قل هو الله أحد


أبو الهيثم محمد درويش


{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } :
أعلن يا محمد عقيدة التوحيد الخالص لله رب العالمين الواحد الأحد المتفرد بصفات الكمال والجلال وحده لا يشاركه ولا يدانيه أحد, الصمد الذي يقصده الجميع رغباً ورهباً والذي يقوم الخلق كلهم بإذنه وتدبيره, له الكمال كله في صفاته وأفعاله سبحانه عن أي نقص أو عيب.
ومن كماله استغنائه فلا ولد له ولا والد, بل هو الموجد للخلق كلهم والكل له عبد.
لا مثيل له ولا شريك , لا ولم ولن يكون له كفواً سبحانه عن الشريك والمثيل.
قال تعالى:
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} [الإخلاص]
قال السعدي في تفسيره:
أي { قُلْ} قولًا جازمًا به، معتقدًا له، عارفًا بمعناه، { هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} أي: قد انحصرت فيه الأحدية، فهو الأحد المنفرد بالكمال، الذي له الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا، والأفعال المقدسة، الذي لا نظير له ولا مثيل.
{ اللَّهُ الصَّمَدُ } أي: المقصود في جميع الحوائج. فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه غاية الافتقار، يسألونه حوائجهم، ويرغبون إليه في مهماتهم، لأنه الكامل في أوصافه، العليم الذي قد كمل في علمه، الحليم الذي قد كمل في حلمه، الرحيم الذي [كمل في رحمته الذي] وسعت رحمته كل شيء، وهكذا سائر أوصافه.

ومن كماله أنه {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } لكمال غناه
{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ }لا في أسمائه ولا في أوصافه، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى.
فهذه السورة مشتملة على توحيد الأسماء والصفات.