السؤال:
♦ الملخص:
فتاة تدعو إلى الله عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها تخشى الفتنة وتذكُر أنها ضعيفة، وأنها ترتاح عندما تُغلق هذه المواقع، وتسأل عن حلٍّ.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أدخل مواقع التواصل بهدف نشر العلم، يعني أقتبس شيئًا مفيدًا في الدين وأنشره، فأحيانًا أشعُر أن من يقرأ تلك المنشورات تُعجبه ويُعجب بي أيضًا، ويحاول أن يُراسلني على الخاص، وأنا ضعيفة قليلًا، فلست متمكنة من ضبط مشاعري ونفسي بشدة، وأحيانًا أنا أُعجب بمنشورات غيري فأتعلق بهم، فنصَحني أخي ألا أدخل مواقع التواصل لنشر العلم، وأن هذا العالم الافتراضي حتى لوكان لنشر العلم الشرعي فله أناس أقوياء ومتخصصون ومُحصَّنون، صرت أرتاح عندما أُغلق تلك المواقع، لكن تأتيني أفكار أنني أكسب الحسنات من نشري للعلم، فهل علي ذنب إذا لم أنشر العلم بهذه الطريقة؟ وهل أكون مأجورة إذا أغلقت تلك المواقع بهدف تحصين نفسي والبُعد عن الفتن؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، جزاك الله خيرًا أختنا الكريمة لحرصك على نشر العلم ودعوة الناس إلى الخير، فِعل الخير عمومًا له ضوابط تَضبطه حتى يكون خيرًا حقيقةً، ولا ينقلب إلى شرٍّ، ومن هذه الضوابط ألا يُعرِّض الداعي نفسه للفتن؛ كمشاهدة الصور المحرمة، والاختلاط بين الرجال والنساء، فإن وُجِدت نحو هذه الأمور، فلا يجوز لأي شخص الدخول إلى هذه المواقع حتى ولو كان بغرض الدعوة إلى الله.
ومن هذه الضوابط أيضًا: أن يكون الداعي على علمٍ يساعده على نشر الصواب، وأما إن كان هذا الداعي لا يمتلك قدرًا من العلم الشرعي، فإنه سيقع في الخطأ ولا بد، وسيُوقع غيره معه في الخطأ.
فكم من أحاديث موضوعة ومنكرة نُشِرت على هذه المواقع، ونسَبها ناشروها إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ جهلًا منهم بحال هذه الأحاديث، وكم من أشخاص نشروا مسائل مبتَدَعة ظنُّوها من دين الله تعالى، وهي في الحقيقة ليست من الدين، إلى آخر ذلك من الأمور الباطلة التي تُنشر على هذه المواقع بغرض فعل الخير، فتنقلب على صاحبها بالوزر لا بالأجر.
وعلى ذلك أُختنا الكريمة، فنصيحتي لك عدم الدخول إلى هذه المواقع، وأنت في ذلك مأجورة بإذن الله؛ لأنك بذلك تحافظين على دين الله تعالى بألا يَنشُرَ العلمَ إلا أهلُه، وتحافظين على نفسك من الفتن والموبقات، والحمد لله أولًا وآخرًا.
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz6J6JLUVO5