تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 22

الموضوع: سلسلة فوائد أيام حصار الوباء

  1. #1

    افتراضي سلسلة فوائد أيام حصار الوباء

    فوائد أيام حصار الوباء: (1)


    نقل ابن الملقن هذه الفائدة تحت باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الدين النصيحة: لله، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم» -في «صحيح البخاري»- :
    «إن العالم إذا رأى أمرًا يخشى منه الفتنة على الناس أن يعظهم في ذلك، ويرغبهم في الألفة وترك الفرقة».
    [«التوضيح لشرح الجامع الصحيح» (3/245)]


    فوائد أيام حصار الوباء: (2)
    تعلموا القرآن
    نقل ابن الملقن هذه الفائدة تحت حديث: «يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد، ثم يقول: أيهم أكثر أخذًا للقرآن»:
    «وهذا خطاب للأحياء أن يتعلموا القرآن ولا يغفلوه حين أكرم الله حملته في حياتهم وبعد مماتهم».
    [«التوضيح لشرح الجامع الصحيح» (10/62)]

    قلت:
    لا تضيع وقتك من (قناة فضائية) إلى (مواقع التواصل الاجتماعي) فهي الدّجال الأصغر(!) واحرص على ما ينفعك في قبرك.


    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  2. #2

    افتراضي رد: سلسلة فوائد أيام حصار الوباء

    فوائد أيام حصار الوباء: (3)


    لا تجعل خلوتك في الملذات...


    قال ابن الملقن –رحمه ا لله-: « قوله: (ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه). فيه: فضيلة البكاء من خشية الله –تعالى-، وفضل طاعة السر؛ لكمال الإخلاص، وهو على حسب حال الذاكر، وبحسب ما يتكشف له من أوصافه –تعالى-، فإن انكشف له غضبه وسخطه فبكاؤه من خوف، وإن انكشف جلاله وجماله فبكاؤه من محبة وشوق، وهكذا يتلون الذاكر بتلون ما يذكر من الأسماء والصفات، {فاذكروني أذكركم}، ومن ذكره لم يعذبه؛ لأنه يعلم من يموت على الهدى وضده، ولا يذكر إلا من يموت على الهدى، قاله الداودي.
    وفي اشتراط الخلوة بذلك حض وندب على أن يجعل المرء وقتًا من خلوته للندم على ذنوبه، ويفزع إلى الله –تعالى- بإخلاص من قلبه، ويتضرع إليه في غفرانها، فإنه يجيب المضطر إذا دعاه، (وأن لا يجعل خلوته كلها في لذاته كفعل البهائم التي قد أمنت الحساب في المساءلة عن الفتيل والقطمير على رؤوس الخلائق)، فينبغي لمن لم يأمن ذلك، وأيقن أن يطول في الخلوة بكاؤه ويتبرم بجنانه، وتصير الدنيا سجنه لما سلف من ذنوبه. وروى أبو هريرة مرفوعا: (لا يلج النار أحد بكى من خشية الله –تعالى- حتى يعود اللبن في الضرع)».
    [«التوضيح لشرح الجامع الصحيح» (6/ 454)]

    فوائد أيام حصار الوباء: (4)
    قال سالم : «وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن تتبع»: نقل ابن الملقن هذه الفائدة: «فيه حجة أن الـمَفزع في (النوازل) إلى السنن، وأنها مستغنية عن آراء الرجال، وفيها المقنع والحجة البالغة، وأن من نزع بها عند الاختلاف فقد فلح وغلب خصمه».
    [«التوضيح لشرح الجامع الصحيح» (11/ 110)]
    وفي «حاشية السندي على سنن ابن ماجه» (1/11) تعليقاً على قول سالم: «وغالب أهل الزمان على خلافاتهم إذا جاءهم حديث يخالف قول إمامهم يقولون: لعل هذا الحديث قد بلغ الإمام، وخالفه بما هو أقوى عنده منه.
    وروى ابن عمر حديث: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله»، فقال له بعض أولاده: نحن نمنع. فسبه سبًا ما سمع سب مثله قط، وقطع الكلام معه إلى الموت».
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  3. #3

    افتراضي رد: سلسلة فوائد أيام حصار الوباء

    فوائد أيام حصار الوباء: (5)
    استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فقال: «سبحان الله ماذا أنزل الله الليلة من الخزائن، وماذا أنزل من الفتن، من يوقظ صواحب الحجرات، رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة».
    فائدة: « (ومن يوقظ صواحب الحجرات) -يعني: أزواجه-: من يوقظهن لصلاة الليل، وهو دال على أن الصلاة تنجي من شر الفتن، ويعتصم بها من المحن».
    [«التوضيح لشرح الجامع الصحيح» (9/ 51)]

    قلت: الذي ينجي من شر الفتن هو التمسك بالسنة النبوية، أما ما تقوم به بعض الإذاعات الدينية! من حملة (أذكار واستغفار جماعي)(!) واستدلالهم بنصوص عامة؛ فهذا من بدع الصوفية وأهل الأهواء...
    وإنكار الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- للذكر الجماعي من أبرز الأمثلة لإنكار السلف لمثل هذه المحدثات.

    فوائد أيام حصار الوباء: (6)
    أستغفر الله من نشرها...

    تفرد تابعي كبير -وهو من (رجال الصحيحين)- في رواية حديث –ما-، فأعلّه بعض (المخالفين) بهذا التفرد! وأن الحديث شاذ!! فماذا قال ابن الملقن الشافعي في ذلك –غيّرة على أحاديث الصحيحين-:
    «ذكر المنذري: أن بعضهم قال: إن الأسود تفرد به، قال: ولا يؤثر تفرده به؛ لأنه من الثقات، وادعى صاحب "المبسوط" أنه أثر شاذ.
    (وأستغفر الله من حكايتها)، فهي أحاديث ثابتة في الصحيحين».
    [«التوضيح لشرح الجامع الصحيح» (12/ 57-58)]


    قلتُ: في زمن انتشار الوباء الجسدي، ينتشر الوباء الفكري أو العقدي، وهذا الوباء عبارة عن (هستيريا) تصيب صاحبها المضطرب عندما تتلى عليه نصوص الكتاب والسنة الصحيحة، فيشعر بالألم والعذاب وضيق النفس والغثيان الدائم!!!
    وكما أمرت شريعتنا الكاملة (بالحجر الصحي) في وقت انتشار الوباء، أمرت –أيضًا- (بالحجر العقلي والفكري)! على الرويبضات(!) ولكن لغياب درة الفاروق عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-؛ نطق الرويبضة!!!
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  4. #4

