عن عروة بن الزبير - رضي الله عنهما - أنَّ عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كنْ لِما لم تَرْجُ أرجى منك لما ترجو؛ فإنَّ موسى بن عمران خرج يقتبس نارًا، فرجع بالنبوَّة".
ماصحة هذا الأثر؟
عن عروة بن الزبير - رضي الله عنهما - أنَّ عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كنْ لِما لم تَرْجُ أرجى منك لما ترجو؛ فإنَّ موسى بن عمران خرج يقتبس نارًا، فرجع بالنبوَّة".
ماصحة هذا الأثر؟
أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد [4 : 686]، وعنه ابن عساكر في تاريخ دمشق (61/55) فقال: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الشَّوْكِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْوَاعِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السُّكَيْنِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ الطَّالَقَانِيّ ُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّمْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كُنْ لِمَا لَمْ تَرْجُ أَرْجَى مِنْكَ لِمَا تَرْجُو فَإِنَّ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ خَرَجَ يَقْتَبِسُ نَارًا فَرَجَعَ بِالنُّبُوَّةِ ". اهـ.
قال الخطيب البغدادي:
"غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، لا أَعْلَمُ رَوَاهُ إِلا مُحَمَّدَ بْنَ مُهَاجِرٍ الْمَعْرُوفَ بِأَخِي حُنَيْفٍ، وَكَانَ غَيْرَ ثِقَةٍ، حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الرَّمْلِيِّ وَهُوَ مَجْهُولٌ عَنْ هِشَامٍ وَلَمْ أَكْتُبْهُ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ". اهـ.
وعزاه محب الدين الطبري في الذخائر (ص: 194) إلى الحافظ أبي نعيم البصري، ونقل عنه حسين البكري في تاريخ الخميس (1/505).
وقال العصامي في سمط النجوم (1/510) : " خرجه إِلَى الْحسن أَبُو نعيم الْبَصْرِيّ ". اهـ، وذكره ابن حمدون في التذكرة (1/273) من قول محمد بن علي بن الحسين.
وأخرجه الديلمي في مسنده [4844] مرفوعًا من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بلفظ: "كن لما لَا ترجوا أرجي مِنْك مَا ترجو فَإِن أخي مُوسَى بن عمرَان ذهب يقتبس نَارا فَكَلمهُ ربه عز وَجل". اهـ.
ذكره علي حسن علي الحلبي في موسوعة الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة [131162].
وأخرجه الصدوق في أماليه [33:150] موقوفًا من طريق محمد بن أبي عمير، عن عبد الله بن القاسم، عن الصادق حدثني أبي عن جدي عن أمير المؤمنين قال:
"كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو، فان موسى بن عمران خرج يقتبس لأهله ناراً، فكلمه الله عزّوجلّ فرجع نبياً". اهـ.
وذكر الحر العاملي في الوسائل (12/33) طريقًا ءاخر عن علي بن محمد القاساني، عمن ذكره، عن عبد الله بن القاسم، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن جده قال: قال أمير المؤمنين: فذكره.
وزاد: "وخرجت ملكة سبا فأسلمت مع سليمان، وخرجت سحرة فرعون يطلبون العز لفرعون فرجعوا مؤمنين". اهـ.
وقال: " ورواه الصدوق مرسلا، ورواه أيضا باسناده عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الله بن القاسم مثله ". اهـ، ثم ذكر طريقًا ءاخر من قول أبي عبد الله جعفر.
وذكره التنوخي في الفرج (5/74) في أبيات الشعر، قال العصامي في سمط النجوم (1/510) :
عقد هَذَا الْأَثر عَن عَائِشَة بعض الأدباء شعرًا فِي أَبْيَات أَرْبَعَة هِيَ قَوْله // (من الْخَفِيف) //
(كُن لما لَا يُرْجَى من الأمرى أَرْجَى ... مِنْك يَوْمًا لما لَهُ أَنْت راجي)
(إنّ مُوسَى مضى ليقبس نَارا ... من شهابٍ يلوح وَاللَّيْل داجي)
(فانثنى رَاجعا وَقد كلم الله ... وناجاه وَهُوَ خير مناجي)
(وَكَذَا الكرب حِين يشْتَد بِالْمَرْءِ ... فأدنى لسرعة الإنفراج)
انتهى.
ومن طريق التنوخي أخرجه ابن العديم في البغية (5/2219)، وابن عساكر في تاريخ دمشق من إنشاد وهب بن ناجية المري.
وفي ربيع الأبرار (224) وقد نسب لابن عائشة القرشي فيه وفي الأيجاز والأعجاز (36) وبعضه في بهجة المجالس (1: 177).
وذكره الجاحظ في المحاسن والأضداد (ص: 156) فقال:
"قيل: وجد في بعض خزائن ملوك العجم لوح من حجارة، مكتوب عليه: «كن لما لا ترجو، أرجى منك لما ترجو؛ فإن موسى عليه السلام خرج ليقبس ناراً، فنودي بالنبوة». اهـ.
والله أعلم.
جزاكم الله خيراً.