشَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَدْبُرَنَا يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يَكُونَ آخِرَهُمْ ... إلخ". اهـ.
    أما حديث بكاء أم أيمن رضي الله عنها أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه [38023] وصححه الحافظ ابن حجر في الإصابة (٤/٤٣٣)، فقال:
    حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَعَلَتْ أُمُّ أَيْمَنَ تَبْكِي، فَقِيلَ لَهَا: لِمَ تَبْكِينَ يَا أُمَّ أَيْمَنَ؟ قَالَتْ: " أَبْكِي عَلَى خَبَرِ السَّمَاءِ انْقَطَعَ عَنَّا". اهـ.
    وفي رواية أخرجها ابن أبي شيبة [38024] فقال: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
    لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ أَوْ عُمَرُ لِأَبِي بَكْرٍ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا، فَانْطَلَقَا إِلَيْهَا فَجَعَلَتْ تَبْكِي، فَقَالَا لَهَا: يَا أُمَّ أَيْمَنَ، إِنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
    فَقَالَتْ: " قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَكِنِّي أَبْكِي عَلَى خَبَرِ السَّمَاءِ، انْقَطَعَ عَنَّا "، فَهَيَّجَتْهُمَ ا عَلَى الْبُكَاءِ، فَجَعَلَا يَبْكِيَانِ مَعَهَا". اهـ.

    والله أعلم.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: إن رسول الله ﷺ والله ما مات حتى ترك السبيل نهجا واضحا

    جزاكم الله خيراً.

  4. #4

    افتراضي رد: إن رسول الله ﷺ والله ما مات حتى ترك السبيل نهجا واضحا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيراً.
    وجزاكم الله خيرا.

  5. #5

    افتراضي رد: إن رسول الله ﷺ والله ما مات حتى ترك السبيل نهجا واضحا

    قلتُ: هناك طريق ءاخر أخرجه البيهقي في دلائل النبوة [7 : 217] فقال:
    أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ §فِي ذِكْرِ وَفَاتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
    "وَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَخْطُبُ النَّاسَ، وَيُوعِدُ مَنْ قَالَ قَدْ مَاتَ بِالْقَتْلِ وَالْقَطْعِ وَيَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَشْيَتِهِ لَوْ قَدْ قَامَ، قَطَعَ وَقَتَلَ، وَعَمْرُو بْنُ قَيْسِ بْنِ زَائِدَةَ بْنِ الْأَصَمِّ بْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ قَائِمٌ فِي مُؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ يَقْرَأُ {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ. .} [آل عمران: 144] إِلَى قَوْلِهِ {وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] وَالنَّاسُ فِي الْمَسْجِدِ قَدْ مَلَئُوهُ، وَيَبْكُونَ وَيَمُوجُونَ لَا يَسْمَعُونَ، فَخَرَجَ عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ مِنْ عَهْدٍ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَفَاتِهِ فَلْيَحْدُنَا قَالُوا: لَا , قَالَ: هَلْ عِنْدَكَ يَا عُمَرُ مِنْ عِلْمٍ؟ قَالَ: لَا , قَالَ الْعَبَّاسُ: أَشْهَدُ أَيُّهَا النَّاسُ أَنَّ أَحَدًا لَا يَشْهَدُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَهْدٍ عَهِدَهُ إِلَيْهِ فِي وَفَاتِهِ، وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، لَقَدْ ذَاقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَوْتَ". اهـ.
    ثم ذكر حديثًا فيها خطبة أبي بكر رضي الله عنه وفيها يقول:
    "إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَمَّرَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم وَأَبْقَاهُ، حَتَّى أَقَامَ دِينَ اللَّهِ، وَأَظْهَرَ أَمْرَ اللَّهِ، وَبَلَّغَ رِسَالَةَ اللَّهِ، وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ تَوَفَّاهُ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ، وَقَدْ تَرَكَكُمْ عَلَى الطَّرِيقَةِ، فَلَنْ يَهْلِكَ هَالِكٌ إِلا مِنْ بَعْدِ الْبَيِّنَةِ وَالشِّفَاءِ، فَمَنْ كَانَ اللَّهُ رَبَّهُ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا وَيُنَزِّلُهُ إِلَهًا، فَقَدْ هَلَكَ إِلَهُهُ، وَاتَّقُوا اللَّهَ أَيُّهَا النَّاسُ، وَاعْتَصِمُوا بِدِينِكُمْ، وَتَوَكَّلُوا عَلَى رَبِّكُمْ، فَإِنَّ دِينَ اللَّهِ قَائِمٌ، وَإِنَّ كَلِمَةَ اللَّهِ تَامَّةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ نَاصِرُ مَنْ نَصَرَهُ، وَمُعِزُّ دِينَهُ، وَإِنَّ كِتَابَ اللَّهِ عز وجل بَيْنَ أَظْهُرِنَا، وَهُوَ النُّورُ وَالشِّفَاءُ وَبِهِ هَدَى اللَّهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم وَفِيهِ حَلالُ اللَّهِ وَحَرَامُهُ، وَاللَّهِ لا نُبَالِي مَنْ أَجْلَبَ عَلَيْنَا مِنْ خَلْقِ اللَّهِ، إِنَّ سُيُوفَ اللَّهِ لَمَسْلُولَةٌ، مَا وَضَعْنَاهَا بَعْدُ وَلَنُجَاهِدَنّ َ مَنْ خَالَفَنَا كَمَا جَاهَدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلا يُبْقِيَنَّ أَحَدٌ إِلا عَلَى نَفْسِهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ مَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " . اهـ.
    وهذا اللفظ نحو ما رواه عكرمة عن العباس رضي الله عنه مرسلا.
    وهذا إسناد ضعيفٌ جدا؛ لأن به موضع إرسال ، وفيه عبد الله بن لهيعة الحضرمي وهو ضعيف الحديث، وفيه محمد بن عمرو الحراني ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
    وقال البيهقي: "وَيُذْكَرُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ أَتَأَوَّلُ هَذِهِ الآيَةَ {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} فَوَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لأَظُنُّ أَنَّهُ سَيَبْقَى فِي أُمَّتِهِ حَتَّى يَشْهَدَ عَلَيْهَا بِآخِرِ أَعْمَالِهَا، وَأَنَّهُ لَلَّذِي حَمَلَنِي عَلَى أَنْ قُلْتُ مَا قُلْتُ ". اهـ.
    ومما يلتمس في ذلك:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة

