مدرسة رمضان / المادة السابعة (الجود والكرم)
جرت العادة أن من كثُر رِبحُه، زاد إنفاقه، والصائمون أعظم الناس ربحًا؛ لأن أجرهم على الله تعالى، ومن كان أجره على الله، فلا يحزن؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَيْنِ: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ اللهَ فَجَزَاهُ، فَرِحَ". [مسلم: 1151] أي: فرح بكثرة الثواب!.
وعِظَم الثواب يحمل الصائم على عِظَم العطاء، والله تعالى يقول: {وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ}[القصص: 77]. وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان "أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ... كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ (لا يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ أَعْطَاهُ)". [البخاري: 1902، وأحمد: 2042] والريح المُرسَلة: المُحمَّلة بالأمطار الغزيرة النافعة.
ومن مظاهر جود الصائم وكرمه تفطير الصائمين، وهو ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا". [الترمذي: 807، صحيح].
والله وليُّ التوفيق والنجاح.
/7/رمضان/1441هـ
*كمال الدين جمعة بكرو.