    افتراضي رد: سلسلة فوائد أيام حصار الوباء

    فوائد أيام حصار الوباء: (7)
    نقل ابن الملقن هذه الفائدة
    «في هذه القصة أصل عظيم من الأصول الشرعية، وهو أنه لا اعتراض (بالعقل) على ما لا يفهم من الشرع .... ألا ترى إلى ظهور قبح قتل الغلام، وخرق السفينة في الظاهر.
    ولذلك اشتد نكير موسى، فلما أطلعه الخضر -عليه السلام- على سر ذلك بأن له وجه الحكم فيه فيجب التسليم لكل ما جاء به الشرع، و(إن كان بعضه لا تظهر حكمته للعقول)، فإن ذلك محنة من الله –تعالى- لعباده واختبار لهم؛ لتتم البلوى عليهم، ولمخالفة هذا (ضل أهل البدع) حين حكّموا عقولهم، وردوا إليها ما جهلوه من معاني القدر وشبهه.
    وهذا خطأ منهم؛ لأن عقول العباد لها نهاية، وعلم الباري –تعالى- لا نهاية له. قال تعالى: {ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء}، فما أخفاه عنهم فهو السر الذي استأثر به، فلا يحل تعاطيه، ولا يكلف طلبه، فإن المصلحة للعباد في إخفائه منهم، والحكمة في طيه عنهم إلى يوم تبلى السرائر، والله هو الحكيم العليم. قال تعالى: {ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن}».
    [«التوضيح لشرح الجامع الصحيح» (3/ 630-631)]




    فوائد أيام حصار الوباء: (8)
    ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا﴾
    «اجتمع محمد بن واسع، ومالك بن دينار، فتذاكرا المعيشة فقال مالك: ما شيء أفضل من رجل له غلة يعيش منها؟
    فقال ابن واسع: طوبى لمن وجد غداء ولم يجد عشاء، ووجد عشاءً ولم يجد غداء، والله عنه راض».
    «الإرشاد في معرفة علماء الحديث» (3/878)




    فوائد أيام حصار الوباء: (9)
    توجيهات نبوية كريمة
    «قال بعض الأدباء- وقد سئل عن العيش-:
    فقال: العيش في الغنى؛ فإنى رأيت الفقير لا يلتذّ بعيش أبداً.
    فقال له السائل: زدنى.
    قال: فى الصحّة؛ فإنى رأيت المريض لا يلتذّ بعيش أبداً.
    فقال له: زدنى.
    قال: فى الأمن؛ فإنى رأيت الخائف لا يلتذّ بعيش أبداً.
    قال: زدنى.
    قال: لا أجد مزيداً.
    وهذا الكلام مأخوذ من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    «من أصبح آمنا فى سربه ، معافى فى بدنه، عنده قوت يومه، فكأنّما حيزت له الدنيا بحذافيرها» .
    [«نهاية الأرب» (8/139)]
    من فوائد الإمام الألباني على هذا الحديث:
    «المشكلة تحتاج إلى شرح = المشكلة داخلة في القلب....، المشكلة عويصة؛ لأنه ليس عندنا تربية على هذه التوجيهات النبوية الكريمة.
    هذا الذي يعيش على هذا الأساس من التوجيهات، يصير شعب غير شعبنا اليوم المرفه الذي لا يستطيع إلا أن يكون متنعم، ويتخذ كل الوسائل التقدمية.
    أنا لا أقول إن هذا محرم في الإسلام، لكن أنا في حدود أنه ممكن الاستغناء عن كثير من الأمور، لكي لا نضطر أن نرتكب مخالفات إسلامية».
    [«جامع تراث العلامة الألباني في الفقه» (14/295)]




    فوائد أيام حصار الوباء: (10)
    إياك أن تغتر باجتهادك وقت الفتن!
    قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار».
    قال عمار: (أعوذ بالله من الفتن).
    الفائدة: «أن عمارًا فهم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن هذه الفتنة في الذين يستعاذ بالله منها، وفي الاستعاذة منها دليل أنه لا يدري أحد في الفتنة أهو مأجور أم مأثوم إلا بغلبة الظن، (فلو كان مأجورًا لما استعاذ بالله من الأجر)».
    [«التوضيح لشرح الجامع الصحيح» (5/ 539)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  5. #5

    افتراضي رد: سلسلة فوائد أيام حصار الوباء

    فوائد أيام حصار الوباء: (11)
    لا تجزعنّ إذا مسّتك نائبة .... فإنما هي تجريب وتهذيب
    واصبر فلا غرو إن مس الكريم أذى ... فالشمس تُكسف والدينار مضروب


    فوائد أيام حصار الوباء: (12)


    «قال محمد بن الحجاج: كتب عني أحمد بن حنبل كلاماً. قال العباس: فأملاه علينا قال: لا ينبغي للرجل أن ينصب نفسه للفتوى حتى يكون فيه خمس خصال:
    - أما أولها: فأن تكون له نية؛ فإنه إن لم تكن له نية لم يكن عليه نور ولا على كلامه نور.
    - وأما الثانية: فيكون عليه حلم ووقار وسكينة.
    - وأما الثالثة: فيكون قوياً على ما هو فيه وعلى معرفته.
    - وأما الرابعة: فالكفاية وإلا مضغه الناس.
    - والخامسة: معرفة الناس.
    فأقول أنا -والله العالم-: لو أن رجلاً عاقلاً أنعم نظره، وميز فكره، وسما بطرفه، واستقصى بجهده طالباً خصلة واحدة في أحد من فقهاء وقتنا والمتصدرين للفتوى أخشى أن لا يجدها! والله نسأل صفحاً جميلاً وعفواً كثيراً».
    «طبقات الحنابلة» (3/108)
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  6. #6

    افتراضي رد: سلسلة فوائد أيام حصار الوباء

    فوائد أيام حصار الوباء: (13)
    «قال الحجاري: ورفع للناصر أن تاجراً زعم أنه ضاعت له صرة فيها مئة دينار، ونادى عليها، واشترط أن يهب للآتي بها عشرة دنانير، فجاء بها رجل عليه سمة خير، ذكر أنه وجدها.
    فلما حصلت في يده قال: إنها كانت مئة وعشرة، وإن العشرة التي نقصت منها أخذها الذي أتى بها، وأبى أن يدفع له ما شرط.
    فوقع الناصر صدق التاجر والرجل الذي وجد المال، ولولا صدق الرجل ما أتى بشيء مجهول، فاردد عليه المائة، ونادِ على مال التاجر فإنه مائة وعشرة.
    فكان ذلك من مُلحه».
    [«المُغرب في حلى المغرب» (1/186)]

    فوائد أيام حصار الوباء: (14)

    «اقرأ قوله تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} أي: على طرَف، {فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة}: هذا إيمانه ضعيف مهزوز: إن لم تأته فتنة فهو مستقر؛ وإن أتته فتنة - شبهة، أو شهوة - انقلب على وجهه؛ فمثلاً نحن الآن في المملكة العربية السعودية ليس عندنا - ولله الحمد - أحد يعارضنا في العقيدة؛ فليس عندنا معتزلة، ولا جهمية، ولا جبرية ...
    فنحن ثابتون على الفطرة؛ ولكن لو يبتلى الإنسان، فيأتيه واحد من عفاريت الإنس جيد في المجادلة، والمحاجة من المعتزلة لأوشك أن يؤثر عليه، وينقله إذا لم يكن لديه رسوخ في العلم، والإيمان؛ كذلك لو أن إنساناً عنده إيمان لكن تعرضت له امرأة ذات منصب وجمال، وأغرته حتى وقع في الفاحشة؛ وإنسان آخر تعرضت له هذه المرأة فقال: «إني أخاف الله» تجد الفرق بينهما؛ فالمهم أن القول الراجح الذي لا شك فيه، والذي تدل عليه الأدلة السمعية، والواقعية أن الإيمان يزيد وينقص».
    [«تفسير الفاتحة والبقرة» للعثيمين (3/306)]

    فوائد أيام حصار الوباء: (15)
    «قَصْر التّمسك على الكتاب العزيز (شعبة من الخروج ونوع من النفاق)، والخارجية هم القائلون في مقالبة علي -رضي الله عنه-: {إن الحكم إلا لله}، أي: لا نقبل شيئاً إلا ما في القرآن! والمراد بهذا إنكار الحديث! والفرار عن اتباعه! فمن لم يقبل السنة، واقتصر على القرآن، ففيه شائبة، بل (شيمة الخارجية) بلا تفاوت، ولا يصح إيمان أحد حتى يتبع السنن كما يتبع القرآن، كيف وقد جاءنا بهذه من جاء بالقرآن، ولم نعلم القرآن إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا لم يقبل أحد بيانه صلى الله عليه وسلم فإنه غير قابل للقرآن أيضاً».

