كوني مثل أم سليم
عبد الملك القاسم


للزواج شأن عظيم في الإسلام ، فهو ركن الأسرة المسلمة وسبيل استقرارها وسعادتها وطريق إنجاب الأبطال والنساء المصونات عبر زمن طويل من القدوة الحسنة والتربية السليمة ! وقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم شرطين لمن قدم طارقاً بيت ولي الزوجة ، فقال صلى الله عليه وسلم : "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه" رواه الترمذي.
وعلى هذا التوجيه النبوي سار صدر الإسلام الأول! خطب أبو طلحة أم سليم قبل أن يسلم ....


قالت :
ما مثلك يرد ولكنك رجل كافر، وأنا امرأة مسلمة فإن تسلم فذلك مهري لا أسألك غيره.

فأسلم وتزوجها .

وفي رواية قالت له :
ألست تعلم أن إلهك الذي تعبده خشبه تنبت من الأرض نجّرها حبشي بني فلان ؟

قال : بلى

قالت : أفلا تستحي أن تعبد خشبه من نبات الأرض نجّرها حبشي بني فلان؟ إن أنت أسلمت لم أرد منك صداقاً غيره.

قال :
حتى أنظر في أمري .

فذهب ثم جاء فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .

فقالت لابنها : يا أنس : زوج أبا طلحة .

وفي رواية قال ثابت : فما سمعنا بمهر قط كان أكرم من مهر أم سليم فما هو؟ إنه الإسلام .

وفي رواية قال لها : يا رميصاء وأين الصفراء والبيضاء - يعني الذهب والفضة؟

فقالت : لا أريد صفراء ولا بيضاء ، لا أريد غير الإسلام ، لا أرضى مهراً سواه! فقال : ومن أين لي بالإسلام؟

قالت : دونك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اذهب إليه وأعلن إسلامك أمامه .

فانطلق أبو طلحة ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلاً قال : "أتاكم أبو طلحة غرة الإسلام بين عينيه" .

ثم أخبره خبره مع أم سليم فزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم على
ما اشترطت من المهر .

فيا ابنة الإسلام ... عليك إلا يغيب عن بالك التوجيه النبوي في اختيار الزوج ولا تخدعك المظاهر ولا تغرك زهرة الحياة الدنيا!

ولكل أب وأخ أقول : اتق الله في أمر من تحت يدك واحذر خيانة الأمانة بتزويج رجل لا يتوفر فيه اان الأساسيان : الدين والخلق ! وعليك بأهل الخير والصلاح تبرأ ذمتك وتسعد موليتك .