مدرسة رمضان / المادة العاشرة (الإخلاص)
كانت اللغة العربية في نظام التعليم المدرسي –ولا أعلم إن بقيت كذلك- مادة مُرسِّبة؛ فمن رسب فيها، بقي في صفه ولو كان ناجحًا ومتفوِّقًا بالمواد الأخرى.
وكذلك الإخلاص في العبادات؛ فإنه مادة مرسِّبة، فأي عبادة لا تقوم عليه فإنها مردودة لا تُقبَل، قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}[البينة: 5].
والصوم يقوِّي في نفس الصائم جانب الإخلاص؛ فالصوم عبادة خفيَّة لا يطَّلع عليها أحد إلا الله تعالى، فلا يدخلها الرياء، بخلاف الصلاة والزكاة والحج، فقد يدخلها الرياء، ويكون للناس منها نصيبٌ؛ لأنها عبادات مرئيَّة تظهر للعِيان؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: الصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي...". البخاري: 7492. "مِنْ أَجْلِي". وليس لغيره سبحانه!.
وهنا لا بد من التنويه إلى أن الصوم قد يدخله الرياء وخصوصًا صيام النَّفْل، ويقع ذلك من جهة الإخبار فحسْب، كالذي يصوم، ثم يُخبر الناس بأنه صائم تزكيةً لنفسه، أو تحقيقًا لمآربه، والله المستعان!.
*بهذه المادة أكون قد انتهيت –بجهدي المتواضع- من وضع أهم المقررات لمدرسة رمضان المبارك، واللهَ أسأل أن يجعلنا فيها من الناجحين!.
كمال الدين جمعة بكرو.