    [«سبيل الرشاد في هدي خير العباد» (3/335-336)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  7. #7

    افتراضي رد: سلسلة فوائد أيام حصار الوباء

    فوائد أيام حصار الوباء: (16)
    -قال رجل لابن سيرين: إني وقعت فيك فاجعلني في حل. قال : ما أحب أن أحل لك ما حرم الله عليك.
    -أن تكون أخرس عاقلاً خيرٌ من أن تكون نطوقاً جاهلاً.
    - إذا صاحت الدجاجة صياح الديك فلتذبح. (قاله الفرزدق في امرأة قالت الشعر).
    - من أراد خيراً فأخطأ خير ممن أراد شراً فأصاب.
    -قال رجل للأحنف في شيء بلغه عنه, فأنكره الأحنف.
    فقال الرجل: بلغني عنك الثقة ، فقال الأحنف: إن الثقة لا يبلغ.
    - إذا قيل لك أنّ فقيراً استغنى، وغنياً افتقر، وحياً مات، أو ميتاً عاش؛ فصدق، وإذا بلغك أنَّ أحمقَ استفاد عقلاً فلا تصدق!

    فوائد أيام حصار الوباء: (17)
    «قال الله –تعالى-: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
    من فوائد الآية:
    - أن من دُعي إلى الحق من هذه الأمة، وقال: (المذهب كذا، وكذا). يعني ولا أرجع عنه ففيه شبه من اليهود، لأن الواجب إذا دعيت إلى الحق أن تقول: (سمعنا وأطعنا)؛ ولا تعارضه بأي قول كان، أو مذهب..
    - وجوب قبول الحق مِن كل مَن جاء به».
    [«تفسير الفاتحة والبقرة» للعثيمين (1/298)]

    فوائد أيام حصار الوباء: (18)
    اللغوي أبو غالب تمام بن غالب المعروف بابن التياني من الأعلام في علم اللغة المشهورين، انتقل من قرطبة إلى مرسية، وبث علمه هنالك، وصنف كتاباً في اللغة وقف عليه الملك مجاهد العامري -ملك الجزر ودانية-، فأعجبه، فبعث إليه بألف دينار وكسوة على أن يزيد فيه أنه صنفه مطرزاً باسم مجاهد.
    فقال أبو غالب: «كتاب صنفته لله ولطلبة العلم أصرفه إلى اسم ملك، هذا والله ما لا يكون أبداً».
    وصرف على مجاهد الألف الدّينار والكسوة، فزاد في عين مجاهد وعظم في صدور الناس.
    وقد أطنب الحجاري بسبب هذه القضية في شكر الملك والعالم، وقال: (هكذا ينبغي أن تكون الملوك، وكذا يجب أن تكون العلماء).
    [«المغرب في حلى المغرب» (1/166)]


    فوائد أيام حصار الوباء: (19)
    دِين الخوارج -قطع الله دابرهم- في القديم والحديث
    كتب معاوية إلى عثمان –رضي الله عنهما-: «إنه قدم على أقوام ليست لهم عقول ولا أديان! أثقلهم الإسلام، وأضجرهم العدل، لا يريدون الله بشيء، ولا يتكلمون بحجة، إنما همهم الفتنة وأموال أهل الذمة، والله مبتليهم ومختبرهم، ثم فاضحهم ومخزيهم، وليسوا بالذين ينكئون أحداً إلا مع غيرهم، فَانْهَ سعيدًا ومَن قِبَله عنهم؛ فإنهم ليسوا لأكثر من شغب أو نكير».
    [«تاريخ الطبري» (4/ 321)]


    فوائد أيام حصار الوباء: (20)
    نصائح حلبيّة في مِثل هذه الظّروف
    أولاً: البقاء في البيت، وعدم الخروج إلا لسبب في ضرورة أو حاجة.
    ثانياً: استغلال الأوقات بإصلاح النّفس وتعليمها، ورعاية الأُسرة.
    ثالثاً: العناية الصّحية، والأخذ بالأسباب والاحتياطات...
    رابعاً: الدّعاء، والتضرع لربّ الأرض والسّماء -سبحانه وتعالى- .
    هذا كله -إن شاءالله- مما يجب علينا -جميعاً- أن نتنبه إليه، ونجتمع عليه؛ تعاوناً على البر والتّقوى، وتواصياً بالحقّ والصّبر.
    [«اللقاء المفتوح الثالث»]




    فوائد أيام حصار الوباء: (21)
    عليك بالشام..

    «قال عطاء الخراساني: لما هممت بالنقلة مِن خراسان، شاورت مَن بها من أهل العلم: أين ترون أن أنزل بعيالي؟
    فكلهم يقول: (عليك بالشام).
    ثم أتيت البصرة فشاورت بها: أين ترون لي أن أنزل بعيالي؟ قال: فكلهم يقول لي: (عليك بالشام).
    ثم أتيت أهل الكوفة فشاورت من بها من أهل العلم: أين ترون لي أن أنزل بعيالي؟ فكلهم يقول لي: (عليك بالشام).
    ثم أتيت مكة فشاورت من بها من أهل العلم: أين ترون أن أنزل بعيالي؟ فكلهم يقول: (عليك بالشام).
    ثم أتيت المدينة فشاورت من بها من أهل العلم: أين ترون لي أن أنزل بعيالي؟ فكلهم يقول لي: (عليك بالشام)».
    [«تاريخ ابن أبي خيثمة» (ص300)]

    فوائد أيام حصار الوباء: (22)
    يا أهل الشام: اقتصدوا في النفقات، فالتاريخ يسجل ما لكم وما عليكم.....
    «عبد الرحمن بن محمد الشربيني الفقيه الشافعي المصري ، كان كثيراً ما يحج ويجاور بمكة، واجتمع به (النجم الغزي) بالمدينة في أواسط المحرم سنة اثنتين بعد الألف، قال: فسألته كم حججتم؟:
    فقال [أي: الفقيه عبدالرحمن الشربيني]: أربعاً وعشرين مرة.
    فقلت له: أنتم يا مولانا معاشر علماء مصر يحج الواحد منكم مرات، وأما أهل الشام فلا يكاد الواحد منهم يحج إلا مرة، فأنتم أرغب في الخير منا!
    فقال لي: يا مولانا الواحد منا يستأجر بعيراً بعشرة ذهباً، ويحمل تحته القريقشات ويحج، وأنتم إذا حج أحدكم يتكلف كلفة زائدة تكفي عدة منا، وطريقكم أشد من طريقنا، والأجر يكون على قدْر النَّصَب والنَّفقة -كما في الحديث-، فحجة الواحد منكم تعدل حجّات الواحد منا!
    وهذا دليل على إنصافه وحسن نظره».
    [«خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر» (2/ 378)]