    وزاد عند ابن حبان في صحيحه
    [6875] فقال: قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ خُطْبَةَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الآخِرَةَ حِينَ جَلَسَ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَذَلِكَ الْغَدَ مِنْ يَوْمِ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَتَشَهَّدَ عُمَرُ وَأَبُو بَكْرٍ صَامِتٌ لا يَتَكَلَّمُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِِنِّي قُلْتُ أَمْسَ مَقَالَةً وَإِِنَّهَا لَمْ تَكُنْ كَمَا قُلْتُ، وَإِِنِّي وَاللَّهِ مَا وَجَدْتُ الْمَقَالَةَ الَّتِي قُلْتُ فِي كِتَابٍ أَنْزَلَهُ اللَّهُ وَلا فِي عَهْدٍ عَهِدَهِ إِِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَكِنِّي كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَعِيشَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَدْبُرَنَا يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يَكُونَ آخِرَهُمْ ... إلخ". اهـ.
    وما أخرجه البخاري في صحيحه [4454] فقال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ:
    أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَقْبَلَ عَلَى فَرَسٍ مِنْ مَسْكَنِهِ بِالسُّنْحِ حَتَّى نَزَلَ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَلَمْ يُكَلِّمْ النَّاسَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ، فَتَيَمَّمَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُغَشًّى بِثَوْبِ حِبَرَةٍ، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ وَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَاللَّهِ لَا يَجْمَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ، أَمَّا الْمَوْتَةُ الَّتِي كُتِبَتْ عَلَيْكَ فَقَدْ مُتَّهَا،
    قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَحَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُكَلِّمُ النَّاسَ، فَقَالَ: اجْلِسْ يَا عُمَرُ، فَأَبَى عُمَرُ أَنْ يَجْلِسَ، فَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَتَرَكُوا عُمَرَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: " أَمَّا بَعْدُ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ اللَّهَ، فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، قَالَ اللَّهُ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} إِلَى قَوْلِهِ:{ الشَّاكِرِينَ}، وَقَالَ: وَاللَّهِ لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ هَذِهِ الْآيَةَ حَتَّى تَلَاهَا أَبُو بَكْرٍ فَتَلَقَّاهَا مِنْهُ النَّاسُ كُلُّهُمْ، فَمَا أَسْمَعُ بَشَرًا مِنَ النَّاسِ إِلَّا يَتْلُوهَا، فَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَنَّ عُمَرَ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ تَلَاهَا فَعَقِرْتُ حَتَّى مَا تُقِلُّنِي رِجْلَايَ وَحَتَّى أَهْوَيْتُ إِلَى الْأَرْضِ حِينَ سَمِعْتُهُ تَلَاهَا، عَلِمْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ ". اهـ.
    فالوارد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الذي كلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
    وما خرجه البخاري في صحيحه من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ ، أَخْبَرَهُ:
    أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَبَا حَسَنٍ، كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللَّهِ بَارِئًا "، فَأَخَذَ بِيَدِهِ الْعَبَّاسُ، فَقَالَ: أَلَا تَرَاهُ أَنْتَ وَاللَّهِ بَعْدَ الثَّلَاثِ عَبْدُ الْعَصَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأُرَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَيُتَوَفَّى فِي وَجَعِهِ، وَإِنِّي لَأَعْرِفُ فِي وُجُوهِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْمَوْتَ، فَاذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَسْأَلَهُ فِيمَنْ يَكُونُ الْأَمْرُ؟ فَإِنْ كَانَ فِينَا، عَلِمْنَا ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا أَمَرْنَاهُ فَأَوْصَى بِنَا، قَالَ عَلِيٌّ: " وَاللَّهِ لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَيَمْنَعُنَا لَا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ أَبَدًا، وَإِنِّي لَا أَسْأَلُهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَدًا ". اهـ.
    والله أعلم.

