قال علي رضي الله عنه :ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من الموت .
ماصحة هذا الأثر؟
قال علي رضي الله عنه :ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من الموت .
ماصحة هذا الأثر؟
هذا اللفظ إنما هو عن الحسن البصري.
أخرجه ابن أبي الدنيا في اليقين [42] فقال: قثني الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ يَحْيَى الأَزْدِيُّ، ثنا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: " مَا رَأَيْتُ يَقِينًا لا شَكَّ فِيهِ أَشْبَهَ مِنْ شَكٍّ لا يَقِينَ فِيهِ مِنْ أَمْرِنَا هَذَا ". اهـ.
وهذا إسناد رجاله ثقات عدا عبد الجبار الأزدي قال عنه أبو سعيد العلائي: "لا أعرفه"، وسكت عنه الحافظ ابن حجر.
ولكنه مشهور من قول الحسن البصري كما ذكر ابن المعتز في البديع (ص: 125)، وأبو هلال العسكري في الصناعتين (ص: 309).
وذكره المارودي في أدب الدنيا والدين (ص: 119)، والقرطبي في تفسيره (10/64) من قول عمر بن عبد العزيز.
قلتُ: أخرجه أبو نعيم في الحلية [3 : 232] ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (22/400) فقال:
حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْفِهْرِيُّ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ، وَوَعَظَ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ هِشَامٍ، فَقَالَ فِي بَعْضِ قَوْلِهِ: " مَا رَأَيْتُ يَقِينًا لا شَكَّ فِيهِ، أَشْبَهَ بِشَكٍّ لا يَقِينَ فِيهِ، مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ فِيهِ ". اهـ.
وزاد عند المارودي من قول عمر: "فَلَئِنْ كُنَّا مُقِرِّينَ إنَّا لِحَمْقَى، وَلَئِنْ كُنَّا جَاحِدِينَ إنَّا لَهَلْكَى". اهـ. وهذا إسناد فيه الفهري وهو متروك الحديث، ذكره البيهقي في السنن الصغير، وقال: "متروك ولا يثبت به قول" اهـ.
وهو نحو ما ورد عن علي رضي الله عنه في الجعفريات لأبي علي ابن الأشعث (1/237) فقال: حَدَّثَنِي مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ:
"مَا رَأَيْتُ إِيمَاناً مَعَ يَقِينٍ أَشْبَهَ بِشَكٍّ عَلَى هَذَا الْإِنْسَانِ إِنَّهُ كُلَّ يَوْمٍ يُوَدِّعُ وَ إِلَى الْقُبُورِ يُشَيِّعُ وَ إِلَى غُرُورِ الدُّنْيَا يَرْجِعُ وَ عَنِ الشَّهْوَةِ وَ الذُّنُوبِ لَا يَقْلَعُ فَلَوْ لَمْ يَكُنْ لِابْنِ آدَمَ الْمِسْكِينِ ذَنْبٌ يَتَخَوَّفُهُ وَ لَا حِسَابٌ يُوقَفُ عَلَيْهِ إِلَّا يَوْمُ تَبَدُّدِ شَمْلِهِ وَتَفَرُّقِ جَمْعِهِ وَ بَرِيمِ وَلَدِهِ لَكَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُحَاذِرَ مَا هُوَ فِيهِ فَاسِدُ النَّصَبِ وَ التَّعَبِ وَ لَقَدْ غَفَلْنَا عَنِ الْمَوْتِ غَفْلَةَ أَقْوَامٍ غَيْرِ نَازِلٍ بِهِمْ وَ رَكَنَّا إِلَى الدُّنْيَا وَ مُشْتَهَيَاتِهَ ا رُكُونَ أَقْوَامٍ أَيْقَنُوا بِالْمُقَامِ وَ غَفَلْنَا عَنِ الْمَعَاصِي غَفْلَةَ أَقْوَامٍ لَا يَرْجُونَ حِسَاباً وَ لَا يَخَافُونَ عِقَاباً*". اهـ.
وهذا موضوع، فيه ابن الأشعث قال عنه الحافظ ابن حجر: "كذبه جماعة"، وقال ابن عدي:
"النسخة كتبتها عنه وهي قريبة من ألف حديث وكتبت عامتها عنه وهذه الأحاديث وغيرها من المناكير في هذه النسخة وفيها أخبار مما يوافق متونها متون أهل الصدق وكان متهما في هذه النسخة ولم أجد له فيها أصلا كان يخرج إلينا بخط طري وكاغد جديد".اهـ.
وأخرج أبو جعفر القمي في الخصال (1/14)، برقم [48] فقال:
حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن حمزة بن حمران، عن أبي عبد الله قال: "لم يخلق الله عز وجل يقينا لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من الموت". اهـ.
والله أعلم.
جزاكم الله خيراً.