تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 22 من 22

الموضوع: سلسلة فوائد أيام حصار الوباء

  1. #21

    افتراضي رد: سلسلة فوائد أيام حصار الوباء

    فوائد أيام حصار الوباء: (56)
    « قال العلاء بن بدر: إن الله لا يهلكأمة وهم يستترون بالذنوب، .....عن سالم بن عبد الله، قال: سمعت أبا هريرة يقول:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كل أمتي معافى إلا المجاهرون»، وإن منالمجاهرة أن يعمل عملاً لا يرضاه الله بالليل، ثم يتحدث به بالنهار، وذكر الحديث.
    وحدثني أحمد ..... أن صفوان بن سليم حدثه عنأنس بن مالك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «اطلبوا الخير دهركم كله،وتعرضوا نفحات الله -عز وجل-، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده،واسألوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم» ».
    [«التمهيد» لابن عبدالبر (14/80)]



    فوائد أيام حصار الوباء: (57)
    لا يجوز إطاعة أحد في معصية الله -تبارك وتعالى-.
    قال رسول الله -صلى اللهعليه وسلم-: «لا طاعة لبشر في معصية الله ؛ إنما الطاعة في المعروف».
    «... وفي الحديث فوائد كثيرة، أهمها أنه لا يجوز إطاعة أحدفي معصية الله -تبارك وتعالى-، سواء في ذلك الأمراء والعلماء والمشايخ.
    ومنه يعلم ضلال طوائف من الناس:
    الأولى: بعض المتصوفة الذين يطيعون شيوخهم، ولو أمرهم بمعصيةظاهرة؛ بحجة أنها في الحقيقة ليست بمعصية، وأن الشيخ يرى ما لا يرى المريد، وأَعرِفشيخاً مِن هؤلاء نصب نفسه مرشداً قص على أتباعه في بعض دروسه في المسجد قصة خلاصتها:أن أحد مشايخ الصوفية أمر ليلة أحد مريديه بأن يذهب إلى أبيه فيقتله على فراشه بجانبزوجته، فلما قتله؛ عاد إلى شيخه مسروراً لتنفيذ أمر الشيخ! فنظر إليه الشيخ، وقال:أتظن أنك قتلت أباك حقيقة؟ إنما هو صاحب أمك! وأما أبوك فهو غائب!
    ثم بنى على هذه القصة حكماً شرعياً بزعمه! فقال لهم: إنَّالشيخ إذا أمر مريده بحكم مخالف للشرع في الظاهر أن على المريد أن يطيعه في ذلك. قال:ألا ترون إلى هذا الشيخ أنه في الظاهر أمر الولد بقتل والده، ولكنه في الحقيقة إنماأمره بقتل الزاني بوالدة الولد، وهو يستحق القتل شرعاً!
    ولا يخفى بطلان هذه القصة شرعاً على وجوه كثيرة.
    أولاً: أن تنفيذ الحد ليس من حق الشيخ مهما كان شأنه، وإنماهو من حق الأمير أو الوالي.
    ثانياً: أنه لو كان له ذلك؛ فلماذا نفذ الحد بالرجل دون المرأة،وهما في ذلك سواء؟
    ثالثاً: أن الزاني المحصن حكمه شرعاً القتل رجماً، وليس القتلبغير الرجم.
    ومن ذلك يتبين أن ذلك الشيخ قد خالف الشرع من وجوه، وكذلكشأن ذلك المرشد الذي بنى على القصة ما بنى من وجوب إطاعة الشيخ ولو خالف الشرع ظاهراً،حتى لقد قال لهم: إذا رأيتم الشيخ على عنقه الصليب؛ فلا يجوز لكم أن تنكروا عليه!
    ومع وضوح بطلان مثل هذا الكلام، ومخالفته للشرع والعقل معانجد في الناس من ينطلي عليه كلامه، وفيهم بعض الشباب المثقف.
    ولقد جرت بيني وبين أحدهم مناقشة حول تلك القصة وكان قد سمعهامن ذلك المرشد، وما بنى عليها من حكم، ولكن لم تجد المناقشة معه شيئاً، وظل مؤمناًبالقصة؛ لأنها من باب الكرامات في زعمه، قال: وأنتم تنكرون الكرامة. ولما قلت له: لوأمرك شيخك بقتل والدك فهل تفعل؟ فقال: إنني لم أصل بعد إلى هذه المنزلة!! فتباً لإرشاديؤدي إلى تعطيل العقول والاستسلام للمضلين إلى هذه المنزلة؛ فهل من عتب بعد ذلك علىمن يصف دين هؤلاء بأنه أفيون الشعب؟
    الطائفة الثانية: وهم المقلدة الذين يؤثرون اتباع كلام المذهبعلى كلام النبي ﷺ، مع وضوح ما يؤخذ منه، فإذا قيل لأحدهم مثلا: لا تصل سنة الفجر بعدأن أقيمت الصلاة لنهي النبي ﷺ عن ذلك صراحة؛ لم يطع، وقال: المذهب يجيز ذلك، وإذا قيلله: إن نكاح التحليل باطل؛ لأن النبي ﷺ لعن فاعله؛ أجابك بقوله: لا؛ بل هو جائز فيالمذهب الفلاني! وهكذا إلى مئات المسائل.
    ولهذا ذهب كثير من المحققين إلى أن أمثال هؤلاء المقلدينينطبق عليهم قول الله -تبارك وتعالى- في النصارى: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابامن دون الله}؛ كما بين ذلك الفخر الرازي في «تفسيره».
    الطائفة الثالثة: وهم الذين يطيعون ولاة الأمور فيما يشرعونهللناس مِن نظم وقرارات مخالفة للشرع؛ كالشيوعية وما شابهها، وشرهم من يحاول أن يظهرأن ذلك موافق للشرع غير مخالف له، وهذه مصيبة شملت كثيراً ممن يدعي العلم والإصلاحفي هذا الزمان، حتى اغتر بذلك كثير من العوام، فصح فيهم وفي متبوعيهم الآية السابقة:{اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله }، نسأل الله الحماية والسلامة ».
    [«الفوائد الغوالي من مؤلفات الإمامالألباني» فائدة رقم (974)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  2. #22