    فوائد أيام حصار الوباء: (23)
    ج1
    مِن أقوال المؤرخ الجبرتي –رحمه الله- في كتابه العجيب «تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار»:
    - «فلولا قانون السِّياسة وميزان العدالة؛ لم يقدر مصلٍ على صلاته، ولا عالم على نشر علمه، ولا تاجر على سفره». (1/14)
    - «وأكثر الناس منحرفو الطباع، معوجو الأوضاع». (1/319)
    - «وفي يوم الأحد دخل الجم الغفير من الحجاج، ومات الكثير مِن الدّاخلين في ذلك اليوم، وكثير مرضى، وحصل لهم مشقة عظيمة وشوب وغلاء، وخصوصاً بعد مجاوزتهم العقبة، وبلغت الشربة الماء ديناراً! والبطيخة دينارين!!». (2/410)
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  8. #8

    افتراضي رد: سلسلة فوائد أيام حصار الوباء

    فوائد أيام حصار الوباء: (24)
    ج2
    الطاعون وقانون الدفاع عام (1213هـ- 1799م)(!)
    قال المؤرخ الجبرتي –رحمه الله-:
    «وفي يوم الأحد سابع عشرة رتبوا أوامر وكتبوها في أوراق مبصومة، وألصقوها بالأسواق: أحداها بسبب مرض الطاعون، وأخرى بسبب الضيوف الأغراب.
    ومضمون الأولى بتقاسيمه ومقالاته خطاباً لأهل مصر وبلاق ومصر القديمة ونواحيها: أنكم تمتثلون هذه الأوامر، وتحافظون عليها، ولا تخالفوها، وكل من خالفها وقع له مزيد من الانتقام والعقاب الأليم، والقصاص العظيم،، وهي المحافظة من تشويش الكبة، وكل من تيقنتم أو ظننتم أو توهمتم، أو شككتم فيه ذلك في محل من المحلات، أو بيت، أو وكالة أو ربع يلزمهم، ويتحتم عليكم أن تعملوا كرنتيلة [أي: الحجر الصحي]، ويجب قفل ذلك المكان، ويلزم شيخ الحارة أو السوق الذي فيه ذلك أن يخبر حالاً قلق الفرنساوية حاكم ذلك الخط القلق يخبر شيخ البلد قائمقام [أي: رتبة عسكرية] مصر وأقاليمها، ويكون ذلك فوراً، وكذلك كل ملة من سكان مصر وأقاليمها وجوانبها والأطباء إذا تحققوا وعلموا حصول ذلك المرض؛ يتوجه كل طبيب إلى قائمقام ويخبره، ليأمر بما هو مناسب للصيانة والحفظ من التشويش، وكل من كان عنده خبر من كبار الأخطاط [أي: القضاة من الأهالي] أو مشايخ الحارات وقلقات الجهات ولم يخبر بهذا المرض؛ يعاقب بما يراه قائمقام، ويجازى مشايخ الحارات بمئة كرباج؛ جزاء للتقصير، وملزوم –أيضا- من أصابه هذا التشويش، أو حصل في بيته لغيره من عائلته أو عشيرته، وأنتقل من بيته إلى آخر أن يكون قصاصه الموت!
    وهو الجاني على نفسه بسبب انتقاله، وكل رئيس ملة في خط إذا لم يخبر بالكبة الواقعة في خطه، أو بمن مات بها –أيضاً- حالاً فورياً كان عقاب ذلك الرئيس وقصاصة الموت، والمغسل إن كان رجلاً أو امرأة اذا رأى الميت أنه مات بالكبة أو شك في موته؛ ولم يخبر قبل مضي أربع وعشرين ساعة كان جزاؤه وقصاصه الموت.
    وهذه الأوامر الضرورية بلزوم آغات الينكجرية [أي: الجنود] وحكام البلد الفرنساوية والإسلامية تنبيه الرعية واستيقاظهم لها، فإنها أمور مخفية، وكل من خالف حصل له مزيد من الانتقام من (قائمقام) وعلى القلقات البحث والتفتيش عن هذه العلة الردية؛ لأجل الصيانة والحفظ لأهل البلد والحذر من المخالفة. والسلام.
    «... فأنتم يا أهل مصر ويا أهل الأرياف اتركوا الأمور التي توقعكم في الهلاك والتلاف، وامسكوا أدبكم قبل أن يحل بكم الدّمار، ويلحقكم النّدم والعار، والأولى للعاقل اشتغاله بأمر دينه ودنياه، وأن يترك الكذب، وأن يسلم لأحكام الله وقضاه، فإن (العاقل يقرأ العواقب، وعلى نفسه يحاسب)، هذا شأن أهل الكمال؛ يتركون القيل والقال، ويشتغلون بإصلاح الأحوال، ويرجعون إلى الكبير المتعال. والسلام.
    وفي هذا الشهر كتبوا أوراقاً بأوامر، ونصها: من محفل الديوان العمومي إلى جميع سكان مصر وبولاق، ومصر القديمة، إننا قد تأملنا وميّزنا أن الواسطة الأقرب والأيمن؛ لتلطيف أو لمنع الخطر الضروري: وهو تشويش الطاعون عدم المخالطة مع النساء المشهورات؛ لأنهن الواسطة الأولى للتشويش المذكور، فلأجل ذلك حتمنا ورتبنا ومنعنا إلى مدة ثلاثين يوماً من تاريخه أعلاه لجميع الناس».
    [«تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار» (1/319)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  9. #9

    افتراضي رد: سلسلة فوائد أيام حصار الوباء

    فوائد أيام حصار الوباء: (25)
    التوحيد أولاً....
    «في هذه الأَزمان وقبلها بأَزمان يَدعي العلم ضخام العمائم الذين يدعون أَنهم حفاظ الدين على الأمة، وأَنهم... وأَنهم...، أَبو جهل أَعلم منهم، فإنه يعلم معنى (لا إله إلا الله) وهم لا يعرفونه!
    والجهل درجات؛ فيه تعرف قدر الذين أَبو جهل أَعلم منهم.
    ما دخلت الخرافات إلا بالتسامح في معرفة التوحيد وبالغلو في الصالحين، وأَنه يكفي التسمي بالإسلام. فبذلك وقع الشرك».
    [«فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم» (1/84)]


    فوائد أيام حصار الوباء: (26)
    عليك بالآثار والحديث....
    «سأل رجل أحمد بن حنبل فقال: أكتبُ كُتبَ الرأي.
    قال أحمد: لا تفعل؛ عليك بالآثار والحديث.
    فقال له السائل: إن عبد الله بن المبارك قد كتبها!
    فقال له أحمد: ابن المبارك لم ينزل من السماء! إنما أمرنا أن نأخذ العلم من فوق».
    [«طبقات الحنابلة» (2/392)]


    فوائد أيام حصار الوباء: (27)
    جاء في ترجمة محمد بن على المشهور بابن القارئ الدّمشقى:
    ...وحكى والدي فى ترجمته، قال: مما اتفق له معه أني ذهبتُ أنا وإياه إلى عيادة مريض، فصادفنا عنده يعقوب الطبيب اليهودى، فلما خرجنا خرج الطبيب معنا، فسأله القارئ عن المريض.
    فقال: ربما أنه يموت اليوم أو غداً؛ فإن نبضه ساقطٌ جداَ.
    ففي ثاني يوم مِن ذلك مرض القارئ ومات بعد أيام! ولم تمض جمعة إلا والطبيب مات –أيضاً-! وعوفى المريض!!
    فذكرت قول القائل:
    كم مِن عليل قد تخطّاه الرّدى ... فنجا ومات طبيبُهُ والعُوَّدُ
    [«خلاصة الأثر» (4/55)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  10. #10

    افتراضي رد: سلسلة فوائد أيام حصار الوباء

    فوائد أيام حصار الوباء: (28)
    كيف أجوع ببطن غيري؟
    «قال سهيل: كنت ألازم (خير بن نعيم) وأنا حدَث، فكنت أراه يتجر فِي الزيت، فسألته عن ذلك، فقال: انتظر حتى تجوع ببطن غيرك. فقلت في نفسي: كيف أجوع ببطن غيري؟!
    فلما ابتليت بالعيال؛ عرفت أني أجوع ببطونهم».
    [«رفع الإصر عن قضاة مصر» (ص 228)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  11. #11

    افتراضي رد: سلسلة فوائد أيام حصار الوباء

    فوائد أيام حصار الوباء: (29)
    قال الأمير سيف الدين تنكز: «إن ما وراء الفرات مِن البلاد الحادثة في مملكتكم هي بلاد كفر ونفاق وخوارج، وأما ما وراء الفرات مما يلي الشام فهي بلاد إسلام، ومساكن أنبياء، ومقر العباد والصلحاء والعلماء والفقهاء، فينبغي لمن يحضر إليها أن يتأدب بأدب الله تعالى». [«نهاية الأرب» (33/ 48)]

    فوائد أيام حصار الوباء: (30)

    «إن هذه الفتن والأهواء قد فَضحت خلقاً كثيراً، وكشفت أستارهم عن أصول قبيحةٍ، فإنَّ أصون الناس لنفسه؛ أحفظهم للسانه، وأشغلهم بدينه، وأتركهم لما لا يعنيه».
    [«الإبانة الكبرى» لابن بطة العكبري (2/596) ]


    فوائد أيام حصار الوباء: (31)
    قال ابن القيم -رحمه الله-:
    «إن هذه المعارضة بين العقلِ والنقلِ هي أصلُ كلِّ فساد في العالم، وهي ضد دعوة الرّسل من كلّ وجهٍ؛ فإنهم دعوا إلى تقديمِ الوحي على الآراء والعقول، وصار خصومهم إلى ذلك؛ فأتباع الرُّسل قدَّموا الوحي على الرأي والمعقول، وأتباع إبليس - أو نائب من نوابه - قدَّموا العقل على النقل . . .».
    [«مختصر الصواعق المرسلة» (1/209)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  12. #12

    افتراضي رد: سلسلة فوائد أيام حصار الوباء

    فوائد أيام حصار الوباء: (32)
    مـن صفـات أهل الأهواء
    قال أبو إسماعيل الهروي (481 هـ):
    « . . . فلا هو طالب آثاره [أي: النبي -صلى الله عليهوسلم-]، ولا متتبع أخباره، ولا مناضل عن سنّته، ولا راغب في أُسوته.
    يتقلّب بمرتبة العلم، وما عرف حديثاً واحداً، تراه يهزأ بالدينويضرب له الأمثال، ويتلعّب بأهل السُّنَّة، ويُخرجهم أصلاً من العلم! لا تُنقِّر لهمعن بطانة إلا خانتك، ولا عن عقيدة إلا أرابتك، أُلبِسُوا ظلمة الهوى، وسلبوا هيبة الهدى؛فتنبوا عنهم الأعين، وتشمئز منهم القلوب».
    [«ذم الكلام وأهله» (5/141)]

    فوائد أيام حصار الوباء: (33)
    الصلاة المَسلوقة(؟)
    جاء في ترجمة: أحمد بن عبدالله الدوري المكّي:
    «... وكان مع ذلك يصلي بالنّاس (التّراويح)، فيصلي معهالجم الغفير -لمزيد تخفيفه- ويلقبون صلاته: المسلوقة!».
    [«الضوء اللامع لأهل القرن التاسع» (1/312)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  13. #13

    افتراضي رد: سلسلة فوائد أيام حصار الوباء

    فوائد أيام حصار الوباء: (34)
    دواء قلبك خمس عند قسوته ... فادأب عليها تفز بالخير والظفر
    خلاء بطن وقرآن تدبره ... كذا تضرع باكٍ ساعة السَّحر
    ثم التهجد جنح الليل أوسطه ... وأن تجالس أهل الخير والخير

    فوائد أيام حصار الوباء: (35)
    من فوائد ابتلاء وامتحان العبد:
    قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-:
    «..والله -تعالى- لما أراد كرامته [أي: يعقوب -عليه السلام-] كَمَّل له مرتبة المحنة والبلوى؛ ليصبر فينال الدّرجة التي لا يصل إليها إلا على حسب الابتلاء، ولو لم يكن في ذلك إلا تكميل فرحه وسروره باجتماع شمله بحبيبه بعد الفراق، وهذا مِن كمال إحسان الرَّب -تعالى-؛ أنْ يُذيقَ عبده مَرارة الكسر قبل حلاوة الجبر، ويُعرّفه قدر نعمته عليه بأن يبتليه بضدها، كما أنّ -سبحانه وتعالى- لما أراد أنْ يكمل لآدم نعيم الجنة أذاقه مرارة خروجه منها، ومقاساة هذه الدار الممزوج رخاؤها بشدتها، فما كسر عبده المؤمن إلا ليجبره، ولا منعه إلا ليعطيه، ولا ابتلاه إلا ليعافيه، ولا أماته إلا ليحييه، ولا نغّص عليه الدّنيا إلا ليرغبه في الآخرة، ولا ابتلاه بجفاء الناس إلا ليرده إليه».
    [« مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة» (ص306)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  14. #14

    افتراضي رد: سلسلة فوائد أيام حصار الوباء

    فوائد أيام حصار الوباء: (36)
    نبذ التقليد الأعمى! والاعتماد على الأدلة من الكتاب وَالسّنة
    «... فالميزان الراجح [أي: عند المقلد!] هو قوله، ومذهبه قد أهدر مذاهب العلماء مِن الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين، فلا ينظر فيها إلا نظر من ردها راغباً عنها غير متبع لها، حتى كأنها شريعة أخرى! ونحن نبرأ إلى الله من هذا الخُلقُ الذّميم، والمرتَع الذي هو على أصحابه وخيم، ونوالي علماء المسلمين، ونتخيّر من أقوالهم ما وافق الكتاب والسُّنَّة، ونَزِنُها بهما، لا نزنُهما بقول أحدٍ كائناً مَنْ كان، ولا نتّخذَ من دون اللهِ ورسولِه رجلاً يُصيب ويُخطئ؛ فنتّبعه في كلّ ما قال، ونمنعُ -بل نُحرّم- متابعة غيره في كلّ ما خالفه فيه.
    وبهذا أوصانا أئمة الإسلام، فهذا عهدهم إلينا، فنحن في ذلك على مناهجهم وطريقهم وهديهم، دون من خالفنا.
    وبالله التوفيق».
    [«الفروسية» لابن القيّم (ص343)]


    فوائد أيام حصار الوباء: (37)
    قال ابن القيم –رحمه الله-:
    « . . . وكذلك العلماء رجومٌ لشياطين الإنس والجنّ، الذين يُوحي بعضُهم إلى بعض زخرف القول غروراً.
    فالعلماء رجومٌ لهذا الصِّنف من الشياطين، ولولاهم لطُمست معالم الدِّين بتلبيس المضلين، ولكنَّ اللهَ -سبحانه- أقامهم حُرَّساً، وحفظةً لدينه، ورجوماً لأعدائه وأعداء رسله».
    [«مفتاح دار السعادة» (1/260)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  15. #15

    افتراضي رد: سلسلة فوائد أيام حصار الوباء

    فوائد أيام حصار الوباء: (38)
    قال العز بن عبدالسلام -رحمه الله-:
    «واعلم أنه لا أدب كأدب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا خُلق كأخلاقه؛ فمن وفقه الله أعانه على البحث على أخلاقه والاقتداء به؛ ليتخلّق منه بما يقدر عليه ويصل إليه، وما من أحد إلا وقد هَمّ ولمّ، فيا سعادة من اقتدى به، واستسنَّ بسيرته، وأخذ بطريقته، وامتلأ قلبه من محبته، في دِقِّ ذلك كلّه وجلّه، وكُثره وقلّه: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}، {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}،{ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}، وكيف لا يكون كذلك وقد قال -تعالى-: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، وكان خُلُقه الممدوح بالعظمة واتباع القرآن، والقرآن مشتمل على الأمر باتباعه -صلى الله عليه وسلم- فيما جاء به من كتاب أو سنة» .
    [«قواعد الأحكام في مصالح الأنام» (1/108)]


    فوائد أيام حصار الوباء: (39)
    جاء في ترجمة جعفر بن محمد بن معبد:
    «..نقل عن إمامنا أشياء منها، قال: رأيت أبا عبد الله مشى في الصلاة أذرعاً حتى دنا إلى سترته».
    [«طبقات الحنابلة» (1/342)]


    فوائد أيام حصار الوباء: (40)
    عدم الخروج على أقوال العلماء وقت الفتن...
    جاء في ترجمة إبراهيم بن أحمد السبائي:
    «ولقد كان مِن بالقيروان مِن أهل الدّين والعلم إنّما ينظرون إذا نزلت المعضلات إلى ما يفعل: إن أغلق بابه فعلوا مثله، وإن فتح بابه فتحوا أبوابهم، وإن تكلّم ونطق تكلّموا مثل كلامه؛ لتقدمه عندهم ومكانه من الفضل والعلم مع المعرفة بمحنة الوقت، وكيف تلقى الحوادث».
    [«رياض النفوس في طبقات علماء القيروان» (2/470)]


    فوائد أيام حصار الوباء: (41)
    «قال الخليل بن أحمد: الناس على ثلاثة أوقات:
    وقت مضى عنك فلن يعود.
    ووقت أنت فيه فانظر كيف يخرج عنك.
    ووقت أنت منتظره وقد لا تبلغ إليه».
    [ «طبقات الحنابلة» (2/280)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  16. #16

    افتراضي رد: سلسلة فوائد أيام حصار الوباء

    فوائد أيام حصار الوباء: (42)
    «عن جعفر بن برقان، قال: كتب إلينا عمر بن عبد العزيز:
    أما بعد: فمر أهل الفقه والعلم مِن جندك فلينشروا ما علمهم اللهُ في مساجدهم ومجالسهم، والسّلام».
    [«تاريخ ابن أبي خيثمة» (ص612)]


    فوائد أيام حصار الوباء: (43)
    قال ابن قيّم الجوزيّة – رحمه الله-:
    «وأما التَّوكل في نُصرة دين الله، وإعلاء كلمتِه، وإظهار سنَّة رسولِه، وجهاد أعدائِه: فليس فيه علَّة؛ بل هو مُزيل للعلل».
    [«مدارج السالكين» (3/480)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  17. #17

    افتراضي رد: سلسلة فوائد أيام حصار الوباء

    فوائد أيام حصار الوباء: (44)
    يُروى عن أن المنصور أنّه خطب فقال:
    «معشر الناس، لا تضمروا غش الأئمة؛ فإنه مَن أضمر ذلك أظهره الله على سقطات لسانه، [وفلتات أفعاله]، وسحنة وجهه».
    [«نهاية الأرب» (6/ 13)]

    فوائد أيام حصار الوباء: (45)
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-:
    «ما علّق العبدُ رجاءه وتوكّله بغير الله إلا خاب من تلك الجهة، ولا استنصر بغير الله إلا خُذل، وقد قال الله -تعالى-: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً * كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً}».
    [«مجموع الفتاوى» (1/29)]

    فوائد أيام حصار الوباء: (46)
    كلمة حول الاستغاثة بالأموات...

    قال -صلى الله عليه وسلم-: «إن الشمس تدنو حتى يبلغ العرق نصف الأذن، فبينا هم كذلك استغاثوا بآدم فيقول: لست صاحب ذلك، ثم بموسى، فيقول كذلك، ثم محمد -صلى الله عليه وسلم-، فيشفع بين الخلق، فيمشي حتى يأخذ بحلقة الجنة، فيومئذ يبعثه الله مقاماً محموداً، يحمده أهل الجمع كلهم».
    قال الإمام الألباني-رحمه الله-:
    «قوله -صلى الله عليه وسلم-: «استغاثوا بآدم»؛ أي: طلبوا منه -عليه السلام- أن يدعو لهم، ويشفع لهم عند الله -تبارك وتعالى-، والأحاديث بهذا المعنى كثيرة معروفة في «الصحيحين» وغيرهما، وليس فيه جواز الاستغاثة بالأموات، كما يتوهم كثير من المبتدعة الأموات! بل هو من باب الاستغاثة بالحي فيما يقدر عليه، كما في قوله -تعالى-: {فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه..}.
    ومن الواضح البين أنه لا يجوز -مثلاً- أن يقول الحي القادر للمقيد العاجز: أَعِنِّي!
    فالميت الذي يستغاث به من دونه -تعالى- أعجز منه، فمن خالف؛ فهو إما أحمق مهبول، أو مشرك مخذول؛ لأنه يعتقد في ميته أنه سميع بصير، وعلى كل شيء قدير، وهنا تكمن الخطورة؛ لأن الشرك الأكبر، وهو الذي يخشاه أهل التوحيد على هؤلاء المستغيثين بالأموات من دون الله -تبارك وتعالى-، وهو القائل: {إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين. ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها}، وقال: {والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير. إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير}».
    [«الفوائد الغوالي من مؤلفات الإمام الألباني» فائدة رقم (10)]

    فوائد أيام حصار الوباء: (47)

    الرد على الذين يأتون الشرك ويقولون: (نيتنا طيبة، وعقائدنا سليمة)(!)

    قال الإمام الألباني-رحمه الله-:
    «...أفاد كلام المناوي والحنبلي أن قصد الصلاة إلى القبر وعنده محرم، وأنه تشريع لم يأذن به الله، ومع ذلك ترى كثيراً من الناس -حتى بعض المشايخ- يقصدون مقامات الأولياء والصالحين للصلاة عندها، والتبرك بها، وإذا قيل لهم في ذلك؛ قالوا: إنما الأعمال بالنيات، ونياتنا طيبة، وعقائدنا سليمة! ولئن صدقوا في ذلك؛ فما هو بمنجيهم من المؤاخذة عند الشارع الحكيم؛ لأنه إنما بنى الأحكام على الظواهر، والله يتولى السرائر .
    ولقد أنكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على من خاطبه بقوله: ما شاء الله وشئت يا رسول الله! فقال -عليه الصلاة والسلام-:«جعلتني لله نداً؟! قل: ما شاء الله وحده».
    ولقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَعلم أن ذلك الرجل ما قَصد أن يجعله شريكاً مع الله، وهو -رضي الله عنه- ما آمن به -صلى الله عليه وسلم- إلا فراراً من الشرك؛ فكيف يجعله شريكاً لله؟!
    كان -صلى الله عليه وسلم- يَعلم ذلك منه، وإنما أنكر عليه ما سمعه من لسانه حتى يُقَوِّمَهُ مرة؛ فلا يتكلم مرة أخرى بما يوهم الشرك والضلال.
    فمالِ لهؤلاء الناس يأتون أعمالاً منكرة، ظاهرها شرك وضلال، ثم يبررون ذلك بقصدهم الحسن في زعمهم؟!
    والله يعلم أن كثيراً من هؤلاء قد فسدت عقائدهم، وداخَلَها الشرك من حيث يشعرون أو لا يشعرون؛ ذلك جزاؤهم بما كسبوا، وجعلوا أحاديثه -عليه الصلاة والسلام- وراءهم ظهرياً».
    [«الفوائد الغوالي من مؤلفات الإمام الألباني» فائدة رقم (15)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  18. #18

    افتراضي رد: سلسلة فوائد أيام حصار الوباء

    فوائد أيام حصار الوباء: (48)
    الاعتقاد بأن الموتى يسمعون هو السبب الأقوى لوقوع كثير من المسلمين اليوم في الشرك الأكبر، وعدم اهتمام الأحزاب الإسلامية بالتوحيد(!)
    قال الإمام الألباني-رحمه الله-:
    «واعلم أن هذه الرسالة وإن كان موضوعها في بيان حكم فقهي -كما سترى-، فذلك لا يعني-في اعتقادي- أنه لا علاقة لها بما هو أسمَى من ذلك وأعلى، ألا وهو التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده ودعاؤه -تعالى- دون سواه، ومن المعلوم أن الاعتقاد بأن الموتى يسمعون، هو السبب الأقوى لوقوع كثير من المسلمين اليوم في الشرك الأكبر؛ ألا وهو دعاء الأولياء والصالحين وعبادتهم من دون الله- عز وجل- جهلاً أو عنادًا، ولا ينحصر ذلك في الجهال منهم، بل يشاركهم في ذلك الكثير ممن ينتمي إلى العلم، بل وقد يظن الجماهير أنه من كبار العلماء! فإنهم يبررون لهم ذلك خطابةً وكتابةً بمختلف التبريرات التي ما أنزل الله بها من سلطان، والأحزاب الإسلامية كلها -مع الأسف- لا تُعير لذلك اهتمامًا يذكر؛ لأنه يؤدِّى بزعم بعضهم إلى الاختلاف والتفرقة! مع أنهم يعلمون أن الأنبياء إنما كان أوَّل دعوتهم {أَنِ اُعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطاغوت}. وخيرهم من يسكت عن قيام غيره بهذا الواجب، ومن الظاهر أن ذلك الشيخ الذي ألَّف العلامة الآلوسي هذه الرسالة في الرد عليه كان منهم؛ ولذلك ثارت ثائرته حينما صرَّح المؤلف -رحمه الله- في درسه بأن الموتى لا يسمعون؛ لأنه يعلم أن ذلك ينافي ما عليه أولئك الجُهَّال من المناداة للأولياء والصالحين، ودعائهم من دون الله -عز وجل- وفي ظني أن المؤلف -رحمه الله- ما ألَّف هذه الرسالة إلا تمهيدًا للقضاء على هذه الضلالة الكبرى، ألا وهي الاستغاثة بغير الله -تعالى-، على اعتبار أن السبب الأقوى الموجب لها عند من ضلَّ من المسلمين، إنما هو الاعتقاد بأن الموتى يسمعون، فإذا تبين أن الصواب أن الموتى لا يسمعون، لم يبقَ حينئذٍ معنى لدعاء الموتى من دون الله -تعالى-.


    فإني لا أكاد أتصور-ولا غيري يتصور- مسلمًا يعتقد أن الميت لا يسمع دعاء داعيه، ثم هو مع ذلك يدعوه، ومن دون الله يناديه، إلا أن يكون قد تمكنت منه عقيدة باطلة أخرى، هي أضل من هذه وأخزى؛ كاعتقاد بعضهم في الأولياء، أنهم قبل موتهم كانوا عاجزين، وبالأسباب الكونية مقيدين؛ فإذا ماتوا انطلقوا وتفلتوا من تلك الأسباب، وصاروا قادرين على كل شيء كربِّ الأرباب! ولا يستغربن أحد هذا ممن عافاهم الله -تعالى- من الشرك على اختلاف أنواعه؛ فإن في المسلمين اليوم من يصرِّح بأنَّ في الكون متصرفين من الأولياء دون الله تعالى ممن يسمونهم هنا في الشام بـ (المدَّرِّكين) وبـ(الأقطاب) وغيرهم، وفيهم من يقول: (نظرة مِن الشيخ تقلب الشقي سعيداً)! ونحوه من الشركيات».
    [«الفوائد الغوالي من مؤلفات الإمام الألباني» فائدة رقم (16)]


    فوائد أيام حصار الوباء: (49)
    ليس في الإسلام بدعة حسنة...
    قال الإمام الألباني معلقاً على حديث: «مَن سن في الإسلام سنة حسنة....»:
    «يعني فتح الطريق، أدى بهم إلى أن يفعلوا (سنة حسنة) ورد بها الدِّين، هذا هو المعنى الصحيح الذي تقتضيه اللغة وسياق الحديث، وأما تفسيره بـ(من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة) كما شاع عند المتأخرين، وعليه خصصوا به عموم قوله -صلى الله عليه وسلم-: «وكل ضلالة في النار»، فهو مِن أقبح ما نُسب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من المعنى، فإن كل ما فعله الأنصاري في هذا الحديث إنما هو ابتداؤه الصدقة، وهي مشروعة مِن قَبل بالنص، وتلاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في نفس القصة، فأين البدعة في فعل الأنصاري، حتى يقال إنه فعل بدعة حسنة ويحمل عليها الحديث؟!».
    [«الفوائد الغوالي من مؤلفات الإمام الألباني» فائدة رقم (125)]

    فوائد أيام حصار الوباء: (50)
    عدم الاحتكام للكتاب والسُّنَّة في البلاد الإسلامية!!
    قال الإمام الألباني-رحمه الله-:
    «ولقد عمَّ هذا الوباء وطم َّكل البلاد الإسلامية، والمجلات العلمية والكتب الدينية إلا نادراً ، فلا تجد مَن يفتي فيها على الكتاب والسُّنَّة إلا أفراداً قليلين غرباء، بل جماهيرهم يعتمدون فيها على مذهب من المذاهب الأربعة، وقد يتعدونها إلى غيرها إذا وجدوا في ذلك مصلحة –كما زعموا–، وأما السُّنة فقد أصبحت عندهم نسياً منسياً، إلا إذا اقتضت المصلحة عندهم الأخذ بها! كما فعل بعضهم بالنسبة لحديث ابن عباس في الطلاق بلفظ ثلاث؛ وأنه كان على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- طلقة واحدة، فقد أنزلوها منزلة بعض المذاهب المرجوحة! وكانوا قبل أن يتبنوه يحاربونه ويحاربون الداعي إليه!».
    [«الفوائد الغوالي من مؤلفات الإمام الألباني» فائدة رقم (105)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  19. #19

    افتراضي رد: سلسلة فوائد أيام حصار الوباء

    فوائد أيام حصار الوباء: (51)
    وجوب اعتماد مذهب أهل الحديث في تلقي الدِّين
    قال الإمام الألباني-رحمه الله-:
    «ومِن هنا يظهر أنَّ كل المؤمنين بالدِّين الإسلامي؛ فهم على خطر في إيمانهم إذا لم يعتمدوا على مذهب أهل الحديث في تلقيهم للدين؛ فإنهم أعلم الناس بما هو منه ثبوتاً، وما ليس منه رواية، وأعرف الناس بمعانيها ومقاصدها؛ لأنهم تلقوا كل ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالطرق العلمية الصحيحة التي لا سبيل إلى معرفة الدين إلا بها، وبدونها يصير الدِّين هوى متَّبعاً، وهذا هو الدَّاء العضال الذي أصاب العالم الإسلامي اليوم! ولم ينج منه إلا الطائفة المنصورة التي بشر بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث كثيرة متواترة؛ منها قوله -صلى الله عليه وسلم-:
    «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم؛ حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال».
    [«الفوائد الغوالي من مؤلفات الإمام الألباني» فائدة رقم (126)]

    فوائد أيام حصار الوباء: (52)
    جاء في ترجمة (علي بن أحمد القلقشندي): «..ولم يكن يأكل في رمضان اللّحم، إنما كان قوته فيه الخل والعسل والبقل والجبن الأقفاصي ونحو ذلك».
    [«الضوء اللامع» (5/146)]
    سؤال: هل يستطيع شعبنا الكريم في الأردن أن لا يأكل (القطايف) في رمضان؟
    إذا العشرون من رمضان ولتْ
    ~~~~~ فواصل ذكر ربك كل حين
    ولا تغفل عن التطواف وقتاً
    ~~~~~ فأنت من الفراق على يقين

    فوائد أيام حصار الوباء: (53)
    روى أبو نعيم الأصفهاني عن الإمام يحيى بن أبي كثير قال:
    «خيرُ الإخوان الذي يقولُ لصاحبه: تعالَ نصوم قبل أن نموت.
    وشرُّ الإخوان الذي يقولُ لأخيه: تعالَ نأكل ونشرب قبل أن نموت».
    [«حلية الأولياء» (3 /71)]

    فوائد أيام حصار الوباء: (54)
    من بدائع أجوبة سعيد بن المسيب ضمن رده على المبتدعة
    قال الإمام الألباني-رحمه الله- تحت حديث: «إذا طلع الفجر فلا صلاة إلا ركعتي الفجر»:
    «(فائدة): روى البيهقي بسند صحيح عن سعيد بن المسيب: «أنه رأى رجلاً يصلى بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين، يكثر فيها الركوع والسجود، فنهاه.
    فقال: يا أبا محمد! يعذبني الله على الصلاة؟!
    قال: لا؛ ولكن يعذبك على خلاف السنة».
    وهذا من بدائع أجوبة سعيد بن المسيب -رحمه الله تعالى-، وهو سلاح قوى على المبتدعة الذين يستحسنون كثيراً من البدع باسم أنها ذكر وصلاة، ثم ينكرون على أهل السُّنّة إنكار ذلك عليهم، ويتهمونهم بأنهم ينكرون الذِّكر والصّلاة!! وهم في الحقيقة إنما ينكرون خلافهم للسنة في الذِّكر والصّلاة ونحو ذلك».
    [«الفوائد الغوالي من مؤلفات الإمام الألباني» فائدة رقم (912)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  20. #20

    افتراضي رد: سلسلة فوائد أيام حصار الوباء

    فوائد أيام حصار الوباء: (55)
    لا يمكن تصور صلاح القلوب إلا بصلاح الأعمال، ولا صلاح للأعمال إلا بصلاح القلوب...

    « عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنَّ الله لا ينظرُ إلى أجسامكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظرُ إلى قلوبكم [وأعمالكم].» رواه مسلم
    «قلت: وزاد مسلم وغيره في رواية: «وأعمالكم»...، وهذه الزيادة هامة جداً، لأنّ كثيراً من الناس يفهمون الحديث بدونها فهما خاطئاً، فإذا أنت أمرتهم بما أمرهم به الشرع الحكيم من مثل إعفاء اللحية، وترك التشبه بالكفار، ونحو ذلك من التكاليف الشرعية، أجابوك بأن العمدة على ما في القلب، واحتجوا على زعمهم بهذا الحديث، دون أن يعلموا بهذه الزيادة الصحيحة [أي: زيادة (وأعمالكم ) في الحديث] الدالة على أنّ الله -تبارك وتعالى- ينظر -أيضاً- إلى أعمالهم، فإن كانت صالحة قَبِلَها وإلا ردها عليهم كما تدل على ذلك عديد من النصوص، كقوله -صلى الله عليه وسلم-:«من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد».
    والحقيقة أنه لا يمكن تصور صلاح القلوب إلا بصلاح الأعمال، ولا صلاح للأعمال إلا بصلاح القلوب، وقد بيّن ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجمل بيان في حديث النعمان بن بشير: «...ألا وإنَّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب»، وحديثه الآخر: «لَتُسَوُّنَّ صفوفَكم أو ليخالِفَنَّ الله بين وجوهكم» أي: قلوبكم ، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله جميل يحب الجمال»، وهو وارد في المجال المادي المشروع خلافاً لظن الكثيرين..».
    [«الفوائد الغوالي من مؤلفات الإمام الألباني» فائدة رقم (998)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •