سؤال: هل المطاعم والمقاهي التي يرتادها الكفار في نهار رمضان، تبقى مفتوحة أو تغلق؟.
الجواب من الشيخ أبي سلمان الصومالي أيده الله وأتاه الرشد
..........
قال الشيخ وفقه الله:
من فروع قاعدة(هل الكفار مخاطَبون بفروع الشريعة)
أجمع فقهاء الإسلام على أن الكفار مكلّفون بالإيمان والتوحيد، واختلفوا في تكليفهم بفروع الشريعة، فذهب الجمهور إلى تكليفهم بفروع الشرع.
وهنا قضية يكثر فيها سؤال أصحاب المطاعم والمقاهي التي يرتادها الكفار في نهار رمضان: هل تبقى مفتوحة أو تغلق؟
والذي يظهر أن الكفار يُمنعون من إظهار الأكل والشرب في نهار رمضان من وجوه ثلاثة:
الوجه الأول: بناء على هذه القاعدة وأنهم مكلفون بالصوم شرعاً وإن جحدوه كفراً؛ فإعانتهم على الأكل والشرب في نهار رمضان إعانة على معصية وهي لا تجوز.
الوجه الثاني: أنهم يمنعون من ذلك وإن لم نقل بتكليفهم بفروع الشرع؛ لأن إظهار الأكل والشرب في نهار رمضان من شعار دينهم فلا يعانون عليه؛ لأنه إعانة على معصية.
الوجه الثالث: القياس على المنصوص (المجمع عليه) وهو أن العلماء أجمعوا على منع إظهار الفطر في نهار رمضان في حقّ المريض والمسافر والحائض مع أنّ الصوم غير واجب عليهم صيانةً لحرمة الشعيرة ودفعاً للتهمة عنهم لخفاء أعذارهم في الغالب، فأولى أن يمنع ذلك في حقّ الكافر غير المعذور.
وهذه بعض أقوال العلماء في تخريج الفرع على القاعدة.
قال ابن القاسم العبادي في شرح الورقات ج 1 ص 431 (ومما يتخرّج على هذه القاعدة: ما أفتى به بعض مشايخنا: أنه يحرم سقي الكافر في نهار رمضان بعوضٍ أو مجاناً؛ لأنه إعانة على معصية، وينبغي أن بيع المطعوم والمشروب منه في نهار رمضان مكروه تارة، ومحرّم أخرى، بحسب توهّمه أو ظنه تناول ذلك).
وقال ابن اللحام الحنبلي في قواعده (ج1 ص 177) في فروع القاعدة: (ومنها: أن أهل الذمة هل يمنعون من إظهار الأكل والشرب في رمضان؟ قال ابن الصيرفي: يمنعون، ونقله عن القاضي، وذكره أبو العباس. وهذا قد يكون مبنيا على تكليفهم. والأظهر: أنهم يمنعون مطلقاً وإن قلنا بعدم تكليفهم إذ في ذلك إظهار شعار دينهم، وإظهار الأكل والشرب في رمضان. وقد قال صاحب المحرر في المريض والحائض والمسافر: لا يجوز إظهارا لفطر إجماعاً، مع أن الصوم غير واجب عليهم)
إلى أن قال: (وقد يقال: يُبنى على تكليفهم وعدمه: هل يجوز للمسلم إعانتهم على الأكل والشرب من غير إظهارٍ أم لا؟ فإن قلنا بتكليفهم لم يجز، وإن قلنا بعدمه جاز، والله أعلم).
يراجع الإنصاف (4 ص238) والفروع (3 ص19)، (6 ص275)، كشاف القناع (3 ص133) والاختيارات الفقهية لشيخ الإسلام (318(
تنبيه: من الغرائب قول بعض من يُستفتى في هذا البلد (كينيا): لم أجد كلاماً للعلماء في هذه المسألة مع طول بحث؟