    افتراضي رد: سلسلة فوائد أيام حصار الوباء

    فوائد أيام حصار الوباء: (58)
    يُروي عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قوله: «إذا كان الإمام عادلاً فله الأجر وعليك الشكر، وإذا كان جائراً فله الوزر وعليك الصبر». [ويروى عن ابن عمر -أيضاً-]
    [«عيون الأخبار» (1/55)]




    فوائد أيام حصار الوباء: (59)
    - «كان أبو وجزة السعدي يعلم أولاده القرآن، ويكتبه لهم في الرمل؛ حتى حفظوه وقرأوه».
    [«بتاريخ ابن أبي خيثمة» (ص 397)]
    - قال الربيع: «قولوا خيراً، وافعلوا خيراً، تجدوا خيراً».
    [«بتاريخ ابن أبي خيثمة» (ص 533)]


    فوائد أيام حصار الوباء: (60)
    كتب محمد بن يحيى -المعروف بابن القابلة- رسالة إلى يحيى بن غانية، جاء فيها:
    «أما بعد، فإنّ الله -تعالى- يقول: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون}، إنّه قد عمّت الرزايا والمصائب، وشملت الفتن المشارق والمغارب، وهلك فيها إلا ما شاء الله الشاب والشائب، وعادت زاهرات الأمصار موحشة خرائب، وعامرات الأقطار مقفرة سباسب؛ بما كسبت أيدي الناس! ولولا حلم الله وإمهاله ليتوب إلهي عبيده، ويرجع عما يكرهه إلى ما يريده، لكان الإبلاس، ولرفع مِن الرّحمة المساس».
    [«المغرب في حلى المغرب» (1/353)]


    قلتُ: ونختم بهذه الفائدة؛ فقد طال (مسلسل) كورونا الدّولي! نسأل الله -تعالى- العافية والسلامة، ونعوذ بالله مِن الفتن ما ظهر منها وما بطن.
    وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
    وكتب
    محمد بن حسين آل حسن
    29رمضان 1441
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •