مدرسة رمضان / المادة الرابعة (التوازن النفسي)
فالصائم حتى ينجح في هذه المادة عليه أن يخرج من رمضان وهو متوازن نفسيًّا مع النعمة وجودًا وعدمًا؛ فهو بفقدها صابر لا يَضْجر، وبوجودها شاكر لا يَبطر!.
أما دليل (الصبر) على النعمة مفقودةً، فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، قَالَتْ: "دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟! فَقُلْنَا: لا!. قَالَ: فَإِنِّي إِذَنْ صَائِمٌ".[مسلم: 1154] فقد حوَّل النبي صلى الله عليه وسلم الحِرمان إلى عبادة! وهذا درس لكل مسلم بأن الذي يصبر على صيام يوم كامل في رمضان، ألا يصبر على فَقْدِ وجبة واحدة أو أكثر في غير رمضان؟!.
وأما دليل (الشكر) على النعمة موجودةً، فعن عبد الله بْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَفْطَرَ قَالَ: "ذَهَبَ الظَّمَأُ، وَابْتَلَّتْ الْعُرُوقُ، وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللهُ".[أبو داود: 2357، حسن]. والنعمة هنا جُرْعة ماء، وقد قوبلت بهذا الشكر النبوي، فكيف لو كانت النعمة أكثر من ذلك؟!.
والله وليُّ التوفيق والنجاح!.
/4/رمضان/1441هـ
*كمال الدين جمعة بكرو.