  6. #6

    افتراضي رد: إن رسول الله ﷺ والله ما مات حتى ترك السبيل نهجا واضحا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة

    ثم ذكر حديثًا فيها خطبة أبي بكر رضي الله عنه وفيها يقول:
    "إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَمَّرَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم وَأَبْقَاهُ، حَتَّى أَقَامَ دِينَ اللَّهِ، وَأَظْهَرَ أَمْرَ اللَّهِ، وَبَلَّغَ رِسَالَةَ اللَّهِ، وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ تَوَفَّاهُ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ، وَقَدْ تَرَكَكُمْ عَلَى الطَّرِيقَةِ، فَلَنْ يَهْلِكَ هَالِكٌ إِلا مِنْ بَعْدِ الْبَيِّنَةِ وَالشِّفَاءِ، فَمَنْ كَانَ اللَّهُ رَبَّهُ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا وَيُنَزِّلُهُ إِلَهًا، فَقَدْ هَلَكَ إِلَهُهُ، وَاتَّقُوا اللَّهَ أَيُّهَا النَّاسُ، وَاعْتَصِمُوا بِدِينِكُمْ، وَتَوَكَّلُوا عَلَى رَبِّكُمْ، فَإِنَّ دِينَ اللَّهِ قَائِمٌ، وَإِنَّ كَلِمَةَ اللَّهِ تَامَّةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ نَاصِرُ مَنْ نَصَرَهُ، وَمُعِزُّ دِينَهُ، وَإِنَّ كِتَابَ اللَّهِ عز وجل بَيْنَ أَظْهُرِنَا، وَهُوَ النُّورُ وَالشِّفَاءُ وَبِهِ هَدَى اللَّهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم وَفِيهِ حَلالُ اللَّهِ وَحَرَامُهُ، وَاللَّهِ لا نُبَالِي مَنْ أَجْلَبَ عَلَيْنَا مِنْ خَلْقِ اللَّهِ، إِنَّ سُيُوفَ اللَّهِ لَمَسْلُولَةٌ، مَا وَضَعْنَاهَا بَعْدُ وَلَنُجَاهِدَنّ َ مَنْ خَالَفَنَا كَمَا جَاهَدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلا يُبْقِيَنَّ أَحَدٌ إِلا عَلَى نَفْسِهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ مَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " . اهـ.
    وهذا اللفظ نحو ما رواه عكرمة عن العباس رضي الله عنه مرسلا.
    وهذه الخطبة قد ورد نحوها في حديثٍ ءاخر من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال:
    وعظنا رسولُ اللهِ ﷺ موعظةً ذَرَفتْ منها العيونُ ووجلت منها القلوبُ، فقلنا يا رسولَ اللهِ إن هذه لموعظةُ مودَّعٍ فماذا تعهد إلينا؟ قال:
    "
    قد تركتكم على البيضاءِ ليلُها كنهارِها لا يزيغُ عنها بعدي إلا هالكٌ من يعشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم بما عرفتُم من سنتي وسنةِ الخلفاء الراشدين المهديِّين، عَضُّوا عليها بالنواجذِ وعليكم بالطاعةِ وإن عبدًا حبشيًا، فإنما المؤمنُ كالجملِ الأنِفِ حيثما قِيدَ انقادَ". اهـ.
    أخرجه أبو داود (٤٦٠٧)، والترمذي (٢٦٧٦) بنحوه، وابن ماجه (٤٣) واللفظ له، وأحمد (١٧١٤٢) باختلاف يسير.
    وصححه الألباني وغيره في صحيح ابن ماجه [٤١].
    والله أعلم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •